لاوجود لشجرة النبق عند سدرة المنتهي

شغل بالي منذ وقت طويل معني سدرة المنتهي و التي وصلها النبي الكريم عند نهاية رحلة الاساء و المعراج و قد أطلعت علي كل التفاسير و قد أجمعوا جميعا علي أن سدرة المنتهى هي شجرة عظيمة تقع في الجنة في السماء السابعة، ولكن جذورها في السماء السادسة، وبها من الحسن ما لا يستطيع أحد من البشر أن يصفه، عن أنس بن مالك رضي الله عنه في حديث الإسراء والمعراج، أنه صلى الله عليه وسلم قال: ( ثم عُرج إلى السماء السابعة. فاستفتح جبريل فقيل: من هذا؟ قال: جبريل. قيل: ومن معك؟ قال: محمد صلى الله عليه وسلم.قيل: وقد بعث إليه؟ قال: قد بعث إليه. ففتح لنا. فإذا أنا بإبراهيم عليه السلام مسندا ظهره إلى البيت المعمور. وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه. ثم ذُهب بي إلى سدرة المنتهى، وإذا ورقها كآذان الفيلة، وإذا ثمرها كالقلال، قال: فلما غشيها من أمر الله ما غشي تغيّرت. فما أحد من خلق الله يستطيع أن ينعتها من حسنها) رواه مسلم.
و لعلمي بمقدار الخلط و و الاحاديث الموضوعة الموجودة بكتب السلف و لعدم ارتياحي لفكرة وجود شجرة نبق في ذلك المكان الصافي النقي و الذي لا يشبه عالمنا بأي صورة من الصورآليت علي نفسي بأن أبحث في الامر و قد ظهر لي فعلا أن الامر يستحق المحاولة , فلنطلع علي الآيات التي أشارت لذلك:
سورة النجم:
﴿وَلَقَدْ رَآَهُ نَزْلَةً أُخْرَى 13 عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى 14 عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى 15 إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى 16 مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى 17 لَقَدْ رَأَى مِنْ آَيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى 14 )
معجم المعاني الجامع – معجم عربي عربي
سَدِرَ:
سَدِرَ سَدِرَ َ سَدَرا ، وسَدارَةً : تحيّر بَصَرُهُ من شِدّة الحرّ
ويقال : سَدِرَ بصرُه
و سَدِرَ لم يهتم ولم يُبَالِ ما صَنَع
فهو سادِرٌ ، وسَدِرٌ ، وهي (سدِرةٌ)
ويقال : هو سادر في الغَيّ : تائِه
وتكلّم سادِرا : غير مُتَثَبِّت في كلامه

السِّدْر:
السِّدْر شجر النبق
واحدته سِدْرة . والجمع : سِدَرٌ و(سِدْرة المنتهى)
شجرة في الجنة
يتضح من معني الجذر سدر أنه يعني التوهان الفكري في أي حالة يكون عليها الانسان و مصدره (سدرة) و نفس المصدر يعني شجرة نبق ,لنذهب الي السورة و نري أي معني قد ينطبق.
في السورة مقابلة بين حالتين :حالة سدرة المنتهي التي وصفها الرحمن ب (أذ يغشي السدرة ما يغشي) فقد عجزت كلمات البشر عن التعبير عما يغشي السدرة غالبا من الانوار و حالة الرسول صلي الله عليه و سلم اذ لم يرتعش فؤاده و ظل ثابتا بالرغم من أنه راي من آيات ربه الكبري, يتضح لنا من هذه المقابلة بين الحالتين أن سدرة المنتهي هي مكان يتوه فيه فؤاد الانسان أو عقله الي أقصي مدي و لذا سميت (بسدرة المنتهي) وقد أثني الرحمن علي قلب الرسول الذي لم يزيغ, أما كلمة جنة المأوي فالشق الاول منها يدل علي جنة و الجنة ليست بالضرورة جنة فيها شجر ,كلمة جنة تشمل أي مكان مستتر ,سمي الجنين جنينا لانه لايري و هو في بطن أمه و المجنون لان عقله استتر و صار غير طبيعي التصرفات و جنة الاشجار لانها تخبئ ما بداخلها من كثافة الاوراق, الجزء الثاني هو المأوي و يعني الملجأ الآمن ,الله أعلم بمراده من جنة المأوي لكنها لاتعني بالضرورة جنة الثواب المعروفة ( بجنة الخلد). و من المعروف أيضا أن جنة الخلد يصفها الفلاسفة الماورائيون بأنها تمثل مطلق الجمال فما الجمال في شجرة صحراوية عادية الثمار لتوجد في في مثل هذا المكان,من الواضح أن المفسرين حاولوا الباس شجرة السدر أوصاف مختلفة لتبرير وجودها في مثل هذا المكان و لتبرير عجزهم عن ادراك معني آخر لكلمة (سدرة) .
موضوع تأويل القرآن يعاني من حواجز كثيرة أولها الانفلات من حاجز كلمة (تفسير) التي عنونت بها كتب السلف من أبن كثير و الطبري و غيره و غلفت بالاغلفة الفاخرة و و كتب عليها بماء الذهب و في داخلها الكثير من الغث و الحاجز الثاني هو الالتفات لما في القرآن من بلاغة و الحوجة لتدبر معانيه دون المعاني الظاهرة و منها الاستعارة و المجاز في القرآن الكريم و تحضرني هنا قصة معبرة في هذا السياق, الشيخ عبد العزيز بن بازالمفتى الوهابي المشهوراستضاف بعض الاساتذة المصريين المعارين للمملكة السعودية ، واستعرض امامهم سطوته الوهابية واكد لهم انه ليس فى القرآن مجاز وان كل لفظ فى القرآن على حقيقتة ، والمعروف ان الشيخ ابن بازكان ضرير البصر ، فتصدى له استاذ مصرى هو الدكتور الحوفى”الاستاذ المشهور وقتها فى كلية دار العلوم وكان معارا للسعودية وحضر هذا اللقاء ولم تكن منزلته تسمح له بالسكوت على الجهل الذى يسمعه متحصنا بقوة الريال,إندفع الدكتور الحوفى وقال له: اذا يا فضيلة الشيخ فأنت من اهل النار لان الله تعالى يقول(ومن كان فى هذه اعمى فهو فى الاخرة اعمى واضل سبيلا ) وسكت الشيخ ابن باز ثم قال اخيرا ( لقد افحمتنى ويلغى عقدك).
عموما فان الخطاب القرآنى يتنوع بين آيات محكمة واضحة الدلالة باسلوب علمى تقريرى قاطع ، ويأتى هذا خصوصا فى آيات التشريع . ثم هناك الاسلوب الأدبى التصويرى والمجازى, خصوصا الذى يصف لنا الغيوب التى لم نشهدها بعد وهى تخرج عن نطاق خبراتنا ومدركاتنا الحسية ، وهى الايات المتشابهة.
وهذه الايات المتشابهة فى الحديث عن احوال الاخرة سنرى تحقيقها عمليا وتجسيدها واقعيا فى يوم القيامة حين نتحول الى خلق آخر فى عالم آخر وبامكانات تناسب ذلك العالم الآخر لكننا في هذه الدنيا نحتاج و بصورة ماسة لتنقيح فقهنا و تأريخنا و عقولنا مما علق بها نتيجة الفكر السلفي.

[email][email protected][/email]

‫10 تعليقات

  1. العمى مشترك لفظي ويدل على عمى البصيرة بالحقيقة لأن العرب استعملت ذلك واشتهر وهذا دليل الحقيقة.

    القصة مكذوبة وأنت كاذب حتى تأتي بالدليل أو الشاهد!!!

  2. مع احترامنا لاجتهادك الا اني اري ان السدر الشجر والنبق ثمارها فتوحات سودانية ذات طابع لا يسنهان به..لو شربت لبن ماعز او اكلت لحم عمبلوك متغذي علي اوراق السدر البضة او النبق ذاتو لامنت ان السدر ما حاجة سهلة لا تقل عن التين والزيتون

  3. يا باشا أنت صدقت أنو النبي محمد طار ذهابا إياباً راكبا على فرس مجنح Pegasus وسماء أولى وسابعة كل هذا وصعب عليك تخيل وجود نبقة في الجنة، تخيل يا رجل تخيل فإن الدين وليد الخيال.

  4. سدرة المنتهى تعني : منتهى السير في الطريق الى الله .. وهي النقطة التي يتوقف عندها العقل عن التفكير – وهي نهاية مرحلة الادراك الشفعي .. العقل البشري لا يدرك الا بالثنائية ، يعني لايعرف الأشياء الا بضدها .. وفي منتهى سيره الى الله ، ليس له حظ في ادراك الذات الإلهية ، لأن ذات الله واحدة ليس لها ضد ، والعقل يدرك الأشياء بأضادها – وفي تلك المنطقه لايبقى له الا العجز عن الادراك .. وعند عجز العقل عن الادراك يرفع حجاب الفكر ويتقدم القلب لشهود وادراك ذات الله – وهي مرحلة الإدراك الوتري – فالقلب يشاهد ويدرك ذات الله – وهذا ما حدث للرسول الكريم في منتهى معراجه الى الله ..

  5. خلينا من نبقعا و صفقا اقنعنا بان هنالك سبع سموات و ما زال الكون يتوالد و يتمدد و هل نحن فى السماء الاولى ام العاشرة و من اين نبدا حساب السموات من مجرتنا ام خارجها
    هذا هو الوهم الذى جعل مثل هؤلاء المنافقين يستعبدوننا به
    نورنا عقولنا و ازددنا نورا بفضل هؤلاء المتاسلمة الذين لهم الفضل فى اطلاق العنان لفكرنا
    السماء لا تمطر ذهبا و لا تعاقب مجرما
    الى متى ننتظر القدر ليخلصنا و لنا فى عكازنا الخلاص من الكلاب التى تنهش فى جيفنا

  6. عن سدرة المنتهى

    قال تعالى :

    {وَلَقَدْ رَآَهُ نَزْلَةً أُخْرَى . عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى . عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى . إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى} [النجم:13- 16].

    – موضع ذكرها في القرآن الكريم:

    ذُكرت (سِدرة المُنتهى) في القرآن الكريم مرة واحدة فقط في سورة النجم كما في الآيات السابقة، وذُكرت في نفس السورة بلفظ (السِدرة). وهذه الآيات تصف جزء من رحلة الإسراء والمعراج والتي هي من معجزات نبينا المُصطفى صَلَى اللهُ عَليهِ وَسلَّم.

    {وَلَقَدْ رَآَهُ}: أي رأى النبيُ صَلَى اللهُ عَليهِ وَسلَّم جبريلَ عليه السلام.

    {نَزْلَةً أُخْرَى}: أي مرة أخرى. والمعنى أن الرسول صَلَى اللهُ عَليهِ وَسلَّم رأى جبريل عليه السلام مرة أخرى بصورته التي خلقه الله عليها بستمائة جناح، وكانت المرة الأولى التي يراه بصورته عندما نزل عليه جبريل عليه السلام بالرسالة وقال له (اقرأ). فكانت المرة الثانية التي يرى فيها النبي صَلَى اللهُ عَليهِ وَسلَّم جبريل عليه السلام بصورته التي خُلق عليها في رحلة الإسراء والمعراج عند سدرة المنتهى.

    – ما هي سِدرة المُنتهى؟

    السِدر: هو شجر النَّبِق، والنَّبِق بكسر الباء: ثمر السِدر والواحد نَّبِقة. وهو شجر معروف لأهل الجزيرة. ويُقال نَّبْق بفتح النون وسكون الباء وهي لغة المصريين، والأولى (نَّبِق) أفصح وهي التي ثبتت عن النبي صَلَى اللهُ عَليهِ وَسلَّم.

    قال الماوردي في معاني القرآن له: “فإن قيل لِمَ اختيرت السِّدرة لهذا الأمر دون غيرها من الشجر؟ قيل: لأن السِدرة تختص بثلاثة أوصاف: ظل مديد، وطعم لذيذ، ورائحة ذكية فشابهت الإيمان الذي يجمع قولًا وعملًا ونية؛ فظلها من الإيمان بمنزلة العمل لتجاوزه، وطعمها بمنزلة النية لِكُمُونه، ورائحتها بمنزلة القول لظهوره”.

    – لماذا سُميت بهذا الاسم؟

    قال القرطبي رحمه الله في تفسيره:

    “واختلف لِمَ سُميت سِدرة المنتهى على أقوال تسعة:

    الأول: عن ابن مسعود أنه ينتهي إليها كل ما يهبط من فوقها ويصعد من تحتها.

    الثاني: أنه ينتهي علم الأنبياء إليها ويعزب علمهم عما وراءها، قاله ابن عباس.

    الثالث: أن الأعمال تنتهي إليها وتُقبض منها، قاله الضحاك.

    الرابع: لانتهاء الملائكة والأنبياء إليها ووقوفهم عندها، قاله كعب.

    الخامس: سميت سدرة المنتهى لأنه ينتهي إليها أرواح الشهداء، قاله الربيع بن أنس.

    السادس: لأنه تنتهي إليها أرواح المؤمنين، قاله قتادة.

    السابع: لأنه ينتهي إليها كل من كان على سنة محمد صلى الله عليه وسلم ومنهاجه، قاله علي رضي الله عنه والربيع بن أنس أيضا.

    الثامن: هي شجرة على رؤوس حملة العرش إليها ينتهي علم الخلائق، قاله كعب أيضا.

    التاسع: سميت بذلك لأن من رفع إليها فقد انتهى في الكرامة”.

    – وصفها كما ثبت عن النبي صَلَى اللهُ عَليهِ وَسلَّم:

    جاء ذكر سِدرة المنتهى ووصفها في بضعة أحاديث رواها البخاري ومسلم وغيرهما عن النبي صَلَى اللهُ عَليهِ وَسلَّم، وفيها يصف عَليه الصلاة والسلام سِدرة المنتهى. وسأذكر هنا بعضًا من هذه الأحاديث:

    الأول: عن أنس بن مالك رَضِي الله عنْهُ في حديث الإسراء والمعراج الطويل، وفيه أنه صَلَى اللهُ عَليهِ وَسلَّم قال: «ثم عرج إلى السماء السابعة. فاستفتح جبريل. فقيل: من هذا؟ قال: جبريل. قيل: ومن معك؟ قال: محمد صَلَى اللهُ عَليهِ وَسلَّم. قيل: وقد بُعِث إليه؟ قال: قد بُعِث إليه. ففُتِح لنا. فإذا أنا بإبراهيم عليه السلام، مُسندًا ظهره إلى البيت المعمور. وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه. ثُم ذُهِب بي إلى سِدرة المُنتهى. وإذا ورقها كآذان الفِيلة. وإذا ثمرها كالقِلال. قال، فلما غشيها من أمر الله ما غشي تغيرت. فما أحد من خلق الله يستطيع أن ينعتها من حسنها» (رواه مسلم- كتاب الإيمان- باب الإسراء برسول الله صَلَى اللهُ عَليهِ وَسلَّم ومعراجه حديث رقم 284).

    الثاني: عن ابن عباس رَضِي الله عنْهُما قال: قال رَسول اللهِ صَلَى اللهُ عَليهِ وَسلَّم: «ثم انطلق بي جبريل حتى نأتي سدرة المُنتهى. فغشيها ألوان لا أدري ما هي. قال: ثم أُدخلتُ الجنة فإذا فيها جنابذ اللؤلؤ وإذا ترابها المسك» (رواه مسلم – كتاب الإيمان ? باب الإسراء برسول الله صَلَى اللهُ عَليهِ وَسلَّم ومعراجه – حديث رقم 289).

    الثالث: عن عبد الله بن مسعود رَضِي الله عنْهُ قال: “لما أُسري برسول الله صَلَى اللهُ عَليهِ وَسلَّم انتُهي به إلى سدرة المنتهى. وهي في السماء السادسة. إليها ينتهي ما يُعرج به من الأرض. فيُقبَض منها. وإليها ينتهي ما يُهبَط به من السماء. فيُقبَض منها. قال: إِ {ذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى} قال: فَرَاش من ذهب” (رواه مسلم- كتاب الإيمان- باب الإسراء برسول الله صَلَى اللهُ عَليهِ وَسلَّم ومعراجه- حديث رقم 305).

    الرابع: عن مالك بن صعصعة الأنصاري رَضِي الله عنْهُ عن النبي صَلَى اللهُ عَليهِ وَسلَّم قال: «وَرُفِعَت لي سِدْرَة المُنتَهى فَإذا نَبِقُهَا كَأنه قِلَالُ هَجَرَ وورقُهَا كَأنه آذَان الْفُيُولِ في أَصلها أَربعة أَنهار نهرانِ باطِنَانِ ونهرانِ ظَاهِرانِ فَسَأَلْتُ جِبْرِيلَ فَقَالَ: أَما الباطِنَانِ فَفي الْجنَة وَأَما الظاهرانِ النيلُ والْفُرَات» رواه البخاري- كتاب بدء الخلق- باب ذكر الملائكة- حديث رقم 2968).

    – شرح معاني الكلمات:

    النَبِق: هو ثمر السدر وسبق أن عرفناه.

    قِلال: بكسر القاف جمع قُلة بضمها، والقلة جرة عظيمة تسع قربتين أو أكثر، ويريد أن ثمرها في الكِبَر مثل القلال وكانت معروفة عند المخاطبين فلذلك وقع التمثيل بها.

    هَجَر: اسم بلدة.

    الفِيلة أو الفيول: جمع فِيل وهو حيوان معروف.

    فلما غشيها من أمر الله ما غشي: أي فلما أتاها وغطاها ما غطى و(ما) موصول، فاعل (غشيها) والموصول من صيغ العموم، فيفيد التعميم والتهويل، أي فلما غشيها من أمر الله الشيء الكثير الهائل الذي غشي، قال الألوسي: وفي إبهام ما يغشى من التفخيم ما لا يخفى، فكأن الغاشي أمر لا يحيط به نطاق البيان.

    وفي رواية: «غشيها ألوان لا أدري ما هي» قال ابن مسعود في رواية: “يغشاها فَرَاش من ذهب”، وعن أنس: “جراد من ذهب” قال البيضاوي: ذكر الفراش وقع على سبيل التمثيل، لأن من شأن الشجر أن يسقط عليها الجراد وشبهه، وجعلها من الذهب لصفاء لونها وإضاءتها في نفسها. قال الحافظ بن حجر: ويجوز أن يكون من الذهب حقيقة، ويخلق الله فيه الطيران، والقدرة صالحة لذلك. وعن ابن عباس: يغشاها الملائكة.

    – المعنى العام:

    لما عُرج بالنبي صَلَى اللهُ عَليهِ وَسلَّم إلى السماء السابعة وجد هناك نبي الله إبراهيم عليه السلام. ثم ذُهِب به إلى سدرة المُنتهى وهي شجرة تشبه شجر السدر من جهة وتخالفه من جهات، ليس ورقها رقيقًا كورقه، ولكنه كآذان الفيلة، وليس نبقها صغيرًا كنَبِقه، ولكنه كقِلال هَجَر، يغشاها خلق من خلق الله، ملائكة الله وجنده، وكأنهم الطير أو الفراش في صفاء الذهب ولمعانه، وفي ضوء الشمس ونور القمر، فإذا غشيها من أمر ما غشي أصبحت شعلة من نور، ترد الطرف، فلا يستطيع مخلوق أن يصفها لحسنها وجمالها، وهذه الشجرة عندها جنة المأوى وهي التي يصير إليها المتقون. ويخرج من أصلها أربعة أنهار نهران ظاهران هما النيل والفرات ونهران باطنان في الجنة.

    – موضع سدرة المنتهى في السماء:

    لما صرحت إحدى الروايات السابقة أنها في السماء السادسة وهي رواية ابن مسعود رَضِي الله عنْهُ، وأما الرواية الأولى فظاهرها أنها في السماء السابعة بعد أن سلم على إبراهيم عليه السلام كان في هذا تعارض لا شك فيه.

    ولذا قال الحافظ بن حجر رحمه الله جامعًا بين الروايتين: لا يُعارض قوله إنها في السماء السادسة الرواية بأنها في السابعة؛ لأنه يُحمل على أن أصلها في السماء السادسة وأغصانها وفروعها في السماء السابعة، وليس في السادسة منها إلا أصل ساقها. والله أعلم.

    – هل شجر السدر شجر مبارك؟

    لم يثبت أن شجر السدر الموجود على سطح الأرض الآن مبارك أو به مزية تجعله مختلفًا عن بقية الأشجار، ولكن يكفيه شرفًا وفضلًا أن تم تشبيه شجرة سدرة المنتهى به وقد تم ذكر لِمَ استُخدِم هذا التشبيه. وللعلم فكلمة (سدرة) تعني أيضًا شجرة. وقد جاء نهي من النبي صلى الله عليه وسلم عن التبرك بالحجر أو الشجر.

    – ما معنى أن (النيل والفرات) ينبعان من شجرة سدرة المنتهى؟

    قَالَ النَّوَوِيّ رحمه في شرحه:

    “في هذا الحديث أَن أصل النيل والفُرات من الجَنَة، وأنَهما يخرجان من أصل سِدرَة المُنتَهَى، ثم يسيران حيث شاء الله، ثم ينزلان إلى الأرض، ثم يسيران فيها ثم يخرجان منها، وهذا لا يمنعه العقل، وقد شَهِد به ظاهر الخبر فليُعتَمَد”.

    وقال ابن حجر رحمه الله في (فتح الباري):

    “وَأَمَّا قول عِيَاض: إِن الحديث يدل على أن أَصل سِدرَة المُنتَهَى في الأرض لكونه قال: إن النيل والفرات يخرجان من أصلها، وهما بالمشاهدة يخرجان من الأرض فيلزم منه أَن يكون أصل السدرة في الأرض، وهو مُتَعَقِّب، فإن المراد بكونهما يخرجان من أصلها غير خروجهما بالنبع من الأرض. والحَاصِل أن أصلها في الجَنَّة وهما يخرجان أولًا من أصلها ثم يسيران إلى أن يستقرا في الأرض ثم ينبُعان. واستُدِل به على فضِيلَة مَاء النِّيل والفرات لكَوْنِ مَنبَعهما من الجََنة، قَالَ القرطبي: وقيل: وإنما أُطلق على هذه الأنهار أنها من الجنة تشبيهًا لها بأنهار الجنة لما فيها من شدة العذوبة والحُسن والبركة. والأول أولى، والله أعلم”.

    وقال الألباني في (الصحيحة: حديث رقم 112):

    “هذا و لعل المراد من كون هذه الأنهار من الجنة أن أصلها منها كما أن أصل الإنسان من الجنة، فلا ينافي الحديث ما هو معلوم مُشاهَد من أن هذه الأنهار تنبع من منابعها المعروفة في الأرض، فإن لم يكن هذا هو المعنى أو ما يشبهه، فالحديث من أمور الغيب التي يجب الإيمان بها، و التسليم للمُخبِر عنها قال تعالى: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [النساء: 65]”.

    ====
    منقول من موقع طريق الاسلام
    ====

  7. الاخ ود البلال

    شكرا علي التعليق و النصيحة بتقوي الله,لست قلما مأجورا لاي جهة و لست طرفا في أي صراع أنا فقط مسلم أدعو لاعمال العقل و عدم التفرق في الدين و لست صوفيا ضالا و أنا ضد تصنيف المسلم هذا صوفي و هذا سني و هذا شيعي,ألدين واحد و ما اختلف الناس الا من عند أنفسهم و لم أدعو لبدعة في الدين حتي أوصف بالضلال,الامة الاسلامية الآن علي مفترق طرق و معلوم أسباب التدهور فاما أن ننبري لها و اما أن نسكت و يبقي الحال علي ماهو عليه. قال تعالي عن أهل الكتاب (و تقطعوا أمرهم بينهم زبرا كل حزب بما لديهم فرحون)(وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)

  8. الإسراء والمعراج رحلتان مُستقلتان كُل رحلة حدثت لوحدها وفي زمن غير زمن الأُخرى
    ………….
    وهُما آيتان عظيمتان من آيات الله أعطاهما الله لنبيه من دون خلقه ، ومن دون أنبياءه ورُسله ، وأراه الله فيهما من آياته ما أراه
    ………….
    وإن كُل ما ورد من وجود أنبياء ورسل الله في تلك السموات ، وتلك الحوارات والإستفتاحات ، وتلك التخفيضات للصلاة كًلها مكذوبة ، وتتعارض مع كتاب الله ، وهي مُفتراة على الله وعلى دين الله وعلى رسول الله..فالأنبياء والرسل أموات وغير أحياء وما يشعرون أيان يُبعثون .
    …………….
    سؤال لمن لم يُحكموا عقولهم فيما تم وضعه لهم من روايات مكذوبة…هل سيدنا موسى حي ومر عليه رسول الله ليلة الإسراء قائماً يُصلي في قبره عند كثيب الوضاع الأحمر.. أم أنه حي وصلى مأموماً به خلف رسول الله ليلة الإسراء في المسجد الأقصى…أم أنه حي في السماء السادسة وكان الواسطة لتخفيض صلاة المُسلمين لأن الله وحاشى لا يعلم ما هو المفروض والمناسب لخلقه؟؟؟!!! أم أنه ميت ومات بأرض التيه بعلم اليهود كُلهم وعلم بني إسرائيل ، أم أنه مات بعد أن فقأ عين ملاك الموت كما روى لكم وضاعكم ووضع يده على ظهر ثوركم للوضاع وعاش بعدد الشعرات المكذوبات ومات بعدها.. كيف يُصلي خلف رسول الله ، ومن بعدها وضاعكم يجعل رسول الله مر عليه يُصلي قائماً في قبره ومن بعدها يطير ويعرج للسماء السادسة؟….هل هو حي أم ميت؟…أم أن العقول التي آمنت بهذا وصدقته هي الميتة؟؟!! أم أن اليهود أرادوا ولقموكم بأن نبيهم موسى حي بينما نبينا ميت ويقف المُسلمون عند قبره في ذلك المكان من الحرم…فرسول الله ونبيه موسى مات وميت ومدفون في الأرض ، ولا هو لا في السماء السادسة ولا في غيرها بل هو ميت وأتى عليه الفناء…ورسول الله أخبر بأن موسى لو كان حي ما وسعه إلا إتباع رسول الله

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..