لا تنتظروا قمحاً

بسم الله الرحمن الرحيم

إن كانت الفرحة بإنتاج القمح الموسم الماضي كبيرة جداً، فرح لذلك الإنتاج الدولة والمزارع وبشرنا واحتفلنا بمحصول وفير وكانت الكميات بملايين الجوالات.
أبشركم بعكس ذلك تماماً للموسم القادم، لا حتى المساحة التي كنا ننتظرها تتضاعف ستقل كثيراً ولن يزرع القمح في مشروع الجزيرة إلا مزارع لا يعرف ما يجري حوله (مش عايز أقول مزارع غبي أو مغفل).
هذه العروة الصيفية نجت بفضل من الله لوفرة الأمطار والذين اضطروا لسقيا أو موية إضافية استأجروا الكراكات من جيوبهم، وكل ذلك بعد أن فشل الري فشلاً تاماً في الإيفاء بواجباته نحو المحاصيل المزروعة.
الآن الكراكات التي عليها صيانة وتطهير الترع انسحبت تماماً من المشروع متعللة بأن الري لم يسدد لهم ما يريدونه منه من أموال. والترع أو القنوات في أسوأ حال مغطاة بالحشائش وضيقة جداً والماء محقون محقون لا يستطيع الحركة (حبس ماء على وزن حبس بول ضيق في الحالب والمثانة وحصوة كمان متحجرة).
كتبت قبل اليوم مقارناً بين أيلولة الري لإدارة المشروع أم وزارة الري وعددت محاسن وعيوب كل جهة أعيده باختصار . قلت الري عندما يتبع للإدارة هدفه إيصال الماء لكل محصول بأي طريقة كانت، وقد يلجأ لما هو غير هندسي والتجربة كانت، لم تشكُ الجزيرة من العطش لعدة مواسم. وقلت في الري إنه يهتم بهندسة المياه ولا يهمه متى يصل الماء. يبدو أنني أحسنت الظن في وزرة الري كثيراً.
الواقع أنه الآن ثبت بما لا يدع مجالا للشك أن القائمين على وزارة الري لا أولويات لهم ومستعجلون (للفنكهة) والرفاهية، أموال وزارة الري الآن تصرف للسيارات الجديدة. اسألوهم كم سيارة اشتروا وهل الأولى السيارات أم المعدات استئجاراً أو امتلاكاً. وصرف جلها على المباني استراحات ومكاتب وأثاثات فاخرة.
بالله هؤلاء يؤتمنون على اقتصاد بلاد مبني على الزراعة؟! ولو انتظروا نجاح موسم أو موسمين لاشتروا كل هذه الأشياء ولم يشعر بهم أحد. ولكنهم في ظل عجزهم عن القيام بواجبهم والجري وراء متعهم صاروا على كل لسان.
السؤال أليس في هذه الدولة محاسبة وتوجيه؟ أليس في هذه الدولة أولويات؟ أليس في هذه الدولة خطط؟ أليس في هذه الدولة من يبكي على المال العام؟
مجلس الوزراء عندما يجتمع كل أسبوع ماذا يناقش؟ ألا يسأل كم سيارة اشترى الري كم من الأثاثات اشترى الري؟ كم صرف على تجديد الاستراحات والمباني التي في الخرطوم ومدني؟ وهل يسأل مجلس الوزراء وزير الزراعة ورئيس مجلس إدارة مشروع الجزيرة عن حال الزراعة؟
الموسم القادم للقمح في خطر والمسألة ليست فقد المحصول بعدم وفرة الماء ولكن الإحباط الذي سيكون مساوياً لفرحة الموسم الماضي وكل واحد له الحق أن يقول بلد ماشة بالبركة ما حد بسأل حد نجح صفقوا ما نجح القمح نستورد مالو؟ هل أطلق صرخة وأقول أدركوا الري في مشروع الجزيرة قبل فوات الأوان.
هل ستطالب وزارة الري برسومها الباهظة بعد هذا الفشل؟

الصيحة
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. ادارة الري بمشروع الجزيرة كانت واحدة من اكفأ ادارات الري في العالم … مهندسين على اعلى درجات التاهيل و الكفاءة و فنيين و عمال مهرة و الايات ضخمة تخدم كل المشروع من ادناه لاقصاه و ورش مؤهلة لتصليح كل شئ و ورش متحركة تلاحق الاليات في مواقعها لاصلاحها ….
    قامت انقاذ الشوم بتدمير ذلك و تفكيك ادارة الري و تشريد كوادرها و تبديد مواردها و التخلص من الياتها و قام بلدوزر التدمير الانقاذي الشريف بدر ” اسم على غير مسمى” قام بالدور الاكبر و انشا شركته الخاصة التي سماها روينا … فما روي منها المشروع بل روي الفاسد من مال المزارع المسكين …
    الري في الجزيرة …. شلعته الانقاذ

  2. افهم يا أستاذ الحكومة أتت من اجل الدين ولاشئ سواء وباذنه تعالى لايصيبنا الا ماهو مكتوب لنا .ياخى السماء ممكن تمطر شتاءا فلم الخوف

  3. يا استاذي منت اظنك ستكون منصفا اكثر بتحميل الحكومة سبب عزوفنا عن زراعة القمح بسبب ان الحكومة استكرتتنا و اشترت مننا محصول موسم 2015/2016 بذات سعره في موسم 2014/2015 فهل قامت الحكومة بتثبيت اسعار المدخلات حتى تحدد سعر المخرجات ؟ هذه حكومة ذمتها ستك ، لذلك لن نزرع القمح ، فهم لا يهتمون بمعيشتنا و لسنا عبيدا للصوص الانقاذ

  4. اذا ارادت الدولة الخروج من هذا النفق للمستقبل فعليها العمل على ابعاد المشروع عن المسكنات والعمل على الجراحة العميقة التي تريح في المستقبل من هذه الهموم بين الري وادارة المشروع والمزارع هذا المثلث وهنا نقول:
    مشروع الجزيرة والمسكنات:
    عندما كنت في الجزيرة في اجازة عيد الاضحي قبل الماضي (2014) رأيت الترع الفرعية التي تم تطهيرها في شهر يونيو قد تم قفلها تماما بالطمي والحشائش أي ان تطهيرها لم يمضي عليه ثلاثة اشهر وهي غير مؤهلة بهذا الوضع لمجابهة الموسم الشتوي إلا اذا تم تطهيرها مرة آخرى وفعلا تم تطهيرها قبل الموسم الشتوي ولكن للأسف عند عودتي للجزيرة في شهر يناير 2015 بعد بداية الموسم الشتوي بأقل من ثلاثة اشهر وجدت ان هذه القنوات قد بدا فيها تراكم الطمي ونمؤ الحشائش ومن هنا فأنني اتحدث بالحس المدرك لمشكلة الري في هذا المشروع العملاق راجيا أن يتم علاج المريض بجراحة تستأصل المرض وتريحه من الألم بدلا عن المسكنات التي يعود بعدها الشعور بالألم بعد زوال تأثير المسكن يا مسئولينا الكرام ان مشكلة العطش في المشروع بدأت منذ تغير الدورة من رباعية حيث كان للمزارع اربعة قصادات (تلاتات) يحتاج واحد منها للري صيفا وشتاءً وهو القطن وواحد يترك بور أو نائم كما نقول نحن المزارعون وواحد منها صيفي والرابع شتوي أي أن المساحة الثابتة التي تحتاج للري صيفا وشتاء هي نصف المساحة (50%) ولكن عندما تغيرت الدورة الى خماسية صار المزارع تقسم نفس مساحته السابقة الى خمسة تلاتات فصار اثنين منها تحتاج للري صيفا وشتاء وواحد صيفا والآخر شتاء والخامس نائم وبذلك اصبح الثابت صيفا وشتاء يشكل 60% من المساحة ونقص البور من 25% الى 20% مع العلم بان الطاقة القصوى للقنوات عند خلوها من الطمي والأعشاب تغطي نصف مساحة المشروع لذا بدأ الخلل منذ دخول الدورة الخماسية حيز التنفيذ أضف لذلك زاد الطين بلة بعد صدور قانون 2005 الذي يعتقد بعض المزارعين بأنه قد اعطاهم الحرية المطلقة وهو ليس كذلك وإنما أعطى القانون المزارع الحرية في اختيار التركيبة المحصولية على أن لا يتعارض ذلك مع النواحي الفنية ولغياب هذا المفهوم وغياب الرقابة من المسئولين بإدارة المشروع صار المزارع يزرع النائم وهذا ما زاد مشكلة العطش تعقيدا بالإضافة لذلك كلنا يعلم شح المياه في البحيرة في السابق في فترات الصيف وكان ذلك قبل افتتاح التعلية المباركة لخزان الرصيرص والتي كانت دراسة الجدوى قد اعدت لها في القرن الماضي ولكنها لم تنفذ إلا في هذا القرن فبعد هذه التعلية وتوفر الماء طول السنة بالبحيرة يبقى المشكلة الاساسية في حل مشكلة الري بمشروع الجزيرة هي الماعون أو الاناء الذي يحمل هذا الماء المتوفر بعد الله بفضل التعلية وقد ظهر هذا جليا في العام (2014/2015) إذ كان الماء متوفر حتى عند الذروة ولكن أقول بان تطهير القنوات وأخص القنوات أو الترع الفرعية لا يحل المشكلة وإنما هو مسكن فقط فإذا ارتم حل المشكلة فهي ليست في التطهير وإنما المشكلة هي في الخلل الفني الذي حدث للقنوات الفرعية وهنا كمزارع يتحدث من الواقع اسأل الاخوة في الري هل سألوا انفسهم يوما لماذا لا تحتاج القنوات الرئيسية (الكنارات أو الميجر ) لتطهير مستمر بينما نجد أن معظم القنوات أو الترع الفرعية تحتاج لتطهير كل عام وبعضها قد يحتاج للتطهير مرتين في العام الواحد يا سادة من خبرتنا كمزارعين القنوات الرئيسية تقع على الطرق الرئيسية ويحدها مع الحواشات امات عشرينات لذلك من المستحيل التغول عليها لذا ظلت بنفس العرض منذ انشأئها وذلك بعد الحفاظ على تطهيرها كل عدة سنوات لأنه لا يحدث ترسب طمي في هذه القنوات الرئيسية إلا القليل وذلك لان كل الطمي يندفع مع الماء الى داخل القنوات الفرعية ومما ساعد اكثر في هذا الاندفاع الحالة التي وصلت اليها الترع الفرعية من زيادة في العمق مما جعل الانحدار بينها والرئيسية كبير ولكن وللأسف عندما يندفع الماء حاملا الطمي معه وبالذات ايام الموية الحمرة كما نقول نحن المزارعون الى الترع الفرعية والوضع الطبيعي أن يندفع هذا الطمي مع الماء من خلال مواسير ابوعشرين الى داخل ابوعشرين الذي يدفع الماء بما يحمل من الطمي الى أبوستة ثم الى مقره الاخير أو المحطة الاخيرة وهي الحواشة ويترسب داخل الحواشة لكي يزيد خصوبة التربة ولكن للأسف بدلا عن ذلك يترسب معظم الطمي في القنوات الفرعية وذلك بسب الخلل الفني إذ الكل يعلم أنه يجب ان يكون حجم الترع معين ليحمل كمية الماء التي تكفي المساحة في تلك الترعة والحجم = الطول مضروب في العرض في الارتفاع الذي هو عمق الترعة وبما ان الطول ثابت فيبقى المتغير هو العرض والعمق ويذكر جيلنا أنه كان يوجد ما يعرف بالبرقان وهي مساحة حول الترعة بالجانبين ما عدا الترع التي تعرف بالجنابية وهذه هي الترع التي تسير في محازة ومجاورة الكنار أو الترع الرئيسية فهذه البرقان فيها من جانب واحد وهذه البراقين كان الهدف منها عند تصميم المشروع أن تصبح مساحة حول الترع ليرمى فيها الطمي الذي يطهر وفي فهمي أن هذه البراقين بما أنها حرم للترعة فهي ملك الري وليست ادارة المشروع أو المزارعين ولكن للأسف قد تم التفريط في هذه البراقين فتغولت عليها الحواشات والناظر اليوم لمعظم الترع الفرعية بالمشروع يرى اطلال الطمي وليست بينها وبين ابوستة في أول بيت أو أخر بيت الا بضع سنتمرات وهذا الوضع أدى الى ان يقل عرض الترع مع مرور السنوات ولكي يتم المحافظة على الحجم يتم تعميق الترعة وهذا الوضع خلق فراغ كبير بين مواسير ابوعشرين التي كانت تخرج الماء ويندفع معه الطمي الى داخل الحواشات وسطح الترعة أي عمق الماء وهذا الفراغ الذي حدث اصبح مكان يترسب فيه الطمي ووجدت الحشائش هذا الطمي مرتع خصب لنموئها مما يضطرنا لتطهير هذه القنوات باستمرار وأصبحت جبال الطمي حول هذه القنوات بصورة سوف تعيق حركة الآت التطهير فعندما كان الأمر طبيعي لم تكن هذه القنوات تحتاج لتطهير إلا مرة كل عدة اعوام فإذا اردتم علاج المرض وليست المسكنات فابحثوا أين ذهبت هذه البراقين والإجابة معروفة وأعيدوا هذه البراقين كحرم للقنوات الفرعية ويتم اعادة هذه البراقين بان تطرح النمر المختلفة في كل ترعة بواسطة الطراحات الليزر ومعلوم ان العوالي او المناطق التي يصعب ريها تشكل تقريبا 15% من مساحة المشروع كما ذكر ذلك محافظ المشروع سمساعة وبعد طرح النمر وليتم ذلك على مراحل مهما كلف من جهد ومال ثم توزع المساحة بعد اخراج البراقين بين المزارعين كل حسب مساحته فان ذلك سوف يجلب عدة فوائد اولها اعادة 15% من مساحة المشروع لدائرة الانتاج ثم بعد ذلك اتركوا التطهير في العمق ووسعوا القنوات في العرض حتى يعود الوضع لطبيعته بحيث تكون المواسير مع مستوى عمق الترعة وتصبح في عمق الماء ايضا بعيدة نوعا عن حافة الترعة كما هو حادث الآن بسبب التناقص في العرض وحينها سيندفع الماء من االترع الفرعية بنفس قوة اندفاعه من الترع الرئيسية وسيدفع معه الطمي الي داخل الحواشات ويترسب داخل الحواشات مؤديا لزيادة خصوبة التربة وبعد عدة سنوات قليلة سوف يغنينا عن الاستخدام المكثف لمختلف الاسمدة كما أنه لن يترسب في القنوات وسوف نتوقف عن التطهير المستمر وتعود السيرة الى سابقتها وذلك بعدم الحاجة للتطهير إلا كل عدة اعوام هذا هو الحل أن ارتم استئصال المرض مهما كلفت العملية الجراحية وان استمر الامر على المسكنات فالله المستعان.
    الشامي الصديق آدم العنية مساعد تدريس بكلية علوم الاغذية والزراعة جامعة الملك سعود بالرياض المملكة العربية السعودية ومزارع بمشروع الجزيرة

  5. ادارة الري بمشروع الجزيرة كانت واحدة من اكفأ ادارات الري في العالم … مهندسين على اعلى درجات التاهيل و الكفاءة و فنيين و عمال مهرة و الايات ضخمة تخدم كل المشروع من ادناه لاقصاه و ورش مؤهلة لتصليح كل شئ و ورش متحركة تلاحق الاليات في مواقعها لاصلاحها ….
    قامت انقاذ الشوم بتدمير ذلك و تفكيك ادارة الري و تشريد كوادرها و تبديد مواردها و التخلص من الياتها و قام بلدوزر التدمير الانقاذي الشريف بدر ” اسم على غير مسمى” قام بالدور الاكبر و انشا شركته الخاصة التي سماها روينا … فما روي منها المشروع بل روي الفاسد من مال المزارع المسكين …
    الري في الجزيرة …. شلعته الانقاذ

  6. افهم يا أستاذ الحكومة أتت من اجل الدين ولاشئ سواء وباذنه تعالى لايصيبنا الا ماهو مكتوب لنا .ياخى السماء ممكن تمطر شتاءا فلم الخوف

  7. يا استاذي منت اظنك ستكون منصفا اكثر بتحميل الحكومة سبب عزوفنا عن زراعة القمح بسبب ان الحكومة استكرتتنا و اشترت مننا محصول موسم 2015/2016 بذات سعره في موسم 2014/2015 فهل قامت الحكومة بتثبيت اسعار المدخلات حتى تحدد سعر المخرجات ؟ هذه حكومة ذمتها ستك ، لذلك لن نزرع القمح ، فهم لا يهتمون بمعيشتنا و لسنا عبيدا للصوص الانقاذ

  8. اذا ارادت الدولة الخروج من هذا النفق للمستقبل فعليها العمل على ابعاد المشروع عن المسكنات والعمل على الجراحة العميقة التي تريح في المستقبل من هذه الهموم بين الري وادارة المشروع والمزارع هذا المثلث وهنا نقول:
    مشروع الجزيرة والمسكنات:
    عندما كنت في الجزيرة في اجازة عيد الاضحي قبل الماضي (2014) رأيت الترع الفرعية التي تم تطهيرها في شهر يونيو قد تم قفلها تماما بالطمي والحشائش أي ان تطهيرها لم يمضي عليه ثلاثة اشهر وهي غير مؤهلة بهذا الوضع لمجابهة الموسم الشتوي إلا اذا تم تطهيرها مرة آخرى وفعلا تم تطهيرها قبل الموسم الشتوي ولكن للأسف عند عودتي للجزيرة في شهر يناير 2015 بعد بداية الموسم الشتوي بأقل من ثلاثة اشهر وجدت ان هذه القنوات قد بدا فيها تراكم الطمي ونمؤ الحشائش ومن هنا فأنني اتحدث بالحس المدرك لمشكلة الري في هذا المشروع العملاق راجيا أن يتم علاج المريض بجراحة تستأصل المرض وتريحه من الألم بدلا عن المسكنات التي يعود بعدها الشعور بالألم بعد زوال تأثير المسكن يا مسئولينا الكرام ان مشكلة العطش في المشروع بدأت منذ تغير الدورة من رباعية حيث كان للمزارع اربعة قصادات (تلاتات) يحتاج واحد منها للري صيفا وشتاءً وهو القطن وواحد يترك بور أو نائم كما نقول نحن المزارعون وواحد منها صيفي والرابع شتوي أي أن المساحة الثابتة التي تحتاج للري صيفا وشتاء هي نصف المساحة (50%) ولكن عندما تغيرت الدورة الى خماسية صار المزارع تقسم نفس مساحته السابقة الى خمسة تلاتات فصار اثنين منها تحتاج للري صيفا وشتاء وواحد صيفا والآخر شتاء والخامس نائم وبذلك اصبح الثابت صيفا وشتاء يشكل 60% من المساحة ونقص البور من 25% الى 20% مع العلم بان الطاقة القصوى للقنوات عند خلوها من الطمي والأعشاب تغطي نصف مساحة المشروع لذا بدأ الخلل منذ دخول الدورة الخماسية حيز التنفيذ أضف لذلك زاد الطين بلة بعد صدور قانون 2005 الذي يعتقد بعض المزارعين بأنه قد اعطاهم الحرية المطلقة وهو ليس كذلك وإنما أعطى القانون المزارع الحرية في اختيار التركيبة المحصولية على أن لا يتعارض ذلك مع النواحي الفنية ولغياب هذا المفهوم وغياب الرقابة من المسئولين بإدارة المشروع صار المزارع يزرع النائم وهذا ما زاد مشكلة العطش تعقيدا بالإضافة لذلك كلنا يعلم شح المياه في البحيرة في السابق في فترات الصيف وكان ذلك قبل افتتاح التعلية المباركة لخزان الرصيرص والتي كانت دراسة الجدوى قد اعدت لها في القرن الماضي ولكنها لم تنفذ إلا في هذا القرن فبعد هذه التعلية وتوفر الماء طول السنة بالبحيرة يبقى المشكلة الاساسية في حل مشكلة الري بمشروع الجزيرة هي الماعون أو الاناء الذي يحمل هذا الماء المتوفر بعد الله بفضل التعلية وقد ظهر هذا جليا في العام (2014/2015) إذ كان الماء متوفر حتى عند الذروة ولكن أقول بان تطهير القنوات وأخص القنوات أو الترع الفرعية لا يحل المشكلة وإنما هو مسكن فقط فإذا ارتم حل المشكلة فهي ليست في التطهير وإنما المشكلة هي في الخلل الفني الذي حدث للقنوات الفرعية وهنا كمزارع يتحدث من الواقع اسأل الاخوة في الري هل سألوا انفسهم يوما لماذا لا تحتاج القنوات الرئيسية (الكنارات أو الميجر ) لتطهير مستمر بينما نجد أن معظم القنوات أو الترع الفرعية تحتاج لتطهير كل عام وبعضها قد يحتاج للتطهير مرتين في العام الواحد يا سادة من خبرتنا كمزارعين القنوات الرئيسية تقع على الطرق الرئيسية ويحدها مع الحواشات امات عشرينات لذلك من المستحيل التغول عليها لذا ظلت بنفس العرض منذ انشأئها وذلك بعد الحفاظ على تطهيرها كل عدة سنوات لأنه لا يحدث ترسب طمي في هذه القنوات الرئيسية إلا القليل وذلك لان كل الطمي يندفع مع الماء الى داخل القنوات الفرعية ومما ساعد اكثر في هذا الاندفاع الحالة التي وصلت اليها الترع الفرعية من زيادة في العمق مما جعل الانحدار بينها والرئيسية كبير ولكن وللأسف عندما يندفع الماء حاملا الطمي معه وبالذات ايام الموية الحمرة كما نقول نحن المزارعون الى الترع الفرعية والوضع الطبيعي أن يندفع هذا الطمي مع الماء من خلال مواسير ابوعشرين الى داخل ابوعشرين الذي يدفع الماء بما يحمل من الطمي الى أبوستة ثم الى مقره الاخير أو المحطة الاخيرة وهي الحواشة ويترسب داخل الحواشة لكي يزيد خصوبة التربة ولكن للأسف بدلا عن ذلك يترسب معظم الطمي في القنوات الفرعية وذلك بسب الخلل الفني إذ الكل يعلم أنه يجب ان يكون حجم الترع معين ليحمل كمية الماء التي تكفي المساحة في تلك الترعة والحجم = الطول مضروب في العرض في الارتفاع الذي هو عمق الترعة وبما ان الطول ثابت فيبقى المتغير هو العرض والعمق ويذكر جيلنا أنه كان يوجد ما يعرف بالبرقان وهي مساحة حول الترعة بالجانبين ما عدا الترع التي تعرف بالجنابية وهذه هي الترع التي تسير في محازة ومجاورة الكنار أو الترع الرئيسية فهذه البرقان فيها من جانب واحد وهذه البراقين كان الهدف منها عند تصميم المشروع أن تصبح مساحة حول الترع ليرمى فيها الطمي الذي يطهر وفي فهمي أن هذه البراقين بما أنها حرم للترعة فهي ملك الري وليست ادارة المشروع أو المزارعين ولكن للأسف قد تم التفريط في هذه البراقين فتغولت عليها الحواشات والناظر اليوم لمعظم الترع الفرعية بالمشروع يرى اطلال الطمي وليست بينها وبين ابوستة في أول بيت أو أخر بيت الا بضع سنتمرات وهذا الوضع أدى الى ان يقل عرض الترع مع مرور السنوات ولكي يتم المحافظة على الحجم يتم تعميق الترعة وهذا الوضع خلق فراغ كبير بين مواسير ابوعشرين التي كانت تخرج الماء ويندفع معه الطمي الى داخل الحواشات وسطح الترعة أي عمق الماء وهذا الفراغ الذي حدث اصبح مكان يترسب فيه الطمي ووجدت الحشائش هذا الطمي مرتع خصب لنموئها مما يضطرنا لتطهير هذه القنوات باستمرار وأصبحت جبال الطمي حول هذه القنوات بصورة سوف تعيق حركة الآت التطهير فعندما كان الأمر طبيعي لم تكن هذه القنوات تحتاج لتطهير إلا مرة كل عدة اعوام فإذا اردتم علاج المرض وليست المسكنات فابحثوا أين ذهبت هذه البراقين والإجابة معروفة وأعيدوا هذه البراقين كحرم للقنوات الفرعية ويتم اعادة هذه البراقين بان تطرح النمر المختلفة في كل ترعة بواسطة الطراحات الليزر ومعلوم ان العوالي او المناطق التي يصعب ريها تشكل تقريبا 15% من مساحة المشروع كما ذكر ذلك محافظ المشروع سمساعة وبعد طرح النمر وليتم ذلك على مراحل مهما كلف من جهد ومال ثم توزع المساحة بعد اخراج البراقين بين المزارعين كل حسب مساحته فان ذلك سوف يجلب عدة فوائد اولها اعادة 15% من مساحة المشروع لدائرة الانتاج ثم بعد ذلك اتركوا التطهير في العمق ووسعوا القنوات في العرض حتى يعود الوضع لطبيعته بحيث تكون المواسير مع مستوى عمق الترعة وتصبح في عمق الماء ايضا بعيدة نوعا عن حافة الترعة كما هو حادث الآن بسبب التناقص في العرض وحينها سيندفع الماء من االترع الفرعية بنفس قوة اندفاعه من الترع الرئيسية وسيدفع معه الطمي الي داخل الحواشات ويترسب داخل الحواشات مؤديا لزيادة خصوبة التربة وبعد عدة سنوات قليلة سوف يغنينا عن الاستخدام المكثف لمختلف الاسمدة كما أنه لن يترسب في القنوات وسوف نتوقف عن التطهير المستمر وتعود السيرة الى سابقتها وذلك بعدم الحاجة للتطهير إلا كل عدة اعوام هذا هو الحل أن ارتم استئصال المرض مهما كلفت العملية الجراحية وان استمر الامر على المسكنات فالله المستعان.
    الشامي الصديق آدم العنية مساعد تدريس بكلية علوم الاغذية والزراعة جامعة الملك سعود بالرياض المملكة العربية السعودية ومزارع بمشروع الجزيرة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..