شكرا المحبوب عبد السلام لكننا نطمح فى المزيد!

ظللت اتابع كتابات وأراء الدكتور “المحبوب عبد السلام” منذ فترة ولاحظت تغيرا ? إيجابيا – مضطردا عليه، عزيته إذا كنت مخطئا أو مصيبا دون عصبية أو جهوية “لأم درمانيته” أكثر من أى شئ آخر اثرت على تفكيره وجعلته زاهدا فيما يسمى “بالإسلام السياسى”، ومن يعرف “أم درمان” وحقيقتها وثقافتها لا يمكن أن يتهم من ينتمى اليها أو يتحدث عنها فى طرب ومحبة، بتلك القبلية المنتنة أو الجهوية اللعينة، فأم درمان مدينة ليست ملكا لأى قبيلة أو أى جهة سودانية ومن يسئ اليها يظلمها ويظلم نفسه، بل يحتاج الى معالج نفسانى لأن أم درمان تضم فى حناياها كآفة قبائل السودان بل تضم سودانيين من جنسيات أخرى على سبيل المثال “هنودا” حينما تلتقيهم فى اى مكان خارج السودان تدرك سريعا أنهم سودانيين وأنهم من أهل أم درمان.
كانت تلك ملاحظاتى على المحبوب عبد السلام، على الرغم من مشاركتى قبل أكثر من خمس سنوات فى ندوة اقيمت فى مصر وشارك فيها عدد من الكتاب والمثقفين السودانيين الى جانب المصريين، لمناقشة كتابه عن العشرة سنوات الأولى للإنقاذ، أجمع غالبية المتحدثين فى تلك الندوة أن المحبوب عبد السلام كتب ذلك الكتاب من موقفه “السياسى” لا كمثقف وككاتب عادى، حيث كال العديد من الإتهامات الخطيرة الى الطرف الأول من الحركة الإسلامية السودانية “المؤتمر الوطنى” – وهو بدون شك أسوأ من ذلك – لكنه برأ الطرف الثانى من الحركة الإسلامية “المؤتمر الشعبى” وقائد سفينته المرحوم الترابى من أى جريرة أو خطئية أو جريمة إرتكبتها الإنقاذ .. و”الشيخ” ومن التحقوا به ? كانوا – قبل “المفاصلة”، من أهم رموز “النظام” بل من بينهم ما كان عسكريا مشاركا فى الإنقلاب.
لحظتها قلت فى نفسى “لافائدة” وتأكد لى ما ظللت اردده فى كتاباتى بعدم ثقتى فى أى “إسلاموى” طالما لم يقر ويعترف صراحة بخطأ فى “المنهج” وعدم ملاءمته لروح العصر وثقافته، حيث لا مفر من أن يصطدم الإسلاموى “الصادق” مع نفسه، بتناقض واضح بين تطبيق “الشريعة” كما فرضت فى القرن السابع وفكرة دولة “الخلافة” وتلك هى زبدة فكر “الإخوان المسلمين” أو “الإسلام السياسى” بصورة عامة، وبين مفهوم الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة التى تقوم على المواطنة المتساوية.
فالإسلاموى ? أى كان – يكون كاذبا وغير أمين إذا قال فى دولة “الشريعة” إذا كان نموذجها “المدينة” أو أى مكان آخر، يتساوى الناس تحت ظلها جميعا دونما تمييز، من حيث معتقداتهم مسلمين وغير مسلمين ومن حيث نوعهم رجال ونساء، ففى الدولة القائمة على “الشريعة” لا يجوز بل محرم أن يرأس الدولة “مسيحيا” ولا يمكن أن ترأسها “أمرأة” حتى لو كان المسيحى من حيث الطهارة والأخلاق فى مقام المسيح عليه السلام نفسه أو كانت المرأة فى مقام المتصوفة”رابعة العدوية” أو غيرها من نساء صالحات.
لذلك إحترم جدا من يعترف صراحة من الإسلامويين، مهما كان “متطرفا” بأن “الشريعة” تميز بين المسلم وغير المسلم ولا تسمح “للكافر” بولاية على المسلمين لا أن “يبرر” ذلك بأغلبية للمسلمين فى بلد من البلدان أو يضرب مثلا بالدستور الفلانى أو العلانى فى دول الغرب وبأنه لا يسمح لمسلم برئاسة دولة من تلك الدول.
الذى يحمد “للمحبوب عبد السلام” أنه كشف فى كتابه ذاك بعنوان ((الحركة الإسلامية السودانية “دائرة الضوء.. خيوط الظلام” – تأملات في العشرية الأولى لثورة الإنقاذ))، الكثير من “عورات” المنتسبين للحركة الإسلامية السودانية بل من كانوا قادة كبارا ورموزا لهم مكانتهم مثل نائب رئيس النظام السابق “على عثمان محمد طه” الذى نقل عنه حديثا مخزيا أمام حشد من العسكريين والسياسيين قال فيه :

“بعد محاولة اغتيال الرئيس المصرى الأسبق حسنى مبارك جنحت بالجماعة ? يعنى (جماعة الأنقاذ) نحو مزيد من التآمر والتناجى بالإثم مع محاور الجوار والاستكبار العالمى فمضت عليها سنة الله في مصائر الدول فكلما تضعضع السند الداخلى التمست العون الخارجى الأجنبى، لتبدأ الثورة الإسلامية في السودان طرق ابواب أجهزة الاستخبارات العظمى تمدها بالمعلومات ولو على ? المستأمنين ? من أهل الإسلام، ثم بتواتر انباء الطرد والإخراج ثم اسلامهم (تسليمهم) الى عدوهم الدى لا يعرف لهم الا مصيرا من اثنين القيد أو القتل”.
الا يشير مثل ذلك الكلام – لولا المكابرة – أن “الإسلام السياسى” قد إنتهى وقضى عليه فى السودان من قبل أن يطلق “المحبوب عبد السلام” تصريحه الأخير، فى تلك الندوة؟
مع ملاحظة مهمة على عنوان الكتاب لابد من الإشارة اليها تؤكد أن “المحبوب” كان وقتها لا يزل يشعر بإنتماء على أى شكل من الأشكال نحو “الإنقاذ” أو كان يؤمل أفى “إصلاحها” حيث سماها “ثورة” وهى إنقلاب كامل الدسم.
رغم ذلك مرة أخرى وجهة نظرى التى لا الزم بها أحدا أن “أم درمانية” المحبوب عبد السلام، إذا لم تكن السبب الرئيس على ما أقدم عليه من حكم خطير على “الإسلام السياسى” الذى كان ينتمى له، فإن تلك “الأم درمانية” كان اثرها واضحا فى حديثه، حيث لا يعقل مصادفة أن يسبقه على مثل ما قاله المرحوم “يس عمر الإمام” وهو أم درمانى كذلك، حيث قال فى لحظة صدق مع النفس وقبيل وفاته:”اصبحت استحي أن أدعو أحفادى للحركة الاسلامية”!
الشاهد فى الأمر وعلى الرغم من إبتعاد “المحبوب عبد السلام” عن “النظام” الذى يقوده فى الوقت الحاضر الى جانب “عمر البشير” وزير خارجيته “غندور” و”إبراهيم محمود” وكذلك إبتعاده عن المجموعة الثانية التى كان يقودها “الشيخ” بنفسه واصبحت الآن ولسخرية القدر تحت قيادة المحامى المتهافت على منصب تنفيذى “كمال عمر” مما يؤكد حديث “المحبوب” بأن “الإسلام السياسى قد إستنفذ أغراضه وأنتهى” على الأقل فى السودان وإن لم يكتف “المحبوب” بذلك بل شهد وأعترف وأكد ما ظللت اردده لأكثر من عامين بأن الشعب المصرى قد إنتفض وثار فى أكثر من 30 مليونا على “الإخوان المسلمين” وعزلهم فى ثورة حقيقية وبذلك ذهب هذا الفكر الى مزبلة التاريخ لأن البلد التى عزل من سلطتها هى البلد الأول التى انطلق منها وكان حلمهم منذ عام 1928 الوصول للسلطة فى مصر بإعتبارها دولة محورية فى المنطقة، ينطلقوا منها الى باقى دول المنطقة عربية كانت أو أفريقية وربما عالمية بعد ذلك، فوصلوا فعلا للسلطة لكنهم عزلوا منها خلال عام واحد فقط “بثورة” عارمة واصبح لا عمل له غير ممارسة الإرهاب نهارا جهارا، بعد أن كانوا يدعمونه فى “الخفاء” ويتبرأون منه “علنا” ثم وصلت بهم درجة الذلة والمهانة أن يستجدوا الدول الغربية ويتذللون لها ويوافقون على الكثير من شروطها التى كانوا يرفضونها فى السابق، بعد أن كانوا يقولون عنها “كافرة” كما جاء فى كتب “سيد قطب”،الذى كفر الى جانب تلك الدول حتى “المسلمين”.
تنازل الأخواان المسلمون فى السودان ومصر عن كثير من ثوابتهم وسمحوا بتجاوز خطوطهم الحمراء، كل ذلك من أجل الدنيا لا من أجل الدين.
ويكفى نظام “السودان” كنموذج لسوء تلك الجماعة وذلك الفكر، ولكى لا تتكرر تلك التجربة البائسة فى أى دولة أخرى. أنه نظام لم يقدم لشعبه غير الإبادة والقتل والمرض والفقر والجوع والذلة والإهانة والجلد بالسوط والكراهية والعنصرية التى أدت للإنفصال والتشرزم ثم أنتهى الأمر بالقرار الذى صدر قبل يومين بشنق “الزانى” المحصن لا “رجمه” كما تقول “شريعتهم” أى أنهم أفلسوا “دنيويا” مثلما أفلسوا “دينيا” كما يعتقدون “هم” لا كما يعتقد شعب السودان ومنذ الأزل.
على كل حال مقدر ذلك الكلام الخطير الذى صرح به “المحبوب عبد السلام” خلال ندوة وهو رجل باحث ومفكر لا “مهرج” مثل كمال عمر، لكن الواجب الأخلاقى والإنسانى يحتم عليه أن يكشف المزيد ومثلما فعل المحامى المصرى “ثروت الخرباوى” الذى كان قياديا فى تنظيم جماعة الإخوان المسلمين وكان محاميهم حينما كانوا فى السجون خلال فترة حكم “مبارك”.
على المحبوب عبد السلام أن يواصل أمانته فى كشف كلما يعرفه عن هذا التنظيم الإرهابى الخطير من أجل مصلحة الوطن والعالم كله ولكى ينقذ الشباب المغرر به الذي ينتمى لهذا التنظيم ويصعب عليه “الفكاك” منه كما فعل “المحبوب”.
فالمعروف أن هذا التنظيم الذى يضم حوالى 90 فرعا فى حوالى 90 دولة من دول العالم له “تنظيم سرى” له أدوار إجرامية عديدة خاصة إذا حكموا بلدا مثلما حدث فى السودان، حيث يقوم ذلك التنظيم بممارسة التعذيب والإغتيالات الجسدية والشخصية بل يقوم بما هو أخطر من ذلك من مهام، ولا يرمش للإرهابى المنتمى لذلك “التنظيم” جفن أو يشعر بالأسف لأنه “يؤمن” تماما بأنه “يجاهد” فى سبيل الله ويعمل من أجل نصرة الإسلام وكل من يقتله أو يعذبه فهو “كافر” بناء على فتاوى “سيد قطب”.
راجع عزيزى القارئ اشرطة “مليشيات” الدفاع الشعبى وبرنامج “ساحات الفداء”!
الشاهد فى الأمر لا أمل فى حياة آمنة ومستقرة .. وفى ديمقراطية حقيقية تمارس الا بزوال هذا “التنظيم” من الوجود وبتجريم دولى يمنع ممارسته للسياسة فى اى مكان فى العالم بعد تعريته فكريا وإعلاميا، حتى يعود الدين الى أصوله وتعلوا رأية الديمقراطية وحقوق الإنسان خفاقة وبصبح شعار المسلم المعتدل “فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر” وأن يتنافس الناس فى مجال السياسة من خلال برامج ورؤى إقتصادية وإجتماعية وثقافية ورياضية لا من خلال “تدين” الشخص أو إطالة لحيته أو قصر جلبابه الذى قد يخفى داخل ذلك الجلباب إنسانا منافقا وكاذبا وفاسدا ينهب المال العام، ثم يخرج من يدافع عن “المنهج” بعبارات ممجوجة سمعناها كثيرا، تقول يجب الا يحاكم “المنهج” بناء على تجاوزات الأشخاص.
الذى نريده فعلا أن يحاسب الشخص من أى أتجاه كان على اخطائه لا أن يأتينا ذلك الشخص من خلال “منهجه” ثم حينما يخطئ يبرأ المنهج ويوجه الإتهام الى الشخص وكأنه قد وصل لذلك المنصب من خلال شخصيته لا منهجه.
أتمنى أن يحذو بقية “الإسلاميين” من مفكرين ومثقفين وصحفيين حذو “المحبوب عبد السلام” وأن يتخلوا عن النقد “المدغمس” حتى نصدق معارضتهم “للنظام” التى لا نطمئن اليها حتى الآن ونعتبرها شكلا من اشكال “المعارضة” الحادبة والناعمة والداعمة له والتى تمارس ذلك النقد من أجل أن يقوى النظام ويتطهر وأن تستمر هيمنة “الإسلام السياسى” على السلطة فى السودان وفى غيره من البلدان مهما أظهر من فشل وفساد.
قولا واحدا “الدين لله والوطن للجميع” وبخلاف ذلك فالطوفان.
الديمقراطية هى الحل .. دولة المواطنة هى الحل.
تاج السر حسين ? [email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. الترابي ذات نفسو قال لم نكن نتوقع ان يركض هؤلاء الشيوخ بعد هذا التدين الي الدنيا و المنصب و القصور في حديثه مع احمد منصور …هؤلاء الاحسبون لم يحسبوها صاح…فبعد ان استيأسوا من الشعب السوداني الذي خدعوه باسم الدين و هي لله و بعد ان شادوا القصور و تزوجوا بمثني و ثلاث و رباع بدلا ان يتزودوا بالتقوي…يريدون الان ان يؤمنوا مستقبلهم و مستقبل ابناءهم و هم يدركون تماما ان ذاكرة هذا الشعب تختزن و تصبر و تثابر و لكنها لا تنسي هذا العسف و النصب و الاحتيال…
    فاذا اراد الاسلاميون التسامح الذي يعرفه الشعب السوداني فعليهم ان ينفضوا انفضاض غير وامق و ان يعيدوا ما في ماليزيا و غيرغيزيا الي اهله..
    اما اذا اصروا علي دفن رؤوسهم في الرمال فاكيد سيدفع الابناء الثمن مهما دقوا سستم..
    الحربوية مهما تغير جلدها اسمها حربوية …

  2. الام درمانيه كمعيار لاى شى تعتبر فكره غير علميه هذا بالاضافه الى انك كاتب غير مبدءى تتاثر بالمواقف والعلاقات الخاصه فى الحكم على الاشخاص . المحبوب عبدالسلام اسلاموى غاضب وله مراراته الشخصيه ولن يصبح علمانيا حرا كما تمنى نفسك فى يوم من الايام . ما تشكر لينا الراكوبه فى الخريف وبالطبع لا اقصد هذه الراكوبه . وحتى ولو تاب المحبوب من ضلاله القديم فهو لا يستحق كل هذه الحفاوه ولماذا نحتفى بمجرم تاءب اكثر من الذين عاشوا اعمارهم شرفاء مستنيرين

  3. فى بلد غالبية اهله من المسلمين الذين يعرفون دينهم وبوسطية وتعايش وتسامح مع الآخر من قبل ان يولد المدعو حسن البنا او سيد قطب انشاء حزب اسلاموى انا اعتبره نوع من العهر والدعارة السياسية مفروض تنشأ احزاب تتنافس على خدمة وتطوير ورفاهية الوطن والمواطن والشعب يختارالحزب الذى يحقق رغباته فى العيش بامن وامان ورخاء ورفاهية والحزب او الاحزاب التى لم تنال رضا الشعب تكون عين ساهرة وتراقب وتحاسب الخ الخ الحزب الفائز بلا اسلامويين بلا عهر ودعارة سياسية!! واهو حكموا البلد غير التمزق والحروب والفقر والمرض والفساد الاخلاقى والمالى والادارى والعار الوطنى ما شفنا منهم اى حاجة كويسة!!!!!
    اخ تفوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو على اليوم الدخل فيه فكر الاخوان المتاسلمين من مصر التى لم ياتنا منها اى خير بل اتانا منها انظمة العهر والدعارة والقذارة السياسية مثل الضباط الاحرار والقومجيين العرب والشيوعية والاسلامويين واهو بقينا بلد زبالة وحثالة ما زى الهند عظمة وقوة والله الله الله على ما اقول شهيد!!!!اى نظام غير ديمقراطى ليبرالى هو نظام واطى قذر عاهر داعر فاشل فاسد!!!!

  4. أن يصبح الكوز انساناً هذا المستحيل بعينه لانهم فصيل لاعلاقة له بالانسانية … الكوز تملكته انانيته وذاتيته لدرجة تخطى بها نعيم سلطة الدنيا وثروتها ونسائها والتي امتلكوها وفعل بها ما فعلوا الى قصور الاخرة ونسائها وغلمانيها … هؤلاء قوم شواذ لعن الله من جمعهم

  5. أن يصبح الكوز انساناً هذا المستحيل بعينه لانهم فصيل لاعلاقة له بالانسانية … الكوز تملكته انانيته وذاتيته لدرجة تخطى بها نعيم سلطة الدنيا وثروتها ونسائها والتي امتلكوها وفعل بها ما فعلوا الى قصور الاخرة ونسائها وغلمانيها … هؤلاء قوم شواذ لعن الله من جمعهم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..