هواجس العودة الى “البلد”

ظللتُ على مدى سنوات ، أدفع الناس دفعا من أجل العودة الى السودان ، والاستقرار بعد طول غربة ، وفي أحيان كثيرة أعبر للزملاء بأنني على إهبة الاستعداد لمغادرة السعودية، والعودة “طوعا” الى “البلد” ..غير أنني حلمتُ حلما يتناقض مع قناعات العودة.. فقد رأيتُ رئيس تحرير الصحيفة التي أعمل بها في السعودية ، وهو يقول لي يا”زول” نحن نشكرك على حسن خدماتك معنا طوال السنوات الماضية ، وهو “يناولني” خطابا يقضي بإنهاء خدماتي بالصحيفة! .
الأمر الطبيعي أن أتفاعل برضاء يرقى للفرح مع هذا “الأمر” كوني أبرز من يدعو للعودة الطوعية منذ زمان بعيد ، ولكن “صاحبكم” بدأ “جبانا” ، حيث قلتُ له “يا ” أستاذ” لابد من أن منحي مهلة عدة أشهر حتى أوفق أوضاعي، بما يمكنني من العودة النهائية . فجأة استيقظت على أذان الفجر ، دون معرفة عما اذا كان رئيس التحرير وافق على طلبي من أجل توفيق أوضاعي ، أم أصر على إنهاء خدماتي دون النظر في طلبي.
في الصباح توجهت الى مقر العمل ، ودارت في ذهني عاصفة من الأسئلة ترى كم من السودانيين أن قُدر أن تصلهم مثل هذه الخطابات التي “أزعجتني ” خلال الحلم ، وأنا عراب العودة النهائية، ماهي مواقفهم؟.. في داخلي شعرت بنوع من “الخجل” ، كيف أطلب مهلة ، ولماذا أتقدم بهذا الطلب “المنكسر” ، وماذا أريد أن أوفق من أوضاعي ، والتي إن لم توفق وتحقق مقاصدها خلال السنوات الماضية ، هل سنوات أخرى ستفلح في “توفيقها” ، أم ذات الطلب سيتكرر ولو بعد حين.
خلال الأيام الماضية أستغنت عديد من الشركات والمؤسسات من بعض منسوبيها “الأجانب” في إطار “سعودة الوظائف” ، ومن بين هؤلاء عدد مقدر من بني جلدتنا ، ترى كيف يفكرون في هذه اللحظات ، وهل من بينهم من لجأ الى ما طلبه ” صحباكم” في “حلمه” أم كانوا أكثرشجاعة و توفيقا لأوضاعهم وقبلوا الامر ، وسيعودن الى ” البلد ” .
مثل هذه الحكايات يجب أن تفتح “الباب” لنقاش مستفيض من قبل الجهات المعنية بأمر الاغتراب والهجرة ، بأن تنظم ورش متخصصة حول أهداف الاغتراب ، واليات تحقيق الاهداف ، وكيفية ترشيد الصرف في بلاد الغربة ، وأنجع السبل للادخار.. فلا يعقل أن يمضي الانسان سنوات طويلة مغتربا ، وحينما تحين لحظة العودة النهائية يصبح حاله كمن “مسه شيطان” لأنه بكل بساطة لم يوفق أوضاعه ولم يحقق أهدافه.
نحن الشعب الأوحد من بين شعوب الأرض لانحسن ترشيد إغترابنا وهجرتنا ، فكل أحلامنا مؤجلة ، وجميع مشاريعنا حبيسة الصدور، وحينما تحين لحظة العودة النهائية تنتابنا المخاوف في “اليقظة والأحلام” .. نأمل أن ينصلح الحال حتى لاتكون أحاديث العودة الى “البلد” من هواجس الامور.
مصطفى محكر
[email][email protected][/email]
انا من هؤلاء .. كدت اطير من الفرح عندما تم الاستغناء عن خدماتي وشكرتهم على اتخاذ قرار كنت اتمنى يوميا اتخازه فحمدت الله انه جاء منهم ولم استجدي بعض الوقت . والان ندمااااااااااااااااااا وسافي الطين لانه خريف
الاخ العزيز مصطفى محكر
والله بصراحة قريت مقاللك شعرت بالرعب انا من الذين درسوا الجامعه خارج السودان و جئت راجع السودان بعد الانقاذ و عانيت الامرين و قررت ان اهاجر الى بلد تمنحنى الجنسية لكى اتخلص من تهديدات العمل فى الخليج و الخوف من العودة للسودان. نعم الان اعمل بالخليج و اذا جابت ليها تفنيشة التسفير لبلاد برة . يعنى انا من لم يتفاءل ابدا بوجود الكيزان فى السلطة لم انخدع بالبيرول السودانى الماسورة و لا دهب و لا حديد و لا بطيخ. الله كاتب علينا الغربة و التشرد الى ما لا نهاية شفت كيف….اخوك حريف و لا جبان؟؟؟؟؟؟؟؟
ياخى عن اى مشاريع تتحدث يعنى قروشنا فى الغربة ما قاعدين نلعب بيها قمار انت كل يوم عندك كشف للسودان.فلان عيان علان ولده عائز اقساط الجامعه فلان حيموت فى مستشفى فضيل فلان دخل الحراسة بشيك و و وو ووووو عندما رفعت الحكومة يدها عن التعليم و الصحة انت بتدفع بدل الحكومة.ده باختصار شديد اذا كان عندنا حكومة ذى الناس نحن الشعب الوحيد الما بيحتاج لاغتراب ….شنو يعنى مزارع عنده عشرة فدان يمشى يشتغل راعى فى السعودية ب 600 ريال ده منطق ده؟راعى عنده بهائم يمشى يشتغل راعى فى السعودية ب 500 ريال البلد ضاعت يا مصطفىراحت فى خبر كان علينا ان نرتب مقابرنا فى الغربة و شواهد كاربة لانوا المنظر القدامنا ده بيقول كل واحد يجهز كفنه و مقبرته فى الغربة فلتعلم جيدا لا نحن و لا الاجيال القادمة ليس لنا حلم او فرصة للاستقرار فى السودان…..
اعظم واجمل وافيد ما قرأت في جريدتي الراكوبة،،،،عشت يا محكر
والله ما جبرنا على المر إلا الأمر منو..