منتجع السبلوقة السياحي العلاجي

بسم الله الرحمن الرحيم
منتجع السبلوقة السياحي العلاجي
ملخص الدراسة:
? في ثلاث سنوات فقط (1978-1980) أطلقت مصر عشرة مشاريع لمدن جديدة لتقام في الصحراء المحيطة بالقاهرة. نشطت شركات التطوير العقاري في إعمار تلك المدن وأقبل المغتربون المصريون وغيرهم من العرب على شراء الشقق والفيلات والمواقع الخدمية والصناعية. حققت تجربة المدن الجديدة نجاحاً كبيراً وكانت وسيلة فعالة في إجتذاب مدخرات المصريين العاملين بالخارج والتحكم في النزوح إلى القاهرة.
? أما الأردن التي تعاني من شح الموارد الزراعية فقد سعت إلى التغلّب على فقرها في الموارد باستثمار عقول أبناءها. إتجهت الأردن نحو صناعة السياحة العلاجية منها وبلغت في ذلك شأواً عظيماً والسودانيون خير من يشهد على ذلك النجاح.
? يجهل كثير من السودانيين الذين إغتربوا لسنوات طويلة أو أرتادو أقاصي الدنيا لشتى الأغراض من بينها السياحة، يجهل هؤلاء أنه على مرمى حجر من عاصمتهم توجد بقعة طيبة من أرض السودان سيكون لها شأن عظيم في مستقبله. هي كما نراها اليوم ” خامة؟ إجتمعت فيها كل الأسباب لقيام نهضة سياحية تسهم في المدى القريب في إنتشال الإقتصاد السوداني من عثراته ثم تتحول لاحقاً إلى محضن ومنصة إنطلاق لصناعة راسخة في قطاع السياحة. تتمثل أهمية السياحة في كونها تعتبر من أكثر قطاعات الإقتصاد نمواً في عالمنا المعاصر ونستدل على ذلك بموقعها المتقدم بين الصادرات غير المرئية.
أن البقعة التي نعنيها هي منطقة السبلوقة التي تقع شمال العاصمة بمساحة ثمانين كيلومتر تحتشد في هذه المنطقة مجموعة من عناصر الجذب السياحي سيتعرف عليها القارئ الكريم في سياق هذه الدراسة الأولية.
أننا ندعو المستطيعين للقيام بسياحة عبر الشبكة (النت) باستخدام نظام قوقل لرؤية المواقع التي أشرنا إليها.
كما ندعو القادرين لزيارة منطقة السبلوقة سيما وطريق الريف الشمالي يشكل إمتداداً لطريق وادي سيدنا بشمال أم درمان.
ألى هذه المعطيات الطبيعية نضيف المرتكز الأهم وهو السوق السياحي. ويعلم الجميع أن البوصلة التي يهتدى بها المستثمر الذي يرغب في الإستثمار الخدمي أو السلعي هي مدى إتساع السوق وحجم القوة الشرائية.
أننا على ثقة تامة من أن العاصمة القومية لوحدها تشكل سوقاً واعده للسياحة الترويجية والعلاجية وذلك دون أن نحسب السودان الواسع ودول الجوار وغيرها. لعله من المناسب هنا أن نذكر أن قيام منتجع ترفيهي ? سياحي على مقربة من المدن المليونية أصبح ضرورة إجتماعية ومجال واعد للاستثمار.
نستدل على ما ذكرناه بالقناطر الخيرية في شمال القاهرة ، “ديزني لاند” بالقرب من مدينة لوس أنجلز الأمريكية ، كورنيش جدة بالسعودية ، الأسكوريال في شمال العاصمة الأسبانية مدريد ومدينة أرانخوز في جنوبها، ديزني الأوربية بالقرب من باريس أما سكان لندن فلهم خيارات ما بين برايتون وبورن ماوث .. وهكذا. أننا تدعو القراء الكرام وبصفة خاصة المغتربين لاستصحاب الحقائق التي أوردناه وهم يطالعون طرحنا حول منتجع السبلوقة السياحي ? العلاجي.
لا أحد ينكراليوم الدور الكبير الذي يلعبه قطاع السياحة في الاقتصاد العالمي، أما على الصعيد الوطني ففي كثير من الدول ظلت السياحة تقوم فيها بدور القاطرة لمعظم القطاعات الاقتصادية وذلك بدءً بقطاع الإنشاءآت وإنتهاءً بقطاع الخدمات. لعل أكثر ما يميز قطاع السياحة هو كونه يمثل أداة فعاّلة في محاربة البطالة والفقر بما يتيحه من فرص واسعة للإستخدام في مرحلتي الإنشاء والتشغيل. بهذا الفهم وغيره نطرح مشروع لقيام منتجع سياحي ? علاجي بمنطقة السبلوقة التي تقع في جنوب محلية المتمة بولاية نهر النيل.
يستند ترشيحنا لمنطقة السبلوقة لكونها تتميز بالخصائص التالية:
1- وجود شلال السبلوقة الذي يمتد شمالاً لمسافة سبعة وعشرين كيلومتر من قرية الحقنة الواقعة عند الحدود بين ولايتي الخرطوم ونهر النيل. يتميز هذا القطاع من نهر النيل بكثافة الكتل الصخرية التي تعترض مجرى النيل وبكثرة الجزر وبكثافة الغطاء النباتي على الجزر وعلى الضفاف مما يضفي على مجري النيل أجواء شبه إستوائية وسط بيئة شبه صحراوية!
2- وجود سلسلتي جبال الحقنة اللتان تحيطان بمجرى النيل لمسافة أثني عشر كيلومتر فيما يعرف بخانق السبلوقة The Sabaloka Grage. يبلغ إرتفاع السلسلتين مائتي متر فوق سطح الأرض المحيطة وعلى قمتي السلسلتين توجد هضبتان يمكن استثمارهما للأغراض السياحية كما هو الحال مع خانق السبلوقة بجدرانه الصخرية العالية.
3- تتمدد إلى الغرب من شلال السبلوقة الأجزاء الجنوبية من صحراء بيوضة التي تشكل هي الأخرى عامل جذب سياحي فيما يُعرف بسياحة الصحراء أو سياحة البر الشائعة في دول الخليج. إضافة لذلك فعلى الموقع المرشح لقيام المنتجع تتناثر تلال وجبال سيكون من الممكن استيعابها في المخطط العمراني للمنتجع.
4- تنحدر نحو النيل عدة أودية موسمية متقطعة الجريان وهي أودية: الحقنة، بشارة، الطندب، أبو رغيوة ، أبو أرانب، الحنكيت، الشهداء، أبو حوّية. وأخرى. على هذه الأودية والخيران يمكن إنشاء سدود ترابية لحصاد المياه متما كان الخريف ممطراً. تكمن أهمية هذه السدود في تغذيتها للمياه الجوفية التي يمكن ضخها للإستخدام البشري دون معالجة كما أن السدود تمثل أحد الوسائل لنثر المياه لإثراء الغطاء الشجري والعشبي مما يجعلها ملاذات للحيوانات البرّية الهائمة في الصحراء وبذلك تتحول تلك الأودية إلى حظائر ومحميات طبيعية أن وجدت الرعاية والحماية من محلية المتمة.
5- تشكل الأراضي الفيضية على جانبي الشلال وأسفله بداية وادي النيل وعلى تلك الأراضي الخصبة تنتعش زراعة المحاصيل البستانية. لهذا النوع من الزراعة أهمية إقتصادية وبيئية وترويحية بالنسبة لأهل المنطقة وزوار المنتجع السياحي العلاجي.
6- أما البعد الثقافي لمنطقة السبلوقة فيتمثل في مرور زوارها من العاصمة بجبل كرري، آثار الشهيناب، مزار الشيخ الطيب. أما بشرق النيل وإلي الشمال قليلاً فتوجد آثار النقعة والمصورات إلى الشرق من شندي كما توجد إهرامات البجراوية إلى الشمال منها.
7- وجود أعلى كثافة سكانية وأعلى متوسط دخل في السودان بالعاصمة القومية بعد ان ناطح عدد السكان الثمانية مليون نسمة وهو عدد مرشح لأن يتضاعف بحلول عام 2030. بهذه الكثافة السكانية تشكل العاصمة- بعد ان أضحت العطلة الأسبوعية يومين – سوقاً واعده للمنتجع الذي يبعد عنها بمسافة 70-80 كيلومتر فقط وحوالي الساعة ونصف الساعة بالطريق البري.
8- لا توجد مشاكل حيازات الأرض في الموقع المرشح لقيام المنتجع وذلك لسبب بسيط وهو أنه موقع صحراوي يستحيل عقلاً أن يدّعى البعض أن أجدادهم كانوا يزرعونه!
9- توفر بنيات أساسية لها أهمية قصوي عند قيام ومستقبل المشروع. نعني بتلك البنيات وصول شبكة الكهرباء إلى المنطقة وذلك بالإضافة إلى إمتداد طريق الريف الشمالي من شمال أم درمان إلى الموقع المقترح. يمثل هذا الطريق المرحلة الأولى من طريق النيل الغربي الذي يجرى تنفيذه في قطاعات على إمتداد مجرى النيل.
10- إمكانية ان يلعب النقل النهري دوراً هاماً في أحياء المنتجع السياحي فالباصات النهرية يمكن ان تنقل السياح والزوار من العاصمة إلى قرية الحقنة القريبة من المنتجع كما يمكن ان تنظم رحلات نهرية من نهاية شلال السبلوقة إلى أهرامات البجراوية أو لزيارة مدينتي شندي والمتمة.
11- عند إكتمال المطار الجديد بجنوب غرب ام درمان وإزدياد الأقبال السياحي/ العلاجي بالمنتجع سيكون من الممكن إنشاء خط حديدي يصل ما بين المطار والمنتجع مروراً بغرب أم درمان.
12- سبق ان أُعدت دراسة أولية لإنشاء خزان السبلوقة بطاقة توليد تقدر بمائة وعشرين ميقاواط. الآن وقد قطعت أثيوبيا شوطاً في تنفيذ سد الألفية فإن إنتظام جريان النيل سيضاعف من طاقة خزان السبلوقة في التوليد لهذا فمن المرجح أن يقام هذا السد في مستقبل منظور. بالنسبة للسياحة ستكون زيارة الخزان كمعلم هندسي مصدراً للمتعة والمعرفة، هذا بالإضافة إلى الإمكانات السياحية التي ستوفرها بحيرة السد.
13- أخيراً فمن ميزات الموقع المرشح للمنتجع السياحي ? العلاجي انه موقع قريب من مواد البناء الترابية والحجرية. إلى الغرب من الموقع تتمدد حتى خط الأفق الكثبان والسهول الرملية ويوجد الحصى في مجارى الخيران الموسمية وهنا وهناك توجد كتل جبلية توفر الخامة للكسارات وفي عدة مواقع توجد بؤر لتراب الردميات. أما بالنسبة للأسمنت فهو صناعة الولاية الأولى ويمكن نقله بالشاحنات عبر جسري شندي وأم الطيور.
لماذا غرب النيل لقيام المنتجع السياحي ? العلاجي؟.
ترى الدراسة أن غرب النيل بولاية نهر النيل أقل حظاً في التنمية من شرق النيل وذلك لأسباب بعضها تاريخي والبعض الأخر معاصر. أن أهم الأسباب التاريخية هي صلة شرق النيل المباشرة مع أرض البطانة وميناء سواكن ثم جاء أنشاء الخط الحديدي في بداية القرن العشرين ليرسّخ هذا التفوق- لهذا قامت أو إنتعشت مدن أبو حمد، بربر، عطبرة، الدامر وشندي بشرق النيل ولا توجد نظيرات لها بغرب النيل سوى المتمة التي هجرها أهلها رغماً عن أرثها التاريخي العظيم! مؤخراً تم إنشاء طريق التحدي الخرطوم ? عطبرة وتواصل شمالاً إلى أبوحمد فأحدث المزيد من الإنتعاش الاقتصادي بشرق النيل.
ترى الدراسة أيضاً أن كثافة حركة المرور بطريق التحدي بشرق النيل وكثرة الحوداث التي نتجت عنها تشكل سبباُ آخر لتجنب شرق النيل.
أن قيام المنتجع السياحي ? العلاجي بغرب النيل وإن كان في أقصى جنوبه فإنه يسهم في إحداث التوازن التنموي بين ضفتي نهر النيل كما يزيل هواجس حوداث المرور القاتلة لدى زوار المنتجع السياحي ? العلاجي بغرب النيل.
عوامل الجذب السياحي:
أن منطقة السبلوقة كما وصفناها تشكل ? في رأينا- خامة سياحية ممتازة تنتظر من يجلوها ليظهر بريقها أمام الجمهور السوداني والزوار الاجانب.
لهذا لا بد من أن يشمل المخطط السياحي على عدد كبير من عناصر الجذب والتشويق ومن ثم يتم طرحها على المستثمرين وذلك مع بعض الإستثناءآت التي تعتبر من صميم مسئوليات الدولة. أدناه نقدم بعض الأفكار التي يمكن تحويلها إلى مشروعات تثري المنتجع وتجعل الجمهور يقبل عليه والأفكار وهي:-
أ/ إشاعة الخضرة والظلال والجمال:
في بلد كالسودان ترتفع فيه درجات الحرارة إلى مستويات قياسية ويكاد وهج الشمس أن يعمي الأبصار فإن أكثر ما يتمناه الإنسان هو الخضرة والظل الرطب والمياه الجارية.
لهذا السبب أعطينا في طرحنا اعمار المنظر أو الـ Landscaping أهمية لا تقل عن أهمية البنيات الأساسية التي لا يقوم المجتمع الحضري بدونها. بهذا الفهم نرى أن تكون ضربة البداية في إنشاء المنتجع السياحي العلاجي هي تكثيف التشجير في الشوارع والساحات متما أتضحت معالمها في المخطط الحضري. هدفنا من البداية المبكرة للتشجير هو ان تصل الأشجار المنتقاه إلى درجة متقدمة من النمو عند إكتمال الأعمال الإنشائية بالمنتجع.
ساعة إكتمال التشييد تبدأ المرحلة الثانية لأعمار المنظر وهي المرحلة الخاصة بزراعة النجيلة في الساحات والميادين والأكثار من نباتات الزينة وحبذا لو بنيت جداول في الشوارع المخصصة للمشاه لتجري عليها المياه، دون ذلك فلتعلق مواسير تنثر رذاذ المياه في نهارات الصيف!
بمرور السنين ستنمو أشجار الظل وتتعانق فروعها لتحول الشوارع إلى ظلال ممتدة ويسعد بالسير عليها والجلوس على جنباتها زوار المنتجع.
ب/ حديقة حيوان كبرى:
يفتقر السودان وعاصمته القومية إلى حديقة حيوان جامعة. لهذا ترى الدراسة أن يشتمل مخطط المنتجع السياحي على موقع لإنشاء حديقة حيوان بمواصفات الألفية الثالثة. ينتظر أن تعكس هذه الحديقة تنوع السودان البيئي ومن ثم أثرائها باستجلاب المزيد من الحيوانات البرّية التي تزخر بها أفريقيا والأقاليم المدارية في أسيا وأمريكا الجنوبية. إلى جانب دورها الترويحي والعلمي والثقافي ستسعى الحديقة المقترحة إلى إكثار الفصائل المهددة بالإنقراض وهو الأمر الذي سيكسبها تعاطف ودعم المنظمات الدولية والمؤسسات المهتمة بهذا الأمر.
في ذات الوقت يمكن للحديقة أن تتحول إلى مشروع استثماري ليس بقيمة تذاكر الدخول فحسب وإنما بإنتاج الحيوانات البرّية المطلوبة في حدائق الحيوان على نطاق العالم أو لدى مراكز البحوث والمختبرات الطبيعية ولدى الخاصة من الهواة وأصحاب القصور! من جهة أخرى فإن ثراء وتنوع الحيوانات البرّية والأبحاث التي يجريها علماء الحيوان والبياطرة المتخصصون حول الامراض وعلاجها، وحول طبيعة وسلوك الحيوانات البرّية ستعطي الحديقة شهرة عالمية لتتحول إلى مركز للبحوث يتدافع لزيارته علماء الحيوان والبيئة. بمثل هذه المشاريع يكتسب السودان شهرة علمية ومكانه أدبية بين الدول. في ذات الإتجاه ترى الدراسة أن تعلن حكومة ولاية نهر النيل بان محلية المتمة أو جنوب الولاية كمحمية طبيعية يحظر فيها الصيد مما يجعل المنطقة جاذبة للحيوانات البرية.
لمزيد من الأثراء لحديقة الحيوان ترى الدراسة أن تكون في ذات الوقت حديقة نباتية تجمع بين كل نباتات السودان مع إيضاحات مكتوبة عن أسمائها ومناطقها واستخدامها… وهكذا. تلك بعض الأفكار التي يمكن ان تشكل نواة لإضافات من أهل التخصص.
أن مشروع حديقة الحيوان بطبيعته مشروع ينبغي أن يتبناه القطاع العام ممثلاً في الحكومة الإتحادية. في اعتقادنا يكفي أن تضع الحكومة المخطط وتشرع في التنفيذ وحتماَ ستصل المساعدات والمنح من حيث تدري ولا تدري. ليخرج مشروع حديقة الحيوان بمقاييس ومواصفات مشاريع الألفية الثالثة لا بد من الاستفادة من التجارب العالمية المعاصرة ومن بيوت الخبرة كجمعية الحيوان اللندنية London Zoolgical Society التي سبق أن أستعان بها العهد المايوي لوضع مخطط لحديقة حيوان حديثة ولكنها لم تقم إلى يومنا هذا!؟
مدينة الملاهي:
لا يخلو منتجع سياحي عادة من مدينة للملاهي فهي مصدر إمتاع للصغار والكبار على حد سواء. لقد ابتكر العالم إنماطاً لا تحصى من أنماط التسلية لهذا ينتظر من من يستثمر في هذا المجال أن يقدم أحدث الابتكارات في التسلية والتشويق والترويح.
أن التكلفة العالية لإنشاء مدينة الملاهي قد تعزل المستثمر السوداني وتحصره في مستثمرين أجانب يملكون ما يكفي من رأس المال ويتمتعون بخبرات إكتسبوها من تجاربهم في بلدانهم او في دول أخرى.
د/ ساحة الثقافة أو ساحة المعرفة:
ترى الدراسة أن المنتجع السياحي يمكن أن يتحول إلى رافد من روافد المعرفة والثقافة العامة. أن تقديم جرعات صغيرة ورشيقة من المعارف العامة يمكن أن يفتح شهية الكثيرين خاصة الناشئة للاستزادة بالإطلاع والمتابعة.
لنشر المعارف والثقافة على نطاق واسع ترى الدراسة أن يقوم مبنى دائري بقطر لا يقل عن الألف متر وأن يتكون المبنى من عشرات الصالات وتتوسطه ساحة خضراء وظليلة. ان أنسب الجهات لتبني هذا المشروع هي الجهات ذات الصفة العامة كصندوق الضمان الإجتماعي، صندوق أو صناديق المعاشيين مؤسسة الشهداء أو المصارف.
في تصورنا تؤجر هذه الصالات للجهات المعنية بشأن المعرفة والثقافة وإلى المؤسسات التي ترغب في التعريف بنشاطها وذلك بتقديم مواد إعلامية وتعريفية بأسلوب مبسط وجذّاب باستخدام الصور، البيانات، الرسومات، المجسمات وأفلام الفيديو والأقراص المدمجة وذلك مع وجود مكتبة لمن يرغب في الشراء او الإطلاع. أما المجالات التي تنفرد بها كل صالة فهي قائمة طويلة نذكر منها: تاريخ السودان، تاريخ العاصمة، ولايات السودان، قبائل السودان بتراثها وفلكلورها، تاريخ ورموز فن الغناء والموسيقى تاريخ ورموز كرة القدم، حكومات السودان منذ الإستقلال، المنظمات الدولية والاقليمية وأنشطتها، حروب العالم الكبرى، الدول الأفريقية، العربية والإسلامية ، الخلافة الإسلامية منذ عهد الخلفاء الراشدين وحتى الدولة العثمانية.. الخ، وذلك مع بيانات حول المواقع الألكترونية لكل موضوع.
إلى هذه المجموعة يمكن أن تخصص صالات كمتاحف ومعارض لـ: الفن التشكيلي، الطوابع، العملة، الثروات المعدنية، استخراج البترول وصناعة مشتقاته ومستقبله، السدود في العالم وفي السودان، علوم الفضاء، تاريخ وحاضر ومستقبل السكة الحديد والنقل النهري مع إبراز إبداعات العالم في هذين المرفقين، النقل الجوي، الاحتباس الحراري وتغير المناخ. نضيف أيضاً إلى عوامل الجذب السياحي:
? تخصيص شوارع للمشاة فقط ? اي دون السيارات ? وذلك لإتاحة الفرصة للأسر التنزه والتسوّق دون خوف على صغارها من سيارة مسرعة أو ركشة تنفث الدخان. شوارع أخرى تستخدم كمضامير لممارسة رياضة الجري والمشي والهرولة في ظلال الأشجار.
? طاقة إيوائية كافية ومتنوعة تشمل الفنادق والموتيلات والشقق المفروشة والمنازل وبيوت الشباب.
? تأجير الخيام للنزهات الخلوية التي تنظم في الظهير الصحراوي مع تقديم خدمات ركوب الخيل والجمال والحمير والبغال!
? المطاعم الحديثة والشعبية وأخرى متخصصة في فنون الطبخ الأجنبي كالصيني والهندي والمغاربي.. الخ وذلك إلى جانب ماكان يعرف في إحتفالات المولد النبوي الشريف بسوق الذلعة ولكن بلمسات من سوق الناقة المعاصر!.
? تتشارك الفرق الرياضية في إنشاء مجمع رياضي لممارسة كل أنواع الرياضة وعلى رأسها كرة القدم ليستخدم أالمجمع يضاً لتنظيم معسكرات ما قبل المنافسات للفرق السودانية والأجنبية.
? إنشاء بازار وورش صغيرة للصناعات التقليدية لبيع وصناعة التحف التذكارية وعرض وبيع تحف من شتى بلاد العالم واستقدام حرفيين أجانب لتوطين صناعة التحف غير الموجودة في السوق السوداني.
? إنشاء مسرح لتقديم مسرحيات وصالات للعرض السينمائي والحفلات الغنائية.
? الأسواق والبوتيكات المتخصصة لمن تستهويهم سياحة الشراء وقد ترى إدارة المنتجع تنظيم أسواق أسبوعية تحت شعارات ” من المزرعة إلى المستهلك “أو من المصنع إلى المستهلك” أو من “تاجر الجملة والمستورد إلى المستهلك” وذلك بالإضافة إلى فرع للأسواق الحرة. ستكون هذه الأسواق جاذبة للأسر العاصمية عند زيارتها للمنتجع في عطلة نهاية الأسبوع وبذلك تجمع تلك الأسر بين السياحة الداخلية ومتطلبات الاقتصاد المنزلي!.
الإحياء السياحي: Touristic animation:
تهتم حتى المدن السياحية ذات الشأن من حيث الإشعاع الثقافي والأرث التاريخي والجمال تهتم بالأحياء السياحي لجذب السياح خاصة في غير المواسم السياحية. يمثل الإحياء السياحي بالنسبة لتلك المدن وسيلة لإبقاء الطلب على الفنادق وكل الخدمات السياحية عالياً وبذلك يتواصل الإنتعاش الاقتصادي عبر المواسم في كل القطاعات الإنتاجية والخدمية ذات الصلة بالسياحة.
لهذا نرى ضرورة قيام إدارة خاصة بالأحياء السياحي بمنتجع السبلوقة السياحي وينتظر من تلك الإدارة أن تكون خلاقة وقادرة على إقتباس وتوطين وإبتكار الوسائل والبرامج التي تجعل من المنتجع السياحي جذاباً طوال العام.
من بين الأفكار التي يمكن الإهتداء بها وأثرائها بالمزيد نذكر:
? المسابقات الثقافية والشعرية والمنتديات الفكرية.
? المسابقات الرياضية ليس في كرة القدم فقط وإنما في كل ضروب الرياضة.
? المنافسات الشعبية البسيطة كجر الحبل والمصارعة والجري بالجوالات.. الخ.
? الحفلات الغنائية وتنظيم منافسات غنائية لنجوم الغد مثلاً.
? النوافير الراقصة على الإيقاعات الموسيقية والمضاءة ليلاً لتتحول إلى سيمفونيات تتشكل من إندفاع المياه في أشكال تتنوع على إيقاع الموسيقى والإضاءة الملونة.
? إستخدام أشعة الليزر لإطلاق أعمدة ضوئية ليلاً وتشيكلها تارة كمثلثات واخرى كمربعات او مستطيلات وثالثة كأهرامات.
? ضخ مياه النيل إلى الهضبتين إعلى سلسلتي جبال الحقنة ومن ثم إطلاق المياه كشلالات إصطناعية أو بنثرها كرذاذ ينزل على العابرين مضيق السبلوقة بالبصات النهرية والمتنزهين بالبواخر برداً وسلاماً في نهارات الصيف.
? تركيب مايكروفات على جدران مضيق السبلوقة لتجسيم الصوت تارة لتلاوة القرآن وأخرى للأغاني والموسيقى المحببه للنفوس. بفعل التجسيم والإصداء تصبح الآيات القرآنية اعمق نفاذاً والموسيقى أكثر تأثيراً.
? تركيب العربات الكهربائية المتحركة على قضبان Cable ? cars للصعود إلى والنزول من الهضبة أعلى جبال الحقنة الغربية. في تلك الهضبة يمكن قيام كافتيريات ومطاعم تصطف على أطرافها مناظير مقربة أي تلسكوبات لرؤية المواقع البعيدة وذلك بالإضافة إلى مرصد مبسط للنجوم! من ذات الهضبة يمكن أطلاق الألعاب النارية في عطلات نهاية الأسبوع وفي المناسبات.
? سباق الخيل والهجن والحمير في اطراف المنتجع وسباق الدراجات في شوارع المنتجع.
? سياحة المهرجانات الولائية والإقليمية التي يمكن أن تنظم بمشاركة دول الجوار من بين تلك المهرجانات نذكر مهرجان الرقصات الشعبية، الاغاني، الجاز، الطبل الأفريقي، السينما الأفريقية، الأفلام الوثائقية، الموسيقى العسكرية، التصوير الفوتوغرافي، الفن التشكيلي….الخ.
? المنافسات الولائية وبين دول الجوار في شتى ضروب الرياضة غير كرة القدم ونعني كرة المضرب (التنس) ، كرة الطاولة، الكرة الطائرة، كرة السلة، كرة الماء وألعاب القوى، الجرى، كرة اليد، القفز على الحواجز، السباحة، حمل الأثقال.. الخ.
? الترويج لسياحة المؤتمرات وتشمل: ورش العمل، السيمنارات، المؤتمرات، الندوات التي تمتد لعدة أيام. في المنتجع السياحي يجد المشاركون في الندوات البيئة المساعدة، الإقامة المعتدلة التكلفة والقدرة على الحركة دون الحاجة لسيارات وان شكا أحد المشاركين من علة طارئة او أراد مراجعة حالته الصحية فالمستشفيات على مرمى حجر (راجع السياحة العلاجية لاحقاً).
? الاتفاق مع إدارات الجامعات والمدارس الثانوية بالأقاليم لتنظيم زيارات للمنتجع ومنها ينطلق الطلاب لزيارة معالم العاصمة.
? الإتفاق مع وزارتي التربية بولايتي الخرطوم ونهر النيل لتنظيم رحلات لطلاب التعليم العام في عطلات نهاية الأسبوع لزيارة المنتجع بما فيه من حديقة حيوان ومدينة ملاهي وبقية عناصر الجذب السياحي خاصة الثقافية منها.
? تقديم عروض خاصة لإقامة العرسان وإعداد برامج احتفائية بهم في مواسم الأعراس كشهر رجب وما بين العيدين.
السياحة العلاجية .. والمدينة الطبية:
تعتبر السياحة العلاجية من بين أهم عوامل الجذب السياحي وقد أستفادت عدة مدن أوربية من هذا النوع من السياحة. من بين تلك المدن نذكر على سبيل المثال: لندن، باريس وبرشلونة وهي المدينة التي أشتهرت بطب العيون.
أنضمت إلى ” سوق العلاج” القاهرة وعمان ومؤخراً العاصمة التايلندية بانكوك وثلاثتها تشكل مقاصد للسياحة العلاجية خاصة من الدول العربية.
ترى الدراسة أن السودان بأرثه وخبراته في الطب الحديث مؤهل لاستقطاب هذه السياحة المتخصصة رغماً عن ما يشكو منه اهله من تدهور في الخدمات الطبية!.
أن إتجاه الدولة نحو توطين العلاج بالداخل والإقبال المتزايد من مواطني دول الجوار الأفريقي تعتبر مؤشرات إيجابية وهذا ما يدفعنا إلى طرح السياحة العلاجية كأحد عناصر الجذب السياحي.
تتمثل عناصر الجذب للسياحة العلاجية في السودان في:-
1/ وجود عدد كبير من الأطباء السودانيين من ذوي الخبرة والمهارات الطبية المشهود لها. أن معظم هؤلاء ينتمون إلي جيل الستينات وما بعده من القرن الماضي. بعض هؤلاء يمارس مهنة الطب داخل الوطن والبعض الآخر يشكل نسبة عالية من الأطباء المغتربين الذين يقدر عددهم بعشرة ألف طبيب وكادر طبي.
وفقاً لذات التقديرات فإن 80% من الكوادر الطبية متعاقدون مع دول الخليج و 20% بيريطانيا وإيرلندا وبقية دول العالم. أن الرقم الذي سبق ذكره يشمل كل التخصصات الطبية المساعدة في مجالات التخدير والمختبرات والأشعة.. الخ.
2/ قيام ثلاثة وثلاثين كلية طب منها ما هو حكومي (21 كلية) ومنها ما هو خاص (12) كما قامت أيضاً كليات ومعاهد للدراسات الطبية المساعدة. بسبب التدفق السنوي لإعداد هائلة من الخريجين وضيق فرص التوظيف ينضم كثير من الخريجين من هذه الكليات إلى جيش العطالة أما المحظوظون منهم فيضطرون للقبول بالعروض المجحفة في دول الاغتراب التي تتعامل مع المؤهلات الطبية بمعيار العرض والطلب كأي سلعة! غيرهم يغيّرون المهنة او يقبلون بوظائف لا تليق بمكانة الطبيب.
3/ تميز الطبيب السوداني بخبرات متراكمة في طب المناطق الحارة اي الأمراض المدارية المتوطنة في معظم الدول الأفريقية. تشمل تلك الأمراض قائمة طويلة تأتي على رأسها الملاريا بمختلف مسمياتها وأخرى أقل إنتشاراً كالكلازار والليشميا وعمى الأنهار والمايستوتونا. بهذا التميز ستجد السياحة العلاجية إقبالاً من الدول الأفريقية خاصة تلك الواقعة في إقليم الساحل الأفريقي.
لا نعتقد ان حاجز اللغة سيعيق حضور المرضى من الدول الأفريقية إلى السودان فبالسودان جاليات كبيرة من معظم تلك الدول. هناك أيضاً خريجو الجامعات السودانية من أبناء دول غرب وشرق أفريقيا ونخص منهم من تخرج من كليات الطب من الجامعات السودانية وجامعة أفريقيا العالمية.
4/ مع تفاقم ظاهرة كراهية الأجانب “الأكسونوفوبيا xenophopia” في أوروبا أسوة بمعاداة الإسلام Islamophobia والعنصرية السافرة والمستترة Latent racism إضافة إلى عوامل غلاء السفر والعلاج والمعيشة فإن المرضى الأفارقة ومرافقوهم سيجدون في منتجع السبلوقة السياحي ? العلاجي أجواء أكثر ترحيباً وكما سيجدون الإحترام الذي يليق بهم كأخوة أفارقة يحلون ضيوفاً على السودان.
5/ لماذا نذهب بعيداً إلى المرضى الأفارقة فأعداد المرضى السودانيين الذين يقصدون عمان والقاهرة والعواصم الأوربية أعداد كبيرة وفي تزايد مضطرد. يؤكد ذلك حجم التحويلات المالية لأغراض العلاج بالخارج إذ تقدر بنصف مليار دولار سنوياً. جزء من هذا المبلغ مصدره بنك السودان عبر الصرافات والبنوك والجزء الأخر من السوق الموازية. ان من رأينا أن الرقم أعلاه قد يتضاعف بالتحويلات التي تصل إلى المرضى ومرافقيهم وهم بالخارج من أبنائهم المغتربين.
من بين المرضى السودانين نخص بالذكر مرضى الأقاليم الذين ينشدون العلاج بالعاصمة. هؤلاء ومرافقوهم يعانون أشد المعاناة بسبب تعقيدات الحياة بالعاصمة وبسبب المتغيرات الإجتماعية التي حدثت كالسكن في الشقق التي لا تسع الضيوف ولا ترحب بهم!
6/ من بين الأسواق الواعدة للسياحة العلاجية نجد دولة جنوب السودان وذلك لكونها دولة وليدة ومازالت تفتقر للمؤسسات العلاجية المتخصصة والخبرات الطبية. هي في ذات الوقت دولة تتوفر لها الموارد المالية من عائدات تصدير البترول أي ما يكفي تكلفة العلاج بالخارج. نذكر أيضاً دولة تشاد التي تربطنا بها علاقات خاصة وتشيع فيها اللغة العربية كما نذكر أيضاً دول مثل أثيوبيا، أريتريا، اليمن، ليبيا، ونجيريا وجميعها ترتبط بالسودان بعلاقات وطيدة.
المدينة الطبية:
إستناداً على عوامل الجذب للسياحة العلاجية في السودان التي سبق ذكرها ترى الدراسة أن أهم مقومات هذا النوع من السياحة متوفرة في السودان بقدر يفوق بداياتها في كثير من الدول التي حققت فيها نجاحات مشهودة.
ترى الدراسة أيضاً أنه قد آن الأوان للسودان أن يحذو حذو الدول التي سبقته في هذا المجال وذلك كوسيلة للارتقاء بالخدمات الطبية لمواطنيه وليحقق مكاسب إقتصادية وأدبية فالتميز في الطب غير متاح لكل الدول!!.
من زاوية أخرى ترى الدراسة إن ما يفتقر إليه السودان حالياً لقيام سياحة علاجية على أسس راسخة ومتينه هو غياب الأطار الذي يناسبها ونعني بذلك البيئة الملائمة. أن العاصمة القومية بما وصلت إليه من كثافة سكانية وما نتج عن ذلك من غلاء فاحش في الإيجارات والفنادق وفي سعر الأرض ومن تكدس بشري وزحام واختناقات في شوارعها، ما عادت توفر البيئة المناسبة لقيام وإزدهار السياحة العلاجية. هنا يكفي أن نتذكر الحالة البائسة لشارع العيادات شمال مستشفى الخرطوم.
إن الإطار الحضري الذي يمكن ان يعطي السودان ميزة حقيقة ينافس بها من سبقوه في السياحة العلاجية هو البيئة الهادئة والخضراء والمرحّبة مقرونة بالطبع بالتميز في الخدمات العلاجية والاعتدال في تكلفتها.أن الإطار الحضري الذي يستوفي هذه الشروط هو المدينة الصغيرة الحدائقية أي القاردن ستي Garden City على نهج إبنزار هوراد Ebenzar Howard الذي أبتكرها ونفذها في ضواحي لندن منذ مطلع القرن العشرين بإنشاء مدينة ليتشورث Letchworth في عام 1903. في مدينة كهذه تختزل المسافات بين السكن والمرافق والامكنة التي تهم السائح سواء أكان قصده العلاج أم الإسترواح في مدينة خضراء.
أن قيام المدينة الطبية في حضن المنتجع السياحي لا يعني البيئة الجاذبة للمرضى ومرافقيهم في فترة العلاج فحسب وإنما يعني إمكانية تمتع المرضى بإقامة ممتدة لقضاء فترة الاستشفاء والنقاهه التي يرى الأطباء أنه لا غنى عنها لاستكمال العلاج. أن فترة الاستشفاء التي تعقب العلاج وبصفة خاصة العمليات الجراحية تسمح للطبيب بمراقبة ومتابعة المريض حتى يستعيد كامل صحته. هي أيضاً لمواصلة العلاج الطبيعي لمن أصيبو بحالات شلل ناتج عن الجلطات أو أصيبو بكسور في حوادث المرور أو لجرحى الحرائق.
يقودنا الحديث عن البيئة المناسبة إلى عامل الطقس. يعلم الجميع أن أشهر الشتاء في أوروبا ومقدماته وما بعده أشهر تنخفض فيها درجات الحرارة إلى مستويات طاردة للسياحة العلاجية ذات المنشا الأفريقي والعربي. أن أكثر المرضى تضرراً هم أصحاب الحالات المرضية الطارئة والحرجة التي يصعب إرجائها إلى حين عودة الدفء. لهذه الشريحة من المرضى تمثل المدينة الطبية المقترحة بديلاً أحسن سيما والشتاء يعتبر من أميز الفصول في السودان.
عودة الكوادر الطبية:
كما سبق ان نوهنا ان التقديرات تشير إلى وجود حوالي عشرة ألف كادر طبي يعملون بخارج البلاد. تشير ذات التقديرات إلى أن 80% من هؤلاء يعملون بدول الخليج وليبيا بينما 20% بالمملكة المتحدة وإيرلندا وبقية دول العالم.
لأغراض هذه الدراسة تفترض ? دون مرجعية إحصائية أن 8% من تلك الكوادر من خريجي السبعينات من القرن الماضي وقله قليلة من خريجي الستينات وتعادل هذه النسبة 800 كادر طبي. نفترض أيضاً ان 12% هم من خريحي الثمانينات و20% من خريجي التسعينات وبذلك تصبح نسبة خريجي عام 2000 وما بعده 60% أي ما يعادل ستة ألف كادر طبي. ليت جهاز السودانيين العاملين بالخارج ينشر استبيان عبر موقعه بالشبكة لحصر الكوادر الطبية العاملة بالخارج ليجمع من خلاله كل المعلومات ذات الاهمية العلمية.
في تصورنا أن الشريحة الأولى هي الأكثر ميلاً واستعداداً للعودة إلى الوطن إذا ما توفرت لأفرادها الاجواء المواتية. تلي تلك المجموعة الشريجة الثانية ? أي خريجي الثمانينات- وبمضي السنوات تتواصل عودة بقية المجموعات لتحل محلها في الإغتراب مجموعات أخرى من فائض الخريجين فالطلب على الأطباء سيظل يتنامي كما تؤكد كل المؤشرات وتتطلب أهداف التنمية البشرية. .
نفترض أيضاُ ان تكون فترة الاغتراب الطويلة التي أمضتها الشريحة الاولى قد سمحت لأفرادها تحقيق الطموحات التي أغتربوا من أجلها: التخصص والزمالة، الايفاء بالالتزامات الأسرية وعلى رأسها تعليم الأبناء وربما زواجهم، تشييد المنزل وقد يزيد البعض بمنزل ثاني أو شقة في بلد الاغتراب او غيره. هناك عاملان آخران يدفعان باتجاه عودة هذه الشريحة وهما عامل تقدم العمر وعامل الشوق للوطن والاهل. ان هذين العاملين يشكلان ضغوطاً عاطفية ? نفسية قد تعني مقاومتها الإصابة بحالات الاكتئاب سيما وقد أصبح أفراد هذه الشريحة في سن الشيخوخة! تلك هي الحالات الطبيعية والسائدة التي قد نستثنى منها فئة محدودة تحول إغترابها إلى هجرة واختارت بلاد الاغتراب أوطاناُ بديلة!.
البداية: تعبئة رؤوس الاموال:
لإتاحة الفرصة في الاستثمار لكل الأجيال المتعاقبة من الكوادر الطبية ولتوفير ما يكفي من رؤوس أموال لتشييد صروح من المنشآت الطبية المزدوة بأحدث التجهيزات التشخيصية والعلاجية لا بد من أن تتوافق هذه الكوادر على تكوين شركات لإنشاء حوالي مائة مستشفى متخصص وعام -وهو رقم قد يزيد او ينقص- لتشكل في مجموعها مدينة طبية كأحد مكونات المنتجع السياحي. أن تجمع الكوادر الطبية في شركات ضرورة تحتمها مستجدات العصر إذ ما عادت المبادرات الفردية تعني شيئاً في عصر العولمة والابداعات العلمية والتشخيصية والعلاجية. أن أهمية قيام الشركات لا تكمن فقط فيما يتوفر لها من رؤوس أموال معتبرة من خلال اكتتاب المساهمين ولكنها تعني أيضاً مقدرتها في طرح المزيد من الأسهم ان حققت نجاحات وإحتاجت لتمويل إضافي, تعني أيضاً استطاعتها كشخصيات اعتبارية تمتلك أصول أن تقترض من المصارف أو من أسواق المال من خلال إصدار السندات.
لماذا يشتري المغترب السوداني الأسهم؟
قد يتسأل المغترب السوداني لماذا أضع مدخراتي التي شقيت من اجلها في أسهم وأحرم نفسي من التحكم فيها والتمتع بصرفها؟ انه سؤال مشروع في أجواء عدم الثقة والبلبلة التي نراها الآن. للإجابة على هذا السؤال نقول للمغترب:
? أن قوة رأس المال تكمن في حجمه ولذلك يقال أن الملايين تلد الملايين، لذلك فبشرائه للأسهم يعطي المغترب مدخراته مهما كانت صغيرة قوة للدخول في استثمارات كبيرة وأكثر طموحاً.
? ان الالتزام بدفع قيمة الأسهم يفرض على المغترب أن يعيد النظر في أوجه صرفه وعلى الادخار باستبعاد “فنطازيا” الاستهلاك التفاخري وهو الـ Conspicuous Consumption كالتبذير في الدعوات والثياب النسائية الفاخرة وشراء والذهب وحفلات الاعراس الباذخة التي تحبط شباب السودان وتفاقهم من أزمة العنوسة!.
? تسمح أسواق المال ببيع الأسهم ? بقيمة أعلى- ان أستجد ظرف او حدث طارئ يحتاج فيه المغترب للسيولة.
? إمكانية إستخدام الأسهم في المعاملات المالية أو كضمانات عند الاقتراض.
? ان الاستثمار العقاري يزداد قيمه بمرور السنين.
? ان الأرباح السنوية التي تحققها المستشفى او الفندق تمثل معاشاً مستداماً.
? أن نجاح الاستثمار في المنتجع يفتح الباب للشركة للمزيد من الاستثمارات قد تكون في المجالات الزراعية أو الحيوانية أو الخدمية.
? لقد آن الأوان للدخول في عالم الشركات والأسهم وهي ثقافة لا غنى عنها للشخص المعاصر.
? هناك بعض الأمور التي ينبغي على المغتربين أن يتداركوها ويحسنوا تدبيرها، من بين تلك الأمور تبرز قضايا الميراث الشائكة. في دوائر القضاء كثيراً ما تتعقد قضايا الميراث أما سبب وجود المال الموروث خارج السودان ? وهو الأمر الذي يهمنا في هذا السياق ? أو بسبب تعدد الورثة وتوزعهم بين المدن في السودان وفي بلاد الاغتراب؟ يزداد الأمر تعقيداً ولا يستطيع أحد أن يثبت ما إذا كان على قيد الحياة أو متوفي!؟.
أن الموت حق وكلنا ذاهبون إليه وأن كان من تقدم به العمر هو الأقرب بما تفرضه دورة الحياة، فغنه قادر أن يختار أسبابه. أن هذه الحقائق تستوجب حسن التدبير عند كل الأعمار.
من جهة أخرى فإن كانت الدول الإسلامية متفقه على الشريعة الإسلامية في قضايا الأحوال الشخصية ففي دول غير إسلامية قوانين وضعية وقد تكون الزوجة والأبناء حاملين لجنسيات تلك الدول وهنا يصبح الأمر في غاية التعقيد. هناك
أمر آخر تناوله مؤخراًالدكتور صلاح محمد إبراهيم ، الأسلاذ الجامعي مقالاً بصحيفة التغيير بتاريخ 2/1/2014 تناول فيه موضوع ودائع السودانيين الدولارية المهددة في البنوك العالمية أشار المقال إلى خبر سبق أن نشرته صحيفة “الخرطوم”. يكشف الخبر أن الحكومة يمضي الدكتور صلاح في مقاله ذاكراً أنه وأثناء عمله بسفارة السودان بالقاهرة في منتصف التسعينات وصل حجم مدخرات السودانيين بالمصارف المصرية يملكها السودانيون في القاهرة وغيرها من المدن يصل إلى عشرات الآلاف .. فماذا عن مدخرات السودانيين وعقاراتهم في بقية أنحاء العالم؟.
مجانية الأرض … العصا السحرية لأعمار المنتجع السياحي ? العلاجي:
ان ياتينا راغب في إعمار بقعة صغيرة من صحراء السودان المترامية الأطراف ليحولها إلى واحه تتناثر ثمارها ذهباً ولآلي إنما يقدم لنا خدمة لا تقدر بثمن وينتظر منا أن نستقبله بالأحضان وتفرش أمامه بساطاً أحمراً دفعاً له ليقبل على هذ التحدي العصي!.
ان واقع الحال يشي بغير ذلك رغماً عن نصوص قوانين الاستثمار التي تمنح الأرض مجاناً للمشاريع الاسترايجية خاصة تلك التي تقوم في الأقاليم والمناطق المهمشة. لقد درجت حكومات الولايات على تجاوز قانون تشجيع الاستثمار باختلاق جبابات ورسوم بشتى المسميات لاعتصار المستثمرين أمولاً لصالح خزينة الولاية لتصرف فيما يفيد وفيما لا يفيد! أن هذه العقلية تضرب الاستثمار في مقتل فالمستثمر لم يات لدعم الولاية ودعم المحلية ولا لتقديم التبرعات شبه القسرية أو للقيام بالمسئولية الاجتماعية وهو يتحسس خطواته الأولى. ليس المستثمر بالمؤسسة الخيرية ولا من أجل العطايا والتبرعات أقدم على الاستثمار. لهذا كله ينبغي ان تؤكد مجانية الأرض فعلاً لا قولاً.
ان مفهوم مجانية الأرض لمن يعمرها الذي نأمل تطبيقه بحرفية على مشروع المنتجع السياحي ? العلاجي وغيره من المشروعات الاستثمارية التي تستهدف أعمار الأرض زراعة أو عقاراً مفهوم يحمل بين ثناياه عدة مضامين لعل اهمها:
? أنها تحمل رسالة قوية للمستثمر الوطني والأجنبي بجدية الحكومة في دعوتها للاستثمار خاصة أن استهدف الأقاليم والمناطق الأقل حظاً في التنمية.
? ان إدمان حكومات الولايات على ممارسة الجبايات والتبرعات القسرية بشتى المسميات فيه إضعاف لرأس مال المستثمر وأضعاف لروحه المعنوية مما يجعله ينفر ويهرب بجلده قبل أن تنهش جسده الصقور.
? ان للتطبيق الحرفي الصارم لمجانية الأرض وللإعفاءات الضريبية والجمركية وكل المزايا التي يتضمنها قانون تشجيع الاستثمار أثر أيجابي على سعر المنتج النهائي سلعة استهلاكية كانت أو عقار أو خدمة .. كالسياحة الترويجية والعلاجية.
أن حكومات الولايات ان حكّمت العقل وتعاملت مع مبدأ مجانية الأرض والامتناع عن الجبايات من منظور استراتيجي يستشرف المستقبل فأنها ستكتشف حقائق هامة وهي:
? أن الجبايات التي تفرضها على المستثمرين لا وجود لها أصلاً في الميزانيات ولذلك ليس من مبرر أن يعوّل عليها في تغطية بعض بنود الصرف!
? ان حصيلة هذه الجبايات تتضاءل امام المكاسب التي يمكن أن يحققها المشروع الاستثماري أن كتب له النجاح وان كانت حكومات الولايات في حاجة ماسة للمزيد من الموارد المالية فعليها ترشيد الصرف فهو مصدر كفيل بتعويضها عن كل تلك الجبايات البغيضة.
? أن الموقع المرشح لقيام المشروع السياحي ? العلاجي ? كما ذكرنا- هو قطعة من الصحراء ستظل عاطلة عن العمران والزراعة كما كانت دائماً كما انها ستظل على هذه الحالة ما لم تعمّر بمثل هذه المشاريع. لهذا فإن إعاقة المشروع بالجبابات والمساهمات والاجراءآت البيروقراطية السقيمة ستؤدي إلى قتله في مهده. ان قتل المشروع تعني استدامة التخلف والفاقة والبطالة والفقر ويصبح حال الولاية او المحلية كحال الذي يذبح الدجاجة التي تبيض ذهباً!.
? أخيراً لا نشك في أن القارئ يعي أن مجانية الأرض ليس المقصود بها المعني المطلق لهاتين المفردتين! ذلك لان الموقع المرشح لقيام المنتجع وان تميز بعدة خصائص فهو أرض قفر لن تكتسب قيمة عقارية إلا بإرساء البنيات الأساسية. من زاوية أخرى يعلم الجميع أن لا حكومة الولاية ولا الحكومة الإتحادية قادرتين على تحمل تكلفة تلك البنيات. لهذه لا بد من توزيع التكلفة على المستثمرين عبر سعر المتر المربع وهي صيغة عادلة إذ تستند على منطق لا يخفى على أحد وتطبقها كل شركات التنمية العقارية كما فعلت شركة سوقطرة اليمنية في المخططات التي قامت حول العاصمة.
مساحة وإستخدامات الأرض:
ترى الدراسة أن تخصص لمشروع المنتجع بأحزمته الشجرية التي ستروى من سدود حصاد المياه ولاحقاً من مياه الصرف الصحي أن تخصص مساحة أربعمائة وخمسين كيلومتر مربع. تبدو هذه المساحة بصورة مجملة في شكل مستطيل يمتد أحد أضلاعة لمسافة ثلاثين كيلومتر غرب طريق غرب النيل وبامتداد شلال السبلوقة، اما الضلع الثاني فهو محور شرق ? غرب ويمتد من طريق غرب النيل إلى عمق الصحراء لمسافة خمسة عشر كيلومتر (15كلم).
ترى الدراسة ان يقوم المنتجع السياحي العلاجي في الجزء الأوسط من المستطيل بينما يقوم المخطط العمراني لسكن العاملين في كل الأنشطة السياحية في الجزء الجنوبي من المستطيل ويخصص الجزء الشمالي لقيام المخطط العمراني لسكن الكوادر الطبية بمختلف تخصصاتها.
تجدر الإشارة هنا إلى أن هناك متسع في ظهير سكن الكادر الطبي لقيام كلية للطب مكتملة بسكنها الداخلي وميادينها وساحاتها الخضراء. تطرح الدراسة هذه الفكرة إقتناعاً بان التجمع الكبير للكوادر الطبية ذات التأهيل الأكاديمي الرفيع والخبرات المتراكمة يوفر أهم متطلبات قيام كلية للطب بمقاييس عالمية كما أن تعدد المستشفيات بالمنتجع يتيح المجال واسعاً للدراسة التطبيقية وإجراء البحوث الطبية والصيدلانية المعمقة عسى ان ينتقل السودان من خانة المتلقى للعلوم إلى حالة المشارك في صناعة الإبداعات العلمية…
مراحل تنفيذ المشروع السياحي ? العلاجي:
على خلفية ما تقدم ذكره ترى الدراسة ان المشروع يمكن ان ينفذ وفقاُ للمراحل التالية:
المرحلة الأولى:
أيلولة الموقع إلى السلطة المنفذه ? هيئة عامة أو شركة تطوير عقاري- التي يُتنظر منها ان تشرع فوراً في التعاقد مع بيت خبرة هندسية ? أو كنسورتيوم من بيوت الخبرة ? لإعداد دراسة الجدوي الفنية والاقتصادية والمخططات العمرانية للمنتجع السياحي ? العلاجي وللمخطين السكنيين للعاملين في المشروع.
كما جرت العادة ينتظر ان تبدأ دراسة الجدوي الاقتصادية بالاطمئنان على ملاءمة الموقع لخدمة الأغراض المستهدفة ويشمل ذلك طبغرافية الأرض، التربة ومدى ملاءمتها للمباني، ودراسة لسوق السياحة الترويحية والعلاجية محلياً واقليمياً وذلك إلى جانب مسح للمستثمرين المحتملين Potential Investors … الخ.
يتنظر أيضاً من دراسة الجدوي ان تحدد تكلفة إنشاء البنيات الأساسية وهي شبكات المياه، الكهرباء، الصرف الصحي، الطرق واعمار المنظر بالتشجير. من جملة هذه التكاليف تصل الدراسة إلى تكلفة أعمار المتر المربع في المنتجع السياحي وفي المخططات السكنية للعاملين في الأنشطة السياحية والخدمات الطبية. عند الوصول إلى تكلفة المتر المربع يمكن تحديد سعره للمستثمرين. قبل إعلان أسعار المواقع الاستثمارية قد ترى السلطة المنفذه للمشروع إجراء بعض التعديلات على سعر المتر المربع وذلك وفقاً للموقع، المساحة، الغرض من الاستثمار هل هو مستشفى أم فندق، مركز تجاري أم ثقافي سكني أو ترفيهي.. الخ.
المرحلة الثانية:
لعل القارئ الكريم يتفق معنا على ان حجم المشروع وضرورات الالتزام بالتنفيذ في المدي الزمني المعقول يفوق إمكانات شركات الإنشاء والمقاولات السودانية. لهذا سيكون من المناسب وكسباً للزمن دعوة شركات الإنشاءآت العربية والأجنبية للمشاركة في التنفيذ.
لهذا هناك ضرورة للترويج للمشروع عبر وسائل الإعلام وعبر الشبكة “الأنترنت”. هنا لا بد من التعامل بواقعيه مع تحفظات المستشمرين السودانيين والعرب والأجانب حول الاستثمار في السودان للأسباب التي تتناولها الصحف بانتظام وبعضاً مما ذكرنا.
ترى الدراسة أن يحمل الخطاب الإعلامي عن المشروع ما يطمئن تلك الشركات وبذلك نعني:-
? ان المشروع يستند على دراسة جدوي فنية اقتصادية ويمكن الاطلاع عليها.
? لشركات المقاولات الحق في التفاوض المباشر عند تسويق منتجاتها العقارية كما لها الحق في استلام قيمة العقار داخل او خارج السودان وبالعملة الوطنية او العملات الحرة وتلتزم السلطة المنفذه بنقل الملكية لمشتري العقار دون تطبيق اي شكل من أشكال الجبابات.
? لشركات المقاولات الراغبة في تشييد مباني بالمنتجع بغرض بيعها للمغتربين السودانيين الحق في إستيراد كل مدخلات البناء من الخارج أن رات في ذلك مصلحتها ومصلحة المشترين من حيث الجودة والسعر. هنا تلتزم السلطة المنفذه بتفويض من الحكومة بتطبيق كل النصوص الواردة في قانون تشجيع الاستثمار لعام 2013 فيما يتعلق بالامتيازات والإعفاءات. تلتزم السلطة أيضاً بحماية المستثمر من أي نوع من المضايقات التي قد يتعرض لها من الإدارات الحكومية وان لزم الأمر ترفع شكواه إلى المجلس الأعلى للاستثمار.
? لشركات المقاولات الحق أيضاً في التعاقد مع العمالة الفنيّة الأجنبية إن لم تجد من يستوفى شروطها بين العمال السودانيين وفي هذه الحالة ينبغي أن تخصص نس




ياخ انت حسة مالك مولع النيران
حسة بكرة يمسكوها يبيعوها
ما تقعد في علبك لغاية ما بطيروا كدي و لا كدي
أجمل ما قرأت .. سودان الغد المشرق .. لهذا فليعمل العاملون ..
الجماعة شغاااالين حاليا في المراحل الختامية من تشطيب منتجع ضخم يتبع لاستثمارات جهاز الامن بالقرب من السبلوقة وشرؤه بثمن بخث،،،،،،ما خلو حته فااااضية
لله درك يا دكتور….ليت إدارة الراكوبة لو استأذنتك و قسمت المقال الي خمسة أو ثلاثة أجزاء.
هناك ما يعرف بالسور الأخضر العظيم the
great wall
له ميزانية معتبرة يمكن تنفيذ مشروع الخضرة منه. .. أيضا يمكن استقطاب الدعم من بنك الكربون
ياخ انت حسة مالك مولع النيران
حسة بكرة يمسكوها يبيعوها
ما تقعد في علبك لغاية ما بطيروا كدي و لا كدي
أجمل ما قرأت .. سودان الغد المشرق .. لهذا فليعمل العاملون ..
الجماعة شغاااالين حاليا في المراحل الختامية من تشطيب منتجع ضخم يتبع لاستثمارات جهاز الامن بالقرب من السبلوقة وشرؤه بثمن بخث،،،،،،ما خلو حته فااااضية
لله درك يا دكتور….ليت إدارة الراكوبة لو استأذنتك و قسمت المقال الي خمسة أو ثلاثة أجزاء.
هناك ما يعرف بالسور الأخضر العظيم the
great wall
له ميزانية معتبرة يمكن تنفيذ مشروع الخضرة منه. .. أيضا يمكن استقطاب الدعم من بنك الكربون