أخبار السودان

فخّار يكسّر بعضه ..!

المثل القائل حينما يختلف اللصوص ينكشف المسروق .. يتجلى الآن في أوضح صورة لما يحدث بين قيادات المؤتمر الوطني من خلافات بدأت تنتشر في جسد الحزب العجوز وأطرافه شبه المشلولة مثل الجرب الذي يزيده الحك إدمائاً للجلد .
وهو حصاد طبيعي لمن يزرع الشوك ..فلا يتوقع أن يجني برتقالاً وعنباً !
الان نسمع بتعديلات في المكتب القيادي ينبي بفشل ابراهيم محمود و حامد ممتاز وأميرة الفاضل في تطوير نهج الحزب وقد نصبهم الرئيس الذي غضب عن أداء منظومة القيادة السابقة عقب فضيحة تدني نسبة التصويت في الإنتخابات الرئاسية الأخيرة ..فصب عليهم جام غضبه وتنبأ لهم بمصير الإتحاد الإشتراكي الذي ذاب كقطعة الثلج تحت شمس الإنتفاضة التي أشرقت على الوطن بعد ظلام غيمة مايو السوداء الطويلة ..فتم ازاحة فريق غندور الذي ضربته الكهولة بلعيبة صغار السن ظنا من الجماعة ان في ذلك تجديد لدماء الحزب المتخثرة!
الان تحدث أكبر مفارقة في تاريخ ذلك الكيان السيء السمعة .. فتنشأ حالة شد بين الوالي المعين في الجزيرة من رئيس الحزب مباشرة الذي هو رئيس الدولة ذات نفسها وجهازه التنفيذي من جانب وبين أعضاء الحزب ذاته ورافعته الحركة الإسلامية و الجهاز التشريعي من جانب آخر وقد بلغ بهما الآمر مرحلة ما صنع الحداد بالحديد تسخينا بالمنفاخ وضرباً بالمطرقة على السندان !
وعلى مستوى العاصمة وتحديدا ً من مركز ولاية الخرطوم فيبدو أن إحدى حريم الحزب المستندات الى سلطة الزوج النافذ الصوت في كورال الحكم المنشز الأداء لها كلمتها أيضا .. فهي تقود صراعا مع المركز العام المتمثل في وزير الدولة للإعلام مساندة من جانبها المريح في المكتب والبيت معاً لنائب رئيس الحزب بالولاية الذي يقف في قفص الإتهام على خلفية ما قيل انه تجاوزات في التصرف خارج الصلاحيات خلال توليه مسئؤلية التلفزيون المسمى قومياً !
لايهمنا في شيء ما يدور من خناقات بين قيادات حزب هو في المبتدأ والخبر عالة على البلاد من حيث سلبية دوره في الحياة العامة ويمثل رهقا للموارد الضعيفة اساسا و التي يستأثربما هو ليس قليل منها دون فائدة تُرجى !
فالأحزاب التي تخلقها الأنظمة تظل واهنة كالفخار المصنوع من الطين غير الأصيل وهي عرضة للتهشم متى ما سقطت عن أرففها او تضاربت عند اهتزازها.. أما الأحزاب الحقيقية فهي التي ينبني هرمها من قواعد الجماهير بمونة الوعي الديمقراطي الذي يقوم على المؤسسية وليس على عبادة الأصنام المحنطة على جدران التاريخ .. واليكِ أعنى واسمعي يا جارة !
فمستقبل الحياة السياسية هو مسئؤلية أجيال الحاضر من الشباب السوداني بجنسيه ليؤسس له مستشفاً معطيات نجاحه من تجارب الفشل الطويلة التي دُرنا ودُخنا في دائرتها أعواما جاوزت الستين في اطار الحكم الوطني الناقص ديمقراطيا والمستلب عسكريا وعقائدياً..وإلا فلن يكون الحل في زوال المؤتمر الوطني ولو مات مطعونا بأظلاف سقوطه الحتمي ..مالم نكن قد استوعبنا دروس الماضي كلها .ا
ونقول لجماعة المؤتمر الحاكم المتصارعون سواء بالأصالة أو بالإنابة .. وهم الذين يبدو أنهم سيخلصوننا من همهم بايديهم الممسكة بخناقات وثياب بعضهم .. وبدون شماتة ..ماذا علينا إذا نظرنا..وانتم حالكم أمامنا يبدو.. مثل فخار يكسّر بعضه .!

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. الإخوة بالراكوبة..
    مع التحيات ..

    مقالي أمس حاز على عدد ما يزيد عن السبعة الاف قاري ومقال اليوم تجاوز الأحد عشر قاري .. ومع ذلك تضعونه في مواقع الأعمدة .. مع أنكم تضعون مقالات في المقدمة لم يتجاوز عدد قرائها نصف من طالعوا مقالاتي ..!
    فهل تريدوني أن أغير اسمي الى هنادي او شمائل أو سيف الدولة او زهير أو شبونة مع احترامي لهم جميعا ومحبتي .. أم ماذا .. مع تقديري لكم وارجو أن تقدروا دوافعي لمخاطبتكم بهذه اللغة واعتذر أن كنت تجاوزت حدود اللياقة ..وولله خاطبني الكثير من القراء إحتجاجا على وضع المقالات الهامة التي أبذل فيها جهدا بعيدا عن واجهة الجريدة وكنت في كل مرة ارد عليهم في بريدي الخاص بأن ذلك لا يهمني كثيرا ..ولكني الآن شعرت أنهم على حق ..!
    ردكم أيا كان سيجعلني أشعر بأنكم تقدرون التواصل في مثل هذه الحالات .. أما تجاهلكم لرسالتي فسيكون لها رد فعل آخر أرجو أن لا اضطر له !
    وشكراً..

  2. الاستاذ برقاوي سلام
    والله فعلا ناس الراكوبة لديهم معايير غير موضوعية
    يكفي أن يكون كاتب المقال يحمل منصب سياسي أو لقب اكاديمي لتوضع مقالاته في الواجهة، اظن انهم لا يقرأون محتوى المقالات
    هنالك عدم مبالاة
    فقد اوصى القراء الكرام من قبل عدة مرات برفع مقالات إلى المانشيت الا انهم لم يفعلوا
    نأمل عادة النظر من سياساتهم التحريرية
    لكم التحية وانت محق في صرختك

  3. الاستاذ برقاوى لك التحيه . عزيزى ليس المهم اين موقع مقالاتك فى الراكوبه ولكن المهم اين موقع هذه المقالات فى قلوب وعقول القراء والراى العام وفى هذا المجال اقول بكل صدق ان لك مكان لا يدانيه احد . اقول هذا احقاقا للحق . واخيرا دعنا جميعا نمد ايدينا ل قدام ولقدام ونتش عين الضلام بالضو على قول العبقرى حميد

  4. الاستاذ برقاوي سلام
    والله فعلا ناس الراكوبة لديهم معايير غير موضوعية
    يكفي أن يكون كاتب المقال يحمل منصب سياسي أو لقب اكاديمي لتوضع مقالاته في الواجهة، اظن انهم لا يقرأون محتوى المقالات
    هنالك عدم مبالاة
    فقد اوصى القراء الكرام من قبل عدة مرات برفع مقالات إلى المانشيت الا انهم لم يفعلوا
    نأمل عادة النظر من سياساتهم التحريرية
    لكم التحية وانت محق في صرختك

  5. الاستاذ برقاوى لك التحيه . عزيزى ليس المهم اين موقع مقالاتك فى الراكوبه ولكن المهم اين موقع هذه المقالات فى قلوب وعقول القراء والراى العام وفى هذا المجال اقول بكل صدق ان لك مكان لا يدانيه احد . اقول هذا احقاقا للحق . واخيرا دعنا جميعا نمد ايدينا ل قدام ولقدام ونتش عين الضلام بالضو على قول العبقرى حميد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..