أرياب.. التفكير خارج الصندوق

لا يكاد المرء يستبين.. أو يجزم بوقائع قطعية الدلالة.. ما إذا كان تزامن اكتمال سودنة شركة أرياب للتعدين مع خروج نفط جنوب السودان من معادلة الاقتصاد السوداني.. محض صدفة أم خطة محكمة الإعداد.. غير أن الشاهد أنه ما أن أصبحت أرياب سودانية مائة في المائة حتى وجدت نفسها أمام تحدي أن الذهب هو مخرج الاقتصاد السوداني بعد ذهاب نفط الجنوب بأحلام الرفاهية العريضة قبل أحلام الوحدة الموءودة.. ولعلنا نذكر الآن أن السيد رئيس الجمهورية نفسه ظل يردد وفي أكثر من مناسبة أن الذهب بتعدينيه الأهلي والرسمي قد أنقذ السودان من صدمة خروج النفط.. ولكنا هنا نتحدث عن أرياب.. وما أدراك ما أرياب.. فهي في الواقع رائدة تعدين الذهب في السودان.. وربما على المستوى الإقليمي.. ورغم ذلك فقد ظلت تقف بعيدا.. في الظل.. وحين انفجرت ثورة الذهب.. إن جاز التعبير.. وسار القوم بالقصص.. التي تبدو في بعضها أقرب إلى الأساطير.. عن حالات الانتقال المفاجئ من الفقر المدقع إلى الثراء الفاحش.. وبدأ التسبيح بحمد الذهب وفضله على الناس.. لم تكن لتذكر أرياب.. ربما لأن الناس قد اعتادت أن لا تسمع شيئا عن أرياب وهي في حضن الأجنبي.. وربما لأن الناس لم تعرف ماذا تفعل أرياب أصلا.. ولكن الحقيقة أن أرياب كانت تفعل الكثير.. ثم حين كانت شركات الخرطوم تقيم الدنيا ولا تقعدها.. وتشغل الناس والإعلام بإسهامها في تنفيذ ما تسمى ببرامج المسؤولية المجتمعية.. كانت أرياب في الواقع تنقذ مجتمعات بحالها من الفقر والجوع والمرض والجهل.. تشيد المدارس.. تنفق عليها.. ثم تنفق على المعلمين وعلى التلاميذ على حد سواء.. ثم تشيد المشافي.. تنفق عليها.. ثم تنفق على الأطباء.. وعلى المرضي كذلك.. كل ذلك في صمت.. لا ضجيج ولا مهرجانات ولا خطب تعدد على المسامع مآثر المانحين المحليين.. إن جاز التعبير كذلك.. كل ذلك كانت ولا تزال أرياب تفعله من واقع مسؤوليتها تجاه المجتمع الذي تعمل فيه.. وهو منطقة شرق السودان..! وكل ذلك قد يكون مفهوما.. بل ومن المسلمات بمنطق أن حق المجتمعات المحلية أن تكون هي المستفيد الأول من عائدات الاستثمار في مناطقها.. فما الذي يدفعنا للحديث عن أرياب الآن..؟ أقول لكم بإيجاز إنه نمط من أنماط التفكير الذي يمكن أن نصنفه من نوع.. التفكير خارج الصندوق.. بمعنى الخروج على النمطية.. وكسر التابوهات التقليدية والإتيان بالجديد.. وأي جديد..؟ بقدر من الإبهار يجبرك على التوقف والتأمل.. ثم الكتابة..! أرياب التي تابع البعض جهدها في التعليم والصحة وفي استقرار الرحل في شرق السودان.. وفي لقاء عابر بمديرها السيد نصر الدين الحسين.. والذي لم يكمل العام في منصبه.. يرفع الشعار الأشهر.. لا تطعمني بل علمني كيف أصطاد.. يتحدث الرجل عن التخطيط لمعجزة هناك.. تخصيص مزارع وتوفير معينات الزراعة للزراع كيما ينتجوا.. مشروع ضخم يجري التحضير له الآن لينتهي بعد أربعة عشر شهرا بنقل مياه النيل إلى جبال البحر الأحمر.. مسكين أيلا ذهب قبل أن يحقق حلمه.. رغم أن الشركة كانت تساهم سنويا في موازنة الولاية.. صحيح أن الهدف من نقل المياه يرتبط بتطوير أعمال الشركة وتوسعتها مما يجده الناس في غير هذا المكان.. ولكن الصحيح أيضا أن حصة من تلك المياه ستخصص لاستزراع الأرض.. وهنا المعجزة.. أما التفكير خارج الصندوق.. فحين يقول لك السيد نصر الدين إن ما يقارب الألف وخمسائة عامل في مواقع الشركة هناك.. هم أفضل سوق لما ستنتجه هذه المزارع.. وهكذا تحصل الشركة على احتياجات منسوبيها.. ويحصل المواطنون على دخول تعينهم على معيشتهم وقبل ذلك تغنيهم شر السؤال.. وانتظار الإعانات.. وهذا ما نسميه التفكير خارج الصندوق..!

اليوم التالي

تعليق واحد

  1. ماذا وجد أهل ( مسمار منذ أن جاءت شركة آرياب وهي فرنسية الجنسيه وماذا ستجد منطقة مسمار بعد سودنتها يعني صارت سودانيه 0 ومسمار هذه اكبر قريه سكه حديدوهي قريه من جبل آرياب الذهبي ههههههههههههههههههههه

  2. وما نسيه لطيف وهو يشير الى أنشطة ارياب في
    …………. تنفيذ ما تسمى ببرامج المسؤولية المجتمعية..
    أن الشركة فقد ابتعثت ابن الدكتور عوض الجاز رئيس مجلس الادارةوقتها ومعه ابن وكيل الوزارة “يرحمه االله” الى فرنسا في بعثة دراسية عبر منحة دراسة كاملة وشاملة

  3. محمد لطيف قريب البشير وهو يزين الشين ويشين الزين ، يا اخي قوم لف والله ما عندك اي مبدأ ولا ضمير ، يوم حسابك قرب شيل شيلتك انت والخال الرئاسي كلكم في نفس القفه .

  4. شكرا استاذمحمد اما ارياب فعلت ذلك في صمت فيمكن القول انها كان يمكن ان تفعل اكثر من ذلك لو ان ايرادات صادر الذهب لفرنسا دخلت حساب بنك السودان تماما كما حدث ل70مليار لم تدخل البلد بل فرنسا في نصيبها قالت ان اقتصادها استعاد عافيته بذهب السودان ومرض السودان ويقال ان فرنسا باعت نصيبها للمصري نبيل سويرس هل هذا صحيح واين ذهب دخل ارياب وهل تم تعويض العمال الاوائل الذين بسوء التغذية واين يذهب دخلها الان!!!!

  5. ماذا وجد أهل ( مسمار منذ أن جاءت شركة آرياب وهي فرنسية الجنسيه وماذا ستجد منطقة مسمار بعد سودنتها يعني صارت سودانيه 0 ومسمار هذه اكبر قريه سكه حديدوهي قريه من جبل آرياب الذهبي ههههههههههههههههههههه

  6. وما نسيه لطيف وهو يشير الى أنشطة ارياب في
    …………. تنفيذ ما تسمى ببرامج المسؤولية المجتمعية..
    أن الشركة فقد ابتعثت ابن الدكتور عوض الجاز رئيس مجلس الادارةوقتها ومعه ابن وكيل الوزارة “يرحمه االله” الى فرنسا في بعثة دراسية عبر منحة دراسة كاملة وشاملة

  7. محمد لطيف قريب البشير وهو يزين الشين ويشين الزين ، يا اخي قوم لف والله ما عندك اي مبدأ ولا ضمير ، يوم حسابك قرب شيل شيلتك انت والخال الرئاسي كلكم في نفس القفه .

  8. شكرا استاذمحمد اما ارياب فعلت ذلك في صمت فيمكن القول انها كان يمكن ان تفعل اكثر من ذلك لو ان ايرادات صادر الذهب لفرنسا دخلت حساب بنك السودان تماما كما حدث ل70مليار لم تدخل البلد بل فرنسا في نصيبها قالت ان اقتصادها استعاد عافيته بذهب السودان ومرض السودان ويقال ان فرنسا باعت نصيبها للمصري نبيل سويرس هل هذا صحيح واين ذهب دخل ارياب وهل تم تعويض العمال الاوائل الذين بسوء التغذية واين يذهب دخلها الان!!!!

  9. هذا مجرد تلميع لمدير المؤسسة نصر الدين الحسين لا غير. هل هذا صحيح يا صديقي.
    أنت أعلم بما عمله في شركة النيل للبترول.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..