لكن ما عصرت علي شديد

قيل لاخوتنا في شمال الوادي أن السودانيين صاروا عباقرة في فن النكت فعلق أحدهم ( لا زم جاعوا بأه) , و هذه حقيقة ماثلة للعيان و عنوان هذا المقال صدر في لحظة تجلي في قروب واتسب لاصدقاء لي و زملاء,تلاحي اثنان منهما في صلاح الرئيس أم فساده فأصر احدهما و هو منطقة شندي أن الرئيس رجل صالح لكن من حوله فاسدون أما الثاني فأصر علي أن تعيين الرئيس لغير الكفوئين و الفاسدين و اغماض عينه عنهم هو قمة الفساد و لما كثر اللجج بينهما كان الثاني الاكثر مكرا فقال للاول : خلاااس انت لو شايف الرئيس زولا كويس أدعي قول :(اللهم أحشرني مع الرئيس) فرد الثاني و بسرعة ( لكن ما عصرت علي شديد ياخوي) و رفض ذلك الدعاء جملة و تفصيلا و انتهت المعركة الكلامية بانفجار القروب ضحكا و بالقاضية الفنيةعلي ود شندي.
هيئة علماء السودان أحتراما أقولها دون اللقب الثاني الذي ضجت به الاسافير و صفحات الجرائد في الايام الماضية عصرت علي الشعب شديد(الحيطة القصيرة) دون أن توجه أدني صوت لوم للحكومة التي عاثت في السودان فسادا و تخريبا و نصحت الشعب المغلوب علي أمره بالتوبة حتي و الاستغفار حتي تحل مشكلة الغلاء,مستندين علي الآية الكريمة (و لو أن أهل القري آمنوا و أتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء و الارض), الحكومة تنسي أو تتناسي أن هذا الشعب شعب مسلم و يعرف دينه جيدا, هذه الآية هذا ليس بموضعها أصلا مع عدم تجاهل فوائد الاستغفار طبعا فهي معلومة لكل مسلم , لكن الدنيا لا تمطر ذهبا و لا فضة و سبل كسب الرزق العادية معلومة .
فلنر معني الآيات الكريمة و أسباب نزولها:
وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ (94) ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ حَتَّى عَفَوْا وَقَالُوا قَدْ مَسَّ آَبَاءَنَا الضَّرَّاءُ وَالسَّرَّاءُ فَأَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (95) وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (96) أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ (97) أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ (98) أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ (99) أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ أَهْلِهَا أَنْ لَوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ (100) تِلْكَ الْقُرَى نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَائِهَا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا مِنْ قَبْلُ كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الْكَافِرِينَ (101) وَمَا وَجَدْنَا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَإِنْ وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ(102)الاعراف
هذه الآيات اصلا نزلت في الامم الماضية و ظهر فيها سنة الاولين و كانت ظهور الرسل و المعجزات و التكذيب ثم العذاب.
هيئة علماء السودان أصلا من المفترض أن يكون علماؤها عالمين بالقرآن و تأويله ,لماذا يغمضون أعينهم عن التأويل الصحيح لللآية؟
هناك مشكلة كبري في أستخدام القرآن بصورة خاطئة?أذكر في بدايات الانقاذ كان هناك مؤتمر خاص بتأصيل العمل الشرطي بالخرطوم و قد وضعت لافتة ضخمة في مدخل القاعة كتب عليها الآية الكريمة:
(يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ ۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا).
أنا فهمت بأن المعني من وضع الآية أن العقوبة لمرتكبي الجرائم من الشرطة يفترض أن تكون مغلظة لكن لا يجوز استخدام الآيات القرآنية في غير موضعها فمن اراد أن يقطع رؤوس الناس بلا ذنب فليفعل ولكن ما يعصر علي الدين شديد.
مسؤولي الحكومة و الوطني عصروا علي الشعب شديد في أساسيات الحياة و ليتهم سكتوا علي ذلك و هذه بعض تصريحاتهم التي زادت من سخط الناس:
تصريح من مسؤول رئاسي : نحنا ما هامينا رضا الناس هامينا نرضي الله سبحانه و تعالي بس.
علي عثمان : نحنا هدفنا مش حل مشاكل الناس المادية هدفنا الاستراتيجي تطبيق الشريعة.
علي عثمان: علي الناس التخلي عن الحقد و الحسد فيما أنعم الله به علي بعضهم (هذا عندما ظهرت علامات الثراء الحرام).
مهدي ابراهيم : صبرنا على اهل السودان وهم نسوا اننا متعناهم في السنوات الماضية.
الحاج ادم : الحال كان بائس قبل 89 وما كان في زول عندو قميصين والان الدواليب مليانه.
قطبي المهدي : السودانيين يركبون الدواب ولا يعرفون الخبز ولن يتأثرو بزيادة اسعار الوقود.
ابراهيم محمود : السودانيين كانوا بتقاسموا الصابونة قبال نمسك الحكومة دي.
نافع على نافع : الشعب السوداني لم يكن يحلم بالكهرباء لذلك لن يخرج في مظاهرات بسبب انقطاعها، وكذلك لم يكن عنده جنريترات أو عربات عشان يحتج بسبب انعدام الجازولين.
نافع : (لحس الكوع) أسهل ل (شذاذ الآفاق) من إسقاط النظام .
امين حسن عمر : الشعب السوداني كان بيقيف صفوف أمام بيوت العاهرات.
مصطفي عثمان اسماعيل: قبل الانقاذ الشعب السوداني كان مثل الشحاتين و بيشرب الشاي بالجكة.
ابراهيم محمود حامد: استلمنا الحكومة والناس بتقسم الصابونة، والسكر بالوقية.
ما أخطر الكلام , بعض الكلمات أذا صيغت خطأ أو أستخدمت خطأ تؤدي لنتائج عكسية , هل تصور أحدكم أن (سبحان الله) يمكن أن تكون ذنبا؟ لا و ألف لا.
قيل أن الحجاج بن يوسف الثقفي كان جالسا في مجلسه فأتي اليه أحد المنافقين بوشاية و كان بالمجلس منافق آخر سمع بالوشاية تقال وهو من أعداء من أتت ضده الوشاية فاراد أن يزيد من فداحتها فقال بأعلي صوته (سبحان الله) و كان بالمجلس عبدالله العابد الصوفي الزاهد ,قال (لم أكن أعلم أن سبحان الله يمكن أن تكون ذنبا الا اليوم)!!!
الآن الوضع ماشي الي الاسوأ و الدولار عاصر علي الجنيه شديد , لاجؤا الجنوب و أثيوبيا عاصرين علي السودان شديد , السوق عاصر علي الناس شديد,الحكومة عاصرة علي السيادة شديد في المفاوضات, و المعارضة و الحركات المسلحة عاصرين علي الناس في مناطقهم شديد هم أصلا فقراء و الحرب زادتهم فقرا و المفاوضات معلقة و ما معروف متي ينتهي كل هذا العصر.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..