بعض الذي كان عبر نافلة القول (7)

ظننت أن الأمر
صار ممكناً
أخذ أدوات الكتابة
إختليتٌ وحيداً
كأنك تُمارس عملاً سرياً !!؟…
إستدعى كل الذي يرفد
طاقته الإبداعية
كررتُ التجربة
كتبت أنت نصاً آخر
أردفه هو بثالث
قررنا أن ننتقي أقربهم
الى فن السرد
مازجنا بينهم
فتمظهرت الخلاصة شكلاً
بلا ملامح واضحة ؛؛؛؛؛؛
غير أنهم
قرروا إستخراج شهادة ميلاد له
كانت أحداث القصة
تدور حول شخص مأزوم
يصاب بالأرق
فيدمن تعاطي حبوب الڤاليوم
إتخذوا العلاج المهدئ
عنواناً لها ؛؛؛؛؛
و دفعوا بها لترى النور
لكنها لم تجد صدى !!؟…
ظللتُ أناقشهما
بروية
فما إستجابا لتعديلاتك أحدهما
طفق هو يدحض تلك التعديلات
و يقترح تغيير العنوان
إستهوتني فكرة التغيير
سايرتني أنت
مفتوناً بأشواقي
عديمة السكون
إستدرت مولياً ظهرك لكلينا
نهضتُ أنا
لحق به هو
جلسنا ثلاثتنا
حول العمل المشترك
وأطحنا بعنوان (حبوب الڤاليوم) جانباً
* * *
خلال نهايات العقد السادس
من القرن المنصرم
جاءت الصحافية اللبنانية
( ليلى المر )
موفدة من قبل (مجلة الصياد)
لتغطية بعض المواضيع السياسية
فضلاً عن الجوانب الإجتماعية
فصادفتها في موقع معا
عقب حوار قصير بيننا
حفزتني لنشر عملاً أدبياً
في صفحات (مجلة الصياد) البيروتية
فدفعتُ بقصة (حبوب الڤاليوم)
بعد أن تم تغيير عنوانها
عبر أنواتي الثلاثة
الى بديل آخر
مفارق للأول
كان العنوان الجديد
( القرار الحاسم )
كأننا بذلك
ننهي الجدل العقيم
حول تقرير مصير
أول عمل أدبي ناضج
يتطلع صوب الخروج
من بؤر المحلية و حدود الوطن
و يفرد جناحيه محلقاً
بين أجواز الفضاء
كأنه يعلن إنعتاقه
من حصار العتمة
الذي ضُرب حول المشهد الثقافي
لم يمض طويل وقت
حتى توالت قصصي القصيرة
على صفحات معظم الملفات الثقافية
إبتداءً بقصة ( ندى التي يشبهها القمر )
ثم قصتي (الشمس في كبد السماء)
و (سور آيل للسقوط)
و بعدهما نشرتُ قصة
(أنفاس قصيرة) و غيرهم
و هكذا كفى الآخران عن منافحتي
أنا المخاطب و أنا الغائب
فتحررتُ من أصفادهما !!؟…
لم أخسر إلا قيودي ؟؟؟!…
فهل لهما من باقية ؟؟؟…،
* * *
عقب ثورة أكتوبر الشعبية
تآمرتْ قوى الأحزاب الظلامية
على طرد الحزب الشيوعي من البرلمان
كأني بهم يسعون الى إخماد بركان الثورة
تولت إدارة البلاد جبهة الهييئات
طال الجدال العقيم حول السلطة
و لم يفض الى إرادة الشعب الحرة الأبية
راوح الوضع بين الأخذ و الرد
الى أن أتى الشيوعيون بالنميري
عقب إنقلاب عسكري ؛؛؛؛؛
ظل التناص ينسرب الى نصوصنا
هل الإنسان في العالم الثالث
مادي و مباشر فقط ؟…
أم متبلد لا يستشعر بسحر المنمنمات
و اللمسات الشفيفة التي ترفد العمل إبداعاً
هل نحن لا نجيد الإستمتاع بالجمال !!؟…
ألأننا كلانين ؟…
نتعامل مع الأشياء ككتلة و احدة
و لا نعير المنمنمات إلتفاتاً !!…
بل نعبرها عبور الكرام
مثلاً حينما نشاهد فيلماً
لا نهتم بالموسيقى التصورية و لا
بالأزياء و لا بالتشكيل و الديكورات
و لا و لا ؛؛؛؛؛؛
مع أن السينما تُسمى الفن السابع
لأنها تجمع سبعة في واحد
فقط نهتم بالشخوص المحورية و أحداث الفيلم
فقط نهتم بالكتلة و لا نعير المنمنمات
مجردة نظرة عابرة !!؟..
كل هذه الأسئلة و غيرها
نطرحها جارحة و متجاوزة حدود الذوق العام
علنا نجرؤ على الإستمتاع الكامل بالأشياء !!؟?
هكذا تسللت قراءتي بين الهامش و المتن
فصارت تهتم بأدق التفاصيل
و طفقتُ أمتح من ينابيع الآداب الإنسانية
و أحاول عبثاً أن أجنح الى الذاتية
لكن ثمة ما يلاحقني
و يمتزج بمفردات اللغة و بتقنيات السرد
فأعيريه إلتفاتاً خاطفاً
ثم أمضي قدماً صوب موردي
و لا أحيد عنه قيد أنملة
عن تلك النبعة التي أنبتت شجرتي !!؟…
[email][email protected][/email]