الرأسمالية لازالت تحفر قبرها بيدها (3)

فى بعض التعليقات على المقالين السابقين قال احدهم كدليل على ان الراسمالية مازالت بخير ان المهاجرين يهاجرون الى بلدان الراسمالية وليس الى بلد اشتراكى ! واعتقد ان مثل هذا التعليق يعتبر خارج الموضوع ، فانا لم اقل ان الراسمالية ماتت ،ولكنى اعتقد ومعى بعض كبار المفكرين الراسمايين ، انها فى سبيلها الى ذلك . اما ان المهاجرين لايتجهون الآن الى بلد اشتراكى : فلم يعد هناك فيمااعتقد بلد يتمتع بهذه الصفة ، على الاقل بالمواصفات السابقة . ولو صبر المعلق قليلا لوجد فى مقالاتى القادمة مايبين رايى فى ان التطبيق الذى كان لايحمل من الاشتراكية ، حسب ماركس ، الا اسمها . مثل ما ان كون دولة السودان تحت حكم الانقاذ هى دولة اسلامية ! وعلى اى حال فانا مازلت مصرا على العنوان . ولاثبات ذلك الجأ الى الاستمرار على طريقة شهد شاهد ، فآتيكم هذه المرة بمواصلة لآراء المستشار الاقتصادى لمؤسسات الامن القومى الامريكى ،الذى أوردت بعض ارائه فى مقال سابق .
يقول الحقائق التالية :
– الاقتصاد الامريكى فى حالة ركود اليوم
? نسبة البطالة الحقيقية 23%
? مؤشر البؤس الآن 32.2 %- بينما كان خلال الركود الكبير 1929 : 27%
? الفيدرالى المركزى الامريكى معسر !
? الدين الامريكى 19 تريليون دولار
? دين البنوك الامريكية 60 ترليون
ويقول فى رواية اخيرة تحت عنوان “A Tale of Two Americas” أى قصة امريكتين :
( تصور ازمة اسوأ من ازمة 2008 وقفزة تكنولوجية الى الامام والتى قد تخلق ثروات هائلة للذين يعلمون )
ثم يقول :لم تعالج اى من المشاكل التى أدت لازمة 2008، ولكن التجديدالجارى فى معامل التكنولوجيا الحيوية فى امريكا وفى السيليكون فالى وفى البترول الصخرى لايمكن عدم الاعتراف به .
فى نفس الوقت هناك اعادة تنظيم نقدى عالمى جديد واساسى فى طريقه الى التنفيذ بعد ايام فقط من اليوم ، بداية بالاجتماع الذى سيجرى يوم 4 سبتمبر ? يعنى بكرة ?لقادة مجموعة ال20 فى الصين .ففى هذا الاسبوع سيقوم البنك الدولى بتنفيذ خططه لاصدار سندات بحقوق السحب الخاصة بمبلغ 500 مليون ? قيمتها بالدولار حوالى 700 مليون . بالرغم من انها مقيمة كحقووق سحب ولكنها ستكون قابلة للدفع باليوان الصينى للبنوك الصينية والاجنبية !
وقد قال نفس الاقتصادى الامريكى : ” الصينيين يريدون الاستثمار فى حقوق السحب حتى يستطيعوا التوقف عن الاستثمار فى الدولار الامريكى ” . وعليه فان اجتماع مجموعة العشرين غدا سيكون مقدمة لمشاركة اليوان فى سلة العملات التى تكون حقوق السحب. وفى تلخيص لاقواله التى جاءت تحت عنوان ” أسوأ الاوقات ” لامريكا طبعا يقول :( قريبا 10000 شخصا سيملكون نصيبا سائدا من الثروة ، عشرة مليون سيعيشون بشكل كبير على سواقط المالكين، و150 مليونا سيعيشون خارج اطار الدولة ، وبقية الامريكيين سيتركون فى مكان عال وجاف “high & dry ” فى انتظار سقوط بيت الورق ).
ترى ماذا كان سيقول كارل ماركس اذا كان من حضور هذه الحالة ! وهو فى الحقيقة قد قال بهذا نظريا : الازمات من أصل التناقض الرئيسى فى النظام الراسمالى : التملك الفردى لوسائل الانتاج وطبيعة العمل الاجتماعية. وكذلك ان حدوث الازمات يسرع الخطى مع تعقد هذا التناقض “2000- 2008- 2016 ” !
وبعد الا تدل هذه الشهادة من شخص هو ابعد مايكون عن الماركسية على ان الراسمالية بدأت تحفر ، وبسرعة متسارعة ،قبرها ؟!
وفى الحقيقة ، من حق الذين يرون انه لابديل للمجتمع الراسمالى ، وخصوصا فى بلادنا ، وذلك لعدة اسباب :
اولا : السقوط المدوى للتطبيق الاشتراكى الذى كان ، وسنتحدث عن اسباب ذلك ، فى رأينا فى مقال قادم . ولكننا نعتقد ان ذلك التطبيق كان هو أحد الاسباب الرئيسية فى استمرار النظام الراسمالى بل وتفوقه .
ثانيا : فى مثل بلادنا التى تسير بخطى متسارعة الى الخلف ، فان المجتمع الراسمالى يصبح هو الجنة التى نتطلع اليها .
ثالثا : ان المجتمع الراسمالى هو ? وبحسب النظرية الماركسية نفسها مجتمع متقدم على ماسبقه من تكوينات اقتصادية / اجتماعية . ولكنه ? وبحسب الماركسية ايضا ، ليس نهاية المطاف . وحتى مايدعو اليه الحزب الشيوعى السودانى بما يسمى مرحلة التطور الوطنى الديموقراطى ، هى مرحلة تحكمها فى الاساس قوانين التطور الرأسمالى ، ولكنها ستسعى فى نفس الوقت لوضع الاسس لنظام اشتراكى . ولعلنا جميعا نذكر وقفة حزبنا بقيادة الزعيم عبدالخالق محجوب ، ضد تأميم ممتلكات الراسمالية الوطنية السودانية . وان الحزب ظل يذكر الراسمالية الوطنية ? غير المرتبطة براس المال الاجنبى ? جزءً من قوى تحالف تلك المرحلة .

تعليق واحد

  1. المشكل الرئيسي في النظام الرأسمالي الحالي أنه قائم علي الربا و الفائدة مما أدي الي تغيير قيمة الاشياء بقيم غير حقيقية و هذا كان السبب الاساس في أزمة 2008 ,أسباب الازمة مازالت موجودة و الازمة القادمة ستعصف بالنظام الاقتصادي العالمي و قد ت}دي الي كساد مثل الذي أدي للحربين العالميتين(الكساد العظيم)

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..