حددوا الإحداثيات..عشان ما عندكم قوات!!

بسم الله الرحمن الرحيم
وفق ما نشرته جريدة الحوش الإليكترونية الغراء نقلاً عن المجهر السياسي..وفي التنوير الذي قدمه مساعد رئيس الجمهورية إبراهيم محمود حامد..وفي إجابته على نقاط الخلاف لتوقيع اتفاق وقف العدائيات ..كرر في شأن الحركة الشعبية قول الحكومة بأنها لا تريد شريان حياة جديداً..إشارة على اتهام الحكومة للحركة وداعميها لاستغلال البرنامج لصالح قواتهم ..سواء أصح هذا الاتهام أم لا..فإنها نقطة موضوعية يمكن التفاوض حولها ووضع الضمانات لإزالة هذه المخاوف من قبل الحركة والوسطاء..لكن العجيب كان في رده على سبب تعطل هذا الجانب مع حركات دارفور..فقد أوضح أن المشكلة تتمل في رفضهم تحديد إحداثيات تواجد قواتهم..ليردف بعد ذلك مباشرة..الحقيقة أنه لا قوات لهم !!!
حسناً ..يمكننا تفهم ذلك من قبل الحركات في تعليل رفضهم بأن ذلك يعني كشف مواقعهم لقصفها بالطيران العسكري أو نحو ذلك ..ولكن ما مشكلة الحكومة في هذا الجانب إن كانت متيقنة بأن الحركات لا قوات لها في الواقع ؟ وهل يعقل أن يكون تفكير حكومة مسئولة عن مواطنيها ..ووصول الغذاء والدواء لكل فرد مهما كان موقعه..بمثل هذا المنطق.. الذي يربط تقديمها بالتحدي للحركات بأنها لا تملك قوات وإلا عليها إثبات ذلك عبر الإحداثيات ؟ فما ذنب المواطنين الأبرياء إن كانت الحركات تدعي أن لها قوات وهي لا تملك ؟ ولماذا في الأصل تحتاج حكومة إلى اتفاق لوقف العدائيات مع جهة لا تملك ما تعتدي به عليها !!؟
ولماذا لا تقنع الحكومة الوسطاء بأن كل دارفور في الواقع تحت سيطرة الحكومة وأن المساعدات الإنسانية كونها مسئولية الحكومة ولها مفوضية للعون الإنساني ..واحتياجات هذه المناطق بسيطة ويمكن للحكومة توفيرها ..فلا داعي إذاً للحديث عن هذا الجانب وجعله مشكلة تعيق المضي قدماً في اتجاه بقية الخطوات ؟
مثل هذا القول يمكن أن يصلح في سجالات الفرقاء فيما بينهم..أما في أمر له علاقة بغيرهم من مواطنين ورعاة للمفاوضات ..فيعتبر نوعاً من العبث وانعدام الحس الأخلاقي من الحكومة تجاه المواطنين في هذه المناطق ..ويشير في الواقع إلى معقولية ما تطرحه حركات دارفور في هذا الجانب .. حتى ولو لم تكن لديهم قوات..فيمكن ربطه بما اتفقت عليه الحركات المسلحة المنضوية تحت لواء نداء السودان على عدم الفصل بين جملة القضايا في المنطقتين لا في وقف العدائيات وفتح مسارات العمل الانساني فقط..بل في ربط ما يجري في مناطق النزاع المسلح ..بكل القضية الوطنية .