مِنْ ?بُغَاثُ الطير??! (5)

د.الشقيع خضر سعيد
مِنْ ?بُغَاثُ الطير??! (5)
(شروط النهضة وبعث الأمة)
مشروع النهضة وبعث الأمة في السودان، لا يمكن أن يتحقق إلا إذا توفرت الديمقراطية والإصلاح الديني وحل قضايا القوميات والتعليم والثقافة والتنمية
الكل يصرخ، أو يهمس: السودان ينحدر نحو الكارثة?، والواقع يؤكد ذلك! وكنا في مقالاتنا السابقة قد تحدثنا بشيئ من التفصيل عن دور نظام الإنقاذ في إيصال البلاد إلى هذا المنحدر الكارثي. وبالنظر إلى حجم الدمار والخراب الذي طال كل شيئ في البلاد، على المستوى المادي المحسوس ومستوى القيم، فإن أي مشروع لإنتشال الوطن من الهاوية، والنهوض به للحاق بركب الحضارة والتقدم، يتطلب ويشترط تنفيذ عملية ذات ثلاثة مراحل متداخلة ومتشابكة: وقف الإنحدار نحو الكارثة، والسعي لإصلاح الحال، ثم الإنطلاق لتحقيق المشروع النهضوي للأمة السودانية. ومن الواضح أن هذه العملية، من غير الممكن أن ينجزها فصيل أو فصيلان، بقدر ما هي مهمة الشعب بأسره. وهي بمثابة مهمة تاريخية، لكن حجمها وما يواجهها من تحديات، كفيلان بإشاعة الإحباط، وربما اليأس، لدى أكثر الناس همة وحماسا. لكن، البديل لهذه المهمة التاريخية هو الإنزلاق إلى هاوية الهمجية المرعبة، حبث التفتت والدمار الشامل. وعموما، قد يكون الإحباط في حد ذاته حافزا للإرادة، إرادة العمل من أجل وقف الإنحدار نحو الكارثة.
إن الإنسان، هو الجوهر العام لأي مشروع نهضوي حقيقي. وبالتالي فإن الخطوة الأساسية في فك شفرة النهضة والتقدم وبعث الأمة تقوم على فكرة وضع الإنسان فوق جميع الإنتماءات الممكنة. وكما أشار جيلبير الأشقر، في مساهمته في ندوة برلين حول ?أشكاليات أزمة النظام العربي وإشكاليات النهضة?، (برلين، ديسمبر 2006)، فإن الأوروبيين ظلوا لعدة قرون يتقاتلون بدافع من الولاء للملك أو للسيد الإقطاعي أو لديانة أو لشيعة أو لطائفة أو لبلد، إلى أن دعا مفكروا التنوير وعصر النهضة إلى وضع الإنسان فوق جميع تلك الإنتماءات. ولعلنا جميعا قد إطلعنا على الإعلان الشهير الذي صدر عن المفكر الفرنسي مونتسكيو، والذي لخص فيه جوهر فكرة عصر التنوير حول التوجه نحو الإنسان. وقد جاء في الإعلان: ((لو عرفت شيئا يفيدني ولكنه يسيئ إلى عائلتي، لأبعدته عن ذهني. ولو عرفت شيئا يفيد عائلتي ولا يفيد وطني، لحاولت أنساه. ولو عرفت شيئا يفيد وطني ويسيئ إلى أوروبا، أو يفيد أوروبا ويسيئ إلى الجنس البشري، لإعتبرته إجراما)).
وأعتقد أن الخطوات الأخرى، وهي أيضا رئيسية وهامة، واللازمة لفك شفرة النهضة والتقدم وبعث الأمة، لا بد أن تتضمن عملية إحباط مفعول الألغام الآيديولوجية الكثيرة الناتجة من تباين الخيارات الفلسفية والمذاهب الفكرية والدينية، ومن سوء الفهم والتنافس الطبيعي بين الأحزاب والجماعات والأشخاص. وبالمقابل تعزيز التفاعل بين التيارات الفكرية المختلفة والمتعددة، وتحرير الوعي العام والفردي معا من خطر الإستمرار في معتقل منطق الثنائيات المحبطة والمواجهات المستنفدة للطاقة: الإسلام/العلمانية، الليبرالية/الديمقراطية، القومية-الأمة/الإثنية-القبيلة، الوطنية/الأممية، الداخل/الخارج، المحلي/الأجنبي ?الخ، وذلك في سبيل الوصول إلى تفاهم وطني راسخ يفضي إلى صياغة مشروع وطني تنموي، وإلى تحقيق التحديث الفكري ? الثقافي للمكونات التي تقوم عليها الحداثة المجتمعية، وفي مقدمتها الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، العدل، المساواة، المواطنة، العلم، حب العمل، وتوفير لقمة العيش الكريمة. وكان مفكروا التنوير والنهضة العرب الأوائل، في القرن التاسع عشر، قد شرعنوا عملية الإقتباس من الغرب، على قاعدة التفاعل البناء وليس التقليد الأعمى، معتبرين أن تغيير الذهنيات والعقليات وأنماط السلوك هو المدخل إلى تملك أسس الحداثة والنهضة، فنجحوا في إطلاق الشرارات الأولى لثورة ثقافية حقيقية، عن طريق سعيهم إلى الإصلاح الديني، والترويج للحرية والدولة الدستورية، ودعوتهم إلى تحديث اللغة العربية، ونضالهم من أجل تحرير المرأة، ومن أجل إصلاح التعليم والتربية، داخل الأسرة والمدرسة.
ةهكذا، فإن مشروع النهضة وبعث الأمة في السودان، لا يمكن أن يتحقق إلا إذا توفرت له جملة من الركائز الرئيسية، أهمها في إعتقادي: الديمقراطية والإصلاح الديني وحل قضايا القوميات والتعليم والثقافة والتنمية:
1- الديمقراطية هي الشرط الرئيس لتأسيس أي مشروع للنهضة والحداثة. والديمقراطية قيمة كونية، تقوم مبادؤها على الفصل الحقيقي، وليس الشكلي كما هو الحال الآن في السودان، بين السلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية، إحترام الحريات الفردية والعامة ومراعاة حقوق الإنسان، التداول السلمي الديمقراطي للسلطة عبر الانتخابات الحرة النزيهة? وهذه المبادئ هي واحدة وصالحة للمجتمعات كافة، أما أشكال تجليها فهي التي تختلف وتتمايز من بلد لآخر. وكلما إكتسبت الديمقراطية بعدا ومحتوا إجتماعيا جوهره توفير الحاجات الأساسية للمواطن، كلما ترسخت وتوطدت وصعب إقتلاعها. والديمقراطية لا يمكنها أن تكون منقوصة أو مجتزأة، بل هي تكون شاملة أو لا تكون. قصدنا من هذا الإشارة إلى أن جماعات الإسلام السياسي يجب أن تكون طرفا مشاركا في العملية الديمقراطية، شريطة أن تقبل هذه الجماعات، بصورة لا لبس فيها، مبادئ الديمقراطية المشار إليها أعلاه، والتي، في الواقع، يجمعها مبدأ عام هو الإعتراف بالآخر والإقرار بشرعية الإختلاف. وأعتقد أن هذا المبدأ العام ليس غريبا على الإسلام، بل شكل القاعدة التي قام عليها تيار الاصلاح الديني في القرن التاسع عشر. إن الإقرار بهذا المبدأ العام، والذي يعني فيما يعنيه، قبول التعددية في المجتمع وإحترام الرأي الآخر ومنع إحتكار التحدث بإسم الاسلام، ورفض التكفير، ورفض إدعاء أي جهة إمتلاكها الحقيقة، ونبذ اللجوء إلى العنف في حل الخلافات السياسية?، يجب أن يمثل شرطا للإعتراف بالشرعية الديمقراطية لجماعة الاسلام السياسي، والتي سيتعين عليها إدراج هذا المبدأ بوضوح في برامجها، والترويج له في إعلامها، والإلتزام به في ممارساتها وفي علاقاتها مع أطراف العملية الديمقراطية الأخرى. وفقط عند توفر هذه الشروط، يمكن أن تتحول هذه الجماعات إلى ما يشبه أحزاب الديمقراطية المسيحية التي تشكل اليوم رقما رئيسيا لا يمكن تجاهله، في الواقع السياسي الأوروبي.
2- الركيزة الثانية هي تطوير النظرة إلى دور الدين، وهي النظرة التي تمثلت في مفاهيم الإصلاح الديني والعلمانية والدولة المدنية?الخ. العديد من المفكرين العرب المسلمين توصلوا، فيما يشبه الإجماع، إلى أن تطوير النظرة إلى دور الدين هو خيار موضوعي لا مهرب منه في أي مشروع نهضوي للمجتمع والأمة. وفي كتابه، الإسلام والسياسة، يضيف عبد الإله بلقزيز إلى ذلك ?إن إخفاق مشروع الإصلاح الديني ، الذي بدأه الشيخ محمد عبده في القرن التاسع عشر، يطرح أسئلة مشروعة حول مجمل العوامل التي صنعت ذلك الإخفاق، ومثلت إعاقة حاسمة أمام تحقيق تراكم فكري وسياسي في شأن مسألة الإصلاح الديني، بإعتبارها المسألة الحيوية في معركة النهضة والتقدم?. وأعتقد، من الصعب أن يعترض أحد على حقائق التاريخ التي تقول أن النهضة الأوروبية كانت نقطة إنطلاقها الأولى هي حركة الإصلاح الديني التي أطاحت بتحالف رجال الدين والملكية والإقطاع، وأطاحت بسيطرة الكنيسة على الدولة والحياة. بل إن الثورة الفكرية العظمى، والتي نشأ عنها عصر التنوير، عصر الموسوعيين الكبار، ما كان لها أن ترى النور إلا بأثر حركة الإصلاح الديني آنذاك. في مقال قادم سنناقش، بتفصيل أكثر، مفاهيم العلمانية والدولة المدنية، أما في هذا الحيز فنلخص قائلين بأن العلمانية والديمقراطية تمثلان وجهين لعملة واحدة هي الحداثة والإستنارة ومعنى النهضة وبعث الأمة.
3- الفكر السياسي السوداني إنتبه إلى أن واقع التعدد والتنوع والتباين الذي يزين الساحة السودانية، يمكن أن يكون مصدر قوة وثراء، لا مكمن ضعف وخواء. ومن هنا جاءت أطروحات المشاركة العادلة في السلطة والتقسيم العادل للثروة بين المكونات القومية والإثنية للكيان السوداني، والإعتراف بثقافات ومعتقدات هذه القوميات ضمن مكونات الهوية السودانية، في وضع التساوي الأفقي وليس وضع الأفضلية الرأسي، وضرورة التخلي عن التوجه الإقصائي في التعامل مع هذه القوميات، والتخلي عن سياسة صهرها داخل بوتقة القومية العربية، وكذلك التخلي عن النظر إليها كأقليات، حتى وإن كانت عددا هي فعلا كذلك. فمسألة بناء الدولة والأمة، ومسألة المكون الوجداني والروحي، كلها لا تخضع لمعايير الأغلبية والأقلية. (نواصل)
الميدان
نحن نحتاج فعلا الي حل المشكلة من جزورها لكني في اععتقادي انو بالدارجي كدة مشكلتنا عويصة
لانو السودان بلد كبير مترامي الاطراف ومتعدد الثقافات والاعراق والاديان .. لذلك لابد من وجود حلول ناجعة وانا اعتقد ان الرجوع الي تقسيم السودان الي 28 اقليم كما كان من قبل ويكون هناك ولاة لهذه الاقاليم ممثلين لدي الحكومية وفي هذه نكون حلينا مشكلة تقاسم السلطة التي اثارت العديد من الخلافات القبلية والذي ما زالت قائمة .. ونلغي حكاية الاحزاب دي وكل والي ولاية يتم ترشيحه من قبل الشعب حسب اجندته التي سينفذها من اجل المواطن في المقام الاول والوطن في المقام الثاني .. عايزين كل من ياتي ليحكم ان يكون همه المواطن قبل كل شئ ..
عفوا ومعذرة .!!..نحن شعب ابله او نحكم فينا قادة بلهاء لا يعلمون ولا يريدو ان يتعلموا ممن سبقهم من الامم كيفية بناء الامم والشعوب .
*اللقطة اعلاه من لعبة الكمبلا التي فازت في يوم من الايام بالمرتبة الاولى في مسابقة الرقصات الشعبية الفلوكلورية في كل العالم. وهي خاصة بقبائل ميري بجبال النوية،
“والإعتراف بثقافات ومعتقدات هذه القوميات ضمن مكونات الهوية السودانية، في وضع التساوي الأفقي وليس وضع الأفضلية الرأسي، وضرورة التخلي عن التوجه الإقصائي في التعامل مع هذه القوميات، والتخلي عن سياسة صهرها داخل بوتقة القومية العربية، وكذلك التخلي عن النظر إليها كأقليات، حتى وإن كانت عددا هي فعلا كذلك.”
أسمح لي أن أختلف معك في جزئية أن القوميات هذه أقلية خاصة، انك ذكرت في مكان آخر فرض الهوية العربية على هذه الاقليات. إذا وضعت الهوية الافريقية مقابل العربية، فاني أزعم أن الاقارقة في السودان اكثر. وهذا هو أس المشكل السوداني، هناك من يريد أن يفرض هويته على الآخرين الذين لا “يشبهونه”. ألا تتفق معي أن هذا هو سبب انفصال جنوب السودان؟ علينا أن نتفق على هوية سودانية، لا عربية ولا افريقية، أو على هوية سودانية افريقية عربية. والافضل أن نحتكم الى استفتاء لتحديد هوية السودان، والاغلبية تفرض هوية الدولة دون المساس يحقوق الأقليات.
والاشتراكية؟
متي ياتي زعيم يحدثنا عن الاشتراكية كبديل؟
الشعب السوداني مستعد ليسمع هذا الآن بعد ان اكتشف ان الاسلاميين كانوا يكذبون عليه طوال الوقت, وانهم لا يملكون مشروع للنهضة, وانما هو مشروع للتغطية على فئة اجتماعية واحدة من الناس وتبرير اختكارها السلطة بغرض رفعها ( على كاهل الجماهير) دون وجه حق
المشكلة انكم فى انشغالكم الشديد بالقضايا اليومية نسيتم الاشتراكية باعتبارها القضية الاساسية التي تبرر وجودكم كحزب , وباعتبارها البديل الوحيد المختلف عن المطروح الآن سوا من الوطني او المعارضة
إلى دكتور الشفيع ورفاقه
إلى كمال وإخوانه
إلى كلّ من يهمّهم أمر السودان
من / إلى الخرّيجين السودانيّين
من أجل حياة أفضل للأجيال السودانيّة نقول :
يا الشفيع السلام عليكم وأهلاً ومرحباً بيك
يا كمال السلام عليكم وأهلاً و مرحباً بيك
من هنا لا نملك إلاّ أن نقول يا سلام عليك
لقولك إنّكم تحترمون الخرّيجين ولا عليك
لقولك إنّك تحترم الخصوصيّات الحواليك
يا دكتور والله أنت جدير بقيادة من حواليك
ويا كمال والله أنت جدير بقيادة من حواليك
أنظر يا أخا رفاقك إلى الممالك الحواليك
لم يطردوا حزبك فقط إنّما لم يسمحوا ليك
أن تكوّن حزباً شيوعيّاً يعرقل مهديّة مليك
أو تكوّن حزباً إخوانيّاً يعرقل مهديّة مليك
ثمّ يعرقل نهضة الممالك والمشائخ حواليك
قل لرفاقك الإدارة رأس الإنتاج و لا عليك
قل لإخوانك الإدارة رأس الإنتاج و لا عليك
قل لإداراتنا المُنتخبة الرفاق لن يطيحوا بيك
قل لإداراتنا الأهليّة الرفاق لن يطيحوا بيك
قل لإدارتنا الأهليّة الإخوان لن يطيحوا بيك
أنتم إدارات مجّانيّة والبديل هؤلاء الصعاليك
أتي الرفاق بجعفر العسكري في مايونا ديك
وحلّ الرفاق أحزابنا الوطنيّة في الفترة ديك
فنصّب الإخوان نميرينا بعد المُصالحة ديك
أميراً للمُؤمنين وأميناً عاماً لإخوان الدلاليك
الذين جاءوا بعمر العسكري في إنقاذنا ديك
ثمّ ولّوا أنفسهم على أعيان ولاياتنا الحواليك
فملّكوا لأنفسهم كلّ أطيان الولايات الحواليك
أجّروا أطيان أجيالنا لكلّ الدول المحيطة بيك
بعدما هجّروا أجيالنا إلى مهاجر معروفة ليك
ثمّ شطروا سودان أجيالنا إنشطار معلوم لديك
من أجل الخلود لسلطانهم و مجونهم بالدلاليك
ثمّ عبثوا بإخراجيّات ثمّ بتناسليّات أجيالنا ديك
محاضرين مهندسين رسّامين ثمّ هكذا دواليك
يوظّفون من الخرّيجين فقط أبناءهم الدلاليك
لم يخرّجوا من جامعاتنا غير أبنائهم الدلاليك
المبشوشين في نسب قبولهم لكونهم دلاليك
المبشوشين في كلّ الإمتحانات لكونهم دلاليك
الساكنين وحدهم مدائن جامعيّة لكونهم دلاليك
مع أنّ أبناءنا يدفعون سنويّاً لهؤلاء الدلاليك
على حسب درجات القبول الكاجمنّها الدلاليك
لكنّهم بعدما يتميّزون معمليّاً على كُلّ الدلاليك
وبعدها يتفوّقون في الإمتحانات على الدلاليك
مربّتون فمرفودون فخارجيّون وهكذا دواليك
ثمّ مُؤخّرون عن زملاء دلاليك أبناء الدلاليك
و بعضهم في كلّ عام يدفع لجامعات الدلاليك
هؤلاء لا يريدون طاقات بشريّة غيرالدلاليك
فقولا لخيار شعبنا إنّ الرفاق لن يطيحوا بيك
إنّ رفاقنا لن يأفكوك ثانيةً ولن يتآمروا عليك
لن يتراشقوا مع الإخوان نحو الإنقلاب عليك
ولن يتمرّدوا مع فلان بن علاّن الماكر عليك
مُتعاطين ميزانيّات دولاريّات للإطاحات بيك
ثمّ ضاربين أعمامك بطائراتهم المصريّة ديك
بقيادات الطيّارين المصريّين المعروفين لديك
حارقين أعشابك هناك بالمواد الكيميائيّة ديك
ثمّ حارقين أحشاءك بالطائرات الصينيّة ديك
بعدما تقاسموا مع إخوانك سلطة فوقيّة عليك
أغلبيّتها ميكانيكيّاً لإنقلابيّين ثمّ ماردين عليك
كمناضلين ثوريّين أوجهاديّين انتصروا عليك
مُتجاوزين أغلبيّاتك الحقيقيّة و شرعيّاتك ديك
غير عابئين بتجاوزك للفلسفات الجهاديّة ديك
المبنيّة على وشتتة الأنصار لضرب الحواليك
ثمّ إنتقالك إلى الشرعيّة المدنيّة الحرّرتنا ديك
تناسقاً مع كُلّ الظروف العالميّة المُحيطة بيك
سادرين في غيّهم والمكر حائق بأهله ما بيك
مُواصلين إغتيال شخصيّتكك عبر شتمهم ليك
غارقين في برجوبة الشرعيّات الثوريّة ديك
مُتناسين أنّ الثوريّة مرفوضة عالميّاً حواليك
الأجدى ثمّ أحرى بهم جميعاً أن يفخروا بيك
طالما أنّ العالم يحترم أمثالك وكُلّه يفتخر بيك
فلا تتآمر على رفاقنا مع إخوانك الصعاليك
أنحنا ريالاتنا ما صابّات و لاها ريالات الديك
نحن نعرف كيف نجعل هزائيمنا نصراً عليك
فلا توظّف مطاريدنا لطردنا المحسوب عليك
ستجد رفاقنا على نهضة هذا البلد طوع يديك
طالما حكمتنا بعقليّة الخرّيجين الما هيلتك ديك
إذن نهضتنا بعقليّة الخرّيجين الما مُختزلة فيك
لعلمك إنّ للخرّيجين كياناً لا يتجاوزه الدلاليك
بإختزاله في دوائر خرّيجين لأحزاب الدلاليك
أو بإتفاقيّات رفاقنا على إنفصالهم عن الدلاليك
كُلّ أعماق كياناتنا ديك مغروسة تحت رجليك
كياناتنا قد هندست دولة إماراتنا الوطنيّة ديك
التي مازالت تدار مركزيّاً من أُمْ دُرْ أَمَان ليك
كياننا ممّن تخرّجوا مُنذ سنوات إستقلالنا ديك
يعتبرون كياناتك رموزاً للوحدة التاريخيّة ديك
يوظّفونها لتملأ فراغاتهم الدستوريّة كأنّها مليك
تملأه بحكمتنا و فراستنا ثمّ مكارم أخلاقنا ديك
ليحترم كُلّ كياناتنا هنا ثمّ إدارات عالمنا ديك
لأننا أنجزنا إستقلالنا من داخل برلماناتنا ديك
ثمّ إعترف العالم بدولتنا الحديثة الواحدة ديك
للعالم إدارات حسمت فوضات دراويشنا ديك
حسب فهمهم ثمّ تقييمهم لتفوّقاتهم الحربيّة ديك
ثمّ لأنًها إدارات حسمت الحروب العالميّة ديك
بقنابلها الذرّيّة التي حرّمتها على كُلّ الصعاليك
ثمّ استبدلتها بقنابل ميكانيكيّة تكافئ الذرّيّة ديك
بعدما جرّبتها في تغيير أنظمة أعتى الصعاليك
إن آمنتنا على هكذا شفافيّة ديّياها المحريّة فيك
يا حكيم شعبنا نحن لسنا إباحيّين ولسنا صعاليك
لكنّ إخوانك قالوا بعضمة لسانهم إنّهم صعاليك
طبّقوها في البرنامج الحضاري لأمن الصعاليك
يا حكيم شعبنا نحن لا نكره إخوانك الصعاليك
لكنّهم ما صدّقوا أنّنا قد تجاوزنا لثوريّاتنا ديك
أعدنا قراءتنا لواقعنا من حولنا مثل قراءتنا ليك
إذ ليست عقلاً سباحتك عكس تيّار أعجز يديك
ثمّ لا تراهن على أيّة حصان يتعثّر أمام عينيك
سائلين الله أن يرحمنا وإيّاك ثمّ والدينا ووالديك
إنشاء الله شفيع النّاس هناك يشفع لينا ثمّ ليك
نسأل الله أن يهدينا وإيّاك ثمّ الحوالينا وحواليك
ثمّ يهدي إخوان الرقيص على إيقاعات الدلاليك
فاجغين لكُلّ العالم بالجزم على أنغام المزازيك
والأجيال السودانيّة دافعة لثمن حصار الدلاليك
صابرة على أبشع جبايات ثمّ غرامات للدلاليك
الذين يجبونها زنديّاً ويبنون منها شاهقاتهم ديك
لعلّنا نتوحّد إن تنازل هؤلاء عن مشاريعهم ديك
لنبني بلدنا بعقولنا وسواعدنا ثمّ دولاراتنا ديك
القابعة في ماليزيا فالصين وقطر وهكذا دواليك
تحت حيازة قيادات حركتنا ثمّ حركة الصعاليك
كشفها أوباما لسلفاكير حركتنا وبشير الصعاليك
وإن لم يتنازلوا فالخوازيق أمضى من الدلاليك
لسوف ننهض هنا بسوداننا برغم أنف الدلاليك
كما ننهض هناك برغم أنف حركة رفاقنا ديك
من ثمّ ننهض بكلّ سوداننا ثمّ نعيد وحدتنا ديك
بإمكانات إنساننا ثمّ كلّ ميماتنا الإنتاجيّة ديك
PRODUCTIVE TOWNS
مشاركة في عاصفة ذهنيّة سودانيّة لبلورة رؤى إصلاحيّة وتحسينيّة
خطوط عريضة لمشروع بناء المُدن المُستقبليّة الإقتصاديّة الذكيّة
نهضة السودان بين زراعة الأمل و إتقان العمل :
01- التخطيط بجدّيّة وبجماعيّة لإقامة مُدُُن سودانيّة إقتصاديّة جديدة وحديثة وذكّيّة (PLANNED URBANIZATION ).
02- متكاملة فلسفيّاً وعلميّاً وتقنيّاً ومعرفيّاً ومنهجيّاً وإداريّاً ومهنيّاً وماليّاً ( MONEY, MANAGEMENT, METHOD) .
03- متكاملة إقتصاديّاً ( زراعيّاً ، و رعويّاً ، وصناعيّاً ، وسياحيّاً ، وتجاريّاً (SUSTAINABLE MULTI PRODUCTION CITIES )
04- لقد آن أوان التحوّل الإجباري من الحوّاشات والحواكير إلى الإستثمارات ( CHANGE ROM FARMS TO FIRMS ) .
05- مربوطة جدوائيّاً بالأسواق المحليّة والإقليميّة والعالميّة ، حديديّاً وبحريّاً وجوّيّاً (TRANSPORTATION AND MARKETING ) .
06- لها أسطول ومحطّات وشبكة قطارات مغناطيسيّة صديقة للبيئة (SUPER CONDUCTING MAGLEV SYSTEMS ) .
07- لها أسطول ومطارات وشبكة طيران إقتصاديّة حديثة وصديقة للبيئة (UNCONVENTIONAL AIRCRAFT SYSTEMS ) .
08- لها أسطول وموانئ وشبكة إبحار إقتصاديّة حديثة للنقل البحري العالمي ? صديقة للبيئة (SEA GREEN SHIPS ) .
09- لها أسطول وموانئ وشبكة إبحار إقتصاديّة حديثة للنقل النهري – صديقة للبيئة ( RIVER GREEN SHIPS ) .
10- لها أسطول برّي وشبكة مواصلات داخليّة سريعة غير ملوّثة للبيئة تعمل ببطاريّات شمسيّة ( SOLAR-ELECTRIC BUS ) .
11- مرحليّاً يتكامل فيها إستبدال الطاقات الطبيعيّة ناضبة المعين بمُتجدّدة المعين (RENEWABLE ENERGYTO CONVENTIONAL ).
12- بها محطات حديثة لمعالجة المُخلّفات وتحويلها إلى طاقات مُتجدّدة ومُسّمدات ومبيدات وغيرها (WASTE TO RENEWABLE ) .
13- تتاح الفرصة للمواطن أن ينتج ما يحتاج إليه من الطاقة البديلة ويصدّر الفائض إلى شبكة تسويق الكهرباء ( NEM SYSTEM ).
14- يتم فيها توظيف كُلّ الطاقات السودانيّة البشريّة المُتجّددة بطريقة أتوماتيكية ( CITY FARMER JOBS ) .
15- تتكامل فيها طاقات الخريّجين مع رؤى وطرائق العلماء والخبراء المعنيّين ( METHOD, MODIFICATION, MAINTENANCE ) .
16- تحوّل السودان إلى سلّة إيجابيّة لغذاء العالم عبر العولمة الغذائيّة الذكيّة (PARTICEPATION IN FOOD GLOBALIZATION).
17- تتكامل مع المُدُن التقليديّة الحالية ولا تقوم على أنقاضها بل على تطويرها ( MODERNIZATION OF OLD TOWNS ) .
18- تتعايش فيها الخصوصيّات الدينيّة والإثنيّات السودانيّة وتتلاقح فيها الرؤى الفكريّة ( CO-OPERATION ) .
19- تساعد على إعادة هندسة وتوحيد وبناء الدولة السودانيّة الذكيّة بعقول سودانيّة ( RE -ENGINEERING OF SUDAN) .
20- تؤهّل الدولة السودانيّة للمساهمة الإيجابيّة في الكونفدراليّة النيليّة الذكيّة ( NILE CONFEDERATION ) .
21- تؤهّل الدولة السودانيّة للتكاملات الإيجابيّة الذكيّة بين حوض النيل وحوض البحر الأحمر وحوض البحر الأبيض المتوسّط .
22- تؤهّل الدولة السودانيّة للمساهمة الإيجابيّة في الكونفدراليّة الأفريقيّة ( AFRICAN CONFEDERATION ) .
23- تؤهّل الدولة السودانيّة للمساهمة الذكيّة في الكونفدراليّة الشرق أوسطيّة ( MIDDLE EAST CONFEDERATION ) .
24- وبالتالي تسهم في تحصين الدولة السودانيّة ضدّ الإجتياح والمحاصرات التجويعيّة ( INVATION & STARVATION ) .
25- وبالتالي تسهم الدولة السودانيّة الذكيّة في تجنيب الدول النيليّة مشاكل وصراعات مياه النيل الماثلة والمُستقبليّة .
26- المهدية كانت محاولة لتحرير الإنسان من العبوديّة ولتحرير البلاد من المستعمرين .
27- اللواء الأبيض كانت حركة إستقلاليّة لتحرير بلاد السودانيّين وتوحيدها .
28- الحركة الإتّحاديّة كانت لتوحيد بلاد النيل العربيّة الإسلاميّة .
29- السودان للسودانيّين كانت لإستقلال بلاد النيل العربيّة الإسلاميّة ثمّ توحيدها .
30- الكونفدراليّة النيليّّة هي الأجدى والأنفع والأذكى والأبلغ قولاً للجاهلين سلاماً.
31- وادي النيل حضارة وكرامة وتطلعات ومصالح وخصوصيات ينبغي إحترامها.
32- ما هي هذه العولمة الغذائيّة الذكيّة ، وكيف تكون مساهمتنا فيها إيجابيّة.
33- إذا ما صدّر السودان الذرة البيضاء والبرسيم إلى دول الخليج … كغذاءات للدواجن والماشية ( الهرفي النعيمي والعجل البتلّو و الحاشي والقعود ، فقد أصبح سلّة لغذاء الدول الخليجيّة ،. وهو الآن يفعل ذلك ، لكن بتكلفة عالية ، لأنّ الري يعتمد على الأمطار الموسميّة الشحيحة وعلى رفع المياه بالوقود الأحفوري ( مُنتجات البترول ، الغاز الطبيعي ، .. ) ، والترحيل كذلك ؟؟؟
34- السودان بشهادة سواكن لتصدير الماشية ( السواكني) كان سلّة لغذاء العالم .
35- الإنسان السوداني كان هو تاجر المواشي على مستوى إفريقيا ، وكذلك المصري ، والسعودي ، لكنّهم الآن ليسوا كذلك.
36- لأنّ قناة السويس قطعت رحلة طواف الماشية حول حوض البحر الأحمر كمرعى طبيعي وسوق عالمي دائمين . ولن يستقيم الحال إلاّ ببناء الجسور المُقترحة عبر قناة السويس … وبناء الخزّان المٌترح على باب المندب … الذي يولّد مائة ألف ( 100000) ميغاوات …. و لمواصلة رحلة طواف الماشية …. ولمرور القطارات المعناطيسيّة السريعة ( 500 كلم / ساعة ).
37- ولأنّ خط العرض الذي يمرّ بمدينة سواكن لم يكن مُتأثرّاً بالزحف الصحراوي آنذاك .
38- إذن السودان كان حقلاً طبيعيّاً لتسمين الماشية وهي في طريقها إلى التصدير.
39- الحاجز الصراوي الآن قد زحف جنوباً إلى أن تجاوز مدينة كوستي وتندلتي.
40- سياسة المناطق المقفولة وخصوصيّة الذين لا يبيعون الماشية قد أثرّتا سلباً على التجارة.
41- إحتلال الكرمك وقيسان قد أضرّ بتجارة المواشي الإثيوبيّة السوادنيّة .
42- إستقلال جنوب السودان من شمال السودان ، مع إحتلاله يوغندياًّ هو الأضرّ بهذه التجارة.
43- ضرب الخصوصيّات السودانيّة وإحراق الأعشاب النيليّة كانتا إعداماً للماشية السودانيّة.
44- ضرب الخصوصيّة وإحراق القرى الدارفوريّة ، كان قمّة الإعدام للماشية السودانيّة .
45- الثورة الزراعيّة العالميّة فشلت إفريقيّاً لإعتمادها على الوقود الأحفوري والفساد الإداري.
46- ولتزامنها مع توجّهات يساريّة تعتبر التجارة والإستثمار إقتصاداً طُفيليّاً ، بدون بديل مُجدٍ .
47- الدولة الإشتراكيّة أيضاً لم تسمح بالتجارة البينيّة ، التي كان يعيش عليها إنسان السودان ، قبل أن يولد ماركس ولينين وماو تسي تونغ ، وقبل أن يولد محمّد علي باشا وكتشنر وكلّ الحُكّام والفلاسفة الذين رسموا لنا الحدود ، وطبّقوا علينا النظريّات
، ونهبوا الثروات ، وفرضوا علينا الجبايات ، واشترونا وصدّرونا كقطعان الماشية .
48- الدولة الإشتراكيّة التي لم تسمح بالتجارة البينيّة قد تبلّت على الناس بأنّهم يُمارسون تهريباً يضرّ بإقتصاد الدولة الإشتراكيّة ، ثم ترصّدت بهم ، عمداً ، فصادرت منهم اللواري التجاريّة ، وصادرت منهم مشاريعهم الزراعيّة التي كانوا يستخدمونها لتسمين الماشية ، وأقاموا على أنقاضها مشاريع الإعاشة محدودة العدد والمساحة ، ومعدومة الجدوى الإقتصاديّة ، وطاردة بيئويّاً ، تطبيقاً للنظريّة الآديولوجيّة الإفقاريّة ، فأعدموا الإنتاج نفسه ( Production) ، وأعدموا مُقوّمات الإنتاج مثل الترحيل ( Movement ) ، و رأس المال ( Money ) و إدارة الأموال ( Management ) وأعدموا السوق ( Market ) وأعدموا الطريقة التي كان يعيش عليها الناس وينتجون ويصدّرون ( Method ) فعطّلوا الطاقات البشريّة المُنيجة والمُرحّلة والمصدّرة للإنتاج الحقيقي والمستوردة لما يحتاج إليه المُنتج لكيما يعيش ويستمر في الإنتاج والعطاء والسخاء والكرم الإجتماعي ، وبالتالي المساهمة الإيجابيّة الذكيّة في بناء إقتصاد السودان . ولم تكن للإشتراكيّين المزعومين أيّة بدائل إقتصاديّة كافية ومُجدية للدولة ، ولم تكن هنالك أيّة بدائل يعيش عليها الإنسان الذي فقد اللوري التجاري والمشروع الزراعي لتسمين الماشية وتصديرها ، حتّى الآن ، فمات الإنسان ومات الحيوان فقراً وجوعاً ومرضاً وحروباً ، من أجل تطبيق النظرّيات التي أماتت ودمّرت دول فلاسفتها ؟؟؟
49- فلاسفة مايو الشيوعيّة ، بقيادة جعفر نميري الناصري ، رحمهم الله وتولّى أمرههم ، فرضوا على العربات وهي وسيلة الحركة والنقل والتجارة والسياحة والزراعة والصناعة والإقتصاد المُنتج ، ضريبة 300% ، فتعطّل الإنتاج حتّى الآن ؟؟؟ مُطلق السيّارات لا ينبغي ، مُطلقاً ، أن تُفرض عليه جبايات ، لأنّ الدولة إذا فرضت جمارك على المارسيدس واللاندوكروزر وغيرها من العربات المريحة والفارهة ، ناهيك عن الشاحنات التجاريّة ، فقد عطّلت الإدارة (Management ) عندما رفعت تكلفة تلك السيّارة التي يركبها المدير في أيّة دولة تحترم الإدارة وتعرف قيمتها ومردودها وأثرها في تقدّم الإنتاج الحقيقي ، وتريد أن تحترم الإنسان وتعينه علي العيش الكريم السهل . وإذا ما عجز الطبيب والمهندس والعالم والخبير عن شراء تلك السيّارة ، فقد عطّلت الدولة مقوّمات الإنتاج كلّها ، مثل الصيانة ( Maintenance ) والتطوير ( Modification) ولياقة القوى العاملة (Manpower confidence ) .
50- الحكومة إذا منعت إستيراد العربات القديمة ( خاصّة التي لا تتعارض مع بدائل الوقود الحديثة ) وفرضت جبايات على العربات الجديدة ، سوف تكون النتيجة أنّ وسائل الترحيل قد أصبحت هي العربة البطيئة التي يجرّها الحمار أو الحصان في شوارع المُدُن التقليديّة الحاليّة . وبالمناسبة في الخليج هنالك صالات يعيش عليها التاجر السعودي أو الخليجي وأسرته ، مُختصّة بمهنة إستيراد وبيع العربات الجديدة ، وصالات أخرى لإستيراد وبيع العربات المُستعملة إستعمالاً أمريكيّاً ، أو يابانيّاً أو كوريّاً ، ولا يعرفون ماهي الجمارك والرسوم والجبايات ، كلّ الذي يفعله المواطن أو المقيم هو أن يدفع سعر السيّارة الذي لا يتجاوز بصعة آلاف من الريالات ( لا تكفي هنا في السودان لشراء تلك العربة التي يجرّها الحصان ) ثم يستلم سيّارته ويمارس ترحيله وتجارته أو يذهب بها إلى أداء وظيفته .
51- جعفر نميري قال ( في برنامج إسمه لقاء المكاشفة الشهريّة بين المواطن ورئيس الجمهوريّة ، بمنتهى الصراحة والشفافيّة ، وقمّة وضوح الرؤية السياسيّة ، التي ينبغي أن يُشكر عليها ) : المهندسين والأطبّاء والمهنيّين الصعاليق ديل أنا ما عندي ليهم مُرّتبات وبدلات وإمتيازات ، أنا عايزهم يمشوا الخليج عشان يجيبوا لي عملات حرّة وأنا ورجال مايو وقوى الشعب العاملة ، نبني بيها البلد دي ، وكلّما جاء المُغترب إلى السودان ومعه عربيّة آخر موديل سوف أفرض عليها جمارك 300% ، وقد فعل نحو ذلك ، ثمّ حذا حذوه الآخرون ؟؟؟ فذهبنا نحن المهندسون من ضمن الصعاليق المعنيّين ، وأرسلنا العملات الحرّة إلزاماً وإختياراً ، ودفعنا الرسوم والزكوات والجبايات ورسوم التأشيرات ، ولكننا عندما عدنا إلى السودان ، فوجئنا بأنّ السودان لم يتقدّم بالسرعة التي تقدّمت بها دول الخليج ، فأدركنا أنّ الإنسان السوداني هو الذي يستطيع ان يبني هذا البلد الطيّب ، بعقله وماله وسواعده وخبراته ، وبصبره وإجتهاده وإخلاصه ، وبتوفيق من ربّه ؟؟؟
52- القذّافي قبل إقامته للنهر الأفريقي العظيم ، كان يطلب من المهندس أو المهني الليبي الذي لا يجد فرصة للعمل في ليبيا ، أن يستلم 10 آلاف دولار من القذّافي ثمّ يذهب إلى السودان ليشتري حوّاشات في مشروع الجزيرة ( بناءً على إتّفاقيّة نميري ناصر القذّافي ) ثمّ يمتلكها ويشرف على فلاحتها ويعيش عليها . ولكن الليبيّين لم يفعلوا ذلك ، وكانت النتيجة تشييد نهر جديد يمرّ بكلّ المُدُن الليبيّة القديمة ، وإنشاء مُدُن إقتصاديّة ذكيّة وجديدة مُعتمدةً على النهر الجديد ، الذي يعتمد على حوض من المياه الباطكنيّة ، معزول عن حوض النيل كما روّجوا لذلك ، بسلسلة جبل عوينات ، ولكن صور الأقمار الصناعيّة توضّح أن نهر النيل كان مُنذُ ملايين السنين ، يصبّ في البحر الأبيض المتوسّط في منطقة بنغازي الحاليّة ، ولكنّ مساره قد إنحرف تدريجيّاً إلى أن أصبح الآن يصب في البحر الأبيض المتوسّط عند دلتا النيل عبر فرعيه دمياط و رشيد ؟؟؟
53- جعفر نميري عندما أفرج عن المُعتقلين السياسيّين وغير السياسيّين ، قال إنّه قام بإصلاح المُجرمين بتوظيفهم في أجهزة الشرطة والأمن والجيش ، ضارباً عرض الحائط بالفيش ، ثمّ أتبع ذلك بقوله : أنا ناس الشرطة ديل ما عندي ليهم ميزانيّات ومُرتّبات وبدلات وإمتيازات ، أنا عايزهم يقبضوا أيّ حرامي سايق عربيّته ويفرضوا عليه غرامات ورسوم ترخيص وجبايات تكفي لسداد مرتّبات كلّ القوّات العسكريّة والشرطيّة والأمنيّة ، والباقي يمشي لخزينة الدولة ؟؟؟ وما زالوا يفعلون ذلك حتّى الآن وبشراسة وقوّة قانون تشريعي وتنفيذي وقاضائي باطل ، فلم يكتفوا بما يحتاجون إليه من أجل قوت عيالهم ، ولكنهم بنوا أفخم الأبراج في وسط الخرطوم ، وبنوا أفخم المستشفيات العسكريّة والشرطيّة الغبيّة التي لاتموّل نفسها ، في العاصمة المثلّثة وفي جميع الولايات السودانيّة ذات المُدّن الغبيّة ، العاجزة هي الأخرى عن تمويل نفسها بنفسها ، وبنوا القصور الخاصّة بهم كأفراد ، وحطّموا الأشلاقات المُؤقّتة ، هذا ليس عيباً ، ولكن العيب أنّ جعفر نميري وفلاسفة مايو الشيوعيّة ، لم يوجّهوا هذه القوى البشريّة الهائلة نحو الإقتصاد وبناء المُدّن المُنتجة إنتاجاً حقيقيّاً ، فظلّ هؤلاء يفعلون ذلك على حساب الغرامات والترخيص والجبايات ، ولم يفلحوا الأرض ويقيموا تلك المنشآت على حساب دخلهم الحقيقي من فلاحة الأرض ؟؟؟ وقد لحق بهم حاليّاً ، لكن بحسن نيّة ، مُدراء المُستشفيات والمدارس والجامعات وكلّ المُؤسّسات التي لا تمنحها الدولة أيّة ميزانيّات ، مُنذ عهد مايو ، وهم يظنّون أنّهم أذكياء وحُرَفاء يُحسنون صُنعاً ؟؟؟ كلّ ولاية هي دولة جبايات ، وحُكّامها ومُؤسّساتها ولجانها الشعبيّة وإتّحاداتها الطلابيّة والشبابيّة ، هم المافيا العاملون على تلك الجبايات ، وهم المصارف المشرعنة لتلك الجبايات ، ولكن من أجل بناء العمارات ، وهذه بئر لا قاع لها ، وهؤلاء سوف يدافعون عن هذه الوضعيّة والشرعيّة ، وعن هذه المُدُن التقليديّة الغبيّة بأسنانهم وبأسلحتهم وقوانينهم ، وسوف يتسلّقون كلّ الحكومات وخاصّة الحكومات الثوريّة ، يساريّة كانت أو يمينيّة ، والنتيجة مزيد من الولايات الجبائيّة ، ومزيد من المُدّن التقليديّة العشوائيّة ، لا مزيد من المُدّن النظيفة الحديثة الذكيّة الإنتاجيّة ؟؟؟
54- جعفر نميري قال : أنا أيّ حرامي ماشّي في الشارع نشلت منه طرّادة ، فقيل له كيف ؟؟؟ فقال طبعت 25% من فلوس الدولة بدون تغطية ؟؟؟ ثمّ أبدع نائبه الأوّل عبد الماجد حامد خليل ورئيس جهاز أمنه عمر محمّد الطيّب في طباعة العملة فئة الخمسين جنيهاً في مكاتب أمن الدولة الشيوعيّة الإسلاميّة الكريمة العظيمة الخالدة بإنجازاتها كما يقول عنها فلاسفتها ، ومازالت الحكومات المنتخبة وغير المنتخبة تفعل ذلك ، وتعلن وتجيز في برلماناتها الشموليّة وغير الشموليّة ، أنّ معدّل التضخّم في الميزانيّة سوف يكون كذا وكذا % ؟؟؟ ولكن عزاءنا أن نقرأ قول الله تعالى : ( وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ ) ! ( 117 – هود ) ، وأن نضطّلع بدورنا الذي يطلبه منّا أمثال سيّدنا عمر رضي الله عنه حين قال : «رحم الله امرءاً أهدى لنا عيوبنا». وقد وافقه الفيلسوف ( كانط ) حين قال : «النقد أعظم وسيلة للبناء عرفها الإنسان». وقد أفلح وأصلح الفيلسوف البيرت إينيشتاين حين قال : ( The world is a dangerous place not because of people who do evil, but because of good people who look on and do nothing about it.
— Albert Einstein). كان الفيلسوف الشهير نيتشه يدعو الناس إلي طرح أفكارهم مهما تصادمت مع من حولهم ومهما لاقت تلك الافكار نقدا، ومهما أحدثت جدلا. ومن مأثوراته في هذا الشأن عبارة مازال البعض يرددها ويعمل بها وهي “قل كلمتك.. وانفجر” . وقال سيّدنا علي رضي الله عنه : ( إنّ أوّل ما تغلبون عليه من الجهاد ، الجهاد بأيديكم ، ثم الجهاد بألسنتكم ، ثم الجهاد بقلوبكم ، فمن لم يعرف قلبه المعروف ، وينكر قلبه المنكر ، نكّس فجعل أعلاه أسفله) . وسمع ابن مسعود رجلاً يقول : هلك من لم يأمر بالمعروف ولم ينه عن المنكر ، فقال ابن مسعود ) هلك من لم يعرف بقلبه المعروف والمنكر ، يشير إلى أن معرفة المعروف والمنكر بالقلب فرض لا يسقط عن أحد فمن لم يعرفه هلك ) . وكّل هذه الأقوال متوافقة أو مُستمدّة من صحيح مجامع الكلم ، التي صحّحها موحيها سبحانه وتعالى ، مثل قوله صلّى الله عليه وسلّم الذي رواه مسلم : (من رأى منكم منكراً فليغيّره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان . ( والقلب هنا معناها العقل . والمراد في زماننا هذا ، والله أعلم ، من لم تكن لديه سلطة تشريعيّة وقاضائيّة وتنفيذيّة ، ولم يكن مُستشاراً رسميّاً لدى أيّ من تلك السلطات ، فهذا لا يعفيه من المسؤوليّة الإصلاحيّة أمام الله ، إنّما يجب عليه أن يُنكر المنكر كمفكّر إصلاحي مسؤول ومحترم ، ياحبّذا لوكان ذلك في مجال الذكر الذي علّمه له خالقه ، ومازال لسانه رطباً بذكر الله ، ولسان حاله وعظمة لسانه تقولان كما قال الأذكياء : اللهم أرزقنا من كلّ شئ ، وعلّمنا منطق كلّ شئ ، وأعنّا على ذكرك وشكرك وتقواك وحسن عبادتك في كلّ شئ ؟؟؟
55- الإمام عبدالرحمن والسيّد علي الميرغني ، رحمهما الله وأحسن إليهما ، ورجالهما من الخرّيجين السودانيّين ، قد أقاموا دولة مدنيّة ديمقراطيّة حديثة حرّة ذكيّة ، لها أبعاد أخلاقيّة مُستمدّة من الرسالات السماويّة ، ومن مكارم الأخلاق والقيم والمُثُل والأعراف السودانيّة ، ومُتجدّدة الكوادر أتوماتيكيّاً ، بتجدّد دفعات الخرّيجين السودانيّين ، وقد تركوا لنا نواة توحيديّة لكونفدراليّة وادي النيل بعد جلاء المستعمرين عن هذه الدول ، وقد كانت لديهم محاولات في تعديل قوانين الأمم المُتّحدة بحيث تتضمّن الأبعاد الأخلاقيّة المُستمدّة من الرسالات السماويّة ، تجنّباً لتكرار ما حدث لرجال الدولة المهديّة الإسلاميّة ، ولو واصلنا نحن تلك المجهودات العبقريّة ، بذكاء ومنطق سليم وحجّة قويّة ، لما كانت هناك حاجة لظهور تنظيمات إرهابيّة أو فاشيّة ؟؟؟
56- الخرّيجون السودانيّون قد تركوا لنا بنى سياسيّة ضخمة ، وتركوا لنا طريقة واضحة وحديثة للتبادل السلمي للسلطة ، يخافها المستعمر ولن يفكّر في إجتياح السودان من أجل ثرواته إذا ما حذونا حذو الخرّيجين السودانيّين ( Method ) ، ولكنّنا لم نفعل ذلك ، ولا نريد أن نفعل ، بل عجزنا على أن نُجمِع ونؤمّن على أهميّة ذلك ، وأن نتّفق ونتعاون على فعل ذلك … وكانت النتيجة أن قال الأمريكان للبشير : نحن نريد أن نحتفظ ببترولنا في السودان للأجيال الأمريكيّة التي سوف تولد بعد مائة عام … ثمّ طردوا البشير من بترول جنوب السودان ، ومن يورانيوم جنوب غرب السودان ، وضيّقوا على المواطن السوداني مساحة رعاية وتجارة المواشي الأفريقيّة ، وقفلوا في وجهه سبل التجارة البينيّة ؟؟؟
57- الإنجليز قد تركوا لنا بُنى إقتصاديّة ضخمة ، وتركوا لنا طريقة واضحة لإعمار السودان ( Method ) …. مبنيّة على أنّ السودان دولة زراعيّة رعويّة ، سياحيّة ، ولكنّها لن تستمر كذلك ، لأنّ مساحة المرعى الطبيعي سوف تتقلّص جنوباًً ، نتيجة للزحف الصحراوي جنوباً ، وربمّا يصل إلى بيحرة تانا في الهضبة الإثيوبيّة ، ثمّ إلى بحيرة فيكتوريا في المنطقة الإستوائيّة ، في خاتمة المطاف ، إن لم يتدخلّ الإنسان ويتلحلح …. ، وبالتالي فكرّ الإنجليز في إنشاء مشروع الجزيرة المروي إنسيابيّاً ، في وسط السودان ، ( وكان ذلك هو مومقع سوق المواشي الإفريقيّة سوق معتوق والمناقل حاليّاً ، ومنه إلى سوق تنبول عبوراً بطول وعرض مشروع الجزيرة ، ثم إلى ميناء سواكن أو بورتسودان ، وإلى مصر وليبيا ) ، وكان مشروع الجزيرة معنيّاً بغرض إنتاج الأعلاف والذرة والفول واللوبيا لتسمين الماشية وتصديرها ، إحتراماً للخصوصيّة التجاريّة ، التي كانت موجودة …. بالإضافة إلى إنتاج محصول القطن ، وهو محصول إقتصادي …. فكان مشروع الجزيرة المرويّة ، هو أكبر مزرعة أفريقيّة ، إدارتها جماعيّة ، بها ميكنة زراعيّة ، مزارعها أصلاً تاجر مواشي غني بالذهب و المال يمكنه تمويل حوّاشته … ، ضمن مزرعة كبيرة مربوطة داخليّاً ومربوطة خارجيّاً بميناء التصدير بوسائل النقل الحديديّة التقليديّة البطيئة ، ومربوطة بالأساطيل البحريّة ، بالسوق الأوروبيّة والعالميّة … بالإضافة إلى وسائل البحث والتطوير والصيانة والإبادة الحشريّة وصناعة الأسمدة والمحالج والمغازل وغيرها ؟؟؟ كان ينبغي لنا أن نحذوا حذو الإنجليز ونقيم أكثر من 16 مشروع زراعي إنسيابي كهرومائي على النيل وفروعه المختلفة في جنوب السودان وفي شماله وشرقه ….. مياه النيل يمكن ضخّها أفقيّاً بعيداً عن شواطئ النيل شرقاً وغرباً وإقامة مُدُن زراعيّة رعويّة سياحيّة صناعيّة تجاريّة ترحيليّة حديثة وذكيّة تسهم في إعادة إخضرار السودان وإرجاع الحاجز الصحراوي شمالاً …وتسهم في العولمة الغذائيّة بإيجابيّة… ولكنّنا لم نفعل ذلك ، ولم نتفرّغ لفعله ، بسبب الصراعات العنيفة بين الحركات اليمينيّة والحركات اليساريّة والأحزاب التقليديّة والمؤسّسة العسكريّة الأمنيّة الشرطيّة ، و سيطرة المُجرمين والهماتة والبلطجيّة والربابيط والحراميّة على كلّ هذه الجهات المتصارعة ، العسكريّة منها والمدنيّة …. ونتج عن ذلك واقع مرير ، جعل حياتنا جحيماً لا يُطاق …. وسوف يكون مصير أولادنا وأحفادنا أسوأ بكثير ، إن لم نتفاوض ونتّفق ونتحّد ونتضافر ونتعاون ونفعل ( جميعاً ) ما ينبغي فعله ؟؟؟ لكن هنالك أمل ؟؟؟
58- إبراهيم عبّود كان عبقريّاً وطنيّاً وحدويّاً عندما ربط الجنوب والشمال بالسكك الحديديّة وبالأساطيل النهريّة . وجعفر نميري كان عبقريّاً وطنيّاً وحدويّاً عندما شرع في بناء شبكة جنوبيّة للكهرباء ، وقد كلّف بذلك مدير التخطيط والمدير العام للهيئة القوميّة للكهرباء المهندس عبد اللطيف إبراهم . وقد إجتهد الأخير في إعداد الدراسات وإيجاد التمويل وشرع في تنفيذ العمل بإقامة محطّة توليد الكهرباء في جوبا والثانية في رمبيك . ولكن الجنوبيّين الذين كانوا يحكمون الجنوب في عهد نميري قد أوقفوا إنشاء تلك الشبكة الجنوبيّة ؟؟؟ وقد ضربوا وعطّلوا السكك الحديديّة والنقل النهري وضربوا الطائرة المدنيّة في ملكال …… وصادروا اللواري التجاريّة والآليّات الزراعيّة والماشية لتمويل حربهم ضدّ وحدة السودان ؟؟؟ وعندما تربّعوا على كراسي حكومة الجنوب ، قالوا إنّهم يريدون أن ينقلوا المدينة إلى المواطن ؟؟؟ لكنّهم لم يعرفوا كيف ينقلون مواد البناء إلى الجنوب ؟؟؟ ولم يجدوا الوقت والتمويل والخبرات لبناء شبكة الكهرباء للمدن المزعومة ؟؟؟ … ………………يقول زاك موريس، محلل متخصص بالشؤون السودانية، مجموعة الأزمات الدولية، «السنة الأولى بعد الانفصال ستحدد مسار الدولة الجديدة على المستويات الاقتصادية والسياسية، ومن الواضح أن هناك الكثير من الاهتمام والمصالح الصينية هنا».
ولكن حكومة الجنوب لا تنظر فقط إلى الشرق الأقصى، بل تريد أن تستفيد من الشرق الأوسط القريب منها، وقبل أيام من الانفصال قام رياك مشار، نائب رئيس جنوب السودان، بزيارة دولة الإمارات لإعلان نية بلاده عقد مؤتمر اقتصادى فى دبى الخريف المقبل للتعريف بفرص الاستثمار الموجودة لديها.
ويقول البعض إن الثورة النفطية فى جنوب السودان محدودة، ولن تستمر لأكثر من 10 أو 15 سنة، وحكومة الجنوب تنفى هذه التقارير، ولكن الأهم أنه بالنسبة للمستثمرين العرب فإن لدى الدولة الجديدة ما هو أهم من النفط، ألا وهى الأرض الزراعية التى يحتاجونها بشدة لضمان الأمن الغذائى. وتعتبر 90% من أراضى جنوب السودان مناطق زراعية ممتازة، وهى بمعظمها غير مستغلة.
بعض الشركات دخلت إلى جنوب السودان بمجرد إعلان الدولة، وقد بدأت تجنى الثمار بعد أيام قليلة من مزاولة عملها، وبينها بنك كينيا التجارى العام، الذى قال مديره جون كيمانثى: «لدينا 18 فرعاً فى جنوب السودان وقد رأينا الكثير من المؤسسات التى تنتظر لترى مستقبل الأمور وأنا أشجعها على الدخول».
ولكن «جنوب» السودان تبقى بحاجة للكثير من الاستثمارات، وتشير التقارير إلى أن بناء البنية التحتية وحده بحاجة لاستثمارات تبلغ 500 مليار دولار خلال السنوات الخمس المقبلة، كما أنها ستحتاج للكثير من الجهد فى قطاع الطاقة، باعتبار أن معظم المصافى موجودة فى الشمال، الأمر الذى يعكس أزمة نقص فى المحروقات بالجنوب رغم غناه بالنفط.
المصري اليوم . تم إضافته للراكوبة يوم الثلاثاء 19/07/2011 م – الموافق 18-8-1432 هـ الساعة 6:30 صباحاً .
59- القضيّة المُلحّة الآن هي التفكير الجماعي الجاد ، في إعادة توحيد وهندسة الدولة السودانيّة ، بعقول ورؤى سودانيّة ، وإعادة تحريرها وإستقلالها من كلّ الذين يستعمرونها …. ومن ثمَّ إستغلال ثرواتها الطبيعيّة والبشريّة في النهوض بها نهوضاً حقيقيّاً ، وبنائها جماعيّاً ، أيضاً بعقول ورؤى وسواعد وأموال سودانيّة ، كلّ ٌ في مجال الذكر والخبرات والكفاءات والمواهب والإبداعات والمهام التي خلقه الله من أجل الإضطّلاع بها ، وهيّأه وسخّره لها ، ويسّرها له ….. ولن يحدث ذلك ما لم تتحوّل الولايات ، بل الحكومات الجبائيّة ، المُتكاثرة بطريقة عشوائيّة ، إلى مُدُن إقتصاديّة ذكيّة ، مُنتجاً إنتاجاً حقيقيّاً ، وبالتالي مُستغنيّة ومُبتعدة إبتعاداً حقيقيّاً عن الهمبتة والغش والتزوير وطباعة العملات وتعجيز وتعطيل المُستثمر الوطني والأجنبي بالجبايات والغرامات والدمغات ، وإثقال كاهل المواطن والمقيم برسوم الدراسة المليونيّة بالجامعات الحكوميّة ، ورسوم الزيارة والعلاج بالمستشفيات الحكوميّة ، وعن الديون من مؤسّسات النقد الدوليّة لتمويل مشاريع الأحزاب الآيديولوجيّة وتعويض الأحزاب التقليديّة ، وتمويل مشاريع الكوادر العاطلة التعطيليّة الإجراميّة الحراميّة البلطجيّة المسيطرة على كلّ هذه الأحزاب والسفارات والمؤسّسات العسكريّة والأمنيّة والشرطيّة والجبائيّة والقانونيّة والبهلوانيّة الإستغلاليّة ؟؟؟
60- الإقتصاد السوداني قد تأثّر برفض جعفر نميري للخطة المُستقبليّة ، لتوسيع الشبكة القوميّة للكهرباء ، التي أعدّتها إدارة الهيئة القوميّة للكهرباء ، عندما إختلف مع الشيوعيّين الذين كانوا يسيطرون على مرفق الهيئة القوميّة للكهرباء ، وقال لهم كما قالوا لنا في محاضرات تعريفيّة ونحن خرّيجون جدد تم تعيينا عبر لجنة الإختيار للخدمة العامّة المركزيّة آنذاك : أنا عايز أوظّف ميزانيّة الدولة للتمنية ، أنا جاتني شركات إستثماريّة ، إتّفقت معها على إقامة مُدُن إقتصاديّة ذكيّة ، مُنتجة إنتاجاً حقيقيّاً ، سوف تنتج حاجتها من الطاقة الكهربائيّة من الطاقات البديلة وسوف تقوم بتصدير الفائض من الكهرباء ، إلى الشبكة القوميّة للكهرباء ، وقد أنشأ فعلاً مُدُن كنانة وعسلاية ، وكان بإمكانه إنشاء آلاف المُدن الإقتصاديّة الذكيّة على شواطئ النيل شرقاً وغرباً ، من جنوب السودان إلى شماله ، ولكنّه لم يفعل ذلك ؟؟؟ فلم تكن المُدُن الذكيّة التي أقامها ، مشكوراً ، كافية لإمداد الشبكة القوميّة بالكهرباء ، والبرنامج المعد من قبل خبراء الهيئة القوميّة للكهرباء لم تتم إجازته ، مع أنّه كان مبنيّاً على أنّ السودان سوف ينتج البترول ويقوم بتصفيته في مصفاة كوستي ، ويتم إستغلال زيت الفيرننس الناتج عن التكرير كوقود لتوليد الطاقة الكهربائيّة ، في محطّة توليد كهرباء الخرطوم بحري ، وكانت سعتها الإبتدائيّة المُقترحة 330 ميغاوات ، وكان مخطّط لها أن تتحوّل من إستعمال الوقود المُستورد إلى إستعمال الوقود المحلّي في عام 1985 ميلاديّة . ولكن عندما لم يوافق جعفر نميري على الخطّة ، تقلّصت سعة محطة بحري الحراريّة ، كما قالوا لنا ، إلى 33 ميقاواط ،على أن تكون مناسبة مع إمكانيّة الشبكة المُتاحة في ذلك الوقت ، وعلى أن تُستغل كنواة لتدريب المهندسين والفنّيين والعمّال السودانيّين ؟؟؟
61- بدأ البحث والتنقيب عن البترول في السودان عام 1974م بعد الاتفاق مع شركة شيفرون الأميركية تلتها اتفاقية أخرى مع ذات الشركة عام 1979 بعد النتائج الإيجابية التي أحرزتها في اكتشافاتها.
62- مربعات منتجة للنفط : أصبحت بعض المربعات منتجة مثل مربع (3) حقل عدارييل الذي تعمل فيه شركة بترودار بإنتاج يومي يبلغ نحو 260 ألف برميل يوميا ووينبوك الذي تعمل فيه شركة النيل الأبيض. كما إن هناك حقل فارجاك جنوب بانتيو مربع (5 A) الذي ينتج نحو عشرين إلى 25 ألف برميل يوميا, وشركة النيل الكبرى في مربعي (1 و2) بجانب حقول الوحدة المسماة ونقا وتوما ساوث وحقل النار وحقل التور وحقل الحر والتي تنتج نحو تسعين إلى 120 ألف برميل يوميا.
أما مربع (2) هجليج وبامبو والذي يضم آبار شلنقو وأزرق ونيم تنتج نحو خمسين إلى ستين ألف برميل يوميا فيما ينتج حقل دفرة الذي يقع ضمن الأراضي الجنوبية ما بين ألفين إلى ثلاثة آلاف برميل يوميا.
بينما تنتج حقول الفولة وأبو جابرة الواقعة في مربع (6) نحو أربعين ألف برميل يوميا ربما يصل إلى ستين ألف برميل يوميا.
63- بترول مكثف : أما مربع (8) في منطقة الدندر بولاية النيل الأبيض فأكدت نتائج البحث فيه وجود الغاز والبترول المكثف.
يبلغ طول الخط من حقول الإنتاج حتى ميناء بشائر على البحر الأحمر نحو ألف و610 كيلومترات بسعة تزيد عن 250 ألف برميل يوميا.
يلاحظ أن غالب حقول البترول هي خارج دائرة أبيي التي ظلت تعرف بأنها المنطقة الغنية بالنفط. بينما تقول الحقائق على الأرض إن النفط موزع في أماكن مختلفة بولاية جنوب كردفان وولاية واراب والوحدة.
تنبع أهمية الطاقة من كونها العامل الرئيسي لأي تنمية صناعية أو زراعية أو اجتماعية وبوصفها من أهم هياكل البنية التحتية ، وهي التي تقوم عليها مشروعات وخطط التنمية بكل أشكالها. يقاس مدى تقدم الشعوب بمقداراستهلاكها للطاقة. وتأتي الكهرباء على قمة هرم الطاقة وأكثرها استهلاكاً وتأثيراً في المجتمع والصناعة .
قد شهد السودان أول إكتشاف للغاز في بئر بالبحر الأحمر عام 1975م بواسطة شركة شيفرون وفي عام 2002م بئر الفولة شمال – 4 كأول بئر للغاز المصاحب علي اليابسة في السودان وفي عام 2005م تم إعلان بئر موقا 20- 1 في القطاع 6 كأول بئر للغاز الحر علي اليابسة في البلاد ثم ظهرت اكتشافات في حقل الدندر وهو الآن في مرحلة الدراسة للإستغلال الأمثل .
64- لقد تم اكتشاف اليورانيوم والحديد في السودان عام 1957 م ، في منطقة بحر العرب ، ومنطقة واو ومنطقة راجا : http://www.youtube.com/watch?v=3FvLt3YaBlo
65- إنّ هذه الإكتشافات تدلّ علي أنّ السودان واعد بالعديد من المعادن وموارد الطاقة الأحفوريّة التي تزيد علي إستهلاكه المحلي الأمر الذي يبشر بصادرات كبيرة في هذه القطاعات في المستقبل القريب حتي تساهم مع غيرها في زيادة الدخل القومي …. …. في رأيي الغاز الطبيعي والبترول الخام واليورانيوم وكلّ موارد الطاقة الأحفوريّة الناضبة المعين ، لا ينبغي تصديرها إلاّ بقدر وبكلّ الحذر ، إنّما ينبغي إستغلالها في بناء مشاريع المُدّن الذكيّة المُعتمدة على الطاقات المُتجدّدة أوتوماتيكيّاً ؟؟؟
66- سعة الشبكة السودانيّة للكهرباء ينبغي أن تكون محسوبة ظمن خطّة إقتصاديّة ذكيّة طويلة المدى . ولكون السودان من الدول المرشّحة لأن تكون سلّة لغذاء العالم عبر المُساهمة الإيجابيّة في العولمة الغذائيّة الإقتصاديّة الذكيّة ، هذه الخطّة ينبغي أن تشتمل على حاجة مُدُن السودان الإقتصاديّة الذكيّة للطاقة الكهربائيّة بأسعار تنافسيّة وتشجيعيّة ومُجدية إقتصادِيّاً ، وعلى المدى البعيد ينبغي أن تشتمل الخطّة على إمكانيّة تصدير الفائض من الطاقة البديلة التي سوف تنتجها هذه المُدّن للشبكة السودانيّة للكهرباء . ولكون السودان دولة إستراتيجيّة مُتعدّدة المحوريّة ، ولكونها غنيّة بالموارد والإمكانات الطبيعيّة والبشريّة لصناعة الطاقة الكهربائيّة ، ينبغي أن تتّسع وأن تتوسّع شبكتها القوميّة لتوليد الطاقة الكهربائيّة لكيما تُحقّق الإكتفاء الذاتي المحض ، وأن تتعداه وتتجاوزه نحو مرحلة تصدير الطاقة الكهربائيّة كسلعة إستراتيجيّة وإقتصاديّة بمواصفات قياسيّة عالية الجودة والموثوقيّة وبأسعار تنافسيّة .
67- عندما نقول مُدُن إقتصاديّة ذكيّة نعني بذلك أن تكون المدينة المعنيّة مُحدّدة ومُتعّدة الأهداف الإقتصاديّة ، ولكنّها في الوقت نفسه مُتعدّدة الأغراض الإجتماعيّة والإنسانيّة بأشكالها المًختلفة . أقرب مثال لهذه المُدُن الإقتصاديّة الذكيّة هي مدينة الرياض العاصمة السعوديّة ، وهي في الأصل أكبر حقل ومصفاة لتكرير البترول ، وفي الوقت نفسه هي العاصمة والمدينة مُتعدّدة الأغراض المعروفة. الأمثلة السعوديّة الأخرى للمُدُن الإقتصاديّة الذكيّة هي مدينة الجبيل الصناعيّة ومجمّع مُدُن الظهران الخبر الدمّام البترولي ومدينة أبقيق لتكرير البترول ومعالجته ، ومدينة رأس تنّورة ميناء تصدير البترول عبر الخليج العربي ، ومُدن زراعيّة سياحيّة حديثة ومجدية وذكيّة تعتمد على تبخير وتكثيف وضخ مياه الخليج والبحر الأحمر وتكامل ذلك مع المياه الباطانيّة وإيرادات الأمطار ، وقد حقّقت وفرة هائلة في الألبان ومُنتجاتها والدواجن وبيضها واللحوم والأسماك وغيرها. الأمثلة السودانيّة لهذه المُدّن الذكيّة هي كما ذكرنا مدينة كنانة لزراعة وإنتاج السكر والأعلاف الحيوانيّة ( ويُحمد لجعفر نميري ورجاله أنّهم أقاموها ) ، ومدينة ربك لإنتاج الأسمنت ، ومدينة عطبرة لإنتاج الأسمنت و لإدارة وصيانة أساطيل النقل الحديديّة ، ومدينة بورتسودان لإدارة أساطيل النقل البحريّة وإدارة التصدير والإستيراد عبر هيئة الموانئ البحريّة وهي أيضاً مدينة صناعيّة ، ومدينة كوستي هي الميناء النهري ومُلتقى السكك الحديديّة ، ومدينة الخرطوم بحري لإدارة وصيانة أساطيل الترحيل النهريّة بالإضافة إلى أنّها في الأصل وفي سابق العصر كانت مدينة صناعيّة ذكيّة تمّت فيها صناعة العربات العسكريّة عام 1937 ميلاديّة وشاركت تلك العربات في الحرب العالميّة الثانية . الجدير بالذكر أنّ مُدن العاصمة المثلّثة هي في الأصل كانت نواة ومثال للمُدُن الصناعيّة والتجاريّة والسياحيّة الذكيّة المُنتجة إنتاجاً حقيقيّاً . منذ بداية ثمانينات القرن الماضي ، كانت شركة طه الروبي الهندسيّة تقوم بإستيراد وتجميع وتسويق وصيانة الآليّات الزراعيّة الثقيلة والخفيفة . المواطن السوداني العادي كان يشتري لوري تخشيبة من بورتسودان ، ويذهب إلى أي ورشة في الدويم أو كوستي ، فيحوّل تلك التخشيبة إلى لوري تجاري ( سفنجة ) ، يذهب به إلى إثيوبيا و كينيا و يوغندا وأفريقيا الوسطى وكلّ دول الجوار ، ويعود به سالماً غانماً ، ما لم يصادره المُجرمون العطالى المُفلسون فكريّاً ومادّيّاً ؟؟؟ وبعد سنة واحدة يكون قد ربح ضعف سعر اللوري ، فيحوّله إلى بص محلّي أو يبيعه إلى شقيقه او إبن عمّه بنصف القيمة ، بعد أن يكون قد ذهب إلى بورتسودان واشترى تخشيبة أخرى وصنع منها لوري آخر ؟؟؟ لكن للأسف الشديد جدّاً كلّ هذه المُدُن السودانيّة التي كانت مُبدعة ومُنتجة وذكيّة قد أصبحت الآن غبيّة مُنتهى الغباء ، لأسباب قد ذكرنا بعضها . ولكن يمكن تحويل هذه الهزيمة الإقتصاديّة ، إلى نصر ، بإعادة هذه المُدُن إلى مُدُن إقتصاديّة ذكيّة،مُنتجة إنتاجاً حقيقيّاً،وبالإمكانات العلميّة والعولميّة الحاليّة.
68- تكلفة وطريقة دفع فواتير الكهرباء ، وضريبة الدخل والأرض والماء والعتب والطريق والجمارك والرسوم الأخرى ، قد أثقلت كاهل المواطن السوداني وسبّبت له كُلّ هذا العنت والنّصَب والإفقار المُدقع والعناء والإعياء . قال لي أحد أصحاب المصانع إنّه يدفع عشرة مليون جنيه سوداني لشراء الكهرباء شهريّاً ، ويدفع كلّ أرباحه ضريبةً ، ولذلك عزف عن تصنيع ما كان يصنعه من أشياء ، وقام بتأجير المصنع بمبلغ زهيدٍ يكفي لتوفير حلّة المُلاح ومصاريف دراسة الأبناء . قال لي أحد المزارعين كبار السن بالشماليّة : الزراعة عايزة إمكانيّات ، زمان ما كانت عليها ضرائب ، لكن الآن هنالك ضريبة على الأرض وعلى الماء وعلى العود ( كلّ نخلة أو شجرة ) فما عدنا نستطيع تمويل الزراعة. لكنّني لاحظت أنّ المزارع في الخليج ( الأحساء مثلاً ) هو إمّا موظّف بشركة أرامكو السعوديّة ( شركة البترول ) أو موظّف بالشركة السعوديّة للكهرباء وقد بلغ من العمر ما قبل مرحلة المعاش بفترة كافية ، تجل مزرعته بديلاً مُنتجاً للوظيفة ، يستطيع من خلاله المساهمة في بناء الإقتصاد بطريقته الخاصّة ، عبر مزيد من العطاء بعد المعاش . تبلغ مساحة المزرعة كيلومير في كيلومتر يعني مليون متر مربّع ، بها كهرباء وماء ومجاري للصرف الصحّي ، ومحاطة بشوارع الأسفلت ، وقريبة من محطّة السكة حديد ، يزرع فيها ما يشاء ، ويرعى فيها ما يشاء من الماشية والدواجن والطيور والصقور وحيوانات حدائق ليجعلها مصدراً سياحيّاً كما يشاء ، ويبني بداخلها صالات الأعراس كما يشاء ، ويصنع فيها ما يشاء من أنواع الصناعة ، ويبني بداخلها ما يشاء من الورش والمخازن والمستودعات ، ويسكن فيها هو وأسرته وعمّاله وأسرهم في مب