عنصرية تونس ..هل من مانديلا ؟

كنت أحسبُ أن الحديث حول ممارسة “العنصرية” في تونس عمل فردي عابر كبقية دول شمال أفريقيا ،غير أنني دهشت لحد الصدمة حينما تابعتُ فلم وثائقي بثته فضائية الجزيرة الوثائقية قبيل حلول عيد الأضحى المبارك، تناول واقع الفصل العنصري في تونس، حاولت أن أغالط نفسي أن “هناك لبس” في الموضوع ولكن صبري على المتابعة أوصلني الى ان تونس فعلا هي البلد الذي تمارس فيه العنصرية بصورة “قبيحة” ، وبلغت ذروة العنصرية حينما أوقفت الشرطة التونسية سيارة فريق قناة الجزيرة وهي تتجه الى بعض المناطق التي تتزايد فيها العنصرية وأنزلت منها ناشطة في مجال حقوق الانسان كونها “سوداء” !..قبل ان تسمح لأصحاب البشرة البيضاء بمواصلة رحلتهم .
قبل فلم الجزيرة الوثائقية كنا نعتقد أن العنصرية في تونس مثل التي تمارس في كثير من الدول العربية وتحسب على الأفراد وليس الجماعات ،فيما تنبذها الجهات الرسمية والطبقات ” الواعية” ،غير أن واقع تونس بدأ أشد من الذي كان يمارس في جنوب أفريقيا ضد السود الذين أنتصر لهم في نهاية المطاف الزعيم الراحل ” نيلسون مانديلا “، ليظل السمر والسود يحلمون بمانديلا تونسي لينقذهم من واقعهم “المرير” الذي يعيشونه الان . العجيب أن أي من سياسي تونس لم يأت على ذكر ماتحتاجه بلاده من معالجات لإنهاء هذه الظاهرة “القبيحة” في بلد عربي أفريقي لايمكن بحال أن ينفك من البشرة السمراء، التي تشكل أكثر من 15% من سكانه .
كثيرون ربما لايصدقون أن في بعض مناطق تونس تخصص حافلات منفصلة لنقل أصحاب البشرة البيضاء، بعيدا عن “السود أوالسمر”..لاعتقاد أصحاب البشرة البيضاء أن غيرهم يجلب سوء الطالع، وهو ذو رائحة كريهة ،وهم يتناسون أن قلوبهم هي “الكريهة” التي تضيق ببني جلدتهم ناهيك عن بقية شعوب القارة السمراء التي ينتمون اليها ،مهما تعلقت قلوبهم بغيرها !!.
كنا نعتقد أن تونس بعد أن أنفكت من حقبة الجبيب بورقية ومن بعده تلميذه زين العابدين بن علي الذي حينما أنتفض عليه الشعب ..قال مخطابا الجموع الهادرة من بيض وسمر “الان فهمتكم” ،غير أن فهه المتأخر الذي أوصله الى جدة السعودية مخلوعا لم يسعفه في فهم أن بلاده تمارس الفصل العنصري في صورة تضاهي الذي مورس في جنوب افريقيا. ليبقى الامر المدهش أن رجل في قامة قائد السيبسي رئيس الجمهورية الذي يزيد عمره عن الـ 90 سنة، بكل تاريخه المثير للجدل ، ومعه زعيم الاسلاميين راشد الغنوشي لم يتطرق أي من الرجلين لقضية الفصل العنصري، وكان بإمكانهما أن يصدحا بها ويحملاها لسلفهم المخلوع إن كانت مرفوضة من قبلهما فالتكتم على مثل هذه الممارسات التي لاتقرها الشريعة ولا القوانين الوضعية ، يسجله التاريخ على أنه صفحات سوداء في تاريخ تونس .
ترى هل سنكون على موعد مع بلد عربي اخر تمارس فيه العنصرية كما هو حال تونس ،أم تبقى تونس حالة معزولة؟.
مصطفى محكر
[email][email protected][/email]




انت نسيت مورتانيا ولا شنو ؟في موريتانيا الناس مقسمين الي طبقات, طبقة العبيد وطبقة العرب ,وطبقة النجارين وطبقة الحدادين وطبقة الصيادين
رداً على السؤال (هل سنكون على موعد مع بلد عربي اخر تمارس فيه العنصرية كما هو حال تونس ،أم تبقى تونس حالة معزولة؟ ) لا أدري ما إذا كنت على علم بأن موريتانيا لا زالت يمارس فيها ” الرق” ناهيك عن الممارسات العنصرية
العنصرية في تونس قديم ( ديل بسمو الماعز زول)
لماذا ترمي بعيدا يا مصطفى محكر كما شجرة الدليب؟؟ … أليس القبح التمييز العنصري الرسمي في بلادك السودان أولى بتشمير سواعد فكرك وقلمك؟؟ … ألم تسأل نفسك يوميا عن سبب الحروب الأهلية الطاحنة وعن مهرجانات الحرق والقتل والسحل والتنكيل التي ظل يمارسها جيشك وشرطتك وجهاز أمنك الوطني ويساعدها في ذلك ويبارك أفعالهم جهازك القضائي وتبرر لها وسائل إعلامك المرئية، المسموعة والمقروءة، التي ظلت وما زالت وعلى مدار نصف قرن ونيف (60) عاما، تخضع بصورة مطلقة وحصرية لسيطرة منسوبي ثلاث قبائل، لا تتجاوز نسبة تعدادها مجتمعة الـ 5% من جملة سكان السودان (13 دائرة جغرافية من أصل 271 دائرة جغرافية لعموم السودان)، وذلك حسب الأحصائيين السكانيين للأعوام 1993 & 2008 م، التي ترتب عليهما توزيع الدوائر الجغرافية القومية لولايات السودان، كلا حسب ثقله السكاني…؟؟
لماذا لم تسأل نفسك يا مصطفى محكر، عن أيهما أفظع وأكثر وبالاً على المدنيين، سياسة “الفصل العنصري” التي أنتهجهتها جنوب أفريقيا العنصرية سابقا وقننتها وضمنتها في دستورها وقوانيينها، وعنصرية تونس التي تكتوي بها أقلية سكانية نسبتها 15% من الأفارقة السود … أما نظام “التمييز العنصري” الرسمي المستتر الذي تمارسه أجهزة الدولة السودانية الرسمية خارج أطار القانون والدستور وعلى مدار (60) عاماً دون رحمة أو هوادة؟؟؟
لتقريب الصورة، دعنا نسوق إليك المقارنة التالية بين نظام الفصل العنصري السابق في جنوب أفريقيا (الآبارتييد) ونظام الفصل العنصري لأقلية الجلابة (جغماس) القائم في بلادنا منذ 1956، … فنظام نظام الفصل العنصري (الآبارتييد) رغم صيته وسوء سمعته، إلا أننا نجد أنه كان نظاما سياسيا أكثر أحتراماً وأنسانية من الكثير من الأنظمة الحاكمة في المنطقة وعلى وجه الخصوص نظام الفصل العنصري لأقلية الحاكمة (جغماس) الحاكم في بلادنا السودان منذ 1956 وحتى تاريخ يومنا هذا ، لكونه نظام فصل عنصري معلن ومدون في أضابيير دستور الدولة وقوانينها، بالتالي هناك أحترام وألتزام بهذه القوانيين وعدم تجاوزها بصورة سافرة، كما يحدث في السودان وعلى مدى نصف قرن ونيف (60) عاماً، حيث ظل وما زال نظام التمييز العنصري لمنسوبي قبائل الأقلية الثلاث الحاكمة في السودان “جغماس” نظام مستتر لا تحده أو تقيده قوانيين أو دساتيير، وكل شخص يتصرف وينفذ حسب مزاجه ودرجة غضبه في اللحظة، دون رقيب أو حسيب، ودون مهابة أو مخافة من قانون يلاحقه… لذلك يصنف “جغماس” بأنه الأكثر شططاً ودموية في تاريخ الأنسانية جمعاء. بحيث أن ضحايا عنصرية نظام التمييز العنصري لمنسوبي قبائل الأقلية الثلاث الحاكمة في السودان (جغماس JAGMAS)) على أبناء جلدتهم من الأفارقة والعرب السودانيين فاقت بعشرات الأضعاف ضحايا عنصرية أقلية البوير البيض في جنوب أفريقيا ….
كما أن شطط وتعسف سياسات حقبة سيطرت منسوبي قبائل الأقلية الثلاث الحاكمة في السودان، فاقت ضحاياها بمئات الأضعاف فترة حكم المستعمر الأنجليزي لنفس الفترة، لندلل على ما ذهبنا إليه نسوق إليكم المقارنة التالية:
عدد ضحايا سياسات الأنجليز ولمدى (58) (1898 ? 1956) عاماً لم تتجاوز الـ (50) ألف نسمة من السودانيين، بما في ذلك ضحايا معركتي كرري وأم دبيكرات، بينما تجاوز ضحايا سياسات دويلة منسوبي قبائل الأقلية الثلاث الحاكمة في السودان أكثر من (6,000,000) ستة مليون نسمة من السودانيين الأبرياء، ولنفس الفترة الزمنية الـ (58) عاما (1956 ? 2014 م)، بدءاً من مذبحة جودة ومقولة حرق البشر والشجر والحجر في جنوبنا الحبيب وإنتهاءاً بالحروب أمسح أكسح قشو ما تجيبو حي الدائرة في دارفور وكردفان والنيل الأزرق.
هذا بالطبع بأستثناء الضحايا غير المباشرين لسياسات القهر والتجويع وأمراض سوء التغذية والسرطانات والفشل الكلوي وتجارة الأعضاء البشرية في شرقنا الحبيب ومناطق الوسط والجزيرة والتشريد الذي طال أهلنا النوبيين في أقاصى الشمال بسبب السدود مجهولة الأهداف …
عليه، فأن أي تسوية سياسية، لا تقود في نهاية المطاف لإعادة هيكلة الدولة ومراكز السيطرة واتخاذ القرار بمؤسساتها الأكثر حيوية (الجيش، الشرطة، الأمن، السلطة القضائية، المنظومة الأقتصادية ووسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة) القائمة على نمط واحد منذ 1956 م، وصولا لتفكيك دويلة منسوبي قبائل الأقلية الثلاث الحاكمة وتحرير جهاز الدولة ومفاصل مؤسساتها السيادية من قبضتهم، فهي لا تعدو أكثر من ذر للرماد في العيون وتكرار وإعادة تجريب لأتفاقيات سابقة لا تحصى، كان نصيب جميعها الفشل الزريع ونكوص منسوبي الأقلية الحاكمة عن ألتزاماتهم وتعهداتهم في الأتفاقيات والتسويات التي تمت في هذا الوطن بدءا من المائدة المستديرة، أديس أبابا، نيفاشا، أبوجا، وأسمرة مع جبهة الشرق وأنتهاء بالدوحة وأستفتاء دارفور المجغمس..
قبل بضعة أعوام وفي احدي مؤتمرات القمم العربية كنت أتابع خطاب رئيس الوزراء التونسي لا اذكر اسمه بالتحديد (السبسي) وقد استغربت حين ورد في خطابه هذه العبارة التي لا أنساها مطلقا بعد أن عدد الدول العربية قال: ( الدول العربية التي (ارتأت) اللالتحاق بالجامعة العربية) وحددها بالاسم ( السودان/ الصومال/ جيبوتي/جزر القمر )!!! هذا الرجل كان معارضا للنظام التونسي السابق وكان من الناشطين في مجال حقوق الانسان وقد شهدت له عدة لقاءات بقناة الجزيرة قبل سقوط بن علي!!! والاغرب ان هذه السقطة مرت مرور الكرام يعني العنصرية في تونس شيء متأصل ومتجذر في النفوس لافرق بين مثقف وأمي..أما عن عنصرية الاردنيين والفلسطينيين واللبنانيين فحدث ولاحرج.
هذه القناة اصبحت اليوم منبر اعلامي خاص للتنظيمات الارهابية والجماعات الأصولية المختلفة، وهو ما افقدها الكثير من متابعيها خصوصا وانها قد سعت الى تشوية الحقائق ونقل الصورة المفبركة وبتمويل سخي من الحكومة القطرية، التي تجاهلت كل النداءات والمناشدات الدولية والاقليمية بهذا الخصوص، فالجزيرة وكما يرى البعض أداة في يد النظام القطري، يستخدمها لتصفية الحسابات مع خصومه، وقد نجح في أكثر من مرّة في تأجيج الأوضاع في عددٍ من البلدان العربية ويشير البعض إلى علاقة تربط الجزيرة باغتيال بعض القادة الفلسطينيين، ممن تزامن اغتيالهم مع ظهورهم في مقابلاتٍ تلفزيونية على شاشتها. حيث كان يتم استهدافهم بعد إجرائهم لمقابلات وحوارات في برامج تبث على القناة. حيث تساهم مثل هذه الحوارات في تحديد موقع القيادات بدقّة. وفي هذا الشأن ومنذ عام 2011 وحتى العام الماضي بدا أن الجزيرة بل وقطر ستستفيدان من النظام العربي الجديد. لكن اتفاقا لاقتسام السلطة في تونس التي انطلق منها الربيع العربي والإطاحة بالرئيس الاخواني محمد مرسي في مصر والخسارة العسكرية أمام قوى اسلامية متطرفة في سوريا دحرت الانتصارات التي حققها الاخوان. إلى جانب ذلك تغيرت صورة الجزيرة خلال الربيع العربي من نصير المستضعفين إذ أدت تغطيتها إلى اتهامات من بعض المشاهدين بأنها تدعم الاخوان على جماعات المعارضة الأخرى التي كانت تعمل للاطاحة بالحكام الاستبداديين في تونس ومصر وليبيا.
شاهدت فيديو على اليوتيوب بعنوان لمن يحب المشاهدة [عائلات في صعيد مصر تدعي امتلاك العبيد حتى الان] في مصر وشاهدت فيديو للجزيرة ايضا في اليمن فوالله والله هؤلاء يعملون مع بعض العائلات اليمنية مقابل الاكل والشرب والكسوة كل سنة وفي تونس وفي بعض الدول العربية الاخرى وحتى في الدول البترولية تجد أن بعضهم حتى في الوظائف الحكومية محصوريين في وظائف البلديات والجيش والاتصالات.. لا تجد أحدهم مدير لشرطة أو سفير أو اتساذ جامعي عنصرية بحت ومقننة.. هذه الفئات لا تجد فيها من يمثل دولتهم في المحافل إلا في الملاكمة أو الركض أو الحدود مع الجيش.
يا استاذ ( اللب ) السودانى أو كما نسميه نحن التسالى .. يسمونه فى لبنان ( فسفس العبيد ) وفى الدول العربية الأخرى فى حالة شجار سودانى مع أحد ابناء البلد أول شتيمة يستقبلها هى يا عبد
أخي مصطفي..مقالك رائع وأظنك لمست وترا حساسا يتجنب الكثيرون الخوض فيه…كل دول المغرب العربي بدءا من ليبيا والتي يعاني اهلنا فيها من نار العنصرية والتي يمارسها الليبيون كهواية محببة لهم وقد شاهدت فيديو وفيه وضع مهاجرون من دول افريقية في قفص كبير وطلب منهم الجنود تحت تهديد السلاح بأن يتناولوا قطع من القماش كطعام لهم والمساكين تحت تأثير الخوف كانوا يحاولون ادخال قطع القماش في حلوقهم في منظر يندى له جبين كل إنسان مسلم يعرف ربه.. بأي ذنب يعذب هؤلاء وبعد ذلك نمر على تونس والتي فصل لنا كاتب المقال محكر حسب مشاهدته ما يحدث فيها ومنها نتجه إلى الشعب الجزائري المتوحش والذي يكفيك فقط أن تشاهد مباراة واحدة في كرة القدم بين فريق جزائري وأخر أفريقي لتعرف مدى الكراهية التي يكنها هؤلاء لهذه القارة والتي هم جزء منها وأما دولة المغرب فلا علم لدي ما يدور فيها ولكنهم جميعا يشكون من العنصرية التي تمارس ضدهم في أسبانيا وفرنسا ولكنها جزء من ما صنعت أيديهم ضد هؤلاء الأفارقة المساكين…