مَا الّذِي كَسِبْنَاه بِمُعَادَاةِ (إسْرائيل)؟

في اللغة ساس أي تولى أمر الناس و دبر شؤونهم بما فيه مصلحة لهم و بالتالي هي نقيض تام للهرجلة و العنترية و الديكتاتورية و إن شئتم البشيرية لأنها و بعد ربع قرن من الزمن تستحق إلحاقها بأخواتها من الهمجيات.

السياسة في عصرنا هذا سيما المتعلقة بالدول و المنظمات و التكتلات الدولية و الإقليمية هي إجابة للسؤال: أين مصلحة شعبي و بلدي. الراحل أنور السادات دفع حياته ثمنا لأنه رأى أن مصلحة مصر و شعبها تجنيبهما حربا طويلة المدى و لذا وقع اتفاقية كامب ديفيد و لكنه خسر العرب الذين باتوا يتهافتون اليوم إلى إرضاء إسرائيل سرا و علانية و ما (زولنا) منهم ببعيد. أقول لم يكن السادات حكيما فحسب بل و عاقلا أيضا لأن حرب إسرائيل إنما هي مواجهة مباشرة مع حليفتها الإستراتيجية الولايات المتحدة الأميركية التي تتفوق عسكريا على فرنسا مرتين بولايتها فلوريدا منفردة. بتوقيعه تلك الاتفاقية جنب السادات شعبه حربا طويلة المدى و الحروب لمن يعرف ولا يعرف فهي آفة الاقتصاد الأولى و المقعدة و المقيدة لكل الأمور.

من صور هرجلة حكومتنا في السياسات أنها لما جاءت إلى السلطة إنقلابا بدأت بأناشيد جهادية أن أمريكا روسيا قد دنا عذابها .. و لما اندلعت حرب الخليج الأولى .. سارعت حكومتنا بتأييدها الكامل لصدام الذي يعني موافقتها لاحتلال العراق للكويت دون أن تضع حسابا لاحتمال رجحان الكفة على صدام و هو الذي حدث. خسر صدام بشرف و خسرنا بذل علاقاتنا بذل .. دُمِّرت العراق و دمرتنا حكومتنا بسياساتها الخرقاء .. تعنترت الحكومة و حاكت كهر صولة الأسد و رأت أن تغتال حسني مبارك فجرت على نفسها الوبال و سكتت عن حلايب المحتلة .. فجأة و دون مقدمات فتحت حكومتنا علاقات واسعة مع إيران الدولة المبغوضة على المستويين الإسلامي و العربي إن لم يكن الدولي .. و استقبلت الخرطوم أحمدي نجاد بالقبلات و الورود و لكن البشير رُدَّ ردته الشهيرة من الأجواء السعودية و هو بكل رعونة يريد مباركة القيادة الإيرانية عساه يعود ببعض مال و سلاح تغذية لماليته العجفاء .. في المجمل .. سياستنا الخارجية صفر كبير أما الداخلية فالصفر عليها كبير.

ينبغي إعمال العقل لا العاطفة في القضايا السودانية و مصالحها و درء الضرر عنها و العلاقة مع إسرائيل ليس عيبا لأن الرسول عايشهم في المدينة بل و جاور بعضهم و إن لم نرجع من علاقتنا معها إلا كف أذاها و نيل الرضا الأمريكي ربح كثير. ثانية نقول الرضا الأميركي لأننا بإغضابها و تسببنا في أن نكون في قائمتها السوداء خسرنا خسارة و عزلة كبيرين.

و لذا ليس ثمة ما يجعل البشيريين يطبعون العلاقات مع إسرائيل تحت غطاء السرية و أكثر الدول العربية و الإسلامية التي تعلو مكبرات أصواتها من فوق المنابر دعوة بهلاك إسرائيل، يرفرف علمها في سماء عواصمها و إلا فهي علاقات حميمية لا ترقى إلى مستوى التصعيد الأهوج و خسارة الدابة و ما حملت.

ضربت إسرائيل السودان ثلاث مرات ضربات مباشرة مرتين بشرقه و مرة في قلب الخرطوم و تلك إشارة جلية صريحة إلى أن السودان دولة عدوة عندها و يمكن أن تكون الضربات التاليات أقوى و أضر. لماذا لم تضرب إسرائيل السعودية .. الأردن .. مصر منذ الاتفاقية على الرغم من قدرتها على ذلك؟ بل لماذا ضربت السودان تحديدا؟ لا تحتاج الإجابة إلى درس عصر يتلقاه البشير ليفهم أنه مشلع و يتسلح بالنظر أمام قوة عسكرية عالية التقنية و الفعالية و لا تتردد تلك القوة في سبيل الوصول إلى مصالحها عن الإقدام على أيما ضربة أو ممارسة الضغوط على دولة كالسودان و إقعادها و إشغالها عن ممارسة زراعتها و رعيها.
و يبقى السؤال العقلي المنطقي: معاداة أم مجاراة مع إسرائيل؟

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. اسرائيل كيان عنصري استيطاني غاصب بشهادة مضابط الأمم المتحدة… اسرائيل تقتل و تنسف البيوت و ترتكب المجازر من دير يسين و حتي قانا مرورا بصبرا و شاتيلا..هذا من ناحية و يبدوا انك لا تعطي لذلك اهمية . سوؤالي لك ايتها الكاتبة دليني علي دولة وجدت السند و المدد من اسرائيل .. اسرائيل دولة صنعتها بريطانيا بوعد بلفور و تبعا الغرب وهو شريان حياتها فكيف تهب الحياة لغيرها؟ وغير ذلك تتساءلي عماذا جنيناه بمعاداة اسرائيل و السوءال مردود عليك ما الذي سنجنيه بمحاباة اسرائيل و دونك دولة جنوب السودان التي تمت صناعتها بمشاركة اسرائيل!!!!!

  2. لا معاداة ولا محاباة!!.. زي ما بقول المثل صباح الخير يا جاري انت في حالك وانا في حالي..

    ليس لدينا مصلحة في معاداة في إسرائيل ولا في مساندة دولة عربية ضد اخرى ولا في التدخل في الحرب اليمنية ولا في التدخل في شئون دول الجوار الافريقية.. نحنا محتاجين للسلام في اقاليمنا.. محتاجين ننمي بلدنا ونقضي على الأمية والتخلف وأمراض العصور الوسطى!!.. كل الدعم والسلاح الماشي للخارج مفروض بقيمته نأهل مشاريعنا الزراعية والرعوية والصناعية..

  3. هل نحن اكثر عروبة واسلاما من باقى الدول العربية خاصة دول الجزيرة العربية؟؟؟؟
    ما معظم الدول العربية خاصة اهل جزيرة العرب عندهم علاقات اقتصادية وعسكرية وتكنولوجية بل علاقات شراكة مع الدول الغربية واليابان وكوريا الجنوبية وعلاقات اقتصادية مع معظم دول العالم وكل هذه الدول الغربية لا ترضى برمى اسرائيل فى البحر الخ الخ الخ!!!!
    مفروض من اى حكومة سودانية وخاصة ان السودان يمتلك من الثروات الطبيعية المختلفة ما لا تملكه معظم الدول العربية ان تضع رفاهية وكرامة المواطن السودانى كاولوية اولى قبل اى مواطن آخر فلسطينى او عربى او غيرهم وهذا لا يمنع ان نتعامل مع الجميع بطريقة الفائدة والمصالح المشتركة ولا نريد اى مشاكل او عداء مع احد الا الذى يتطاول او يقل ادبه على السودان كائنا من كان ونديه بالجزمة على وجهه!!!
    كسرة:واحد سودانى كل ما يشرب عرقى يجلدوه قام قدم لللوترى الامريكى وفاز وكانت رحلته من الخرطوم الى نيويورك عن طريق عمان الاردن ولما وصل الاردن ذهب الى احد البارات وطلب ويسكى وبعد ان شرب سأل الجرسون من يحكم هذا البلد قال له يحكمها المبك حسين بن طلال الهاشمى قال له هاشمى جده الرسول قال له نعم قام قال ليه طيب ناس كبشور كوكو ديل مالهم علينا؟؟؟؟؟؟

  4. ما تفيقوا يا عالم الفلسطينيين اليوم يمثلوا جزء من نظام المعتوه بشبش وخالد مشعل في فترة كان اهم للجماعة من بعضهم والفلسطينيين اكثر الشعوب تضمر حقدا مجانا لكل السودانيين بل الفلسطيني لا ينظر للسوداني انه من بني البشر ولا يلقي عليه التحية ولا يابه به في جميع بلاد الله بل وفي داخل الخرطوم
    تبقى علاقتنا مع اسرائيل ضرورة بعد زوال هذا الكابوس .. واليهود كانوا في السودان ارحم بنا من جميع من عاشرناهم اليس هذا هو الواقع ؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..