أما آن لهذا الشعب أن يترجل؟

وتتوالى الأحداث وتتراص الصفوف والنظام يحزم حقائبه في موسم الهروب المر..
يمضي إضراب الأطباء نحو يومه السادس وسط ذعـر النظام وإغداقه لمستشفيات العاصمة بأطنان من الأجهزة بينما تنكب وزارة العدل ليلا ونهاراً على قانون لحماية الأطباء ولسان حالها يولول (الروووب).

في هذه الأثناء ووسط رضا جماهيري غير مسبوق بإضراب الأطباء عبر اللجنة المركزية للأطباء كأعلى ممثل شرعي لهم يتم كشط وحذف من الوجود ما يسمى بنقابات المنشأة ونقابة وإتحاد الأطباء .. وهنا البشرى لمن يفهم ويعي: فإن لجنة المعلمين المركزية بادرت بالتقاط القفاز ورمت بحجرها في بركة الأحداث منذرة هي الأخرى بطوق جديد في عنق النظام وتتوعد باختناق جديد أشرنا له قبل أيام لمن يتابع ما نقول..

نعم إن الأحداث بدأت تتكشف للنظام وهي ألا واقي له من طوفان شعب معلم مبتكر جبار يعلم كيف ومتى يحرك بوصلته ويعرف تماماً عبر من وكيف ينفذ للهدف مباشرة دون تجار أو وسطاء. وبينما (يلعب) النظام خارج حلبة الشعب وميادين الواقع في مارثون (وثبته) التي ألقت به خارج المضمار فإن الشعب صاحب المصلحة الحقيقة يلتف حول ممثليه في لجانهم المختلفة ويلغي فعلياً جدران حماية النظام مما يسمى باتحادات ونقابات سلطوية، ويجبر النظام على الجلوس والتفاوض مع ممثلي الشعب الحقيقيين، كما في لجنة الأطباء لدرجة الاستجابة الفورية، وبكل ذُعرٍ وانصياعٍ لمطالبهم في اعتراف صريح بشرعيتهم وشرعية مطالبهم وهي ? اللجنة ? التي ركلت زور نقابات المنشأة واتحاد ونقابة الأطباء كما صرح بذلك منسوبو الأجهزة التنفيذية للنظام من نائب رئيسهم ووزير صحتهم ووزرائها دولتهم ووكلاء وزاراتهم.. ويدفعون للشعب استحقاقاته وهم صاغرون ..

قال النظام أنه تفاوض مع الأطباء واستجاب لبعض مطالبهم وسيستجيب للبقية، وسقف الأطباء ثابت فلا يتغير ولا يتزحزح .. كل المطالب وكافة الحقوق وكلما زادت أيام الإضراب زاد سقوط الساقطين ورسوخ الراسخين..

يا سادة ولمن وعى:
الأحداث تعلن بزوغ نجم الشعب وأفول أذرع النظام وسياطه، حيث تجاوز النظام في تفاعله مع الأحداث ظلال أوهامه من مؤسساته واعتمد أصول الشعب وألسنته التي تحدثت باسمه.

والأحداث نفسها تتطور وتتشعب حيث تفسخ جلد النظام عن عورة التعليم ليكتشف مرة أخرى أن لجنة المعلمين المركزية حقيقة ماثلة وليست وهماً من الأوهام مثلما كان يعتقد، عند الاطلاع على تقارير السارقين والناهبين وهي تترى عليه كل صباح ممهورة بعبارات على شاكلة: أرموا قدام ورا مؤمن ..

حتى وجد النظام أن قميصه قد قدّ من وراء وهو مدبر عن شعب صبره وقوته كفان لميزان البطشة العظمى والثورة الجبارة ..
إن الأحداث التي فجرها إضراب لجنة الأطباء والتي ساندناها منذ لحظة الإعداد للإضراب كمعلمين – والتي تهمنا مثلما تهم الشعب – لم تكشف عن ضعف النظام فحسب بل كشفت كذلك عن عبقرية هذا الشعب المعلم العظيم وهو يلقي بعصا الحقيقة التي لقفت ما يأفك النظام، حيث انبرى كل الشعب الملتف حول أبناءه دفاعا عن الأطباء مدعوماً بهم، ويكشف الشعب عن عبقريته وهو يفاجئ النظام الآن بلجنة مماثلة للمعلمين وأخرى للصحافيين ثالثة للمحامين ورابعة للمهندسين وخامسة للصيادلة وسادسة للبيطريين …. الخ ، وجميعها أجسام حقيقية موازية لأجسام النظام.. وجميعها تهمنا كما تهمنا لجان الأحياء.. فهي ليست بذات أثر إن لم يكن بها سند من المواطن الذي افترض النظام أنه سيتذمر من (العصيان الطبي) ليجد النظام أن المواطن لا يكتفي بتأييد ما أحدثه الوطنيون فحسب بل يتقدمهم ولسان حاله : ماذا يضير الشاة سلخها بعد الذبح؟

إن النظام الآن للذين يفهمون يلطم خده ويندب حظه أمام التأييد الشعبي الواسع لحراك أحراره من كل الفئات وعلى رأسهم الأطباء.. يدرك النظام الآن ويعرف ما قميص يوسف وما قميص الفرعون.. يدرك أنه عار إلا من أقلام إسحق أحمد فضل الله الذي لم يتخير من المهنة إلا أنه (حاطب) ولم يجد من الميقات إلا (ليل) يتستر به عن قبح طوية وسوء نية .. وهيهات لأفلام (الهندي) عز الدين الذي انحرفت بوصلته حتى بات يحسب كل (خابور) أنه فيه وبات يرمي الأطباء بكل إفرازات قلمه المتعفن..
إننا نشاهد الآن صدمة الارتطام بالحقيقة بعد 27 عاماً من الخداع كبل فيها الشعب وقيدت سواعد نضاله ، ونرى الحقيقة أن الشعب قد أحكم الطوق بكل حذق وحنكة ودهاء على أعناق المتاجرين باسمه واسم الأديان ، ولأؤلئك الجبناء الذين طغوا في البلاد وأكثروا فيها الفساد نقول إن الشعب الذي حسبوه قد انهار واستسلم لمكرهم قد أثبت أنه أنهار تدفع من علاها كل الزيف وتطمر أرضها بميراث من تجارب هذا الشعب العظيم.

سيد محمد سيد دهب
معلم ثانوي
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..