رد علي مقال قراءة تاريخية للعلمانية في أوروبا من خلال ثنائية

رد علي مقال قراءة تاريخية للعلمانية في أوروبا من خلال ثنائية النسبي والمطلق
ورد عن الكاتب المحترم في المقال:
فالعلمانية تهدف إلى التفكير النسبي ونشر المنهج النسبي في التفكير وهذا ما سوف يؤدي إلى أبعاد الأفراد عن المطلقات في التفكير, فالعلمانية تحمي الإنسان في الأساس من الخرافات والأساطير وكل ما يجعل الإنسان في حالة من غياب الوعي وعدم الأدراك لواقع الحياة التي يعيش فيها, فالمهم أن يحيا سعيدا ومنتجا في هذه الحياة التي يعيشها. أما الحركة الأصولية فهي قائمة على المنهج المطلق في التفكير(نحن على صواب مطلق) والأخرون على خطأ مطلق وعكس ذلك العلمانيون دعاة النسبية في التفكير.
ورد عن الكاتب في الردود:
ما تعبره من الايجابية وهو عدم تحرف القران من سنة 1400 اعتبره انا سلبية بمعنى التحجر وعدم المواكبة لمشاكل العصور التالية وخاصة العصر الحديث بكل تجلياته واشكالاته.
ما أود قوله ردا علي مقاله:
ترتكز الدولة في المدينة الغربية الحديثة على دعائم ثلاث، وهي :
العلمانية
تعني فصل الدين عن الحياة، وعدم الالتزام بالعقيدة الدينية أو الهدي السماوي، فلا دخل للدين في شئون الحياة المختلفة: السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأخلاقية، وإنما للبشر أن يعالجوا شئونهم المختلفة على أسس مادية بحتة، ووفق مصالحهم ووجهات نظرهم وميولهم، وهذه النظرة المادية للدولة في المدنية الحديثة الغربية إنما نشأت نتيجة رفض أوروبا لسيطرة الكنيسة اللاهوتية واستبدادها في القرون الوسطى في أوروبا، والتي يصفها الأوربيون أنفسهم بأنها كانت قرون تأخر وانحطاط، فكان لابد من إزالة سلطان الكنيسة، وعزله داخل جدرانها، وإطلاق العنان للعلم والعلماء المتطلعين إلى التقدم والرقي.
لقد وقفت الكنيسة عائقاً أمام تقدم البشرية فكان لابد من إقصائها، ولكن صحب هذا الإقصاء روح المعاداة للدين، وإن كان للبعض أن يقول إن لأوروبا عذرها في معاداة استبداد الكنيسة التي حولت حياة الناس إلى جحيم لا يطاق، ولكن الكنيسة لم تكن وقتها ممثلة أبداً للدين الحق، ولا ممثلة لنظرة الدين الحق للعلم والعلماء ,علاوة علي أن نصوصها لم تكن موثوقة و من المعلوم لدي كل المسيحيين و اللاهوتيين و علماء مقارنة الاديان أن المسيحية بشكلها الحالي وضع أسسها بولس .
أن الدولة المدنية الحديثة دولة قومية
تبني الدولة المدنية الحديثة معاملاتها الداخلية والخارجية وفق نظرة ضيقة تتعصب للوطن ولأبناء الوطن، وتسعى لاستعلاء هذا والوطن وأبنائه على غيرهم، وهذه الغاية تبرر اتخاذ كافة الوسائل لتحقيقها دون ارتباط بقيم أو مراعاة لمبادئ وإن كانت سماوية، وهذه النظرة القومية والوطنية المتعصبة ظهرت أيضاً كرد فعل لتسلط الباباوات والقياصرة على شعوب أوروبا، فجاءت الدعوة إلى القومية والوطنية رفضا للخضوع للسلطة الدينية للباباوات والسلطة السياسية للأباطرة، ليكون ولاء كل شعب لوطنه لا لغيره، وصارت القومية والوطنية غاية تبرر الوسيلة، والويل كل الويل للشعوب المغلوبة من استعلاء الشعوب المنتصرة، وتحولت حياة الشعوب إلى صراع من أجل العلو في الأرض والزعامة الدنيوية.
أن الدولة المدنية الحديثة دولة ديمقراطية
بعد أن أبعدت العلمانية الدولة عن هدي السماء، ودفعتها القومية والوطنية إلى الأنانية والاستعلاء على الآخرين، تبنت الدولة المدنية الحديثة النظام الديموقراطي في الحكم، ليكون الحكم بمقتضى مصالح كل شعب ورغباته، فالحق والصواب ما يحقق منافع الأمة الدنيوية، والخطأ والباطل ما كان لا يحقق مصالحها، وتقدير المنافع والمصالح تحدده رغبات الشعوب وأهواؤها، وما كان مرفوضاً بالأمس يقبل اليوم، وما يقبل اليوم قد يرفض غداً، فلا ثوابت ولا قيم ولا مبادئ إلا المصلحة والمنفعة تحددها قيادات وزعامات من البشر تقود الجموع إلى ما ترى بدون ثوابت تحفظ المبادئ الاساسية التي تقوم عليها الحضارة الانسانية وشهدنا مبادئ حقوق الانسان يتم المتاجرة بها من قبل القوي العظمي و حق الفيتو يستخدم في الامم المتحدة لدعم الظلم في العالم و سيف تهمة الارهاب مسلطا علي رقاب المقاومين من أجل الحق و العدل,الغريب أن القوي التي تقسم تهم انتهاك حقوق الانسان هي أسوأها في سجل حقوق الانسان باعتراف منظمة العدل الدولية.
هذا التوصيف ليس ضد الديمقراطية بتوصيفها العام ىالذي يعني الشوري في أوسع معانيها لكن ضد الممارسة الغربية لها.
أشاد أحد الباحثين وهو “روبرت بريفولت” بالحضارة الإسلامية فقال:(إن القوة التي غيرت وضع العالم المادي كانت من نتاج الصلة الوثيقة بين الفلَكيين والكيميائيين والمدارس الطبية. وكانت هذه الصلة أثرًا من آثار البلاد الإسلامية والحضارة العربية. إن معظم النشاط الأوربي في مجال العلوم الطبيعية إلى القرن الخامس عشر الميلادي كان مستفادًا من علوم العرب ومعارفهم).
ويذكر “هينولد” أن ما قام على التجربة والترصد هو أرفع درجة في العلوم، وأن المسلمين ارتقوا في علومهم إلى هذه الدرجة التي كان يجهلها القدماء. فقد قام منهاج المسلمين على التجربة والترصد وكانوا أول من أدرك أهمية المنهاج في العالم ، وظلّوا عاملين به وحدهم زمنًا طويلاً. .
ويقول “دُولنبر” في كتاب “تاريخ الفلك”: “لقد منَح اعتمادُ العرب على التجربة مؤلفاتِهم دقة وإبداعاً، ولم يبتعد العرب عن الإبداع إلا في الفلسفة التي كان يتعذر قيامها على التجربة”. ويستطرد قائلاً: “ومن مباحثنا في أعمال العرب العلمية أنهم أنجزوا في ثلاثة قرون أو أربعة قرون من الاكتشافات ما يزيد على ما حققه الأغارقة في زمن أطول من ذلك كثيرًا، وكان تراث اليونان قد انتقل إلى البيزنطيين الذين عادوا لا يستفيدون منه زمنا طويلا، ولما آل إلى العرب حوّلوه إلى غير ما كان عليه، فتلقّاه ورثتهم (يقصد الأوروبيين حديثاً) وحوّلوه مخلوقاً آخر.
و يقول كارل ماركس رأيه في هذا الصدد ما نصه ? لقد أوجد العرب نظام الحساب العشري ومبادئ الجبر والكتابة الحديثة للأعداد، في حين ان المسيحية خلال القرون الوسطى لم تقدم شيئا. ان الذي مهد السبيل امام مادية القرن الثالث عشر واخذ يترسخ ويمد جذوره بين الشعوب الأوروبية هو الفكر العربي الخلاق .
فكيف يكون العرب المسلمين قد حققوا كل هذا الانجاز الفكري بايديولوجية جامدة لا تقبل التغيير بل هم من أوعزوا للفكر الغربي بالانطلاق من قيود الكنيسة و أغلالها برياح التغيير التي هبت عليهم من قبل الحضارة الاسلامية.
أولا ليس هناك في القرآن و السنة ما يمنع من التفكير و السعي لطلب العلم كما وضح أعلاه و الامثلة في في اعتماد الحضارة الغربية الحالية علي ثمار الحضارة العربية الاسلامية كثيرة, ما استند اليه الكاتب المحترم يمكن تطبيقه فقط علي ما أحدثته الكنيسة من صدام مفتعل بين الدين و العلم.
ثانيا موضوع الخرافات و الاساطير فيه نظر فكل الاديان السماوية التوحيدية حرفت كتبها ما عدا القرآن لذا تجد شذرات هنا و هناك مشابهة لما ورد في القرآن لما يؤدي لنوع من البلبلة الفكرية و لكن الدراسة المتأنية تشي بأن هذه القصص صدرت من مصدر واحد.
ثالثا الخرافة أحيانا هي اسم يطلقه الانسان أحيانا علي ما لا يفهمه و عندما يعتقد الانسان أنه يعرف كل شئ و أن لا شئ وراء المادة يميل لوصف الاشياء الخارقة للعادة بالخرافة و اللامنطقية و من اللافت للنظر أن كل جامعات الدول المتقدمة بها مراكز أبحاث لعلم جديد هو ما علم وراء المادة و قد ألف أحد فلاسفة الغرب الغير مؤمنين و هو كولن ولسون كتابا أسماه (الانسان و قواه الخفية)
رابعا كون أن القرآن لم يتغيرنصه منذ أكثرمنذ 1400 سنة ليس دليلا علي جموده بل هو دليل علي صدق الوعد الالهي بحفظه من التحريف وكما أن القرأن مرن و لم يقيد كثيرا من حركة الحياة و العلم و المجتمع البشري فقط وضع بعض الارشادات و الخطوط الحمراء لتنظيم حياة الافراد و الجماعات حتي أن الفقهاء الاسلاميين المستنيرين كثيرا ما يقولون (أن الاصل في الاشياء الاباحة), القرآن أوحي للرسول الكريم من قبل الله سبحانه و تعالي و لم و لن يغير نصه أحد و علي الناس أن يتماهوا مع القرآن في اطار ثوابته الاساسية فهناك ثوابت لا تتغير أبدا بتغير الازمان و الظروف و المجتمعات البشرية.
خامسا ذكر الكاتب( فالمهم أن يحيا الانسن سعيدا ومنتجا في هذه الحياة التي يعيشها) طيب ثم ماذا بعد هذا؟ فقط نأكل و نشرب و نتناسل ثم نموت ,و قد أنبأنا القرآن وكما قد كشف العلم الحديث أن الكون حادث و زائل, أليس هناك من تفكير في غائية الوجود و الغاية من تميز الانسان و تسخير الكون و الكائنات له؟ما الفرق بيننا و بين الحيوانات التي نسومها؟ هنا تقع الواقعة الفكرية.
حديثا صدر كتاب لاحد غلاة الملحدين في الغرب اسمه (أنتوني فلو)عاش غير مؤمن بالله لاكثر من خمسين عاما ثم آمن و أصدر كتابا كان اصداره صدمة للملحدين في العالم أسماه (هناك اله) الا أنه لم يؤمن بدين جاء فيه:
لقد صرت علي قناعة تامة بأن الكون ظهر الي الوجود عن طريق خالق ذكي و أن مافي الوجود من قوانين ثابتة متناغمة تعكس ما يمكن أن نسميه فكر الاله. كما أؤمن بأن نشأة الحياة و التنوع الهائل للكائنات الحية لا يمكن أن يصدر الا عن مصدر سماوي و أضاف يقول أن العلم الحديث يجلي خمسة أبعاد تشير الي الاله الخالق:
. الكون له بداية ، وخرج من العدم 1-
2-أن الطبيعة تسير وفق قوانين ثابتة مترابطة.
. 3-نشأة الحياة ، بكل ما فيها من دقة ، من المادة غير الحية
4-أن الكون ، بما فيه من موجودات وقوانين ، يهيىء الظروف المثلى لظهور ومعيشة الإنسان ، وهو ما يعرف بالمبدأ البشرى.
. 5-العقل ، خصوصية الإنسان
لقد اصبح لا مفر من اللجوء إلى عالم ما وراء الطبيعة لتفسير قدرات العقل الخارقة واتبعت القاعدة ” أن تتبع البرهان إلى حيث يقودك ” فقادنى البرهان هذه المرة للإيمان.
وقال : صرت أؤمن بإله واحد أحد ، واجب الوجود ، غير مادى ، لا يطرأ عليه التغير ، مطلق القدرة ، مطلق العلم ، كامل الحياة.
و في الختام أعتقد أن الاستعجال في اصدار الاحكام و التعسف في استخدام المنطق مستندين علي علمنا البشري المادي المحدود بالاضافة لاستخدام نماذج لا صلة لها بالاستنباط أساليب غير علمية و المقدمات الخاطئة دائما تقود لنتائج خاطئة لكني بكل أمانة أتفق مع الكاتب المحترم بأن الفقه الاسلامي يحتاج لتنقيح و تأويل القرآن يحتاج لشجاعة و معرفة بكل أنواع العلوم من دراسة مخطوطات و تأريخ و جغرافيا و فيزياء و أحياء و علم نفس و قانون و اجتماع و لسانيات حتي يستطيع الانسان أن يحكم و ضميره مرتاح, و أتفق معه أن التناحر الطائفي و الفكري وسط المسلمين وصل حدا لا يمكن السكوت اذ وصلنا مرحلة أن يقول القاتل و المقتول الله أكبر فأي دين هذا, المشكلة ليست في الدين انما فينا و في علمائنا و قادتنا. المفكرين الاسلاميين في موقف لا يحسدون عليه هذه الايام و الدنيا تميد تحت أقدام شعوبهم التي سامها الخسف و الهوان و التقتيل و الفقرو الجهل.
ما سطره قلمي عن تأويل القرآن ليس سببه أن القرآن كتاب معقد أو صعب التأويل لكن الاولين أخذوا منه ما يفهمون ببساطة الايمان الفطري و بساطة حياتهم لكن في زماننا هذا اتسعت الكشوف العلمية و صار الفكر سيد الموقف و كما تعقدت حياة الانسان و تفاصيلها و زاد شقاء البشر الفكري نتيجة للفلسفات المختلفة التي تفتأ تفشل في تنظيم حياة الناس و عقلنتها و كما كثر سوء استغلال الدين ارهابا و فسادا و مساندة لطغيان, و هناك مشكلة أخري هي أن المؤلين الاوائل تركوا بصمتهم في كتب التأويل و سميت بعدهم بكتب التفسير حيث تضمنت اجتهاداتهم و كثير من الاحاديث الضعيفة أو المدلسة بالاضافة لقصص أهل الكتاب و كلمة تفسير صارت ارهابا فكريا و عائقا في سبيل تأويل القرآن و تطوير الفكر الاسلامي.
و ختاما أكن لكاتب ذاك المقال كل تقدير لاحترامه الرأي الآخر و اقتبس من قول الامام الشافعي قوله (قولنا صواب يحتمل الخطأ و قول غيرنا خطأ يحتمل الصواب) ، لا أقصد أن قولي صواب لكن رأيت أن أبين أحترام كبار الائمة الاسلام لقيمة الحوار.
صلاح فيصل
[email][email protected][/email]
إقتباس – فكيف يكون العرب المسلمين قد حققوا كل هذا الانجاز الفكري –
يا صلاح فيصل المشكلة الأساسية هي كلمة العرب في الإقتباس أعلاه فإبن سينا ليس عربياً و جابر بن حيان ليس عربياً هذا علي سبيل المثال فقط و رغم أنك إستشهدت بكتابات مفكرين عجم ولكنك لم تكن صادقاً في نقل كلامهم فهم نسبوا كل هذا التطور العلمي للحضارة التي كانت تعم الدولة الإسلامية و ليس العرب المسلمون !!!!
و عليه أعتقد جازماً أن كل ما ذهبت إليه خطأ لأنه مبني علي خطأ وهو تعريف الإنسان بإنتمائه الديني ولكي أوضح ما أريد قوله نحن نطلق علي أنفسنا أمة المليار و نصف المليار مسلم ولكن في نفس الوقت لا نعترف بأن الشيعة أو الأحمدية أو …… أنهم مسلمون ونقاتلهم و يقاتلونا أتدري لماذا ؟ لأن إبن تيمية الذي كان مسجوناً بسبب آرائه صار له أتباع في كل بقاع الأرض و هم من يسعون جاهدين لإرجاع المجتمعات المسلمة ١٤٠٠ عاماً للوراء .
الدين ثوابت و السياسة متغيرات فكيف ب الله عليك تريدنا أن نقحم الدين في السياسة !!!!! كاتب المقال الذي أشرت إليه لم يطالب بترك هدي السماء كما ذكرت أنت وأضيف إليك أنه لم يحاول أن يدفع القارئ للإلحاد !! و أذكرك أن محاولة إدخال الدين في السياسة فيه إساءة لديننا وهذا لأنه قد يكون تفكيرنا قاصراً ولن ندرك المعني المطلق للدين !
إن الوطن لا يحتمل إنقسامات جديدة ودوك رأي الترابي حيث قال أن كل ما فعلوه كان خطأ لأن الغرب لم يكن يسمح لهم بخوض التجربة و بالتطور الطبيعي !!!! أليس هذا غباء منه !!!! يقال من جرب المُجرب عقله مُخرب .
لا بد من سحق الكيزان
مهما تعددت او حتى تنافرت تعريفات العلمانية.
ما يهمنا منها انها اتفاق بين اتجاهات سياسية متباينة حول نظام يمكن تلك الاتجاهات المتباينة للعيش معا.
مثلا لو أراد السلفيون والصوفيون إدارة حاكمة توفر لاي منهما الازدهار على الا يتعدي أي منهما على الاخر. فلا شك ان النظام الذي يوفر هذه المزايا هو نظام به ملامح من علمانية.
أي ان العلمانية لا تحمل خصائص فكرية مميزة لها في ذاتها. اما الاتجاهات السياسية ذات الاطروحات الفكرية المتباينة فتختار مجتمعة العلمانية تفصل بينها فلا تتناحر ولا يقصي أي منها الاخر.
المقصود الحضارة الاسلامية و ليس العرب بالتحديد ، أتفق معكما في أننا نحتاج لصيغة تسمح لنا بالانسجام بدون تناحر و التداول السلمي للسلطة و تسمح بالحوار و تلاقح الافكار و تنفيح الموروث,ليتنا كلنا نشارك في صنع الحل فالامور وصلت الي نقطة حرجة جدا عندنا و حوالينا,ما أكتبه ليس مقدسا فقط محاولة للتعرف علي الحلول
كنت قد نشرت في الراكوبة سلسلة مقالات بلغت 32 حلقة بعنوان (العلمانية و جوهر الدين و الرق و المسكوت عنه) … أكثر ما يحير المرء هو ترداد الأكاذيب من خصوم العلمانية كقول الكاتب ( العلمانية تعني فصل الدين عن الحياة، وعدم الالتزام بالعقيدة الدينية أو الهدي السماوي….) و هو كذب صراح فالعلمانية تعني فصل الدين و المقدس عموما عن الدولة لا عن الحياة و الواقع أمامنا في الدول العلمانية يشهد بأنها لا تفصل الدين عن الحياة فلم الكذب و التمادي فيه ؟ الغرض مرض … أما الغريب و المضحك فيما يكتبه الكاتب مثل القول (بعد أن أبعدت العلمانية الدولة عن هدي السماء، ودفعتها القومية والوطنية إلى الأنانية والاستعلاء على الآخرين …) من يستعلى على من ؟ العلمانية تعتبر كل الناس متساويين في القيمة الإنسانية و في الحقوق و الواجبات و ليس فيها (الحر بالحر و العبد بالعبد) و لا فيها (إذا ابق العبد عن اسياده لا تقبل له صلاة و لا عبادة و إن مات مات كافرا حتى يرجع إليهم) و ليس في العلمانية (أنتم الأعلون) … ما هذا الخواء و الجهل ؟ يقول الكاتب (ثانيا موضوع الخرافات و الاساطير فيه نظر فكل الاديان السماوية التوحيدية حرفت كتبها ما عدا القرآن …) و لكن وجهة نظر المسيحي و اليهودي أن القرآن عبارة عن نقل و اقتباس و تحريف مخل لما ورد في كتبهم و يقول غيرهم إن كل هذه الكتب إنما إعادة إخراج لأساطير الأمم السابقة من قصة الخلق و الطوفان و ولادة سيدنا موسى و … و لو تركنا الدولة تتنازعها الأديان المختلفة فيها لما هدأت حروبها و لدينا تاريخ طويل لكل الدول الدينية بلا استثناء … موقعة الجمل قضت على 20 ألف من الصحابة فيهم إثنان من العشرة المبشرين بالجنة … أما بقية التخرصات و الأكاذيب مثل قال ماركس و قال فلان بلا دليل لمرجع يبين أين قالوا فلا يستحق سوى التجاهل و الجهل يعبر عن نفسه بالحروب و الفقر و التخلف و لا عبرة للأقوال فقد جربنا قيمتها قديما و حديثا و لكن للأسف لأن الغيبوبة مستمرة ستتكرر المآسي كما كانت منذ أكثر من ألف عام .
الاخ سرحان ماجد,تشرفت بالتعرف عليك
أولاالعلمانية الغربية فصلت الدين عن الحياة تماما و هذا شئ واضح تماما في طريقة الحياة هناك فكل شئ مباح طالما الناس يريدون ذلك ,الربا و الزنا و اللواط و السحاق و نظام العقوبات,أما الدين فوضع خطوط حمراء بينهايتحرك الناس كيفما يشاؤون.أما لتعرف نتاج علمانيتهم فاقرأ كتب كتبها مفكروهم مثل موت الغرب و يوم عرفت أمريكا الحقيقة..ليس كل ما يلمع ذهبا.
ثانيا القومية الغربية سمحت لاناس مثل هتلر الذي نادي بسيادة الجنس الآري و غيره كثيرون بالظهور طرف مثل اليمين المتطرف و ترامب في أمريكا, الاسلام لم يأمر الناس باتخاذ العبيد لكن العبودية في ذلك الزمان كانت جزءا من النشاط الانساني الاقتصادي و الاجتماعي في كل العالم و قد حض الاسلام علي عتق الارقاء حتي تنتهي الظاهرة رويدا رويدا ,و طالما كان العبيد موجودين فقد وجب أن يغطي نظام العقوبات كل أنسان حرا أم عبدا…ليس هناك دليل علي أن العلمانية الغربية لا تفرق بين الناس اللهم الا ان كان ذلك علي الورق.
و هذا معني أنتم الاعلون
حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق: ” ولا تهنوا “، أي: لا تضعفوا =” ولا تحزنوا “، ولا تأسوا على ما أصابكم، (54) =” وأنتم الأعلون “، أي: لكم تكون العاقبة والظهور =” إن كنتم مؤمنين ” إن كنتم صدَّقتم نبيي بما جاءكم به عني. (55)
ثالثا
موضوع تحريف كتب أهل الكتاب لا يبت فيه الا علم مقارنة الاديان و رجال الاهوت الكنسي و المراجع في ذلك أكثر من أن تحصي يكفي أن ترجع الي التأريخ لتعرف كم كان هناك من انجيل لدي مجمع نيقياو الآن يوجد أربع أناجيل مختلفة فيما بينها و الثابت أن بولس الطرطوسي هو من وضع أسس المسيحية بشكلها الحالي, موضوع كهذا لا أسأل عنه مسيحيا أو يهوديا من الشارع ليرد علي بعاطفته الدينية بل هي معرفة متاحة للكل درسناها بالمدارس و موجودة علي ويكيبيديا.
ثبات القرآن و عدم تحريفه أمر يدعو للتدبر و التفكر و يمكن من دراسته بكل ثقة و هي معلومة أكيدة و يرجي الرجوع للكتب المعتمدة في هذا الشأن و منها كتاب موريس بوكاي في القرآن و التوراة و الانجيل للعلم و مراجع أخري.
رابعا موقعة الجمل لم تكن حربا دينية كانت اختلافا في وجهات النظر بشأن السلطة و سببها بشر هم الصحابة و ليس السبب هو الدين نفسه أما اذا اذا لتأريخ الحروب في العالم فالحروب الدينية الصليبية و الدينية بين الكاثوليك و البروتستانت قتلت أضعاف ذلك و أما جنكيزخان فقد قتل 10% من الجنس الانساني و أما الحربيتين العالميتين فقد قتلت أكثر من 60 مليون انسان بسبب القومية النازية و الفاشية و المطامع البشرية أما روسيا و أمريكا و التخالف الغربي فقد قتلوا أكثر من مليون من البشر او تسببوا في ذلك في العراق و سوريا..الحروب الدينية التي كان طرفا فيها المسلمون قليلة اعداد من قتلوا فيها مقارنة,رجاء أرجع للتأريخ.
خامسا موضوع فضل الحضارة الاسلامية علي الغربية شئ معلوم للكل و أما موضوع الارقام العربية و علم الجبر ان قال به ماركس أو لم يقل فهو حقيقة علي جهاز كومبيوترك مكتوب الارقام العربية و علم الجبر اسسه جابر ابن حيان.
سادسا أنا مقر بأن لدينا مشلكة في العالمين العربي و الاسلامي و هي تحتاج لصيغة تحفظ لنا التعايش و التداول السلمي للسلطة و نحتاج لتنقيح موروثنا الديني و الثقافي و اللحاق بركب العلم.
تردادك لجمل مثل ترداد الأكاذيب من خصوم العلمانية, كذب صراح,الغرض مرض … أما الغريب و المضحك..ما هذا الخواء و الجهل..بقية التخرصات و الأكاذيب أسلوب
ينم عن استخفافك بلآخر و حماسة غير مضبوطة , أسلوب غير علمي لان صاحب المنطق القوي لا يستخدم هذا الاسلوب.
لك احترامي
إقتباس – فكيف يكون العرب المسلمين قد حققوا كل هذا الانجاز الفكري –
يا صلاح فيصل المشكلة الأساسية هي كلمة العرب في الإقتباس أعلاه فإبن سينا ليس عربياً و جابر بن حيان ليس عربياً هذا علي سبيل المثال فقط و رغم أنك إستشهدت بكتابات مفكرين عجم ولكنك لم تكن صادقاً في نقل كلامهم فهم نسبوا كل هذا التطور العلمي للحضارة التي كانت تعم الدولة الإسلامية و ليس العرب المسلمون !!!!
و عليه أعتقد جازماً أن كل ما ذهبت إليه خطأ لأنه مبني علي خطأ وهو تعريف الإنسان بإنتمائه الديني ولكي أوضح ما أريد قوله نحن نطلق علي أنفسنا أمة المليار و نصف المليار مسلم ولكن في نفس الوقت لا نعترف بأن الشيعة أو الأحمدية أو …… أنهم مسلمون ونقاتلهم و يقاتلونا أتدري لماذا ؟ لأن إبن تيمية الذي كان مسجوناً بسبب آرائه صار له أتباع في كل بقاع الأرض و هم من يسعون جاهدين لإرجاع المجتمعات المسلمة ١٤٠٠ عاماً للوراء .
الدين ثوابت و السياسة متغيرات فكيف ب الله عليك تريدنا أن نقحم الدين في السياسة !!!!! كاتب المقال الذي أشرت إليه لم يطالب بترك هدي السماء كما ذكرت أنت وأضيف إليك أنه لم يحاول أن يدفع القارئ للإلحاد !! و أذكرك أن محاولة إدخال الدين في السياسة فيه إساءة لديننا وهذا لأنه قد يكون تفكيرنا قاصراً ولن ندرك المعني المطلق للدين !
إن الوطن لا يحتمل إنقسامات جديدة ودوك رأي الترابي حيث قال أن كل ما فعلوه كان خطأ لأن الغرب لم يكن يسمح لهم بخوض التجربة و بالتطور الطبيعي !!!! أليس هذا غباء منه !!!! يقال من جرب المُجرب عقله مُخرب .
لا بد من سحق الكيزان
مهما تعددت او حتى تنافرت تعريفات العلمانية.
ما يهمنا منها انها اتفاق بين اتجاهات سياسية متباينة حول نظام يمكن تلك الاتجاهات المتباينة للعيش معا.
مثلا لو أراد السلفيون والصوفيون إدارة حاكمة توفر لاي منهما الازدهار على الا يتعدي أي منهما على الاخر. فلا شك ان النظام الذي يوفر هذه المزايا هو نظام به ملامح من علمانية.
أي ان العلمانية لا تحمل خصائص فكرية مميزة لها في ذاتها. اما الاتجاهات السياسية ذات الاطروحات الفكرية المتباينة فتختار مجتمعة العلمانية تفصل بينها فلا تتناحر ولا يقصي أي منها الاخر.
المقصود الحضارة الاسلامية و ليس العرب بالتحديد ، أتفق معكما في أننا نحتاج لصيغة تسمح لنا بالانسجام بدون تناحر و التداول السلمي للسلطة و تسمح بالحوار و تلاقح الافكار و تنفيح الموروث,ليتنا كلنا نشارك في صنع الحل فالامور وصلت الي نقطة حرجة جدا عندنا و حوالينا,ما أكتبه ليس مقدسا فقط محاولة للتعرف علي الحلول
كنت قد نشرت في الراكوبة سلسلة مقالات بلغت 32 حلقة بعنوان (العلمانية و جوهر الدين و الرق و المسكوت عنه) … أكثر ما يحير المرء هو ترداد الأكاذيب من خصوم العلمانية كقول الكاتب ( العلمانية تعني فصل الدين عن الحياة، وعدم الالتزام بالعقيدة الدينية أو الهدي السماوي….) و هو كذب صراح فالعلمانية تعني فصل الدين و المقدس عموما عن الدولة لا عن الحياة و الواقع أمامنا في الدول العلمانية يشهد بأنها لا تفصل الدين عن الحياة فلم الكذب و التمادي فيه ؟ الغرض مرض … أما الغريب و المضحك فيما يكتبه الكاتب مثل القول (بعد أن أبعدت العلمانية الدولة عن هدي السماء، ودفعتها القومية والوطنية إلى الأنانية والاستعلاء على الآخرين …) من يستعلى على من ؟ العلمانية تعتبر كل الناس متساويين في القيمة الإنسانية و في الحقوق و الواجبات و ليس فيها (الحر بالحر و العبد بالعبد) و لا فيها (إذا ابق العبد عن اسياده لا تقبل له صلاة و لا عبادة و إن مات مات كافرا حتى يرجع إليهم) و ليس في العلمانية (أنتم الأعلون) … ما هذا الخواء و الجهل ؟ يقول الكاتب (ثانيا موضوع الخرافات و الاساطير فيه نظر فكل الاديان السماوية التوحيدية حرفت كتبها ما عدا القرآن …) و لكن وجهة نظر المسيحي و اليهودي أن القرآن عبارة عن نقل و اقتباس و تحريف مخل لما ورد في كتبهم و يقول غيرهم إن كل هذه الكتب إنما إعادة إخراج لأساطير الأمم السابقة من قصة الخلق و الطوفان و ولادة سيدنا موسى و … و لو تركنا الدولة تتنازعها الأديان المختلفة فيها لما هدأت حروبها و لدينا تاريخ طويل لكل الدول الدينية بلا استثناء … موقعة الجمل قضت على 20 ألف من الصحابة فيهم إثنان من العشرة المبشرين بالجنة … أما بقية التخرصات و الأكاذيب مثل قال ماركس و قال فلان بلا دليل لمرجع يبين أين قالوا فلا يستحق سوى التجاهل و الجهل يعبر عن نفسه بالحروب و الفقر و التخلف و لا عبرة للأقوال فقد جربنا قيمتها قديما و حديثا و لكن للأسف لأن الغيبوبة مستمرة ستتكرر المآسي كما كانت منذ أكثر من ألف عام .
الاخ سرحان ماجد,تشرفت بالتعرف عليك
أولاالعلمانية الغربية فصلت الدين عن الحياة تماما و هذا شئ واضح تماما في طريقة الحياة هناك فكل شئ مباح طالما الناس يريدون ذلك ,الربا و الزنا و اللواط و السحاق و نظام العقوبات,أما الدين فوضع خطوط حمراء بينهايتحرك الناس كيفما يشاؤون.أما لتعرف نتاج علمانيتهم فاقرأ كتب كتبها مفكروهم مثل موت الغرب و يوم عرفت أمريكا الحقيقة..ليس كل ما يلمع ذهبا.
ثانيا القومية الغربية سمحت لاناس مثل هتلر الذي نادي بسيادة الجنس الآري و غيره كثيرون بالظهور طرف مثل اليمين المتطرف و ترامب في أمريكا, الاسلام لم يأمر الناس باتخاذ العبيد لكن العبودية في ذلك الزمان كانت جزءا من النشاط الانساني الاقتصادي و الاجتماعي في كل العالم و قد حض الاسلام علي عتق الارقاء حتي تنتهي الظاهرة رويدا رويدا ,و طالما كان العبيد موجودين فقد وجب أن يغطي نظام العقوبات كل أنسان حرا أم عبدا…ليس هناك دليل علي أن العلمانية الغربية لا تفرق بين الناس اللهم الا ان كان ذلك علي الورق.
و هذا معني أنتم الاعلون
حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق: ” ولا تهنوا “، أي: لا تضعفوا =” ولا تحزنوا “، ولا تأسوا على ما أصابكم، (54) =” وأنتم الأعلون “، أي: لكم تكون العاقبة والظهور =” إن كنتم مؤمنين ” إن كنتم صدَّقتم نبيي بما جاءكم به عني. (55)
ثالثا
موضوع تحريف كتب أهل الكتاب لا يبت فيه الا علم مقارنة الاديان و رجال الاهوت الكنسي و المراجع في ذلك أكثر من أن تحصي يكفي أن ترجع الي التأريخ لتعرف كم كان هناك من انجيل لدي مجمع نيقياو الآن يوجد أربع أناجيل مختلفة فيما بينها و الثابت أن بولس الطرطوسي هو من وضع أسس المسيحية بشكلها الحالي, موضوع كهذا لا أسأل عنه مسيحيا أو يهوديا من الشارع ليرد علي بعاطفته الدينية بل هي معرفة متاحة للكل درسناها بالمدارس و موجودة علي ويكيبيديا.
ثبات القرآن و عدم تحريفه أمر يدعو للتدبر و التفكر و يمكن من دراسته بكل ثقة و هي معلومة أكيدة و يرجي الرجوع للكتب المعتمدة في هذا الشأن و منها كتاب موريس بوكاي في القرآن و التوراة و الانجيل للعلم و مراجع أخري.
رابعا موقعة الجمل لم تكن حربا دينية كانت اختلافا في وجهات النظر بشأن السلطة و سببها بشر هم الصحابة و ليس السبب هو الدين نفسه أما اذا اذا لتأريخ الحروب في العالم فالحروب الدينية الصليبية و الدينية بين الكاثوليك و البروتستانت قتلت أضعاف ذلك و أما جنكيزخان فقد قتل 10% من الجنس الانساني و أما الحربيتين العالميتين فقد قتلت أكثر من 60 مليون انسان بسبب القومية النازية و الفاشية و المطامع البشرية أما روسيا و أمريكا و التخالف الغربي فقد قتلوا أكثر من مليون من البشر او تسببوا في ذلك في العراق و سوريا..الحروب الدينية التي كان طرفا فيها المسلمون قليلة اعداد من قتلوا فيها مقارنة,رجاء أرجع للتأريخ.
خامسا موضوع فضل الحضارة الاسلامية علي الغربية شئ معلوم للكل و أما موضوع الارقام العربية و علم الجبر ان قال به ماركس أو لم يقل فهو حقيقة علي جهاز كومبيوترك مكتوب الارقام العربية و علم الجبر اسسه جابر ابن حيان.
سادسا أنا مقر بأن لدينا مشلكة في العالمين العربي و الاسلامي و هي تحتاج لصيغة تحفظ لنا التعايش و التداول السلمي للسلطة و نحتاج لتنقيح موروثنا الديني و الثقافي و اللحاق بركب العلم.
تردادك لجمل مثل ترداد الأكاذيب من خصوم العلمانية, كذب صراح,الغرض مرض … أما الغريب و المضحك..ما هذا الخواء و الجهل..بقية التخرصات و الأكاذيب أسلوب
ينم عن استخفافك بلآخر و حماسة غير مضبوطة , أسلوب غير علمي لان صاحب المنطق القوي لا يستخدم هذا الاسلوب.
لك احترامي