الدفاع الجوي و الإختراقات (الداخلية)!ا

الدفاع الجوي و الإختراقات ( الداخلية )
بقلم :
د. عمر بادي
عمود : محور اللقيا
في منتصف السبعينات كانت العلاقات السودانية ? الأثيوبية قد تدهورت إلى اسوأ حالاتها , بعد ان تحول الرئيس جعفر نميري كليا عن النظام الإشتراكي الذي بدأ به حكمه , بفعل إنقلاب هاشم العطا و إتهام النميري للشيوعيين بتدبيره , ثم بمساعدته للثوار الأريتريين ضد أثيوبيا التي قفز عليها في إنقلاب عسكري نظام الدرق الشيوعي . كنت حينذاك في بداية حياتي العملية في الهيئة القومية للكهرباء في خزان خشم القربة , و كانت و لا زالت حامية خشم القربة تحرس السد و الحدود الشرقية . كانت قد نصبت مدافع مضادة للطائرات تعمل بواسطة أجهزة رادارية كلها روسية الصنع , كان الرئيس جعفر نميري قد إتفق مع الروس على تركيبها عند زيارته الأولى للإتحاد السوفيتي بعد إنقلاب 25 مايو 1969 , و هكذا تكون الدفاع الجوي الذي كانت رئاسته في فلامنقو في بورتسودان .
المنطقة حول خزان خشم القربة مأهولة بثلاث مجموعات : العاملون في وزارة الري , و العاملون في الهيئة القومية للكهرباء , و ضباط و جنود الحامية . كان التواصل متبادلا و قد وجدت بين ضباط الحامية زملاء لي في مرحلة الدراسة الثانوية و معظمهم من دفعة ( الأربعمائة ) كما كانوا يسمونها و هي الدفعة الأشهر في الجيش التي أمر النميري بتكوينها على عجل بعد إستيلائه على السلطة و قد كانت أكبر دفعة تستوعب و يتم تخريجها في ستة أشهر فقط .
بعد أن ساءت العلاقات بين النظام المايوي و الإتحاد السوفيتي إنسحب أو تم سحب الخبراء العسكريين الروس من السودان , قبل أن يكتمل التدريب على الآليات و المعدات العسكرية الروسية . كان ضباط الدفاع الجوي يستدعونني لترجمة إرشادات تشغيل و صيانة الرادارات و المولدات بحكم معرفتي باللغة الروسية أثناء دراستي الجامعية في روسيا . في ذلك الوقت وقع حادث مؤسف و لكن تم التكتم عليه . كانت الطائرات الأثيوبية تطارد الثوار الأريتريين و تتوغل أحيانا داخل الحدود السودانية و قيل أنهم هددوا بضرب خزان خشم القربة , و لذلك فقد وصل الإستعداد في الحامية إلى المرحلة القصوى . في أحد الأيام أتت طائرة مروحية من جهة بحيرة السد و هي متجهة نحو السد , و حاول الضابط الملازم المناوب في موقع الدفاع الجوي أن يتصل بالطائرة و لكن لم يتلق رداً منها و هي تواصل إقترابها نحو السد , فأمر بإطلاق الدفاعات الجوية و سقطت الطائرة في بحيرة السد و ظلت النيران مشتعلة فيها لمدة يومين . كانت المروحية تخص الجيش السوداني و قد أقلعت من القضارف و بها ستة من العسكريين , و كان الخطأ إداريا و أيضا فنيا في تعطل الإرسال في الطائرة !
لقد كثر تناول الكتاب الصحفيين لموضوع الطائرة الغازية و ضربها لسيارة هيونداي ( سوناتا ) في مدينة بورتسودان في الأسبوع الماضي , و مع تجلي الحقائق عن الحادث تتجلى الحسرة و الضعة من هوان الوطن السودان . إنه أمر يحط من كرامة السودانيين خاصة وسط الأجانب , أن تظل أجواء السودان مستباحة للغزاة المعتدين دون خوف من اي رد فعل قد يحدث . كيف يهنأ المواطن بالأمان بينما هو داخل سيارته تنقض فجأة عليه طائرة من إرتفاع منخفض و تدكه دكا دكا !
الأمر فيه نظام إستخباراتي دقيق و يؤكد أن هنالك عملاء للكيان الصهيوني على ارض الحدث , و الذي تذكرني وقائعه بطريقة التصفيات الجسدية التي تتبعها إسرائيل ضد قياديي حركة حماس و فصائلها بواسطة عملاء لها في الداخل يرشدون طائراتها على السيارات المستهدفة بوضع أجهزة دقيقة للبث عليها , فتلتقط تلك الطائرات الإشارات المبثوثة و من ثم يقصفون السيارات المستهدفة , و هذا ما يؤكد إمكانية القصف ليلا أو مع إنعدام الرؤية . أما عن إمكانية وضع جهاز البث في السيارة فهذا أمر إستخباراتي تتعدد سبله حتى دون الإقتراب الشخصي . هذه الطائرة بحكم الشهود قد أتت من جهة البحر الأحمر و من المؤكد من إحدى السفن الإسرائيلية على المياه الدولية و أنها بذلك طائرة مروحية , لأن الطائرات النفاثة المقاتلة لا تكون إلا على سطح حاملة للطائرات ذات مدرج كاف للإقلاع و الهبوط , و حاملات الطائرات معروفة أماكنها بحكم حجمها الضخم و تتبع الإعلام لها .
السؤال الذي يفرض نفسه : أين الدفاع الجوي الذي توكل إليه حماية الأجواء السودانية من الإختراقات المعادية ؟ يبدو أن يد الإهمال و التقادم قد اصابته , و انه لم يتم تطويره بالرادارات و الصواريخ الحديثة , رغم علمنا أن 70 % من الميزانية العامة للدولة تذهب للدفاع و الأمن . ألا يحق لنا أن نسائل مسؤولي الحكومة في منبر عام عن كيفية صرف تلك المبالغ ؟ و كم منها يذهب للجيش و كم منها يذهب للأمن ؟ و كيف يتم صرف تلك الأموال , هل من أجل أمن الوطن أم من أجل المن على البعض ؟ على ضوء الإجابات على هذه التساؤلات تأتي الإدانات و ( الجزاءات ) . لقد سمعنا بالتصريحات التحوطية لقائد فرقة مشاة البحرية و لوزير الدفاع و لمسؤولي ألأمن و المخابرات , مع أن هذا لم يكن الإختراق الأول للطيران الإسرائيلي لأجواء السودان الشرقية و ضربه للمستهدفين .
كان لكل علامات الإستفهام أعلاه أن تجد الإجابات الشافية و الشفافة لو كان السودان يحكم بنظام ديموقراطي يطبق القانون على الجميع , حتى على فاطمة بنت محمد , كما حدد أشرف الخلق عليه الصلاة و التسليم كيفية معالم الدولة العادلة , و كما حددها الفاروق أمير المؤمنين عمر بن الخطاب في نفسه في مساواته بالآخرين في الثوب و المأكل و في شعوره بمسؤوليته عن كل جائع و كل بعير أذا عثر بالعراق كيف لم يمهد له الطريق !
يا دكتور كل هذه الميزانية الضخمة تذهب إلي غزو الفضاء بالأبراج الأسمنتية وليس غزوه بمستحدثات التكنلوجيا والتقنيات وأجهزة الدفاع والرادارات والمضادات الأرضية . ستمر هذه الحادثة كما مرت سابقاتها.
الــ70% من الميزانية تذهب لصالح الدفاع ويستفيدو منها بالعمولات
يمهـــــــــــــــل ولا يهمــــــــــــــــــــل
ويمدهم في طغيانهم يعمهون
كما تعلم يادكتور دا شغل بتاع مباغتة وشغل المباغتة مافى ليهو طريقة بدليل ان العراق القوى ايام صدام ماقدر يتوقع ضرب الطيران الحربى الاسرائيلى للمفاعل النووى أو يتعامل مع الطائرات المغيرة رغم انها عّدت الاجواء السعودية وعادت سالمة .. المسألة تتم فى زمن قليل وقياسى هذا اذا كانت البلد فى حالة حرب ومستعدة فما بالك ببورتسودان التى كانت لا تتوقع أى هجوم او اعتداء ولم تكن على اى درجة من الاستعداد .. واذا افترضنا ذلك فهل القدرة والكفاءة التقنية لدى جيشنا كافية للتصدى لدولة مثل اسرائيل ؟ وقد اتفق معك فى ان سلاح البحرية السودانى عندنا لازال بعيدا عن المستوى المطلوب ولايملك سفن قتالية حديثة او سفن خفر سواحل مجهزة بالمروحيات مثل تلك التى يملكها السعوديون .. والسبب ان تركيز السلاح منصب على الاسلحة البرية والمدرعات بحكم الاحتياج الحالى للتعامل مع القلاقل الداخلية بينما البحر والسواحل بدأت تعانى مؤخرا .. وارجو ان اكون ققد وفقت فى هذا التحليل بدون تحامل على احد.
حليل زمن الملازم كارلوس.
خريج التاهليه 13 جبل اوليا ء
مشهود له بالمهارة في التنشين بالنبله
ينيش الطيره وهي طايره بدوووون طيار.:lool: