الاطباء اصدقاء المرضى

معلومات مغلوطة عديدة شوهت اضراب الاطباء الحالي ابرزها انه انتقام وعقاب لاعتداءات ظلت تتكرر في الفترة الاخيرة.
لاينكر احد بان الدوافع تبدو حقيقية ومنطقية ولكن ماحور الغاية هي الشرارة التي كانت سببا في ثورة الاصلاح هذه.
اعتداء فرد متهور لايمثل المرضي ولايمثل المجتمع من هذا الفعل الشاذ نبع العصيان فخيل للناس بان الاطباء يعاقبون المرضى ومرافقيهم ويتشفون نتاج الفعل والاعتداء المتكرر.
وكما ان الحالة شواذ لاتمثل حتى نسبة مئوية يوجد في الجانب الآخر شواذ من الاطباء لايجيدون التعامل مع المرضي ولامرافقيهم في حدود المعقول وهي حقائق لايمكن نقضها الا باستنكار إختلاف السلوك وتوفير ادلة تثبت العكس وتدحض الادلة التي تثبت الفعل.
لاضير ان تاتي المغامرة في بيئة معدمة بالفعل من الخدمات الاساسية.
لامانع ان ياتي اضراب الاطباء من اجل توفير بيئة صالحة للمريض وان ياتي التضامن من المجتمع من اجل توفير بيئة صالحة لعمل الطبيب هذا هو معيار المنطق والتصالح والتضامن الذي سيوفر متطلبات الجانبين.
مالم يتفهمه البعض المستنكر في اضراب الاطباء انها لاتشمل الحالات الحرجة والحالات التي تستدعي التدخل ولا اعتقد بان طبيب بكامل الوعي يمكن ان تصل درجة قسوة قلبه لترك مريض في حاجة له والتزرع بالاضراب حتى وان كان طبيب بيطري وامامه حيوان يعاني ولاننا ببساطة وبعيدا عن الاجراء والغاية والغرض في بيئة سودانية لن تقبل هذا السلوك.
اما عن الدوافع فان البنود التي شملتها عريضة الاضراب كافية لاثبات حسن النوايا لما تضمنته من مطالب تصب معظمها في جانب المريض وبيئته واحتياجاته.
الانباء الوارده عن بدأ تدفق الاجهزة للمستشفيات الحكومية يوضح بجلاء باننا كنا في حوجة لمثل هذا الحراك وان المغامرة مثمرة برغم مرارتها وقسوتها.
اما اكبر مكسب فهو الغاء اورنيك ٨ من قبل وزارة العدل وهو الاجراء الذي اعتقد بانه السبب الاساسي في هذا الاحتقان وبروز الظاهرة وتداعياتها
السؤال الذي يجب ان تتبناه الحكومة ان كانت حريصة على صحة مواطنيها هو(لماذا كانت هذه الاجهزة مكدسة والمستشفيات في حاجة ماسة لها بالفعل؟!)
سؤال يتطلب تدخل منظمات حقوق الانسان للضغط على الحكومة لمحاسبة من تسبب في منع توزيعها ومن ثم تضرر قطاع كبير من هذا الفعل الاناني

نصيحة للاطباء والمرضى والمرافقين فبعد انقضاء هذه الازمة ستكون العلاقة في حاجة لتوطيد وإظهار حسن النوايا من الجانبين خاصة الطبيب الذي يمثل مرفق الخدمة وعليه ان يتحلى بحكمة وحنكة تعينه على امتصاص قلق المريض ومرافقيه فهي العتمة التى ينبع منها التهور.
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..