تعقيب على الواثق كمير

يحمل الدكتور الواثق كمير هم الوطن على ظهره أينما حل، لم يتوقف يوماً عن الاهتمام بالأزمة التي ترزح تحتها بلادنا منذ عقود، حاول باستمرار أن يبذل جهده وفكره للبحث عن مداخل/ مخارج للأزمة، سواء من خلال منبر سياسي، أو من خلال موقع مستقل عن الأحزاب. كتب عشرات المقالات المتسلسلة، قدم أكثر من مبادرة واقتراح، وما زال يحاول.

كتب الواثق كمير مقالاً أخيراً حلل فيه المواقف المعلنة لقوى السودان من عمليتي التفاوض والحوار، على ضوء ورقة موقف نداء السودان من الاجتماع التحضيري والحوار القومي الدستوري الصادر في أديس أبابا في سبتمبر الماضي “الجريدة، السبت 15 أكتوبر 2016”.

بدا كمير متحاملاً على موقف قوى نداء السودان بدءاً من مسمى الورقة، واستخدامها مفردة تفاوض بدلاً من الحوار، وليس انتهاءً ببعض بنود الموقف التفاوضي. أعتبر مقال الدكتور الواثق أن خارطة الطريق التي أعدتها لجنة أمبيكي هي مرجعية كل شيء، بما في ذلك المسميات، وأن عدم الالتزام بالمسمى يعني تملصاً من الخارطة أو طرح خارطة مغايرة.

لا أعرف إن كان الواثق قد يعيد تغيير بعض مواقفه ومسمياته بعد انتهاء مؤتمر الحوار الوطني والتوقيع على توصياته، أم لا، فالحقيقة أنه انتهى، وتقول تصريحات بعض قادة الحكومة أنهم لن يدخلوا في أي حوار جديد. قد يصبح هذا الموقف المعلن هو الموقف الرسمي للحكومة، وقد تسجل الحكومة تراجعاً وتقبل، ضمن لجنة (7+7) بالدخول في تفاوض/حوار مع قوى نداء السودان، حينها، شئنا أم أبينا، سيكون هذا شيئاً جديداً، حتى لو سمي الجولة الثانية من الحوار، وليس هناك ما يمنع أن تعتبره المعارضة “الحوار القومي الدستوري” فهو سيضع المبادئ للدستور القادم.

سمى الواثق الاجتماع الذي دعت له خارطة الطريق باجتماع إجرائي أجندته هي “بحث الخطوات التي ينبغي اتخاذها لتحقيق شمول الحوار الوطني” خارطة الطريق، ولا أعلم لم وضع تصوراً شخصياً محدداً لهذه الإجراءات بطريقة جعلته يعتبر التصورات التي قدمتها ورقة نداء السودان خروجاً على الخارطة؟ التعبير الوارد في خارطة الطريق يجعل هذا الاجتماع مفتوحاً، فالإجراءات تشمل الطلب بضم القوى الأخرى طالما أن ذلك يحقق الشمول الوارد في النقطة. والنص على تحقيق إجراءات تهيئة المناخ كذلك يصبح أمراً طبيعياً ولازماً، ولكن يمكن بالطبع تفكيك الإجراءات المطلوبة من حيث معقوليتها أو عدم معقوليتها، بحسب الرؤى المختلفة.

المدهش أن الدكتور الواثق، بعد أن اعتبر أن كل مطلوبات تهيئة للمناخ التي تطالب بها المعارضة، خاصة المتعلقة بالحريات، تتصف بعدم المعقولية ويصعب تحقيقها سياسياً على الأرض، عاد في آخر المقال ليقول إن الحكومة “بيدها اتخاذ العديد من التدابير والمبادرات والإجراءات الكفيلة بتجهيز وإعداد الملعب السياسي، وعلى رأسها اطلاق الحريات العامة، بما يمنح المصداقية لتوجه النظام المعلن نحو السلام”.

كيف تصبح المطالبة غير معقولة وغير ممكنة التطبيق عندما تأتي في ورقة نداء السودان، ثم فجأة تصبح ممكنة في آخر المقال على لسان الكاتب نفسه؟

التيار

تعليق واحد

  1. تعليقنا على مقال الواثق كمير في حينه…

    لماذا يستكثر الواثق كمير على الجبهة الثورية مواقفها وأجندتها التفاوضية ويصفها بعدم المعقولية السياسية؟؟

    في مقاله بصحيفة الراكوبة الغراء تحت عنوان “خارطة تجب خارطة! ورقة الموقف التفاوضي لنداء السودان”
    لماذا يستكثر الواثق كمير على الجبهة الثورية المحرك والقائد الفعلي لـ (نداء السودان) مواقفها وأجندتها التفاوضية ويصفها بعدم المعقولية السياسية؟؟ … أليس من حق الجبهة الثورية كممثلة للأغلبية الميكانيكية الساحقة من السودانيين، المطالبة بحقوق مواطنيها في المواطنة العادلة والمنزهة عن الإقصاء والتهميش، أليس من حق الجبهة الثورية التأكيد على حق مواطنيها في الأنتساب لجهاز الدولة وتولى المناصب القيادية والمفصلية في مؤسساتها الأكثرية حيوية ()، ….

    هل تمسك الجبهة الثورية بمشروع إعادة هيكلة جهاز الدولة وإنهاء السيطرة المطلقة والحصرية لمنسوبي قبائل الأقلية الثلاث الحاكمة في بلادنا منذ 1956م والتحكم بمفاصل مؤسساتنا الأكثر حيوية (الجيش، الشرطة، الأمن، السلطة القضائية، المنظومة الأقتصادية ووسائل الإعلام المرئية، المسموعة والمقروءة)، وهم الذين لا تتجاوز نسبة تعدادهم الـ 5% من جملة سكان السودان (13 دائرة جغرافية لولايتي نهر النيل والشمالية من أصل 271 دائرة جغرافية لعموم السودان)، وصولا لدولة المؤسسات وسيادة حكم القانون والمواطنة أساس الحقوق والواجبات، تجاوزا وعدم معقولية؟؟؟…

    أليس من حق الجبهة الثورية المطالبة بتفكيك وإنهاء حصرية مراكز القيادة والسيطرة وأتخاذ القرار بجهاز الدولة ومفاصل مؤسساتها عبر برنامج وطني جاد بإعادة هيكلتها، وصولاً لإنهاء كافة أشكال ومظاهر سيطرة منسوبي قبائل الأقلية الثلاث وتفردهم بالقرارات المصيرية للوطن؟؟ أليس هذه الحصرية، هي التي قادت لترهل وتسيب هذه المؤسسات وفقدان هيبتها وأحترامها لدي المواطن العادي والبسيط. وذلك لانعدام نظام المحاسبة الداخلية بهذه المؤسسات أو فشل تطبيقه بدواعي المحافظة على توازن النفوذ بين منسوبي هذه القبائل الثلاثة الحاكمة؟؟ … أليس أستمرار حرص القيادة السياسية في مختلف حقبها وأيدلوجياتها وأصرارها المستمر ومنذ تاريخ “الأستقلال الكذوب 1956” على ملء الوظائف والمناصب الإدارية والقيادية في جهاز ومفاصل مؤسساتها الأكثر حيوية بمنسوبي قبائل الأقلية الثلاثة حصرياً، أضطرت هذه المؤسسات لأهمال مبدأ الكفاءة والنزاهة والأستقامة في أختيار منسوبيها، مما ذاد من ترهلها وتسيبها وتحولها إلى كتنونات قبلية، يحمي أفرادها فساد وتجاوزات بعضهم البعض أقرب منها إلى ما يمكن أن نطلق عليه مؤسسات دولة …

    لماذا يرفض الواثق كمير حق الجبهة الثورية في مناقشة القضايا الحقيقة والأكثر تأثيرا في حياة مواطنيها والأزمة السودانية، والتي كلفت قواعد الجبهة الثورية خسائر فداحة في الأرواح والممتلكات وتدمير بنيتها الأجتماعية والأقتصادية على مدار ستون (60) عاما من حروب القهر والتنكيل والتمكين المتواصلة …. لماذا ينزعج الواثق كمير من أصرار الجبهة الثورية وجماهيرها وعزمها على تفكيك وإنهاء نظام التمييز العنصري لأقلية الجلابة القائم في بلادنا منذ 1956 (جغماس JAGMAS) ، ألم يسبقها حزب المؤتمر الأفريقي بزعامة نيلسون مانديلا إلى تفكيك وإنهاء نظام الفصل العنصري لأقلية البوير (الآبارتييد) في جنوب أفريقيا العنصرية سابقاً؟

    ثم كيف لمثقف وأكاديمي وباحث مثل الواثق كمير أن يعتقد أو يفكر مجرد تفكير بأن هناك أمة حقيقية أو دولة طبيعية في العالم، يمكن أن تنهض وتتقدم وتزدهر، وتتمتع بالندية مع رصيفاتها من دول العالم، وهي ظلت على مدى نصف قرن ونيف (60) عاماً، وما زالت لا تثق ولا توكل المهام والوظائف القيادية والحساسة إلا لـ 5% من مواطنيها، مما يعني ضمنياً بأنها تفكر بـ 5% من عقول علماءها ومفكريها (Think Tanks) وتخطط وتقرر وتنفذ بـ 5% من طاقة خبراءها وخريجيها وأيديها الماهرة والمدربة (Expertise)،… وطن يستغني عن 95% من طاقته البشرية وثروته الحقيقية (إنسانه) لهو وطن كسيح وسيعيش طول ناريخه مقعد وعاجز اتجاه نفسه وأبناءه…

    أحمد البقاري
    أكاديمي وباحث سياسي

    رابط مقال الواثق كمير المعني بتعليقنا أعلاه
    http://www.alrakoba.net/articles-action-show-id-71494.htm

  2. تغيير المواقف طبيعي في النخب السودانية ربما راوده وقالوا له هيت لك ولم يقل معاذ الله مباشرة بل وارب الباب من سيده !!!!يا استاذ فيصل اصل محنة هو محنة النخب والسلطه وهي حلقة جهنمية لا اري لها علاج في المنظور القريب هذه ناحية اما الناحية الاخري اننا حتي الان وبعد0سنة من الاسيتقلال لم نلمس جوهر الازمه من جذره وحله حلا جذريا وهذا الحل يكون في مشروع دولة متكامل وليس حوار او مؤتمر دستوري هذه اشياء لحلول مشاكل ظهرت طبعا فات علي اباء الاستقلال عمل هذا ضمن مشروع التعليم الاستعمار عمل هذا المشروع ببنيات عملية وان لم يقل بذلك لانه طبيعتنا القبلية التخلف البدوية الرعوية لذلك عمل الداخليات في نظام التعليم لمهاجنة الناس وتعارفهم مع المشاريع الكبيرة التي هاجنت القبائل لكن عضم المشروع في التعليم كتربية عل طريقة مثلا مصر مع المفارقه قطعا !!!!الحديث طويل وكل النخب تتحاشي الدخول فيه من اجل المناصب

  3. تعليقنا على مقال الواثق كمير في حينه…

    لماذا يستكثر الواثق كمير على الجبهة الثورية مواقفها وأجندتها التفاوضية ويصفها بعدم المعقولية السياسية؟؟

    في مقاله بصحيفة الراكوبة الغراء تحت عنوان “خارطة تجب خارطة! ورقة الموقف التفاوضي لنداء السودان”
    لماذا يستكثر الواثق كمير على الجبهة الثورية المحرك والقائد الفعلي لـ (نداء السودان) مواقفها وأجندتها التفاوضية ويصفها بعدم المعقولية السياسية؟؟ … أليس من حق الجبهة الثورية كممثلة للأغلبية الميكانيكية الساحقة من السودانيين، المطالبة بحقوق مواطنيها في المواطنة العادلة والمنزهة عن الإقصاء والتهميش، أليس من حق الجبهة الثورية التأكيد على حق مواطنيها في الأنتساب لجهاز الدولة وتولى المناصب القيادية والمفصلية في مؤسساتها الأكثرية حيوية ()، ….

    هل تمسك الجبهة الثورية بمشروع إعادة هيكلة جهاز الدولة وإنهاء السيطرة المطلقة والحصرية لمنسوبي قبائل الأقلية الثلاث الحاكمة في بلادنا منذ 1956م والتحكم بمفاصل مؤسساتنا الأكثر حيوية (الجيش، الشرطة، الأمن، السلطة القضائية، المنظومة الأقتصادية ووسائل الإعلام المرئية، المسموعة والمقروءة)، وهم الذين لا تتجاوز نسبة تعدادهم الـ 5% من جملة سكان السودان (13 دائرة جغرافية لولايتي نهر النيل والشمالية من أصل 271 دائرة جغرافية لعموم السودان)، وصولا لدولة المؤسسات وسيادة حكم القانون والمواطنة أساس الحقوق والواجبات، تجاوزا وعدم معقولية؟؟؟…

    أليس من حق الجبهة الثورية المطالبة بتفكيك وإنهاء حصرية مراكز القيادة والسيطرة وأتخاذ القرار بجهاز الدولة ومفاصل مؤسساتها عبر برنامج وطني جاد بإعادة هيكلتها، وصولاً لإنهاء كافة أشكال ومظاهر سيطرة منسوبي قبائل الأقلية الثلاث وتفردهم بالقرارات المصيرية للوطن؟؟ أليس هذه الحصرية، هي التي قادت لترهل وتسيب هذه المؤسسات وفقدان هيبتها وأحترامها لدي المواطن العادي والبسيط. وذلك لانعدام نظام المحاسبة الداخلية بهذه المؤسسات أو فشل تطبيقه بدواعي المحافظة على توازن النفوذ بين منسوبي هذه القبائل الثلاثة الحاكمة؟؟ … أليس أستمرار حرص القيادة السياسية في مختلف حقبها وأيدلوجياتها وأصرارها المستمر ومنذ تاريخ “الأستقلال الكذوب 1956” على ملء الوظائف والمناصب الإدارية والقيادية في جهاز ومفاصل مؤسساتها الأكثر حيوية بمنسوبي قبائل الأقلية الثلاثة حصرياً، أضطرت هذه المؤسسات لأهمال مبدأ الكفاءة والنزاهة والأستقامة في أختيار منسوبيها، مما ذاد من ترهلها وتسيبها وتحولها إلى كتنونات قبلية، يحمي أفرادها فساد وتجاوزات بعضهم البعض أقرب منها إلى ما يمكن أن نطلق عليه مؤسسات دولة …

    لماذا يرفض الواثق كمير حق الجبهة الثورية في مناقشة القضايا الحقيقة والأكثر تأثيرا في حياة مواطنيها والأزمة السودانية، والتي كلفت قواعد الجبهة الثورية خسائر فداحة في الأرواح والممتلكات وتدمير بنيتها الأجتماعية والأقتصادية على مدار ستون (60) عاما من حروب القهر والتنكيل والتمكين المتواصلة …. لماذا ينزعج الواثق كمير من أصرار الجبهة الثورية وجماهيرها وعزمها على تفكيك وإنهاء نظام التمييز العنصري لأقلية الجلابة القائم في بلادنا منذ 1956 (جغماس JAGMAS) ، ألم يسبقها حزب المؤتمر الأفريقي بزعامة نيلسون مانديلا إلى تفكيك وإنهاء نظام الفصل العنصري لأقلية البوير (الآبارتييد) في جنوب أفريقيا العنصرية سابقاً؟

    ثم كيف لمثقف وأكاديمي وباحث مثل الواثق كمير أن يعتقد أو يفكر مجرد تفكير بأن هناك أمة حقيقية أو دولة طبيعية في العالم، يمكن أن تنهض وتتقدم وتزدهر، وتتمتع بالندية مع رصيفاتها من دول العالم، وهي ظلت على مدى نصف قرن ونيف (60) عاماً، وما زالت لا تثق ولا توكل المهام والوظائف القيادية والحساسة إلا لـ 5% من مواطنيها، مما يعني ضمنياً بأنها تفكر بـ 5% من عقول علماءها ومفكريها (Think Tanks) وتخطط وتقرر وتنفذ بـ 5% من طاقة خبراءها وخريجيها وأيديها الماهرة والمدربة (Expertise)،… وطن يستغني عن 95% من طاقته البشرية وثروته الحقيقية (إنسانه) لهو وطن كسيح وسيعيش طول ناريخه مقعد وعاجز اتجاه نفسه وأبناءه…

    أحمد البقاري
    أكاديمي وباحث سياسي

    رابط مقال الواثق كمير المعني بتعليقنا أعلاه
    http://www.alrakoba.net/articles-action-show-id-71494.htm

  4. تغيير المواقف طبيعي في النخب السودانية ربما راوده وقالوا له هيت لك ولم يقل معاذ الله مباشرة بل وارب الباب من سيده !!!!يا استاذ فيصل اصل محنة هو محنة النخب والسلطه وهي حلقة جهنمية لا اري لها علاج في المنظور القريب هذه ناحية اما الناحية الاخري اننا حتي الان وبعد0سنة من الاسيتقلال لم نلمس جوهر الازمه من جذره وحله حلا جذريا وهذا الحل يكون في مشروع دولة متكامل وليس حوار او مؤتمر دستوري هذه اشياء لحلول مشاكل ظهرت طبعا فات علي اباء الاستقلال عمل هذا ضمن مشروع التعليم الاستعمار عمل هذا المشروع ببنيات عملية وان لم يقل بذلك لانه طبيعتنا القبلية التخلف البدوية الرعوية لذلك عمل الداخليات في نظام التعليم لمهاجنة الناس وتعارفهم مع المشاريع الكبيرة التي هاجنت القبائل لكن عضم المشروع في التعليم كتربية عل طريقة مثلا مصر مع المفارقه قطعا !!!!الحديث طويل وكل النخب تتحاشي الدخول فيه من اجل المناصب

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..