حلاوة رضاعها و مرارة فطامها

لا تغيب عن بال الإنسان المقولة التي تنسب إلى أحد الفضلاء..الذي كان كارهاً لمنصب الإمارة أو الولاية، أو الوزارة زاهداً فيها، وعندما سئل عن سبب كرهه لها قال: ( لأني عرفت حلاوة رضاعها و مرارة فطامها)، ذلك أن كثيرًا ممن تولوا المناصب قد ذاقوا مرارة فطامها، حيث يعرض الناس عنهم ما أن يتركوا مناصبهم طوعاً أو كرها،ً بل ربما أن الناس الذين أحسنوا إليهم لا يذكرون الإحسان ولكن بالتأكيد من أساؤوا إليهم لا ينسون تلك الإساءة.
فالمسؤول منذ لحظة تسلمه المنصب يحظى اجتماعياً باهتمام كبير لم يعتده من قبل، هذا الاهتمام ينعكس على شخصه وعلى علاقاته داخل وخارج محيط عمله، فيظهر التغيير في سلوكه وفي تعاملاته مع الناس، وتأخذ هذه السلوكيات تتطور مع الوقت حتى تتغير طباعه في تعاملاته وعلاقاته العامة، حيث يبتعد عن الناس حتى أن البعض منهم يتغيب عن حضور المناسبات الأسرية والاجتماعية متعمداً؛ لاعتقاده أنه أرقى وأكبر من أن يحضر تلك المناسبات، ذلك لشعوره باهتمام الكثيرين به.
وبطبيعة الحال ذلك الاهتمام والحب لم يكن لشخصه، ولا لنزاهته، أو أمانته، وإنما رغبةً في التقرب إليه؛ لجني المصالح والتمهيد للمكاسب من قبيل”الوساطات” سواء لتوظيف قريب، أو صديق،أو الحصول على منح، أو تراخيص .. أو منافع أخرى، ويستمر الحال مع الرجل لسنوات شغله المنصب ولكن بعد ترك المنصب سرعان ما تختفي تلك المظاهر والأبهة وينفض الناس من حوله، فلم يعد هاتفه النقال يرن سوى من زوجته لتلقي طلبات المنزل، أو من أبنائه، أو من أقرب أقاربه، عندها يتأكد أن الوهج الذي حظي به خلال فترة عمله لم يأتِ كحب حقيقي صادق لشخصه وطريقة عمله وإخلاصه، بل كانت علاقات سطحية تغلفها المصالح البحتة، القائمة على المصلحة والنفاق، عندها يختفي ذلك الرجل عن الظهور، ويتوارى عن الأنظار، لانعكاس ذلك سلباً على نفسيته .
وقد قرأت منذ زمن ليس ببعيد قصة لأحد المسؤولين ترك منصبه و كان له مجلساً يحضره العشرات من العامة والخاصة ممن يبدو أنهم أصدقاء ومحبون ومريدون، وفي أول ليلة من مغادرته المنصب بادر ابنه برص الكراسي في أماكنها اليومية كالمعتاد، فأشار إليه والده أن يكُف عن ذلك، وأن يضع أربعة كراسي فقط، فسأل الابن والده عن السبب !!، فقال له الأب: اعتباراً من هذا المساء لن يأتي إليّ إلاَّ فلان، وفلان، وفلان، وفلان وعدّد له أربعة من أصدقائه الأوفياء وبالفعل لم يحضر المجلس الذي كانت تتزاحم فيه المناكب والركب إلا من ذكر.
وأخال أن هذا الوصف، ينسحب لكل مسؤول ينتهي عمله في منصب ما إقالة، أو استقالة، أو تقاعداً..ذلك أن كثيرًا من العلاقات الاجتماعية في هذا العصر لا تقوم إلا على المصالح الشخصية والمنافع الضيقة، حيث يكثر نكران الجميل ويقل الوفاء ولا يبقى لمن ترك منصبه إلا أصدقاؤه الأوفياء الذين عرفهم وعرفوه قبل المنصب، فهؤلاء فقط من يحفظون الود له مهما تقلبت به الأحوال أو عضّه الدهر بنابه.
الكيزان ما عندهم موضوع غير الوظائف خصوصا الدستورية
همهم الاكبر هو اللفح واللطش
الكيزان ما عندهم موضوع غير الوظائف خصوصا الدستورية
لأن همهم الاكبر هو السرقة والدستور يكفل لهم الحماية الدنيوية
الكيزان ما عندهم موضوع غير الوظائف خصوصا الدستورية
همهم الاكبر هو اللفح واللطش
الكيزان ما عندهم موضوع غير الوظائف خصوصا الدستورية
لأن همهم الاكبر هو السرقة والدستور يكفل لهم الحماية الدنيوية