الطريق إلى التغيير.. (1) وميض الثورة هل خبأ؟ أم أننا في انتظار” موجة ثانية؟

فايز الشيخ السليك
كثير من الناس بدأوا يثيرون تساؤلات مشروعة حول مصير الحراك الجماهيري الذي انتظم السودان منذ منتصف يونيو الماضي حتى منتصف يوليو ، أو بعد ذلك بيومين قبل دخول شهر رمضان الكريم، وغالباً ما تنطبع التساؤلات بحالةً من ” القلق، أو الإحباط” وهي أيضاً مشاعر مقدرة في مثل هذه المنعطفات الأكثر إحراجاً في تاريخ بلادنا المليئ بالمنعطفات والمطبات والخيبات، وتنحصر الأسئلة حول ” هل ماتت الثورة؟” ، وهل استطاعت السلطات السيطرة على ” الثورة ” باعتقالها لأكثر من ألفين من الشباب والشابات، وبعض القيادات السياسية؟. كما يقفز سؤال آخر، وهو لا ينفصل عن هذا السياق، وهو هل أنقذ ” اتفاق قسمة النفط بين السودان الجنوبي، والسودان نظام البشير من الإنهيار؟. وما حقيقة التحركات الأمريكية للحفاظ على نظام البشير؟.
ومن وجهة نظري أبدأ بالسؤال الأخير، وهو علاقة اتفاق النفط بانحسار المد الجماهيري الذي كان هو الأكبر، والأطول من نوعه منذ أن استولي البشير على السلطة بالقوة في انقلاب 30 يونيو 1989، والمعروف أن مئات التظاهرات خرجت منذ أن استولى ” الإسلاميون على السلطة” ، إلا أن المظاهرات الأخيرة كانت هي الأقوى، وفي يقيني إن الاتفاق لن يحي ميتاً لأن هذا النظام أصبح مثل ” خيال مآتة”، فاتفاق قسمة النفط سيبدأ تنفيذه حال اكمال الأطراف بقية الملفات في شهر ديسمبر المقبل،وذلك بإنتاج حوالى 150 ألف برميل في اليوم، مع ” عطية جنوبية تقدر بحوالي 3,2 مليار دولار توزع على 40 شهراً، مما يعني أن العائد في العام لن يتجاوز مليار ونصف دولار أمريكي ، مما يعني أن الخرطوم لن تعوض سوى25 ? 20% من ما فقدته من العملات الصعبة بعد الانفصال سنوياً، بالتقريب، في وقت كانت فيه الواردات تفاوت ما بين 8 ألى 10 مليار دولار، بما في ذلك الواردات الغذائية، والجازولين، مع ازادياد الحاجة إلى السلاح، قلل خبراء اقتصاديون من مساهمة هذا الاتفاق في وقف انهيار الإقتصاد السوداني ، لأنه سيعوض نسبة أقل من 20% من ما فقدته الخرطوم بسبب الانفصال، ويعاني السودان من عجز في موازنة العام الجاري يقدر بحوالي 10 مليار دولار في وقت يعاني فيه السودان من شح في العملات الأجنبية، وانخفاض سعر الجنيه الذي قفز من 7?2 مقابل الدولار إلى 4,9 للجنيه في السوق الرسمي، وحوالى 2?6 في السوق الموازي – ثم ارتفع سعر الجنيه قليلاً مع إعلان الاتفاق، إلا أن ذلك لن يصمد طويلاً ـ وهو ما أدى إلى ارتفاع التضخم بنسبة 40% وارتفاع جنوني في أسعار المواد الغذائية، وهو ما يؤكده كذلك المبعوث الأمريكي للسودان السفير بريست ليمان إن ” السودان اليوم ينفق نصف ميزانيته على القوات النظامية لدعم القتال بولاية جنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور ولمعالجة الاضطرابات بالشرق والاشتباكات الحدودية مع الجنوب، هذا في الوقت الذي يواجه فيه السودان تعديلاً عاماً في ميزانيته نتيجة فقده لعائدات النفط عقب انفصال الجنوب وهذا أجبره على تقليل دعمه للفقراء والطبقة الوسطى مما يعني تراجعا في البنية التحتية والإستثمار وحتى القوات النظامية نفسها تواجه تخفيضات ووصل التضخم حاليا إلى (40)% وعجزت العديد من الأسر من توفير عناصر الغذاء الاساسية في مائدتها، لافتا إلى أن السودان يجب أن يحقق ليس السلام مع دولة الجنوب فحسب ولكن السلام الداخلي أيضا. وهو ما سوف يعجز النظام في تحقيقه بسبب تخبطه، وارتفاع أصوات العنصريين، من الغوغائيين، والديماجوجيين الذين كانوا يذبحون الثيران فرحاً بانفصال/ استقلال الجنوب.
أما المظاهرات السابقة، فهي حدث زمني في فعل مستمر هو الثورة، لأن الثورة لا تتم سوى عبر تراكمات، وقد أثبتت المظاهرات، ومع أنها كانت تتحرك بقوة الدفع الذاتي، اتقاد جذوة التغيير، داخل نفوس السودانيين، مع ما يتسم به المشهد من ” احباط، وخيبات أمل، ويأس، ومعروف، ومثلما يؤكد عبد الرحمن الكواكبي في كتابه طبائع الاستبداد ” الحكومة المستبدة تكون طبعاً مستبدة في كل فروعها من المستبد الأعظم إلى الشرطي, إلى الفرّاش, إلى كنّاس الشوارع, ولا يكون كل صنف إلا من أسفل أهل طبقته أخلاقاً, لأنّ الأسافل لا يهمهم طبعاً الكرامة وحسن السمعة إنّما غاية مسعاهم أن يبرهنوا لمخدومهم بأنّهم على شاكلته, وأنصار لدولته, وشرهون لأكل السقطات من أي كانت ولو بشراً أم خنازير, آبائهم أم أعدائهم, وبهذا يأمنهم المستبد ويأمنونه فيشاركهم ويشاركونه, وهذه الفئة المستخدمة يكثر عددها ويقل حسب شدة الاستبداد وخفته, فكلما كان المستبد حريصاً على العسف كلما احتاج إلى زيادة جيش الممجدين العاملين له والمحافظين عليه. وهو ما يؤدي إلى حلات مد وجزر، واستسلام، وخيبات أمل، ورضوخ للاضطهاد، وخنوعها حتى تصل مرتبة ” عبيد المنازل” مثلما يوصف الزعيم الأمريكي مالكوم إكس، بأن ” زنوج المنازل يرضخون لسيدهم، ويفرحون لفرحه، وإن مرض يقولون مرضنا”، وهي مرحلة تعقبها بعد ذلك مرحلة تذمر، ثم تمرد، ثم تحرك، وقد علمتنا تجارب الشعوب والتاريخ الكثير، فمثلاً لو أخذنا الثورة المصرية نموذجا؛ فقد ، تحدثت مع كثير من الأصدقاء المصريين خلال وجودي في القاهرة بداية العام 2012، وتناقشنا حول سر انتصار ثورة 25 يناير، واسقاطها لنظام استمر ثلاثين عاماً، واشتهر بقوته المخابراتية والأمنية، ومن بين الأصدقاء، صاحفيون، وكتاب كبار، وسائقي تاكسي، فجميعهم كانوا يقولون ” لم نكن نتوقع أن يسقط النظام بهذه السهولة، وحين توجهنا نحو ميدان التحرير كنا نظن أن المظاهرات ستكون محدودة، وأن المشاركة لا تتعدى آلاف قليلة، وفي الذهن تجاربنا في عام 2005، وحركة كفاية، ومظاهرات الصحافيين أمام نقابتهم، وكيف كانت معزولة فوق السلالم، وكذلك أحداث الشهيد الشاب خالد سعيد قبل فترة قليلة، لكنا ذهلنا حين رأينا الناس تتددفق نحو الميدان كالسيل”. وقد لاحظ الجميع أن القوى السياسية لم تكن حاضرة في تلك اللحظات، لأن الأحزاب السياسية ، وخلال كل حراك الربيع العربي لم تكن حاضرةً، ويكفي الإشارة إلى دولة مثل ليبيا لم تكن تعرف حتى معنى الأحزاب السياسية ، أو حتى أحزاب مصر ، فهي أحزاب “كرتونية”، وواجهات تعبر عن مصالح نخب محدودة في معظمها دون أن نلقي القول على عواهنه ، لكن هناك سيل عرمرم اسمه ” الجماهير” فرغم محاولات تغييب وتزييف الوعي، المتعمدة ، والممنهجة من قبل النظم الشمولية لتحويل “الجماهير” إلى “حالة سلبية”، أو متماهية في النظام، أو منكفئة على ذواتها، مستخدمةً في ذلك كل وسائل الترهيب والترغيب، و آليات العنف، والإعلام، والتعليم، والخداع، والكذب، وتؤكد التجارب، والدرسات العلمية ، أنَّ لكل شيء حدود، ولكل استبداد سقف لا يمكن تجاوزه وإن طال الزمن، وحولنا ذلك التسونامي الذي يضرب بعنف أنظمة كان البعض يعتبرها قوية وراسخة، لكن طاقات الشعوب أثببت أنّها ” نمور من ورق، وأنّها لا تعدو أن تكون سوى ” جيف متحللة”؛ وإن اكتست بثياب الهيبة والقدسية!. فقد هوى مبارك، وسقط بن علي، و القذافي ، فللشعوب عزيمتها، فالجماهير مثل “الوحش الكاسر”، فقط تحتاج إلى تعبئة، وتنظيم، وحشد، وإلى ما يحرك هذا “الوحش”، أو يهز حالة سكونه الظاهري، ومثلما يرى الفيلسوف غوستاف لوبون؛ المفكر الفرنسي ومؤسس «علم فلسفة الجماهير» أنّ “كل ما يهز مخيلة الجماهير هو ما يظهر في شكل صورة لافتة وجلية، لا تشوبها توضيحات إضافية أو لا تصاحبها إلا أشياء عجائبية: انتصار كبير، معجزة كبيرة، جريمة كبيرة، أمل كبير?.
إنّ “ثورات الجماهير” هي لحظة في فعل زمني مستمر، وهي تتم عبر “التراكم”، أو عن طريق “الطفرات”، وليس بالضرورة عن طريق بيانات، محشودة “إنشاء”، أو “عبارات حماسية خاوية”، لكنها لا تداعب مخيلة هذا “الوحش”، ولذلك؛ ومن وجهة نظري أنّ “الثورة قطيعة معرفية بين القديم والجديد”، وبالطبع فهذه القطيعة لا تتم عبر “التفكير الرغائبي”، ولا بالتمني، بل تحتاج إلى العمل الدؤوب، والالتحام بالناس، ومخاطبة قضاياهم، وتنظيمهم وحشدهم، وهي مرحلة تحضيرية في الثورة لأحداث تراكم كمي، وتتم عبر المظاهرات الصغيرة، الاحتجاجات المختلفة، التضامنات في القضايا الحقوقية، الكتابات الصحفية عن الحرية، والتحول الديمقراطي، كشف الفساد، ونقد الاستبداد، والسياسات الحكومية الخاطئة، وبالتالي نكون قد قمنا بتمهيد وتحضير وتهيئة لنقلة ثانية، وهي النقلة الحاسمة، أو “اللحظة الفارقة”، أو “انفجار القنبلة الناسفة”، وهو انفجار قد يقع لمجرد حادث صغير، مثل مقتل بائع متجوّل، مع أنّ عشرات أو مئات كانوا قد قتلوا قبله، إلا أنّ التراكم، والتحريض، والتعبئة، والحشد تجعل هذا الفعل انتصاراً لكرامة مثل حالة ” محمد بوعزيزي “التونسي”، أو استشهاد طالب مثل حالة “القرشي” في أكتوبر”، أو ربما لهزة اقتصادية كبيرة، مثل غلاء الأسعار، والجوع، وانقطاع الكهرباء، والمياه، أو كل فعل يمكن أن يثير هذا “الوحش”.
و”الوحش الكاسر”، لا توقفه بعد ذلك وسائل القمع، ولا رسائل التهديد، أو الترغيب، حال حصول “القطيعة المعرفية” مع الماضي، والانعتاق من أسره،بل ورفضه، ورفض سياساته، وتوجهاته، بعد انكشاف خدعه التي كان يضلل بها الناس فتراتٍ طويلة، ويدجن عبرها الجماهير، لتكون مطيعةً، ومنقادةً، بل وراضحةً ومستسلمة، لدرجة أن من يحاول تغييرها ستقف ضده بضراوة في بداية الأمر لأن التحول من موقف إلى موقف ليس بالأمر السهل، وحتى لو أردت أن تبدل ملابسك بملابس أخرى، فأنت في حاجة إلى مرحلة انتقال من ستر إلى ستر تتخللها مرحلة ” تعري”، وهي هنا تعرية العقل، بعد تعرضه لمثيرات جديدة، أو أكثر اثارةً لتتم عملية الاستجابة وفق شروط الاثارة والاستجابة في علم النفس، ولحظة التعري هي ازالة الغشاوة عن العقل الواعي، وتخطي مرحلة الزيف والتضليل، إنها مرحلة طويلة وصعبة، لكن لا تتشكل الكتلة الحاسمة ” الجماهير” بدونها، لكن ، فعندما تتكون الكتلة، فعندئذ؛ يذوب الأفراد في الجماعة، وتتولد الروح الجماعية، وهي مثل روح القطيع، ففرد القطيع يشعر بالأمان مع جماعته، وتهزم الجموع داخله قشعريرة الخوف، فيشعر بالقوة، وبالثقة، وبالأمان، ويمكن أن يفعل ما لا يفعله لو كان بمفرده.
إلا أنّ ذات القطيع يحتاج إلى قائد، وملهم، أو برنامج مغري للتغيير، وفي حال فقدان ذلك يحدث الفراغ، وتعزف الأنظمة المستبدة على سيمفونية” البديل”، لكن؛ المستبدين أنفسهم مع طول فترات استبدادهم يكونون منفصلين عن الواقع، و لا يصدقون أنّ لهم أخطاء، ويتوهمون بأنّهم قوة لا تُقهر، وأنّهم حقيقة لا يأتي الباطل من خلفها، أو بين يديها، ويحتكرون السلطة، والمعرفة، وسلاح الإرهاب، وحين يقتلون يظنون أنّهم يدافعون عن أوطانهم، وهم في الحقيقة لا يدافعون سوى عن” أمجاد شخصية”، ومكاسب ” ذاتية”، ومن أجلها مستعدون لمحاربة الجميع، وإهدار دماء الكل، وتفريقها ” حارة حارة.. دار دار.. زنقة زنقة”.
خلاصة الأمر أن أهم دروس حراك يونيو الماضي يتمثل في ” كسر حاجز الخوف”، وتخطي مرحلة “الرضوخ” إلى مرحلة ” التمرد”، والمعني هنا هو المركز، لأن الهامش تخطى هذه المرحلة منذ حقب طويلة، بإعلان الثورة المسلحة، في الجنوب، وجبال النوبة، والنيل الأزرق، والشرق، ودارفور، وهو تفوق على ديمقراطيي المركز، في وعيه بمعرفة الواقع، وتشريحه، وضرورة الثورة عليه، وهو ما يلغي فرضية ” توقف الثورة السودانية، والعكس هو صحيح، فالثورة لم تتوقف، منذ بداية مظاهرات جامعة الخرطوم، واضراباب نقابة الأطباء، واشتعال الحروب في الهوامش البعيدة، وهي لا تزال ناراً متقدة، ومن وجهة نظري فإن ربط الثورة بالمركز هو أحد وسائل إعادة إنتاج الأزمة من جديد.
والجديد في تلك المظاهرات هو أن عدوى الثورة انتقل إلى المركز، وتمددت الاحتجاجات، لتحاصر النظام في قلبه، وفي ذات الوقت فإنه هي المرة الأولى التي تستمر فيها المظاهرات أكثر من شهر بلا توقف، بانتقالها إلى الأحياء، أما ضعف التجربة فيكمن في اعتمادها على قوة الدفع الذاتي وحده، وغياب التنسيق، والخطيط، والقوى المنظمة، وهو ما نتوقع له في” الموجة الثانية” من ثورات المركز ضد سلطة الإنقاذ، ويقيني أن ” الموجة القادمة” ستكون هي الأعنف، والأخطر، في تكامل الظروف الموضوعية، مع الغلاء، واستمرار الاستبداد والقمع، والظروف الذاتية المتمثلة في عمليات التخطيط، والتنسيق، والقيادة،
وفي الحلقات القادمة سوف أتناول قضايا التنظيم والحشد، والتعبئة، مع الإشارة إلى تجاربنا السابقة القريبة في العمل الجماهيري، والتحالفات، والعمل الجبهوي.
الثورة السودانية ما بين ادمان الفشل و تحقيق التغيير
/ بقلم صلاح الدين ابوالخيرات بوش
اكتب هذه الورقه من اجل فتح حوار حول الثورة السودانيه الحالية بمختلف أبعادها وآفاقها: طبيعتها وأسبابها وألغازها وأهدافها وفُرَصها وأوهامها وتحدياتها وأخطارها وسيناريوهات مساراتها واحتمالات تحقيق اهدافها، والمحصلة النهائية للثورة من حيث طبيعة الأنظمة القادمة فيها، والأحوال المتوقعة هل سوف تأتى بنظام ديمقراطى و تؤسس لاستقرار سياسي و اجتماعى ام سوف تكون اسىتمرارآ للانظمه الفاشله التى حكمة السودان.
ومن المفهوم تماما أن تحتاج لتغطية كل هذه الأسئلة والمسائل والقضايا إلى جهود فكرية هائلة تبذلها أقلام كثيرة لكتاب والمفكرين والمحلِّلين السياسيِّين السودانين ورواد التغيير فى السودان؛ ورقم تقديرى لجهود كثيرة لكتاب عديدين فإننى أرى فى حدود اطلاعى المحدود أن هذه الجهود غير كافية لحمل الوعى الثورى بصورة كافية لتطوير هذه الثورات سواء مسلحه ام تلقائية عفوية بوعيها العفوى الجنينى، بحيث يكون هذا الوعى الثورى قادرا على إنضاج وعى الجماهير للقيام بدورها الاجابى فى التغيير وحتى قياداتها المباشرة وعلى تسييس هذه الجماهير بالقدر الكافى لتحديد الاتجاهات وتصحيح المسارات وإنجاح الثورات بفضل الفهم الصحيح لطبيعتها وآفاقها القريبة الأكثر ترجيحا وآفاقها البعيدة المحتملة التى يصعب التنبؤ بها وإنْ كان يمكن الحديث عن شروط ضرورية من جانب وبالغة الصعوبة من جانب آخر لتحقيق تطلعات وطموحات وأمانى المدى البعيد.
ومن المؤسف أن يتقاعس كتاب سياسيون كثيرون عن الإسهام النشيط فى تطوير المناقشة حول الثورات للوصول إلى رؤية واضحة أو نظرية ناضجة تنطلق منها قيادة أكثر وعيا ونضجا للممارسة الجماهير للعمل الثوري. من خلال كتابة هذه السطور انا ادرك تماما أن جهدى المتواضع لن يغطى كل ما تحتاجه الثوره سوى جانب محدود من أسئلة الثورة السودانيه مع ملاحظات من بعيد جدا عن الثورات فى بقية البلدان الافريقيه و تجارب الثورات فى العالم و تجارب السودان اسباب الفشل و اماكن النجاح.
من المنطقى أن تكون طبيعة الثورة مسألة قابلة للنقاش والخلاف، أما الأمر الغريب والمثير حقا فهو أن يحتدم النقاش والخلاف حول مسألة هل ما نشهده فى السودان من معارك مسلحه و تظاهرات شعبيه فى بعض الاحيان هل هى ثورات أصلا أم هى “مجرد” انتفاضات باعتبار الانتفاضة أقل منزلة ومكانة من الثورة وصحيح أن الصلة بين التسميات والمسميات وثيقة غير أن أىّ حركة فى حجم الثورة بالذات تقدِّم نفسها بكل بساطة بوصفها ثورة. ويقاس الحجم هنا بالمكان والزمان وعمق التغيير المستهدف فإذا كانت ثورة بفضل شمولها لبلد بكامله أو لبلدان بكاملها من حيث المكان ولفترة طويلة لا تستغرق أياما أو أسابيع أو أشهر بل تمتد إلى أعوام من حيث الزمان وبفضل شمولها لنسبة هائلة من سكان بلد أو بلدان وللسواد الأكبر يكون له التفاعل بمشروع الثوره وبفضل التغيير العميق الذى يمثل الهدف الموضوعى للحركة بحكم حجمها الهائل واستمرارها وتحوُّلها إلى النشاط العام الرئيسى لشعب أو شعوب يجمع بينها المكان والزمان وعمق المعاناة وبالتالى عمق التغيير المطلوب الذى لخصته الشعوب فى معنى (الثوره) فإننا نكون بالتأكيد إزاء ثورة سياسية شعبية، إزاء شعب ثار على أوضاعه الاقتصادية والاجتماعية والسياسية لإحداث تغيير تاريخى فى هذه الأوضاع بكل جوانبها الديمقراطية والسياسية والاجتماعية ومن حيث مستويات معيشة الشعب.
وهناك نوع من التفكير لا يستهان بمدى انتشاره حتى بين المثقفين أن الثورة تكون ثورة فقط عندما تنجح فى تحقيق أهدافها. والحقيقة أن الثورة تكون أو لا تكون ثورة بوقوعها أو عدم وقوعها بالسمات السابقة الذكر. فإذا استنتجنا أننا إزاء ثورات سياسية شعبية كما سبق القول فإنه لا مناص من استنتاج أن الثورة يمكن أن تنجح كما يمكن أن تفشل وبالتالى فإن النجاح وإنْ كان الهدف الطبيعى لثورة ليس بحال من الأحوال معيار تصنيفها كثورة. وكانت الثورة الفرنسية الكبرى ثورة ليس لأنها نجحت فى تحقيق هدفها الموضوعى أىْ تحقيق النظام اللبرالى بل بحكم معايير التصنيف التى سبقت الإشارة إليها، وكانت الثورة الصينية العظمى ثورة بنفس المعايير رغم أنها فشلت فى تحقيق هدف إقامة نظام اشتراكى كما أراد الحزب الشيوعى الذى قاد تلك الثورة دون أن يدرك هدفها الموضوعى الحقيقى الذى نجحت الثورة فى تحقيقه وهو النظام الرأسمالى الراهن. ومن ناحية أخرى فإن النجاح بدوره ينبغى أن يقاس بمعايير سليمة حيث يخطئ من يقيس نجاح ثورة سياسية من ثورات العالم الثالث كما هو الحال بالنسبة لثوراتنا الراهنة بمعايير الثورة الفرنسيه ، فنحن إذْ نفترض أهدافا وهمية زائفة لثورة إنما نفقد كل أساس لمعرفة طبيعة نجاحاتها وإخفاقاتها. وبطبيعة الحال فإن التقدير السليم لأهداف الثورة ولمعايير النجاح والفشل فى تحقيقها أمر يرتبط بصورة كاملة بالفهم الصحيح لطبيعة الثورة وهذا بدوره يتوقف على الإدراك الواضح لكل سمات وخصائص وأبعاد السياق التاريخى للثورة المعنية.
هناك سؤال هل الثورة شعبيه ام ثوره سياسيه و هل هناك فرق ما بين الاثنين اعتقد لا جدال فى أنها شعبية بحكم النضال الثورى المتواصل للملايين وعشرات الملايين من الجماهير فإن الحديث عن كونها ثورة سياسية يثير الجدال من جديد حول الاهداف السياسيه هل الهدف هو تغيير افراد السلطه بأخرين ام تغيير كل الانظمه التى ادت الى ازمات السودان منذ الاستقلال حتى الان وهذا يقودنا الى تيارين مختلفين ينادون بالتغيير احدى التيارين ليس له خلاف مع هذا النظام اى طريقة الحكم اختلافه فقط مع من يحكم الدوله. و التيار الاخر يسعى الى تغيير كلى بدايتآ بى مفاهيم الانسان السودنى و الوعى العام وتقبل الاخر احترام التعدد, الروح الوطنيه, التعليم ,الوعى الديمقراطى حتى الوصول الى مجتمع متحضر يحترم يدين بدستور واحد بعيدآ عن ثقافة الانقلابات العسكريه و هذا هو ظل محل خلاف و عدم التقاء التيارين نسبتآ لاختلاف الرؤيه . فكيف نكون إزاء ثورة سياسية مع أن مفهوم الثورة السياسية يتمثل فى نقل السلطة . ولأن من العبث أن نسمى ثورتنا ثورة سياسية بهذا المعنى فسوف نرى فى نقطة تالية فى سياق هذا الحديث لماذا نسميها ثورة سياسية بمعنى متواضع نسبيا وإنْ كانت كفيلة بإحداث تغيير سياسى واجتماعى تاريخى فى بلدان الثورة كما سبق القول.
نجد ان الشعب السودانى هو فى امس حاجاته للتغيير و هناك رائ عام رافض للنظام الحاكم الذى مكس فى السلطه طوال العشيرين سنه الفائته.و حتى الان ليس هناك حراك واضح يشمل كل الشعب السوادنى ويقودها الى الثوره و هذا يؤكد الخلاف حول ماهية الثوره بل عدم الاتفاق فى المسائل الفرعيه التى يجب ان لا تأخر عمل الثوره فى السودان و هذا ما يقودانا الى الوعى العام السودانى و روح الاختلاف بل عدم الاتفاق فى كثير من الحالات حول مشروع وطنى يقود الى تحقيق حلم الشعب السودانى حول بناء نظام ديمقراطى علمانى يقبل التعدد الثقافى و الدينى و ازاحة كوابيس الدكتاتوريات و حكم الاحزاب العقائديه اى الاتفاق حول مشروع ثورى يقود الى التحرير و هذا ما ادى الى تاخير الثوره على الرقم من ان هناك حراك ثورى كبيرفى السودان هناك ايضآ حركات ثوريه تحمل السلاح يجب ان لا يتم تجاهلها, لكن لحددة الاختلاف فى الشارع السودانى ادى الى عدم تقلبها بشكل عام و هذا لا يعنى قلة جماهيرها او رفضها تمامآ لدى الشارع السودانى بل هناك تجاوب كبير معاها و حققة انتصارات فى جوانب عده من ضمنها خلق راى عام و رفع الوعى الثورى .
هناك سؤال حول انقسام الشارع السودانى هل على اساس ايدلوجى ام جغرافى , طائفى (دينى) ام على اساس قبلى؟؟ لقد امتنعت النظريه النقديه للمجتمع السودانى حتى الان احترامآ لما تراه قاعده جوهريه عن كل ما يمكن تدمغه العقول النيره, بأن شطحات تجريديه خياليه طوباويه, وحددت مهمتها فى تحليل المجتمعات القائمة من خلال الياتها و امكانيتها الخاصه بها مما ساعد فى تقرير النزعات الظرفيه و المعارضات ووصفها, تلك النزعات التى يمكن ان تجر حالة الامور الراهنه الى وراء بل وتأجيج الصراع و خلق وعى سلبى يؤسس الى ثبات التقليدنين ( طائفه دينيه, جغرافيه, ).
النظريه النقديه حول انقسام الشارع السودانى وصلة لعدة استنتاجات تؤكدان ان فشل نظام الحكم فى السودان عن طريق اوضاع الانظمة السياسيه الراهنه التى تحفر دومآ فى خلق انقسام وسط المجتمع بغرض الاستمراريه فى الحكم و تاكل المجتمع بصراعاته الداخليه و الانصراف عن الوضع العام فالنظريه النقديه لهذا الوضع عملة على تحديد النزعات و من اهم الاسباب التى ادت الى تأخير الثوره فى السودان و انقسام الشارع السياسى السودانى هى الاسباب الاتيه
1-تركيبة التنظمات السياسيه
ان التنظمات السياسيه هى المسؤل الاول عن بث الوعى و تربية كوادراها تربيه ثوريه مناهضه لكل اشكال الظلم و الاستبداد السياسي و رفع الوعى الديمقراطى الهادف الى بناء مجتمع يستطيع ان يضحى و يتحرك فى كل المدارات. لكن نجد ان من خلال تجربتى فى الحارك السياسي لا يوجد عمل ديمقراطى بالنسبه المطلوبه داخل التنظمات السياسيه و ذالك و ضحآ حينما تمارس التنظمات السياسية انشتطها داخل الحزب مثلآ الانتخابات الحزبيه اصبحت فى ادنى مستواها و فى غالب الاحيان نجد ان قيادات الاحزاب السياسيه حينما يأتى احدهم الى رئاسة الحزب سوف يظل رئيس حتى الموت و لا يقبل ان يكون خارج منصبه بل تجده قابض على كل قضايا الحزب وتسيير الامور مع من يثق فى دعمهم له و اشباع رقباته السلطويه و تصبح ليست هناك مساحه للمحاسبه او انتخاب كودار جديدة ,بل اى عمل يقوم على المحاسبه وممارسة الوعى الديمقراطيه ويهدف الى التغييريصاب بالفشل وتصبح الامور داخل الحزب اشبح بالقطيع الذي يتبع لسيدة تبعيه عمياء. فاذا حدث اى عمل هادف لبناء مؤسسات ديمقراطيه او تغيير الواقع الحزبى من دون رضى الرئيس ذالك يؤدى اما لعزل المجموعه المناديه بالتغير او انشقاق و انشطار داخل الحزب هذه الثقافه اسسة الى عقليه تبعيه لا يهمها التغيير فى داخل الحزب بل انتقلت هذه الثقافه الى الشارع العام و الدوله فأـصبح الشعب السودانى من اكثر الشعوب استسلامآ عن قضايه. و اصبحت هذه الثقافه حاضره داخل البيت السودانى (العقليه الابويه) الاب هو من يقول نعم او لا دون احترام حق الاخرين , ذات الاب الذى له الحق ان تسير الامور بالطريقه التى يراها مناسبه هو حاضرآ فى شؤن الحزب و فى شؤن الدوله, ويصبح الابناء تحت ادارة الاب دون ابداء راى سواء كان فى الحزب ,او الدوله او الشارع العام وهكذا ينتهى المطاف بنتاج اناس مشوهين تؤل لهم قيادة الدوله. علي الرغم من ان مظاهر التعددية الحزبية في السودان موجودة الا انها تعددية زائفة ومضللة تخفي حقيقة الواقع التعددي الحقيقي فالاحزاب السياسية متمترسة خلف اوعية سياسية ضيقة و في إطار جهة دينية، في بلد متعدد الاديان والثقافات بل اصبحت الاحزاب السياسيه بوابة الصراعات الاثنيه و الثقافيه الضيقة وادى هذا الخلل في البنية الحزبية في الدولة السودانية إلى هيمنة عناصر ثقافيه زات ميول اسلاميه علي مؤسسات الدولة السياسية والاقتصادية والاجتماعية بفضل الامتيازات التي وجدتها عندما كانت تساند الاستعمار.
و نجد ان الاحزاب السياسية القديمة فشلت في إدارة الصراع السياسي والاجتماعي فى الدوله السودانية و اتجهة الى الاستقطاب القبلى و الخطاب الدينى و بث الكراهيه فى حسم خلافاتها وايضآ عدم الاعتراف بحقيقة ان السودان بلد متعدد الاعراق والثقافات والاديان, و لا سيما الاحزاب السياسيه ليس لها برامج سياسيه و رؤى فكرية تعبر عن وحدة السودان و ادارة التعدد و التنوع الثقافى و الدينى و فقدان الحس القومى و السعى الى المصلحه الحزبيه حتى لو تعارضة مع المصلحه العامه للشعب و هذا سبب اساسي لحروب الحكومات السودان ضد شعبها لفتره تزيد عن خمسين عامآ.
ويظل السؤال كيف نتحدث عن تغيير؟ فهل من مجيب؟
2-ثقافة عدم الاتفاق :
نجد ان الشارع السودانى كله يعانى من الظلم و القهر و التهميش. بل له رغبه حقيقة لآزالة هذا النظام لكن هذة الرغبه يمكن ان نسميها زائفه لعدم اكتمالها و تحقيق هدفها و لذلك عدم اتفاق الشارع السودانى حول القضايا الوطنيه و امكانية تحقيق التغيير اصبح فى خطيين متوازين ما بين ضرورة التغيير والاجندة الاخرى التى تأتى حينما يتحدث العامه عن التغيير.
ثقافة عدم الاتفاق ممكن يكون سببها الوعى الجهوى السلبى و اقصد بالسلبى ممكن ان يكون هناك وعى جهوى ايجابى يصب فى صالح الثوره على سبيل المثال حنما تكون هناك قضيه فى دارفور يجب ان هذه القضيه تهم الشارع كله ليس سكان اقليم دارفور لوحدهم و ايضآ حنما اصبحت هناك مشكله فى سد كجبار نجد ان التفاعل فقط فى سط سكان كجبار بذات المنحى جبال النوبه و النيل الازرق و اعتقد هذا هو من اهم الاسباب التى ادت الى انفصال الجنوب, هذا من جانب.
و من جانب اخر قبل عن يحدث التغير البعض يتصارعون عن كراسى السلطه و هذا فى كثير من الاحيان يصرف الشارع عن قضاياه بل يؤدى الى تأكل تيار التغييرنموزج لذالك التجمع الوطنى الديمقراطى و اخرين.
ايضآ النظرة القصيرة للقضايا على سبيل المثال اذا سألت خمسين من الشارع السودانى عن التغيير يقول لك الجماعه ديل ماشين خلاص باقى ليهم ايام و فى الواقع ليس هناك ادنى تحرك نسطتيع ان نبنى عليه امالنا و هذا يوكد ان هناك ضعف فى الاهتمام بموضع الديمقراطيه و التبادل السلمى للسلطه لكلآ منا ينتظر الاله ان يأتى بالتغير(سوف نظل ننتظر قدر الله ان يزل لنا هذا النظام, و الجميع ينسي ان قدر الله يحتاج الى ايدنا لكى نكون السبب).بل الجميع مشقول بصراعته الداخليه و رغباته السلطويه داخل الحزب و امر التغيير الدوله منسى الى قدر الله.
3- انعدام روح التضحيه:
نسبتآ للتجارب الفاشله التى مرة بها الدوله السودانيه و الوعى البرقماتى داخل قيادة الاحزاب السياسيه و الاتفقيات السريه مع النظام الحاكم خلقة نوع من التحفظات وسط الشارع العام واصبح هناك سؤال مطروح لماذا انا اضحى طالما هناك اخرين هدفهم سلطوى دون احترام نضالات شعوبهم؟ نموت نحنا و اخرين تحكم على اجسادنا بالظلم والفساد؟ و مجموعة قضايا عالقة ادت الى انعدام روح التضحيه فلا يمكن ان نتحدث عن ثورة و ليست هناك تضحيات جسام تتقدم .
ايضآ هناك فراق ما بين الشباب الثائر و القيادات السياسية و تباعد فى الوعى على الرقم من ان التيار الشبابى اكثر نشاطآ لكن يحتاج للدعم و التخطيط و هذا ما تجهله القيادات السياسيه . اذا نظرنا الى الثوارة التى حدثة فى دول الجوار كانت كل ما تم اعتقال احد كوادرها ازداة نشاطآ و تحركآ و كان هناك تواجد و حضور دائم للقيادات السياسيه و قدمة تضحيات من خلالها اصبح الشباب تسابقآ فى تقديم المزيد من التضحيات الجسام و فى كل يوم تلوا الاخر يسقط شهيد والشعب تفاعل و ينشط فى تقديم المزيد . اذآ نحنوا امام نظام جائر اغتصب السلطه و نهب ممتلكات الشعب و قياداته مطلوبه لدى العداله الدوليه يحتاج منا المزيد من التضحيات و رفع ثقافة التضحية من اجل التغيير و انتصار الثوره.
4- غياب القائد
كل الشعوب فى العالم التى تشعر بضعف تحتاج لقائد قوى يستطيع ان يخرج الشعب من ضعفها و يقودها بكل ثقه . التجربه السودانية نجحت تاريخيآ فى اظهار قادة ذات انتماءات ضيقة و لم تنجح فى اظهار قائد له القدره على ان يبث الفكرة المثالية التي توحد صف الشعب السودانى نحو التغيير ثم يعمل ويثير رغبة العمل في نفوس الآخرين ويوزع عليهم الجهود والمسئوليات لتحقيق ما أراد تحقيقه و بناء مؤسسات ديمقراطيه .
هذا هو السبب الاساسى فى تعقيد مشكلات الدولة السودانيه و كثرين في هذا الزمن من يدعي القيادة ويتصدر لها و تساعدهم الظروف لى يظهروا ظهور لحظى ولكن قليل من ينجح في ذلك لأن قيادة شعب متعدد دينيآ و ثقافيآ و هو من اصعب الامور لدى الدول الاكثر تخلفآ مثل ( السودان). و احدة من الدول التى تعانى من عدم استقرار فى نظام الحكم و غياب القوانين . لكن رقم كل هذه المشكال الشباب السودانى اكثر طموحآ وعازم على تغيير هذه الاوضاع لكن يحتاج الدعم المعنوى والتنظمي ليكون قادرآ على اكمال مرحلة الثورة .
ختامآ الثورة السودانيه تحتاج لمفهوم جديد يستطيع ان يخاطب قضايا المجتمع بشفافيه وقيادات تقوم بدورها حتى ينجلى شمس الحرية لشعب عاش فى الظلم و القهر و لا زال له الامل ان يعش فى وطن ديمقراطى تحترم فيه حقوق الانسان.
و لكم منى خلاص الشكر و التحايا
صلاح الدين ابوالخيرات بوش
من كان يعبد محمدا فمحمدا قد مات ومن كان يعبد الله فان الله حئ لا يموت
… الثوره مستمره…
الذى يهمنا أن الذين يثور عليهم الشعب ظالمين ويستعملون السلاح فى ذلك وهذا مما يوجب تطبيق حد الحرابة عليهم وخاصة البشير لأنه سارق بالقوة ..
على كل مسلم أن يعلم أن هؤلاء ليس لهم إيمان ابدا وظالمين والله سبحانه وتعالى أذن للمظلوم بالجهاد أن لم يكن له من يأخذ له حقه ,, واليوم القضاء ظالم والحاكم ظالم وان مبلغ 40 مليار ديون واكثر منها فى البنوك فى الخارج لهو سبب لا يدانيه شك فى قتل الحاكم الشعب جوعا وهذا ايضا يوجب الجهاد لقد قال عمر رضى الله عنه عجبت لم بات فى بيته جاعا وجاره شبعان ولا يخرج شاهرا سيفه فمتى سنشهر سيفنا
انه الجهاد فى سبيل الله والحق
ماقالة الاستاذ محمود محمد طه عقب المصالحه الوطنيه عام 1977 من الافضل للشعب السودانى ان يمر بتجربه جماعة الهوس الدينى وسوف تكون تجربة مفيدة للغاية اذ انها بلا شك سوف تكشف مدى زيف شعارات هذه الجماعه وسوف تسيطر هذه الجماعه على السودان سياسيا واقتصاديا حتى ولو بالوسائل العسكرية وسوف تزيق الشعب الامرين وسوف يدخلون البلاد فى فتنة تحيل نهارها الى ليل وسوف تنتهى بهم فيما بينهم وسوف يقتلعون من ارض السودان اقتلاعا
العجيب فى الامر اولاد من شغل الملوص جنب حيطة سينما كوبر الى تحكم فى مصير امة وعينات مثل المعتوه المسمعى مين حسب الرسول بتاع خلوة افريقيا يشطح وينطح على طول البلد ومتخصص الفتن الفاتيه الترابى عليك اللعنه والثورة ستنصب المشانق لكم وفى ميدان الشهداء لا عفو لا اجاويد لا رحمه .
مافي حاجة اسمها ثورة الشعب السوداني لايعرف ثورة الشعب السوداني لو وجد الاكل والشراب والحكومة جابت الحبش وحاتجيب مصريات للعمل في المنازل وسوف يتم الغاء النظام العام وحبه حبه السكر والبارات حاتفتح وسير سير يالبشير
الم تقراء ما قاله صندوق النقد الدولى لماذا الكذب حتى بدون بترول الذين تدينون لهم بالولاء والطاعة وهذا الشعب العظيم يعلم تمام العلم ماذا ياتى لو ذهب هولاء اقول لك ياتى السلاح ولاشئ غيره سوف لن تتحرك من بيتك الى مكان عملك اذا كان لديك عمل غير العمالة وكسب الفلوس من كتاباتك اجر لك بيت عند السفارة الامريكية لكى تقبض وترجع سرعة سرعة ولا بعدها ممكن ادوسوا عليك ب……..ويقولوا لك المهمة انتهت اخرج غير ماسوف عليك هذه الفوضى التى كنا نرغب فيها وحققنا هدفنا ارموه خارج المكان يا…………
وطن ثرى وشعب عملاق يحكمه أقزام من القمامةوماسحى الأحذية
التغيير يبدا بتفكيرك في الغير ….
زورونا ….وانضموالنا ..
http://www.facebook.com/laat3teel
1. الحكاية العجيبة قصة المال المجنب وتوجيه من قبل السيد -علي عثمان طه صاحب الوجه والقلب الاسود هذا رجل ليس له ذمة ولا ضمير هذا المنافق له حق توجيه المال العام المقلوع من المواطن السوداني المغلوب على امره هذا المنافق الذي يتبجح امام الشعب السوداني بانه يصرف عشرة الف جنيه فقط لاغير بكل عنطزه وعنجهيه كنت اشاهد المشهد ومن خلفه دكتور الحبر نورالدايم الذي استغرب مشاركته في هذا الافك والظلم وهو العارف بالقران استغرب لهذا الرجل واشخاص اخرين مشاركتهم في الافك والضلال الذي يمارس علي الشعب باي وجه سيقابلون الله يوم القيامة هذا المجرم لديه من يعمل بالحكومة من افراد اسرته براتب شهري لا يقل عن الخمسة الف جنيه شهريا والمال الذي لديه يعلمه الله اللهم انك تعلم انه كاذب ومنافق هذا المجرم الذي قسم السودان وخان عهد الاجداد من كان والده غفير في جنييه وهو معدوم فقير اصبح هامان السودان يزين لفرعون عمله ويشارك في الجريمة من هو ومن اين اتى ليتحدث باسم الاسلام والسودان هو البشير الكذاب المنافق اتمنى من الله انيكشف كذبهم وخدااعهم للشعب السوداني قريبا عاجلا غير اجل كانو حشرات فاصبحو تماسيح هولا لا يعترفون بالدم الحامي الذي يجري في عروقهم (جعلي نضيف وشايقي نضيف ) ولا يفتخرون بهذه البلد التي علمتهم وجعلتهم ناس بالمجان يكذب عمر البشير وعلي عثمان لو قالو ما تعلمو بالمجان او مرضو ما تعالجو بالمجان او جاعو ما اكلو بالمجان هذا الحق الذي يعرفه والد كل منهما اعتقد ان والد البشير او علي عثمان لو كانو ا علي قيد الحياة لتدارو خجلا من افاعليهم في الشعب السودان . زلو الشعب اي زلة احتقرو الناس اي احتقار لم يقفوا علي ذلك تحدثو باسم الله في الارض هم اهل البراء واهل الولاء هم كل شيء هم يتبجحون بكلام الله يتحدثون باسم الله يحكمون الناس باسم الله هم كل شيء كل من يعارض خائن كل من يعترض يقتل يضرب يسجن يحارب بالطائرات يغتصب ينتهك عرضه باسم الله يعذب باسم الله يرفد من عمله باسم الله يجوع هو وابنائه باسم الله يشرد باسم الله هولاء يفصلون البلد باسم الله هولاء يفعلون اي شيء باسم الله الله الله الله صارو هم اهل الحق والفضيلة هم اهل الله لم يبقى ان يقولوا للناس اعبدونا باسم الله كنت اعتقد ان بشار اسوا منهم ولكني اجزم ان بشار الاسد بكل افاعله خير منهم هو لم ياتي باسم الله ولم يستولي علي السلطة باسم الله قلبي يدمي من عمر البشير الظالم باسم الله وعلي عثمان المتحدث باسم الله الله الله وكمان ما انسى شيخنا يا كارروي المتفلسف علي الناس باسم الله ؟ اتي هولاء للحكم من اجل الله نصر كلمة الله تطبيق شريعة الله يتعاملون مع السياسة باسم الله هم الاطهار هم الانقياء باسم الله يفرقون الناس ايدي سبا باسم الله يتعنصرون باسم الله وتفكك النسيج الاجتماعي باسم الله يقتلون الفور اهل كسوة الكعبة باسم الله يقتلون النوبة اهل العزة والكرامة باسم الله (الكلب هارون رجل الله في ارض النوبة والذي يحكم باسم الله ) يعتدون علي البجا ويقتلون منهم باسم الله يقلعون المناصير ارضهم باسم الله يفتكون بالسودان (حلايب – الفشقة ) باسم الله هو الله معهم ناصرهم هم هم هم هم ؟؟؟
2. هم ليسوا الله الله عليهم هل يرضى الله بان تكون كل هذه الافعال باسمه عز وجل هذا هو السؤال انا اعتقد ان كل من يشترك في المؤتمر الوطني يوجد باسم الله ولكن الرد ياتي من الله (( يخادعون الله والذين امنو وما يخدعون الا انفسهم )) ويزين الشيطان لهم عملهم باسم الله
3. الله العدل الحق الله كرم الانسان الله الحق الله يقول لا فضل لعربي علي اعجمي الا بالتقوى
4. انا اشهد بظلم البشير واشهد بظلم علي عثمان كما اشهد ان لا اله الا الله وان محمد رسول الله انا خصيمهم يوم القيامة عشت ثلاثة وعشرون سنة ظلم في ظلم طفح الكيل يا عمر ويا علي اللهم انت الله لايبقى عمر وعلي عثمان في الحكم هذا العام اللهم عليك بهم اللهم انصر المظلموين اهل السودان الزرق البسطاء اهل العزة والكرامة ونصرة الدين الحق دين محمد وليس دين عمر البشير وعلي عثمان طه هذا الدين الجديد الذي يفصل حسب رغباتهم يتبجحون بكتاب الله ليل نهار وهو بريء من افعالهم براة الذئب من دم يوسف اهل السودان لم يكونو مسلمين وهذا لعمري هو المضحك المبكي جاوا الينا هم بالاسلام الجديد والشريعة الحق دخلنا الاسلام علي ايديهم .فليعلم عمر البشير الراجل ود الرجال انو الاسلام ما انتشر في البلد دي (السودان المسيحي )بحمرة العين والرجالة والهمبته والقلع الانتا سايقو علي الناس و مع اضافة الرقيص والعنطزه الفارغة (كان راجل امشي لواحد من طرف جبال النوبة قول داير شكل اوع تجي و معاك طيارة امشي ايدك فاضية وقول داير شكل بتشوف براك حمرة العين والرجالة الصاح مش رجالة الرقيص علي المنابر مع العلم انك جبان وما بتسويها ) انت عارف انو النوبة رجال من زمن الكلية الحربية؟ بطل كضب علي الناس النوبة نصرو الامام المهدي النوبة لهم الفضل في كثير من الاحداث التاريخية والفور والفونج وكل الاجناس الافريقية الانتا شايف نفسك احسن منهم لانك عربي ما هكذا هو دين محمد (ص) وبلال خير مثال ملك الحبشة النجاشي ملك لايظم عنده احد مش زيك ياجعلي يا حر حكمك كلو ظلم وقتل وتعذيب فكيت اولاد بلدك ورعيتك لصلاح قوش ونافع يعملو فيهم عمايل الله وحده يعلم كم هي مهينة لكرامة الانسان ان ملوك الجعليين يخجلو من افاعيلك والتاريخ يشهد لهم بالرجالة الصاح وهم اهل السودان الجعليين الصاح وانا منهم بخجل من عمايلك انت انسان مريض الله يشفيك بس ما بعد فوات الاوان .
5. اللهم لقد اردوك بقولهم فانت لهم بالمرصاد الله هلكت فرعون فان عمر البشير وعلي عثمان لا يعجزوك يارب انت الحق وقولك حق والجنة حق والنار حق انصر اهل السودان فهم اهل الله بحق (اي اسلام ودين اتي به هولاء ) والله اكبر علي كل ظالم
6. اخر الكلام(( في ناس بقولو الرئيس كويس بس والزبير كان كويس بس ؟ ابراهيم شمس الدين كان كويس بس؟ ماعارف منو كويس بس حاج نور كويس بس الترابي فاهم بس ؟ الصادق المهدي متعلم بس؟ مولانا المرغني زول تمام بس ؟ )) بس دي تعبتنا ووصلت الشعب السوداني الي هذه المهزلة التاريخية|؟ بس هذه اعطتهم الحق في التجربة واعتبار انسان السودان كفئران التجارب ان هم نجحو خير وبركة وان فشلو خير وبركة و شنو يعني يموت فلان يجوع فلان ولا يتشرد فلان ويروح في ستين دهية فلان ما فلان ده انسان سوداني وضيع لا يسوى شيء؟ هذه بلد فيها حياة الانسان لاتسوى شيء عند الحاكم فما بالك بفقره ومرضه وجوعه وتشرده وكرامته التي اعطاه اياه الله هي حياة الانسان السوداني الرخيصة عند اهل الحكم اللهم غيرهم وجعل لنا مخرجا وانت كريم رحيم بعبادك الضغفاء