لعل وعسى ..!

«بإمكاني حساب حركة الأجرام السماوية، ولكن ليس حماقات البشر» .. إسحق نيوتن ..!
(1)
لا تصدق أبداً سوى عقلك مهما أغرقتك الحجج السياسية، وأن تجتنب شرور التصريحات والإلحاح الإعلامي ما استطعت إلى ذلك سبيلاً .. وليس شرطاً أن تصدقني – أيضاً – إذا ماقلت لك إن هذا الشعب ? وبإسقاط حكمة الشوربة والزبادي – قد ?إتلسع? من الإنقاذ فبات ?ينفخ? في الإصلاح! .. أول أسباب النفخ في الإصلاح هو تضعضع البنية الجامعة لذلك الكيان الذي يقود دفة الإصلاح .. ضع نفسك مكان سلطة جادة في مشروع الإصلاح وهب أنها – على عكس ما يحدث الآن، تحترم رأيك في أدائها – ما هي حزمة التدابير الإصلاحية التي كان يجب عليها أن تعجل بها حتى لا تكون عرضة لسوء ظنك لا سمح الله .. وما هو الجديد ?الشديد? الذي قد يعصمها من إعمال عقلك والعياذ بالله؟! .. أين خطط الإصلاح من مكابرة الملكيين أكثر من الملك .. وتجاوزات المتحزبين أكثر من الحزب .. أين هي من تدليل أولي الحظوة من الكوادر على حساب الكفاءة.. ورضوخ السلطة ? وهذا هو الأهم ? لابتزاز بعض منسوبيها الذين يلوحون بسلاح التمرد في حال عدم استرضائهم بما يكفي من الجاه والمناصب؟! .. كيف ينجح إصلاح وطني يمسك بتلابيبه ابتزاز سياسي .. فلا ينتفض بإهمال المحسوبية، ولا ينتصر بإعمال التنصيب على أساس الكفاءة لا المكافأة ..؟!
(2)
التناول الإعلامي المحلي قبل ?إعلام الآخرين? للقضايا المشتركة ? مع الشقيقة مصر – يظهر جلياً كم نبدو في معظم أحياننا متهدلي الأكتاف .. شاخصين .. متعلقين بتعبيرات وجوه سياسية بعينها .. آملين في خير حركاتها .. مستعيذين من شر سكناتها، وإن كانت حركاتها وسكناتها في حقيقتها المجردة أقل تأثيراً – على عافيتنا الإقليمية – مما نظن ونرجو .. العلاقات السودانية المصرية كانت خطواتها تشهد فصولاً من التعثر والهرولة، ولكنها اليوم تشهد وقوفاً عند منعطف، يؤكد الطرفان أنه جديد ..شكلانياً تدلل الألعاب النارية على جدية الاحتفال، وعليه فلا أحد يستطيع أن يقلل من شأن كرنفالية الأحداث .. لكننا في الغالب لا نرى غير الفرقعات الملونة أياها .. والتي تدلل على ابتهاج المحتفلين لا أهمية الحفل .. فالأمر على ساحات التطبيق – وليس هذا تقليلاً من حجم اللطف ومقدار الحماسة! – مرهون بكثير من الاختبارات والموازنات .. هذه الصراحة (البايخة) في إبداء التحفظ – على لون الفرح المسكوب في لوحة تجديد النذور السياسية بين إخوان المنطقة ـ لا إخوان التنظيم! ـ تقتضي إشفاقاً واضحاً من بعض المآلات ..!
(3)
ما المانع في أن تستفيد ولاية الخرطوم من نجاح بعض التجارب – ذات الظروف الشبيهة – في قضية النفايات؟! .. أعتقد أن الحل لكارثة النفايات هو خصخصة القطاع .. بعد إنشائه طبعاً! .. يكفي أن دولة ثرية مثل عمان تدرس أمانة عاصمتها اليوم – وبجديَّة بالغة – ملف خصخصة النفايات، بدعوى ارتفاع تكلفة جمع ونقل النفايات وتوسع رقاع العمران .. فضلاً عن طبيعة آليات النظافة نفسها والتي تتطلب تطويراً دائماً .. ليس ذلك فحسب، عمان تدرس اليوم خيار الاستعانة بشركات أجنبية في ظل قصور إمكانات الشركات المحلية .. فما بالكم بمناقشة جدوى الخصخصة في ولاية مثل الخرطوم ..؟!
اخر لحظة