مصاحف ودواء سرطان

حزنت والله ووزير الدولة بوزارة الإرشاد والأوقاف يكشف عن حجز السلطات مصاحفا أهديت إليهم من جهة خارج السودان بميناء بورتسودان ورفضها الإفراج عنها، وإشتراطها دفع رسوم نظير السماح بادخالها وتوزيعها على المسلمين، والرسوم في الغالب جمارك لأن الوزير لم يبين ماهية الرسوم المفروضة.
قبل يومين حدثني أحد مرضى السرطان عافاهم الله جميعا بأن هناك نوعا من الدواء يعطى لمن قام بإزالة ورما ما من جسمه، ليحافظ الدواء على عدم إنتشار الورم من جديد، وخبرني بأن نوع الدواء هذا غير موجود في اسواقنا هذه، وتوفره للمرضي منظمات بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية، وتقوم المنظمات بادخاله عبر مطار الخرطوم إلى مستشفى العلاج بالذرة، ليوزع على المرضى مجاناً، لكن قامت سلطات المطار بإحتجاز الدواء رغم عدم وجوده في الأسواق أو المستشفى لأكثر من أسبوع ورفضت الإفراج عنه إلا بعد دفع رسوم مالية، رغم الحوجة الماسة للدواء آنئذ للمرضى.
نحن دولة جبائية!!.. نعلم ذلك ونعلم أيضا أن عرابو الإقتصاد من علماء المؤتمر الوطني لو وجدوا سبيلا لبيع الأوكسجين لنا كمواطنين لما توانوا لحظة ولفعلوها ولم يطرف لهم جفن… ولكن أن يصل الأمر فرض رسوم على دواء نادر ينقذ أرواح المرضى وعلى مصاحف وصلت حتى الميناء مجانا فذلك أمر يبين اننا وصلنا الدرك الإقتصادي السحيق
دولة المشروع الحضاري وشعارات “لا لدنيا قد عملنا نحن للدين فداء” تشترط دفع أموال نظير دخول مصاحف توزع مجانا على المسلمين… ودولة تقول أنها تتطبق الشريعة وترهن وصول الدواء لمرضى السرطان بدفع رسوم, والغريب إن المصاحف والدواء جائت اليها مجانا.
والأغرب ان وزير الارشاد لم يكشف عن الامر الا ليدلل على مسغبة وزارتة و”ندرة الفيران فيها” لوفد ولائي جاء يطلب منه العون في الدعوة الى الله ولكن ربما تزول الغرابة ان عدنا لحديث ذات الوزير امام البرلمان عندما قال ان جائنا احد يطلب مصحفا فلن نستطيع ان نمده به لاننا لا نمتلك اى ميزانية لذلك.
ترى كم ستكون قيمة هذه الرسوم التى فرضت على المصاحف او الدواء وكم نسبتها من الميزانية اعتقد انها مهما كانت كبيرة لن تساوي قطرة في محيط ارقام الموازنة التى اجازها البرلمان، سيما ان الموازنة نفسها خرقت قوانين الايرادات فيها اكثر من مرة عندما تمت زيادة اسعار الغاز واسعار الطيران واسعار كل السلع وزيدت الرسوم المفروضة على عدد كبير من السلع الاخرى.
لا تعطي الدولة وزارة الاوقاف والارشاد ووزارة الصحة إلا النزر اليسير من الموازنة ورغم ذلك تقوم الوزارتين بما تستطيعان القيام به وفق الامكانيات المتاحة لكن يبدو ان وزارة المالية رأت ان ما تعطيه لهما باليمين يجب ان تاخذه منهما مرة اخرى باليد الشمال، او ربما لا ترى ضرورة ملحة الآن للدعوة الا الله ولا لصحة المواطن ويجب ان توفر الميزانيات لمخصصات الدستوريين وسيارات البرلمانيين.
متى تعلم الدولة انها تعمل لتوفير العيش الكريم للمواطن لا ان تصادر حتى الهبات التى تاتي اليه من دول العالم وتقاسمه الفتات.
… نشر بصحيفة الصيحة…

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. في عهد ولامة عمر بن عبد العزيز ، كان هنالك والياً لمصر يسمى زيد بن معاوية ،، و حدث أن كان هنالك قحط شديد في مصر ، فصار الأقباط يدخلون الإسلام هروباً من دفع الجزية ،فقام الوالي بفرض رسوم على الدخول للإسلام ، فعلم عمر بن عبد العزيز بذلك ، فاستدعاه و جلده و قال له بأن الإسلام دين هداية و دين جباية

  2. في عهد ولامة عمر بن عبد العزيز ، كان هنالك والياً لمصر يسمى زيد بن معاوية ،، و حدث أن كان هنالك قحط شديد في مصر ، فصار الأقباط يدخلون الإسلام هروباً من دفع الجزية ،فقام الوالي بفرض رسوم على الدخول للإسلام ، فعلم عمر بن عبد العزيز بذلك ، فاستدعاه و جلده و قال له بأن الإسلام دين هداية و دين جباية

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..