ريح المؤتمر الوطني ..وبلاط خزانة الدولة ..!

حينما يوُصف الشخص المفلس في الأمثال الشعبية التي قد تختلف صيغتها من بلد عربي الى آخر ولكنها تلتقي من دون شك في المعنى .
فُينعت بأنه على الحديدة..أوفي رواية أخرى ..إمعاناً في عدم التعويل عليه .. فيقال عنه بسخرية واستخفاف .. ماذا ستأخذ الريح من البلاط !
فبيانات التنكر التي يتشدق بها قادة المؤتمر الوطني نافين تمويل تكاليف حزبهم المهولة من ضرع الدولة الذي ضمر ونضب بدأت هذه الأيام تترى في المناخ العام لتدهور إقتصاد البلاد والأسباب التي أدت بنا الى هذا الدرك الأسفل من العوِز معروفة ولاتحتاج الى دليل .!
وهو سلوك فيه جحود ينحدر الى درجة الخسة تماماً كمسلك الزوجة التي تتنكر لزوجها في أيام مسغبته بعد أن استمتعت بزمان ثروته التي ذهبت لسبب أو لاخر وهو الذي متعها بالذهب و الملابس و الرحلات وفاخر الطعام وزاكي العطور وفاره الرواحل في أوقات ثرائه الزائل !
فالمؤتمر الوطني معروف للقاصي قبل الداني هو من أنفق على ذاته مستمتعا بمثل ما نالته تلك الزوجة الجاحدة بل وأكثر..فريع البترول الضخم على مدى عشر سنوات لم يذهب لتنمية الزراعة ولا إعادة تأهيل السكة حديد أو زيادة اسطول الناقل الوطني ولا في خدمات المواطن الأساسية من صحة وتعليم ولا بناء المشروعات المضروبة كالسدود الفاشلة المردود والجسور التي تقضمها الجقور ولا الشوارع التي جرفها سيل الفساد وسوء التصميم ورداءة المواد قبل سيول الأمطار كان تمويلها من ذلك الدخل المهول وإنما قامت على القروض و التمويل الخارجي الذى راكم من الحمل على ظهر البلاد المقوس بنهب الأيادي التي تدعي طهارة الوضوء !
فكان للمؤتمر الوطني نصيب السبع من ذلك المال ..الذي استخدمه في مباهاته بتنظيم مؤتمراته التي سُخرت لوفودها الأجنبية الطائرات و فنادق الدرجة الأولى بل وسيارات المراسم الحكومية .. هذا بخلاف حركة أعضائه وقادته الخارجية مع أسرهم .. و الجولات الداخلية لعقد مؤتمرات الولايات والدعاية الإنتخابية الرئاسية و النيابية على كافة مستوياتها واستغلالهم لكل إمكانات الدولة في هذا الصدد أو ذاك !
ألم يتندر قادة الحزب الحاكم بامره متفاخرين دائماً بأنهم من يمولون أحزاب الفكة وكل الراكبين على عربات العفش الخلفية في قطار حزبهم وحكومتهم المترهلة الجسد والإنفاق ..وكان المتورك أحمد بلال شاهداً على ذلك في تصريحه المشهور في هذا الخصوص !
كونوا صادقين ولو مرة واحدة مع هذا الشعب وقولوها صراحة .. كنا فعلا نحلب من ذلك الضرع حينما كان لبنه وفيرا .. أما وقد صار الآن بلا لبانة
تشدها أصابعنا الى جردل حزبنا ..قررنا أن نتجه الى مُراحات شياه فروعه ونعاجها التي ربيناها معلوفة أصلا من مال الدولة لتكون ذخراً وحتى توفر لنا الحليب الأبيض في زمن الخزانة العامة الأسود !
[email][email protected][/email]