نص الكلمة التي ألقاها السيد حسن الطاهر زروق في البرلمان في جلسة 30/3/1954:

حوارات و افكار
د.عبدالقادر الرفاعي
رأي الجبهة المعادية للإستعمار
في قانون النشاط الهدام
نص الكلمة التي ألقاها السيد حسن الطاهر زروق في البرلمان في جلسة 30/3/1954:
(1/2)
إن هذا البرلمان هو أول ثمرات جهادنا الوطني, و بقيامه إنتهي العهد الذي كانت تفرض علينا فيه القوانين فرضاً, ولذا فواجبنا هو المحافظة عليه.
أما الأمر المؤقت رقم(22) فإنه يتعارض مع المادة (7) الفقرة (3) من الدستور, التي تضمن لكل الأفراد حق حرية التعبير و حق التنظيم في حدود القانون.
ولذا فإن هذا القانون, و كل قانون يشبهه يعتبر ملغياً, و لكن لماذا سن هذا القانون؟
في السنين الأخيرة بدأ ظل الإستعمار ينحسر عن البلاد التي اغتصبت حريتها, فلم يتبق له من المستعمرات في غير إفريقيا إلا القليل, و لذا لجأ الإستعمار لسن مثل هذه القوانين لتكميم أفواه المناضلين ضده, فهو إذن مستورد من الخارج, و لم ينبع من حاجات هذه البلاد.
و الشيوعية التي تقول المذكرة التفسيرية لهذا القانون أنه وضع لقمعها لم تتخذ شكلاً إجرامياً في إنتشارها, حتي يوضع لها مثل هذا القانون, هذا لو صح أنها إنتشرت حقاً.
و هذا القانون يحرم علينا الإتصال بهيئات تعمل لصالح العمال و لحل مشاكلهم و ذلك أنبل قصد يمكن أن تعمل له منظمة, ثم أن هذه الهيئات, كإتحاد نقابات العمال العالمي, قد ساندتنا دائما في كفاحنا من أجل الحرية و أصدرت البيانات عن ذلك و هذا هو عين ما نعمل من أجله الآن وفي هذه المجالس.
أما الذين قيل انهم شيوعيون فليسوا إلا هذه الأحزاب الوطنية و النقابات العملية التي اتهمت جميعاً بالشيوعية أو تحت سيطرة الشيوعيين. و الناظر إلي الطريقة المطاطة التي وضع بها هذا القانون يفهم أنه إنما وضع لمحاربة كل حر, لا لمحاربة الشيوعيين وحدهم و يكفي أن هذا القانون قد جعل من قراءة كتاب أو الرحلة إلي الخارج جريمة يعاقب عليها بالسجن 14 عاماً, و لذا عارضه كل الناس من أول يوم وضع فيه.
ثم إستطرد السيد حسن الطاهر زروق فقال أن الأمر المؤقت لا يضرب ستاراً حديدياً فحسب و لكنه يمنعنا من الإتصال بأصدقائنا و من الشعوب التي تعطف علينا إننا لا نعادي شعباً من الشعوب, و لكننا نريد أن نقيم علاقات ودية مع كل الأمم, فالامر المؤقت يحتم علينا مثلاً أن نعادي الإتحاد السوفيتي و لكنه في إعتقادي صديق للشعب السوداني.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..