أصل الانسان و سر الوجود(2)

في هذا المبحث كان من الضروري البدء من أساس الخلق و هو الطين كما أشير إليه في المقال السابق ثم السير قدما و هو المنهج المعتاد ,و لكنني وجدت أن من المستحسن مناقشة قصة سيدنا آدم أولا لأن لها القول الفصل في تحديد السير في جدلية خلق أدم في جنة سماوية من عدمها و من نصوص القرآن الكريم الكتاب السماوي الوحيد الثابت مع التعزيز بأي بينات أخري من السنة المدونة و التوراة.
التوراة تعرضت لكثير من التبديل لاسباب كثيرة ليس هذا مكانها لكن الملاحظ أن الاسفار الاولي ربما لم تتعرض لكثير من التغيير بسبب أنها تتحدث عن أحداث ذات وقع قوي علي الذاكرة و بعيدة عن الغرض البشري لهذا يمكن الاستعانة بها بغرض المقارنة أو التعضيد .
من الملاحظ أن أهل الكتاب أثروا كثيرا في العقيدة الاسلامية من حيث أنهم أهل آخر رسالة سماوية ولوجودهم الجغرافي حول المنطقة العربية ,و منهم من ساكن العرب كما رأينا في طوائف اليهود التي ذخر بذكرها القرآن الكريم و التأريخ الاسلامي و قد تسلل كثير من فكرهم التشريعي و التأويلي إلي كتابات المفسرين و مدوني الفكر الإسلامي في ما يسمي بالإسرائيليات.
قال تعالي :
(وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ * وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ * قَالَ يَاآدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ * وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ * وَقُلْنَا يَاآدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ * فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ * فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ * قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) البقرة 30-39
(ِإنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَىٰ . وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَىٰ)طه/118-119
) طه /120 (فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَىٰ
(فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَٰذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ)الاعراف/20
(فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ ۚ وَعَصَىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ ) طه/121
(يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا ۗ إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ ۗ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ) الاعراف/27
(يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَىٰ ذَٰلِكَ خَيْرٌ ۚ ذَٰلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ) الاعراف /26
(قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ ) ص/77
لنبدأ بتأويل كلمة خليفة بالقرآن :
(ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ لِنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ يونس)/14 (خلائف في الأرض)
(وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ الاعراف)/69 (خلفاء قوم نوح الذين كانوا في الأرض)
(وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ الاعراف )/74 (خلفاء و بوأكم في الأرض)
المعني واضح بشر يخلفون بشر آخرين(في الارض) و يحلون مكانهم مع اندثار السابقين و لا تعني الكلمة باي حال من الأحوال أن الإنسان خليفة الله في الارض وهذا كبر و غرور من الإنسان لا معني له,آدم ليس أول البشر و لكنه أول إنسان.
الملائكة بنص الاية لا تعلم الغيب و إنما ردت بحكم ما رأته من أسلاف ذلك المخلوق القادم ,أنهم يسفكون الدماء و يفسدون في الارض, إبرازا لفضل هذا المخلوق (آدم) أب الجنس البشري إمتحن الله الملائكة بأن يطلقوا أسماء علي بعض الموجودات التي تحيط بآدم فعجزوا و إستطاع آدم .
ورد في التوراة سفر التكوين( 2: 19-20) الآتي:
“وجبل الرب الإله من الأرض كل حيوانات البرية وكل طيور السماء، فأحضرها إلى آدم ليرى ماذا يدعوها… فدعا آدم بأسماء جميع البهائم وطيور السماء وجميع حيوانات البرية”.
“بعد أن أسكن الله آدم في الجنة، أراد أن يثبت للملائكة تفوقه عليهم، فجمع حيوانات الأرض وعرضها عليهم زوجاً زوجاً لينبئوه بأسمائها، ولكنهم عجزوا. فعرضها على آدم بعد أن علمه أسماءها وحياً، فسماها آدم بأسمائها”. (الهاجاده).
نلاحظ من سياق القصة القرآنية و المعصية التي وقع فيها آدم الآتي:
أن لا آدم و لا الملائكة, لا أحد منهم يعلم الغيب فآدم أخبر بما يعلمه فقط من الأسماء و قد خاطبه الله و الشيطان بأشياء يعلمها آدم و يخشاها و يتمني تجنبها أو يتمني الحصول عليهافي عالمه الأرضي, لو كان آدم في عالم سماوي لماعرف عن هذه الاشياء.
وفر الله لآدم كل شئ: الزوجة و لم تكن محرمة عليه, الطعام و الشراب و المأوي الآمن و الظل, الملاحظ أن كل هذه الأشياء كانت و مازالت هم الانسان الاول لكن وجودها كلها مجتمعة في القصة تدل علي الضنك الذي كان يعيشه الإنسان الأول.
الشيطان خاطب آدم أولا عالما بما يجيش به صدره و ممنيه بشجرة الخلد و ملك لا يبلي, الخوف من الموت هو وسواس كل إنسان و لكن ما قصة الملك الذي لا يبلي؟ الاغلب أن آدم كان رئيس قبيلة من البشر و كان دائما خائفا علي زوال ملكه والشيطان دائما يعرف نقاط ضعف البشر القلبية لذا خاطبه الشيطان حصرا في البداية.
ثم إن آدم لما سكن في الجنة و إستكان و رأي الملائكة إرتقت مطامعه,عرضنا في مقال سابق أن الملائكة كائنات لاتري بالعين المجردة لكن الله يجعلهم علي صورة جميلة تدركها أعيننا.
وسوس الشيطان لآدم و زوجه التي لم تكن محرمة عليه بان الله نهاهما عن الشجرة المحرمة لئلا يتحولا إلي ملكين او يكونا من الخالدين, الشجرة خلافا لكثير من الاقوال لم تكن شجرة المعرفة اللهم إلا مجازا فقد كانت شجرة فتنة فقط,كانت شجرة ذات ثمار عادية و لكن لما أكلا منها و لم يحدث تغيير في هيئتهما عرفا أنهما إرتكبا خطأ كبيرا و ظلا يغطيان أنفسهما بورق الشجر خجلا و خوفا من الله.
التوراة تكوين (8:3) :
وسمعا صوت الرب الإله ماشياً في الجنة عند هبوب ريح النهار، فاختبأ آدم وامرأته من وجه الرب الإله في وسط شجر الجنة.
وجب أن نبحث في القرآن عن معني كلمة بدا أو بدت لهما سوءاتهما
(ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الْآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّىٰ حِينٍ) يوسف/35
(وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ مِن سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ) الزمر /47
بدا في القرآن تعني إنكشاف الحقيقة فكرا و ليس نظرا بالعين.
فلنبحث عن معني سوءة
(فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ ۚ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَٰذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي ۖ فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ) المائدة /31
إذن السوءة هي ما يشين الانسان ظهوره و هي معني واسع قد يشمل العورة و لكن بحسب السياق,ورد في السياق (سوءاتهما) و ليس (سوأتيهما) إذن الآية لا تتحدث عن عورتيهما,السوءات علي سبيل المثال هن : عدم تقوي الله,معصية الله بالاكل من الشجرة, عدم السماع لنصيحة الله بالحذر من الشيطان ,معصية الله بالسماع لوسوسة الشيطان, الطمع, جحود نعم الله,تصديق وسوسة الشيطان.
فلنبحث عن معني اللباس:
(يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَىٰ ذَٰلِكَ خَيْرٌ ۚ ذَٰلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ) الاعراف/ 26
(وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا) النبأ/10
(وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَّجَعَلْنَاهُ رَجُلًا وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِم مَّا يَلْبِسُونَ )الانعام/9
(أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ ۚ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِّنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ) ق/15
إذن اللباس هو الغطاء ماديا كان أم معنويا و لباس الليل سمي كذلك لسببين الاول بسبب غطاء الظلام و الثاني بسبب غطاء النوم الذي يفصل العقل الواعي.
و الآيات أعلاه تدل علي هذا المعني أن اللباس المقصود في هذا السياق هو لباس التقوي و هو أهم من اللباس الذي يغطي الجسد,لم يرد في القرآن أن الله منع آدم من نكاح زوجته أو أن الشيطان أغواه ليقع علي زوجته ,الشيطان نزع من آدم و زوجه لباس التقوي و هي الخشية من الله وقال تعالي بأن آدم عصي ربه فغوي أي ضل و خاب.
الله تعالي أخبر آدم و زوجه من بعد الهبوط (فإما يأتينكم مني هدي) هدي و لم يقل (يأتينكما) و هذه قرينة بأن المعني يشمل آدم و ذريته و قد ورد ذكر ذلك في الاية 26 من سورة الاعراف التي شدد فيها الله تعالي علي لباس التقوي و أنهي الآية ب (وَلِبَاسُ التَّقْوَىٰ ذَٰلِكَ خَيْرٌ ۚ ذَٰلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ) و تلك قرينة بأن نزول آيات الله قد تتابع بعد خروج آدم و زوجه من الجنة و زيادة نسله والملاحظ أن فرض اللباس الجسماني بدأ بعد تكاثر النسل و صاروا أزواجا و زوجات يسوء بعضهم رؤية عورات بعض و لم تك هناك من آية تفرض اللباس علي آدم و حواء إبتداء.
التوراة تكوين( 2: 25): وَكَانَا كِلاَهُمَا عُرْيَانَيْنِ، آدَمُ وَامْرَأَتُهُ، وَهُمَا لاَ يَخْجَلاَنِ.
بقيت كلمة واحدة هي من ضمن ما سبب اللبس في فهم قصة آدم القرآنية هي كلمه أهبطوا, الهبوط في القرآن لا يعني فقط الهبوط من السماء إلي الأرض, كما في سورة البقرة فهو يعني التحرك من مكان إلي آخر ما في الاية 61من سورة البقرة (أهبطوا مصرا فإن لكم ما سألتم),أهبطوا منها هنا تعني أخرجوا منها ,و جميعا ضمير راجع لآدم و ذريته .
بقي معرفة معني فاخرج منها فإنك رجيم للشيطان و هو كائن خلق من لهب النار (و الجان خلقناه من من قبل من نار السموم) كلمة (من قبل) تشير إلي حقيقة علمية, أن كوكب الأرض كان في البداية كرة غازية ثم سائلة ملتهبة.
الخروج للشيطان لم يكن خروجا من الجنة فهو كائن لا يحتاج إلي ما يحتاج اليه آدم من حاجات بشرية و إنما خروجا من مكانته وسط الملأ الاعلي و الملائكة,إستخدم الله لآدم و ذريته كلمة الهبوط و للشيطان الخروج و الرجم,كلمة رجم في القرآن لها معني آخر لا يقتصر علي الرجم بالحجارة ومنها النبذ و الطرد.
قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيراً مِمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفاً وَلَوْلا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ ) هود/91)
فنجد القوم قد خافوا رهط شعيب أي عشيرته وقبيلته، فمنعهم ذلك بان يخرجوه من قريتهم ولكن في الآية ( 88 من سورة الأعراف ) هددوه بالخيار إما بالرجوع في ملتهم أو طرده ولم يكن رهطه وخوفهم في سياق الآية (91 من سورة هود ) إن يمنعهم من طرده كما جاء في سياق هذه الآية والتي هي البرهان الثاني على إن الرجم يعني الطرد أو بالأصح إخراجه من قريته
(قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ ) ألأعراف /88
(قَالَ أَرَاغِبٌ أَنتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ ۖ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ ۖ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا )مريم/46
بقيت عقدة واحدة ,من اين أتت حواء و ماقصة الآيات التي ورد فيها ذكر أن الله خلقنا من نفس واحدة و خلق منها زوجها و ما قصة الضلع الذي خلقت منه؟
فلندلف إلي الآيات:
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)النساء/1
(خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ ۚ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِّن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ فَأَنَّىٰ تُصْرَفُونَ) الزمر/6
ملاحظة(الآيتان 189-190 من سورة الأعراف تفندان أن النفس الواحدة و زوجها ليسا آدم و زوجه و كلمة ثم في الآية 6 من سورة الزمر تفيد التراخي أي حدوث الحدث بعد مدة)
جاء في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: استوصوا بالنساء فإن المرأة خلقت من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه فإن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء. زاد ابن إسحاق (بتخريجه) (اليسرى من قبل أن يدخل الجنة وجعل مكانه لحم)!!! راجعت سيرة ابن اسحاق في سير أعلام النبلاء للذهبي فلم أجده ثقة و لم يعتد به لا أحمد بن حنبل و لا الإمام مالك و اتهم بالتدليس. للامام
ورد في التوراة تكوين( 22-23 )
فَأَوْقَعَ الرَّبُّ الإِلَهُ سُبَاتاً عَلَى آدَمَ فَنَامَ فَأَخَذَ وَاحِدَةً مِنْ أَضْلاَعِهِ وَمَلَأَ مَكَانَهَا لَحْما.ًبَنَى الرَّبُّ الإِلَهُ لضِّلْعَ الَّتِي أَخَذَهَا مِنْ آدَمَ امْرَأَةً وَأَحْضَرَهَا إِلَى آدَم فَقَالَ آدَمُ: «هَذِهِ الْآنَ عَظْمٌ مِنْ عِظَامِي وَلَحْمٌ مِنْ لَحْمِي. هَذِهِ تُدْعَى امْرَأَةً لأَنَّهَا مِنِ امْرِءٍ أُخِذَتْ.
الملاحظ أن القرآن الكريم لم يتعرض لقصة الضلع و يبدو أنها مجازية حيث أن حديث الرسول الاعظم إن صح فقد كانت عبارته أكثر حذرا إذ قال (من ضلع أعوج) ولم يقل ضلع آدم الشئ الذي يفتح الباب لفهم مجازي تأويلي ,أن منطق المرأة الذي نراه أعوجا هو جزء اصيل من تركيبتها و إن لم نفهمه فسيؤدي هذا الي الشقاق و الفراق و الله أعلم.
إذن كيف نفهم ألآيتين القرآنيتين أعلاه من سورتي النساء و الزمر؟
فلنلجأ للقرآن, قال تعالي
(وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ )ق /7
(أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الْأَرْضِ كَمْ أَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ )الشعراء /7
إذن (زوجها) تعني نوع أو صنف ,الآية الاولي تدل علي أصناف النباتات و فيها أسرار كثيرة منها مد الارض (القارة الام بانجيا التي تفرعت منها باقي القارات), ألقينا فيها رواسي(الجبال النيزكية المحتوية علي المعادن) و أن النباتات كانت أول الخلق السائد .
الآية الثانية تدل علي مطلق الانواع نباتا أم حيوانا و كلمة كريم تدل علي خصوبة الانواع و قابليتها للتكاثر.
أي أن التزاوج في ذرية آدم في البداية كان داخليا أذ أخرج الله نوع البشر الحالي من أبناء و بنات آدم فقط لضروروة النقاء العرقي.
)Inbred Reproduction)
الآيات التالية تعزز هذا المعني:
(هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا ۖ فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ ۖ فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ. فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا ۚ فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ)189-190/الاعراف
واضح من الآية أنها ليست في آدم و إنما في ذريته(نوعه) فآدم لم يكن مشركا مطلقا. فتأمل
و ما يعضد هذا المعني حديث الرسول صلي الله عليه و سلم(موقوفا)
ذكر الطبري في تاريخه
عن ابن مسعود وعن ناس من أصحاب رسول الله ص قال : كان لا يولد لآدم مولود إلا ولد معه جارية فكان يزوج غلام هذا البطن جارية هذا البطن الآخر حتى ولد له ابنان يقال لهما قابيل وهابيل وكان قابيل صاحب زرع وكان هابيل صاحب ضرع , وكان قابيل أكبرهما وكانت له أخت أحسن من أخت هابيل وإن هابيل طلب أن ينكح اخت قابيل فأبى عليه وقال : هي أختي ولدت معي وهي أحسن من أختك وأنا أحق أن أتزوجها , فأمره أبوه أن يزوجها هابيل.
و في التوراة تكوين 1:6-4 يقول، “وحدث لما أبتدأ الناس يكثرون علي الأرض، وولد لهم بنات، أن أبناء الله رأوا بنات الناس أنهن حسنات. فاتخذوا لأنفسه نساء من كل ما اختاروا. فقال الرب “لا يدين روحي في الأنسان الي الأبد لزيغانه، هو بشر. وتكون أيامه مئة وعشرين سنة”
الاغلب أن ذرية آدم كان ممنوعا عليها الزواج من خارج قبيلة ادم و لكن في النهاية بعد زيادة عددهم تكاثربعضهم مع مع الجنس الأقل رقيا و الذي يفترض أن يخلفوه , اظهرت اخر دراسة علمية قام بها عالم الجينات سفانته بابو ان شعب النياندرتال، والذي كان العلماء يعتبرونه جنسا متخلفا عن الانسان البشري وانقرض منذ اكثر من 30 الف سنة، اظهرت ان هذا العرق لم ينقرض اذ انه تزاوج مع الانسان البشري والمعروف باسم هومو سيبيانز.
وحسب سفانته بابو، الذي يعمل في مركز ماكس بلانك لدراسات النشوء البيولوجية في مدينة لابزيغ الالمانية، فان قسم من سكان القارتين الاوروبية والاسيوية يحملون الجينات الخاصة بشعب النياندرتال، حيث ان بين 2 و4 بالمئة من الجينوم البشري، اي خارطة المعلومات الجينية في جسم الانسان، تأتي من جينات النياندرتال. هذا يعني ان هذا العرق لم ينقرض تماما، بل ان ثمة اناس يعيشون الان ويحملون الجينات الخاصة بشعب النياندرتال, و هذا يقودنا للحذر مع المعارف البشرية المحدودة و النسبية و لا نستعجل في الحكم الا بعد إستقصاء و تروي.
أما آخر الكلام فقوله تعالي:
آل عمران/59(إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ)
ورد ذكر آدم في القرآن 25 و كذلك عيسي ذكر 25 مرة و يالها من إشارة!!!!!!!
أورد المفسرون أوجه شبه لاصلة لها بالمعني البسيط وهو: كلاهما ولد من غير أب و لكنهما ولدا من إمرأتين بشريتين من تراب و معني (عند الله) تعني عند الخالق لأن الآية تتحدث عن خلقهما فقط لا عن أي شئ آخر.
(إنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ) آل عمران/33
آية واضحة لا تقبل اللبس ,الاصطفاء كان من وسط بشر آخرين ,كلمة العالمين تفهم من السياق ف( العالمين) في قصة سيدنا لوط عليه السلام تعني فقط ضيوفه من خارج قريته,أما في فاتحة سورة الفاتحة (الحمدلله رب العالمين) فمعناها أكثر شمولا حسب كلام المفسرين بل و حتي يشمل كائنات عاقلة غير البشر.
في المقال القادم سنواصل مع قصة قطعة الطين و عن الفرق بينها و بين التراب , كتبت مقالي هذا بعد إجتهاد من آخرين و من شخصي الضعيف و اقول في كل تأويل كتبته أو إستنبطته من داخل أو خارج القرآن ( الله أعلم) وأترك الحكم لأولي الالباب لكن الخلاصة الواضحة :آدم لم يخلق و لم يهبط من جنة سماوية وهو ليس بأول البشر لكنه أول إنسان و هو ليس بخليفة الله في الأرض و حواء لم تخلق من ضلع آدم و الخالق أولا و آخرا هو الله سبحانه و تعالي واجب الوجوب المستغني بذاته و القادر علي كل شئ,المسيح عليه السلام كان قادرا بإذن الله علي أن يصنع من الطين طيرا و ينفخ فيه الروح فكيف بالله نفسه لكن الله لم يفعل ذلك في قصة خلق سيدنا آدم لعدم وجود ضروروة اصلا,كانت العبرة من فتنة الشجرة أن يتعلم آدم شيئا جديدا غير اللغة و هو التقوي لباس نفس المؤمن و أن يتعلم عاقبة إتباع الشيطان .

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. آسف سقط سهوا من منتصف المقال أن الجنة السماوية لا موت فيها فكيف يبحث آدم عن الخلود في مكان لاموت فيه!!!

  2. شكرا للأستاذ صلاح فيصل على هذه المقالات المفيدة ونسأله ان يعرفنا اكثر بسيرته الذاتية لتزداد معرفتنا اكثر بما يكتب .

  3. آسف سقط سهوا من منتصف المقال أن الجنة السماوية لا موت فيها فكيف يبحث آدم عن الخلود في مكان لاموت فيه!!!

  4. شكرا للأستاذ صلاح فيصل على هذه المقالات المفيدة ونسأله ان يعرفنا اكثر بسيرته الذاتية لتزداد معرفتنا اكثر بما يكتب .

  5. استاذ فيصل لك التحيه . تعليقا علي تفسيرك للأيه (أهبطوا مصرا فإن لكم ما سألتم) .أهبطوا منها هنا تعني أخرجوا منها . بمعني ان الهبوط يعني الخروج.. ما يؤكد ان الهبوط ليس هو الخروج بدلاله ان بني ااسرائيل بعد خروجهم من مصر الي سيناء كانو عايشين فقط علي المن و السلوي . نفسهم تاقت لاصناف من الطعام كانو معتادين عليه في مصر مثل الفول و الفجل و التوم ,,,,,الخ .ربنا اوحي لهم اذا رغبو في هذه الاطعمه عليهم بالهبوط الى مصر بعد ان خرجو منها…

  6. الابن فيصل ارجو ان تحدثنا عن الديانات الاخرى الرئيسية و غير الرئسية و لناذا فضل عليها الاسلام فى القدم و حاليا
    و لك الشكر على اللاهوتيات الممتعة هذه

  7. بعد التحية ,
    يريد كاتب المقال ان يقنعنا بأنه كانت هناك كائنات سبيهة بالبشر قبل ادم عليه السلام على الارض و ان هناك تزاوج حدث بين بعض بني ادم و هذه الكائنات ونتج عنه ذرية و للتعليق على هذا الكلام نقول له ان احتمال وجود كائنات تشبه البشر وارد و لكن يحتاج الى دليل علمي من العلوم التجريبية و بشكل قاطع و الامر ليس مجرد خيال و احلام.
    أما مسألة التزاوج مع البشر , فهذا الامر لا يتوافق مع ظاهر نصوص القرءان و السنة من جهة , كما انه لم يوجد ما يدل عليه علميا من جهة اخرى اذا ان وجود ما يشبه البشر لا يعني انه يمكن ان تزاوج مع بني ءادم و هذا يذكرني بمن شطح خيالهم بامكانية تزاوج الجن مع الانس من دول دليل من القرءان او السنة و من دون دليل واقعي مرئي او موثق.
    و لي بعض الوقفات :
    1.قال كاتب المقال : (( و لكن ما قصة الملك الذي لا يبلي؟ الاغلب أن آدم كان رئيس قبيلة من البشر و كان دائما خائفا علي زوال ملكه والشيطان دائما يعرف نقاط ضعف البشر القلبية لذا خاطبه الشيطان حصرا في البداية.ثم إن آدم لما سكن في الجنة و إستكان و رأي الملائكة إرتقت مطامعه,عرضنا في مقال سابق أن الملائكة كائنات لاتري بالعين المجردة لكن الله يجعلهم علي صورة جميلة تدركها أعيننا. ))
    يبدو ان كاتب المقال ينسج خيالا جميلا من بنات افكاره , أولا ما يقوله كاتب المقال في احسن الفروض هو مجرد احتمال خيالي مع العلم بأن قول كاتب المقال مناقض للحقائق القرءانية لا يستطيع حتى محاولة تأويلها كما فعل مع كلمة ( هبط) فهو حسب كلامه اعلاه ان ادم عليه السلام سكن في الارض اولا ثم سكن الجنة فادم سكن الجنة أولا ثم هبط بعد ذلك الى الارض .
    0
    2. يتحدث الكاتب بما ليس له علم فيقول : ((والملاحظ أن فرض اللباس الجسماني بدأ بعد تكاثر النسل و صاروا أزواجا و زوجات يسوء بعضهم رؤية عورات بعض و لم تك هناك من آية تفرض اللباس علي آدم و حواء إبتداء. ))
    تعليق : أين الدليل على ان اللباس فرض بعد تكاثر النسل و الله سبحانه و تعالى يقول : ” وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا” فهل من التكريم الا يفرض اللباس الا بعد تكاثر النسل و بالمناسبة , كم كان عددهم حين فرض اللباس و في أي جيل فرض؟؟
    3. يقول كاتب المقال : اذن اللباس هو الغطاء ماديا كان أم معنويا و لباس الليل سمي كذلك لسببين الاول بسبب غطاء الظلام و الثاني بسبب غطاء النوم الذي يفصل العقل الواعي.
    تعليق : اللباس هو ما يلبسه الانسان ليستر عورته اويغطي جسمه و استعمال اللباس للتعبير عن ستر الليل للاشياء و ليس تغطيتها يسمى في اللغة مجازا أي ان الكلمة استملت في غير معناها الاصلي لتناسب المعنيين الاصلى و الشبيه و في هذه الحال لا بد ان توجد كلمة للدلالة على ذلك مثل كلمة التقوى في (لباس التقوى). و الحق ان لباس ادم و حواء هو اللباس المعروف بمعنى الملابس و الغريب ان الاسناذ المحترم ذكر في هذا المقال قوله تعالى لادم عليه السلام : “إ نَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَىٰ ” , فتأمل يا اخي تأمل !!!
    مثلا قال تعالى : ” واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون ” ال عمران 103
    فهل يقول كاتب المقال ان هناك حبل مادي و معنوي؟؟

  8. اريد ان انبه الى ان الابحاث الخاصة بجينات انسان نياندرتال ز دينيسوفا ما زالت في بدايتها و من غير المستساغ علميا الحديث عن أمر على أساس انه حقيقة و الابحاث ما زالت في بدايتها
    انقل لكم من موقع بي بي سي على النت http://www.bbc.com/arabic/scienceandtech : (أكدت دراسة حديثة أن معظم سكان العالم يشاركون نسبة تتراوح بين اثنين وأربعة في المئة من الحمض النووي للإنسان البدائي “نياندرتال” بينما هناك عدد قليل هم من ورثوا الجينات من إنسان “دينيسوفا” المنقرض.
    وتوصل فريق العلماء إلى أن السكان من غير الأفارقة ورثوا في مجيناتهم ما بين نحو واحد ونصف إلى أربعة في المئة من نياندرتال.
    لكن الميلانيزيون كانوا الشعب الوحيد الذي لديهم سمات وراثية قوية تعود لإنسان الدينيسوفا بنسبة تصل إلى 1.9 في المئة و3.4 في المئة من المجينات الخاصة بهم.
    وقال بنجامين فيرنوت من جامعة واشنطن والذي قاد البحث: “أعتقد أن هذا الشعب (نياندرتال ودينيسوفا) كانوا يحبون التجول”.
    وأضاف: “نعم بالفعل، مثل هذه الدراسات يمكن أن تساعد في تعقب الأماكن التي جابتها” هذه الأنواع من الإنسان البدائي.)

    هذه الجزئية تتحدث عن اشتراك لنسبة ضيئلة من الجينات بين الانسان و نياندرتال و لكن اثبات ان هناك تزاوج حدث و ذرية مختلطة يحتاج الى اكثر من هذا.

    انظر عزيزي القاريء الى ععدم دقة الاستاذ حيث يقول (( ان بين 2 و4 بالمئة من الجينوم البشري، اي خارطة المعلومات الجينية في جسم الانسان، تأتي من جينات النياندرتال )) قال الاستاذ تأتي من جينات النساندرتال بينما في الموقع أنها ( يشاركون ) و هناك فرق علمي كبير بين يشاركون و تأتي .

  9. كتبت ردا طويلا ولم ينشر وأنمنى أن ينشر هذا القصير
    المقال رائع وهو مقال تأويلي للنصوص وفيه تأويل سمعته قبلا من بعض المتصوفة وبعض الجمهوريين . بالنسبة للباس ذكر القرآن أن آدم وحواء عندما بانت سؤاتهما بدءا يخصفان من ورق الجنة فما قولك حول هذه المسألة أو هذه القرينة؟ أولت وجود انسان سابق على آدم من خلال معرفة الملائكة بأن البشر سيسفكون دماءهم وهو تأويل يعالج اشكالية في النص أكثر مما يمكن اعتباره تأويلا من ضمن التأويلات العديدة لهذا النص

  10. تعرف يا ود الحاجة ,أنا غير متضايق من وجودك الدائم معلقا و مشاركا في كل مقالاتي,قطعا لم اقصد بها أن اغلب احدا في نقاش و لم أتقاض علي مقالاتي اي اجر و إنما هو دافع من ضمير لاشاعة التنوير لتمليك مفاتيح المعرفة الدينية للحياري من المؤمنين و غير المؤمنين فقد قد انتهي بإذن الله عهد سيطرة الكهنوت في أوروبا و دولنا الاسلامية علي الطريق انشالله.

    و لا تغضب مني ,أنا لم اغضب منك عندما علقت علي بالقول كثل الحمار يحمل أسفارا و أنت لا تغضب عندما اقول أن وجودك في مقالاتي يبين للقراء الفرق بين تفكير المتخصص المتجمد و التفكير الحر في اطار الوحي, الفرق بين المعتدل و المتطرف,الفرق بين المتمهل و المتعجل, الفرق بين من يوازن و يجمع كل العلوم في التعامل مع القرآن الكريم و بين من يصر علي علم واحد,المتخصصون يتعاملون بالعلم الشرعي فقط و الملحدون يتعاملون بالعلم المادي فقط وأما من يريدون فهم كتاب الله فعليهم بالاخذ من كل علم بطرف و هضم كل علم مش بس قطع و لصق من المواقع و اتهامات و تهديدات,نحن في عصر ثورة المعلومات و لسنا في عصر الصحابة أكرمهم الله

    و شكرا

  11. وإن كان المكتوب مشوقا, إلاّ أنه يخلط الماء بالزيت يفسر العلم بالدين أي المعقول باللامعقول ويفسر الدين بالعلم وكأنه لا حدود بينهما!!!!

  12. يا استاذ: لا يليق لغويا ان نلجأ الى المعنى البعيد ما لم توجد قرائن او مؤشرات و اليك معنى كلمة عراء من القاموس :لعَراءُ : الفضاءُ ، مكان خالٍ مكشوف لا يُسْتَتَرُ فيه بشيءٍ
    العَرَاء : الأرض المستوية والمُصْحِرة ، وليس بها شجر ولا جبال ولا آكام ولا رمال.
    أي ان كلمة العراء مأخوذة من العري وهو عدم ستر العورة و كلمة لباس معناها ما يستر العورة او الجسم أي الملابس بلغتنا اليوم , و حتى اذا تابعنا اسلوبك الغريب هذا -فقط لكي نعطيك فرصة – فستجد ان جمع النصوص القرءانية من دون اللجوء للسنة الصحيحة , ستجد انه بجمع النصوص يتضح ان ءادم عليه السلام و زوجه كانا يغطيان عورتهما في الجنة
    قال تعالى : ” ان لك الا تجوع فيها و لاتعرى ”
    “ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوءاتهما”
    ” فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ ۚ وَعَصَىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ”
    اذا كانت السوءة كما فسرتها انت فما الذي أتى بالورق هنا؟!!!!
    و اذا اعملت عقلك يا صديقي , هل تعتقد بان ادم الذي كرمه الله سيتركه بلا ستر لعورته و قد امرنا ان نستر عمراتنا عند الصلاة و حتى لو كان المرء وحده لايره , يراه احد غيره , بل لقد توافق البشر حتى الملحدين منهم على ستر عوراتهم !!!الا الشواذ من الناس و النادر لا حكم له
    اضف الى ذلك ان من علامات الجنون المتفق عليه كشف المجنون لعورته امام الناس بلا مبرر !!!
    أين العقل ؟؟؟ أين المنطق ؟؟؟
    الا يعتبر فعلك هذا تلفيقا ؟؟؟

    يا صديقي , من المتحجر و المتجمد و المتقوقع أنا أم من يتجاهل كل الحقائق في محاولة للتشبث بما هو واضح خطؤه

    لك ودي ,,,

  13. يا استاذ: لا يليق لغويا ان نلجأ الى المعنى البعيد ما لم توجد قرائن او مؤشرات و اليك معنى كلمة عراء من القاموس :لعَراءُ : الفضاءُ ، مكان خالٍ مكشوف لا يُسْتَتَرُ فيه بشيءٍ
    العَرَاء : الأرض المستوية والمُصْحِرة ، وليس بها شجر ولا جبال ولا آكام ولا رمال.
    أي ان كلمة العراء مأخوذة من العري وهو عدم ستر العورة و كلمة لباس معناها ما يستر العورة او الجسم أي الملابس بلغتنا اليوم , و حتى اذا تابعنا اسلوبك الغريب هذا -فقط لكي نعطيك فرصة – فستجد ان جمع النصوص القرءانية من دون اللجوء للسنة الصحيحة , ستجد انه بجمع النصوص يتضح ان ءادم عليه السلام و زوجه كانا يغطيان عورتهما في الجنة
    قال تعالى : ” ان لك الا تجوع فيها و لاتعرى ”
    “ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوءاتهما”
    ” فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ ۚ وَعَصَىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ”
    اذا كانت السوءة كما فسرتها انت فما الذي أتى بالورق هنا؟!!!!
    و اذا اعملت عقلك يا صديقي , هل تعتقد بان ادم الذي كرمه الله سيتركه بلا ستر لعورته و قد امرنا ان نستر عمراتنا عند الصلاة و حتى لو كان المرء وحده لايره , يراه احد غيره , بل لقد توافق البشر حتى الملحدين منهم على ستر عوراتهم !!!الا الشواذ من الناس و النادر لا حكم له
    اضف الى ذلك ان من علامات الجنون المتفق عليه كشف المجنون لعورته امام الناس بلا مبرر !!!
    أين العقل ؟؟؟ أين المنطق ؟؟؟
    الا يعتبر فعلك هذا تلفيقا ؟؟؟

    يا صديقي , من المتحجر و المتجمد و المتقوقع أنا أم من يتجاهل كل الحقائق في محاولة للتشبث بما هو واضح خطؤه

    لك ودي ,,,

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..