أصل الانسان و سر الوجود(3)

هذه السلسلة من المقالات ليس الهدف منها خلط العلم بالدين أو إثبات أن القرآن صحيح لان العلم البشري قد أثبت ذلك لا بل إثبات أن العلم البشري المحدود و النسبي (ربما) قد تطابق مع بعض آيات القرآن الكريم,فلا يعقل أن يقول تعالي (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) فصلت /53 ثم لا يحقق وعده ثم إن الله يعلم و هو علام الغيوب أن معارفنا البشرية ستكشف لنا في المستقبل عن أشياء لم يعلمها الاولون.
المنهج الذي أتبعه بالنسبة لي صارم و هو أشبه بمنهج المحاكم في أخذ ووزن البينة:
1-القرآن الكريم بينة مباشرة و ضابطة و مضبوطة بالادوات التي حددها سبحانه و تعالي وسيأتي بيانها في محتوي هذا المقال.
2- السنة المدونة بينة غير مباشرة و أحيانا ظرفية و تحتاج لحصافة.
3- التوراة و الانجيل بشكلهما الحالي و العلوم البشرية بينات ظرفية معضدة إذا وزنت بمعيار العقل ووجدت مترابطة بشكل كاف.
كما رأينا في المقال السابق لم توجد آية واحدة تؤكد بأن آدم أول البشرأو أنه خلق في جنة سماوية أو أنه خليفة الله في الارض أو أن حواء خلقت من ضلعه أو أن عورتيهما قد أخفيت عنهما أو أن الشيطان أغواهما لتنكشف عورتيهما .
الضابط لكل هذا الامرهو أن آدم أول إنسان وقد خلق من طين و أن الخالق هو الله فمن شاء أن يصدق القصة الكلاسيكية القديمة فهو فهم صحيح باعتبار مادة الخلق الاولي و من شاء أن يبحث عن مقاربات علمية نابعة من القرآن و مما وصل اليه من علم بشري فهو و شأنه, المهم أن الخالق هو من وراء الخلق و أن آدم مخلوق مميز نفخ الله فيه من روحه و خلق لغاية مقدسة.
مئات ملايين المسلمين درسوا في مدارسهم أن الكواكب تدور حول الشمس بإنتظام منذ بلايين السنين بتوازن قوتين هما جاذبية الشمس و القوة الطاردة المركزية و مقتنعين بذلك,لكن القرآن يخبرنا بان الله هو من وضع الشمس و الكواكب في مداراتها فهل اثر هذا في إيمانهم شيئا؟
الاعجب من ذلك أن كثير منا لا يعلمون بأن الارض تدور حول الشمس ب (ثمانية اضعاف) سرعة الرصاصة دون أن نحس بهذه السرعة الهائلة و أن كل الأجرام السماوية تدور في إتجاه واحد ,عكس عقارب الساعة و الالكترونات في الذرة كذلك, و الالكترونات موجودة في سبع مستويات حول نواة الذرة,الطواف حول الكعبة سبع مرات و عكس عقارب الساعة ثم يأتي من يقول لا فائدة من ربط الدين بالعلم!!!!!
أقيم وزنا كبيرا لتعليقات القراء فمنها أعرف اين موطن الخلل في طرح فكرتي خصوصا في مثل هذه الامور الحساسة و التي يجد الكاتب نفسه فيها مرسلا و مستقبلا و أحيانا كثيرة متعلما, و من أهم الاشياء في عملية التواصل هذه فهم الطرفين لبعضهما و منهجية الطرح و قد لاحظت بعضا من النقاط التي لا مندوحة من التطرق إليها قبل المواصلة لتقليل التشويش و الجدال و ليس دفاعا عن النفس و إنما دفاعا عن القرآن و عن المنهج, و من حق القارئ أن يفهم المنهج المتبع في توصيل الفكرة إليه .
علق البعض علي طريقتي تأويل القرآن بأنها تخالف أسلوب المتخصصين, أو أنها تخريجات,أو أو أنها تلفيق أوأنها تأملات شخصية و ذلك أنهم رأوا أنها شاذة أو أن الناتج يخالف ما إعتادوا عليه أو أن الطريقة معقدة و كل ذلك ينبع من نظرة قدحية متعجلة من الطرفين المسلم و غير المسلم ,يلاحظ ان البعض هاجم القرآن بأنه كتاب غير واضح و لم يعالج كل القضايا التي تهم الإنسان.
بصفة عامة عرف العالم تحولات كبري في تأريخ كل أنواع العلوم عن طريق أشخاص غير متخصصين والامثلة كثيرة ,ذلك أن غيرالمتخصصين يفكرون خارج الصندوق و يسلكون طرقا غيرما تعارف عليها الناس فلذا تكون فرصتهم اكبرفي الإكتشاف أما أحيانا المتخصصون فأحيانا يكونون جزءا من المشكلة المعرفية و يعيدون إستنساخها مما يجعلهم عائقا في وجه المعرفة,ودونكم معلم البشرية الاعظم محمد صلي الله عليه و سلم فقد كان أميا قلبه صفحة بيضاء خط عليه الرحمن علوم الاولين و الآخرين ,سأعالج موضوع أمية الرسول في مقال آخر ففيه سر كبير, المتخصصون يصرون علي هضم تراث السلف الصالح كما هو و يجعلونه جزءا أصيلا من الدين.
من ضمن العوائق التي تقف عائقا في سبيل فهم المسلم لدينه من مصدره الاساس و هو القرأن الآتي:-
1- عدم إستيعاب مبدأ حجية القرآن فقد أوضح المفسرون ردا علي إستغراب كثير من الناس في وجود سورة خاصة بابي لهب بأن ابو لهب لو كان اسلم لهدم الدين من اساسه و هو القرآن لان القرآن أخبر أنه لن يسلم ابدا و سيعاقب في الآخرة, أدخل السلف مفاهيم جديدة مثل نسخ القرآن بالسنة و مدونات تقدح في القرآن مثل آية الشيخ و الشيخة و أن عبدالله بن ابي سرح كان يحرف القرآن!!!!
قضية رجم الزاني ما زالت تثير جدلا فقهيا مع أن الاية (1) من سورة النور حاسمة في هذا الامر, و بدأت بافتتاحية فريدة (سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَّعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) و ما اسرع ما نسي القوم بالرغم من كلمة (فرضناها).
2- الاقتصار علي التأويل القديم للقرآن الكريم و تسميته بتفسير مما يسبب نوعا من الارهاب الفكري علما بأن الله تعالي نفسه سمي إستنباط المعاني من القرآن ب(التأويل).
3- تسمية كتب التأويل ب(التفسير) سبب أيضا نوعا من الكسل الفكري لدي المسلمين وإعتمدوا علي التراث القديم.
4-أسباب النزول :أسباب النزول مفيدة أحيانا لكن معظمها مبني علي تدوين مشكوك في صحته كما انه في أحيان كثيرة محشو بمعلومات لا فائدة منها,و أحيانا مقيدة لا تسمح بإطلاق عنان الآيات لتفعل في المجتمع الإنساني.
مثال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ ۖ وَإِذَا قِيلَ انشُزُوا فَانشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) المجادلة /11
قال مقاتل بن حيان : أنزلت هذه الآية يوم جمعة وكان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يومئذ في الصفة ، وفي المكان ضيق ، وكان يكرم أهل بدر من المهاجرين والأنصار ، فجاء ناس من أهل بدر وقد سبقوا إلى المجالس ، فقاموا حيال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقالوا : السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته . فرد النبي – صلى الله عليه وسلم – ثم سلموا على القوم بعد ذلك ، فردوا عليهم ، فقاموا على أرجلهم ينتظرون أن يوسع لهم ، فعرف النبي – صلى الله عليه وسلم – ما يحملهم على القيام ، فلم يفسح لهم ، فشق ذلك على النبي – صلى الله عليه وسلم – فقال لمن حوله من المهاجرين والأنصار ، من غير أهل بدر : ” قم يا فلان ، وأنت يا فلان ” . فلم يزل يقيمهم بعدة النفر الذين هم قيام بين يديه من المهاجرين والأنصار من أهل بدر ، فشق ذلك على من أقيم من مجلسه ، وعرف النبي – صلى الله عليه وسلم – الكراهة في وجوههم ، فقال المنافقون : ألستم تزعمون أن صاحبكم هذا يعدل بين الناس ؟ والله ما رأيناه قبل عدل على هؤلاء ، إن قوما أخذوا مجالسهم وأحبوا القرب لنبيهم ، فأقامهم وأجلس من أبطأ عنه . فبلغنا أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال : ” رحم الله رجلا فسح لأخيه ” . فجعلوا يقومون بعد ذلك سراعا ، فتفسح القوم لإخوانهم ، ونزلت هذه الآية يوم الجمعة . رواه ابن أبي حاتم.
أما في عصرنا هذا فالقارئ للآية يجد لها معني أشمل في توسيع مواعين المشاركة السياسية و الاجتماعية افقيا, و راسيا في التراتبية المبنية علي العلم و الايمان و الهيكلية التنظيمية.
5- عدم فهم بعض المصطلحات القرآنية مثل الترتيل ,محكم,متشابه,مثاني: القرآن فيه المحكم الذي إما واضح عند قراءته أو محكم يحتاج لتفسير,و فيه المتشابه الذي أبهمت آياته و تحتاج اما لردها للمحكم أو لتأويل حسب قول الفقهاء و التأويل اصعب من التفسير اذ يحتاج لمعرفة اشمل بالتفسير و قدرة علي المقارنة و التحليل للخروج بالمعني الاصوب,والمقارنة قد تحتاج لمعلومات غير موجودة لان معارف الانسان لم تكشف عنها بعد.
الترتيل: قال تعالي (و رتل القرآن ترتيلا) المزمل /4
معجم المعاني
ترتيل: ( اسم )
مصدر رَتَّلَ
يُرَتِّلُ آيَاتِ الذِّكْرِ الحَكِيمِ تَرْتيلا جَيِّداً : يُؤَدِّيهَا بِتِلاَوَةٍ مُنَغَّمَةٍ وَبِصَوْتٍ حَسَنٍ ، وَأَدَاءٍ مُتَوَاتِرٍ يَخْتَلِفُ عَنِ التَّجْوِيدِ , إرسال الكلمة بسهولة واستقامة.
رتل
رتل – ج ، أرتال
1-مصدر رتل . 2 – من كل شيء : الطيب . 3 – من الكلام : الحسن . 4 – حسن تناسق الشيء . 5 – صف من الجنود متراص . 6 – جماعة من الخيل يتبع بعضها بعضها الآخر . 8 – جماعة من السيارات يتبع بعضها بعضها الآخر في موكب أو مهرجان.
إختلف المفسرون في معني الترتيل و أحمع معظمهم علي أنه إحسان قراءة القرآن بالتجويد و الصوت الحسن, و الملاحظ أن الله تعالي شدد علي الترتيل بتكرار الكلمة مما ينبئ بشمولية المعني لانواع مختلفة و متتالية للترتيل و في هذا المجال قال أَبو العباس ما أَعلم الترتيل إِلاَّ التحقيق والتبيين والتمكين,وقال إبن كثير إن أفضل التفسير تفسير القرآن بالقرأن, و الترتيل الذي يقصده ابو العباس هو جمع الكلمات و المعاني و السياق للخروج بأفضل المعاني.
بهذا المعني فالترتيل قد يشمل علي سبيل المثال جمع الآيات المختلفةالتي تشتمل علي كلمة معينة للعثور علي المعني الاصطلاحي للكلمة فالقرآن لا يتناقض بعضه(و إن كان من عند غير الله لوجدوا فيه إختلافا كثيرا),التعرف علي سياق الموضوع أو سياق الآيات,المقارنة,الاستبعاد…إلخ و لذا أضيفت (ترتيلا) للدلالة علي أنه ليس ترتيلا واحدا ,لا توجد كلمة في القرآن موضوعة لغير ما غرض.
الملاحظ : أن المعني الاصطلاحي الديني الذي استنبطه السلف قد غلب علي المعني اللغوي,لا يعقل أن يخطرنا الله سبحانه بان القرآن كتاب مكنون و متشابه و مثاني و يطلب منا تدبر معانيه ثم يقتصر الامر علي مجرد الاداء اللغوي و الصوتي.
6- عدم الاتفاق علي معني (مثاني) في القرآن الكريم
إختلف شيوخ الدين حول تفسير معنى ” السبع المثاني ” التي ورد ذكرها في سورة الحجر بقوله تعالى : ” وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ‏ ” صدق الله العظيم… فقد رأى الشيخ صالح الفوزان أن السبع المثاني هي الآيات السبع الطوال في القرآن الكريم وهي : ” البقرة، آل عمران، التوبة، الأنفال، النساء، المائدة، الأنعام، والأعراف ” على اعتبار أن سورتي التوبة والأنفال هما سورة واحدة.. أما المقصود بالمثاني هنا : أي هي السور التي تتكرر في المواعظ والعبر التي تفيد الأمة الإسلامية. بينما رأت فئة أخرى من العلماء كالعالمين – ابن جرير وابن كثير – أنّ المقصود بالسبع المثاني هي سورة ” الفاتحة ” والسبع لأن عدد آياتها سبع آيات من دون البسملة، والمثاني : أي لأن المصلي يكرر قراءتها أو يثني على الله في كل صلاة سواء في الفرض أو النوافل. واعتمد العالمين في هذا التفسير على ما رواه البخاري عن أبي هريرة أن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال : ” أم القرآن هي السبع المثاني والقرآن العظيم ” ، وفي رواية أخرة عن البخاري عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال في فضل سورة الفاتحة : ” هي السبع المثاني والقرآن العظيم “.
أميل لانها الفاتحة فلا يعقل أن يخبرنا الله في كتابه بمصطلح ثم لا يعطينا مفتاحه, فلنبحث عن المثانية في الفاتحة:
(صراط الذين أنعمت عليهم ),معني عام و الخاص هم المسلمون (اليوم أكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتي ) ,المغضوب عليهم معني عام و معني خاص هم اليهود( مَن لَّعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ ) والضالين معني عام و معني خاص هم أهل الكتاب(ضَلُّوا مِن قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَن سَوَاءِ السَّبِيلِ) .
من أخص أسباب وصف اليهود بالمغضوب عليهم كونهم قد فسدوا بعد علم، واهل الكتاب فسدوا عن جهل فوصفوا بالضلال علي راي كثير من المفسرين و أولهم أبن كثير.

كما راي بعض الصوفية أن مثاني تعني إزدواجية في المعني بحسب وعي المتلقي و مستواه المعرفي و الظرفي,و قد لفت نظري مقال الدكتور أمل الكرفاني في الراكوبة (الهبوط و الترقي في فهم الخطاب القرآني) و الذي يشير إلي هذه الثنائية بحسب المتلقي.
من خلال تعاملي مع كثير من آيات القرآن وجدت فعلا أن هناك أحيانا إزدواجية في المعني لا تخل بالمعني العام للآيات أوغرضها و مثاني معناها بسيط وواضح من خلال الممارسة.
هنا راي آخر بأن متشابه تعني يشبه بعضه بعضا فالقرآن يشبه بعضه بعضا و لا يناقض نفسه و من هنا جاءت خاصية معاني كلمات معينة في القرآن.
في تقديري أن المعنيين صحيحين لكن المعني الاصح يأتي من خلال السياق ففي (متشابها مثاني) المعني الأخير هو الاصح لان هناك تلازم بين الكلمتين و لم يفصل بينهما حرف عطف.
7-الإرهاب الفكري الديني و الثقافي : دخل علي الاسلام كثير من الخلط في تدوين السنة و تفسير القرآن و المعاني الثقافية التي جعلت البعض يتحيز لرايه و يجبر الاخرين إما علي إعتناقه أو التخلي عن رايهم المخالف.
8-الإفتراض الخاطئ بأننا نتكلم نفس عربية القرآن: هذا إفتراض خاطئ فالانجليزية مثلا ليست نفس لغة شكسبير,اللغة كائن حي يتغير و يتشكل علي مدي القرون بتلاقح الثقافات و تغير الطروف لذا جعل الله الترتيل وسية للعثور علي المعني الاصطلاحي و السياقي في القرأن.
9-عدم فهم مبررات الغموض الذي يتبدي لقارئ القرآن في بعض المواضع و مبررات التأويل: مبدأ المعرفة علي قدر الحاجة,حجب المعلومات التي يمكن أن تضر بالسائل, و هومبدأ معروف حتي علي مستوي الاسرة و مكان العمل و المجتمع و الدولة اضف إلي ذلك أن بعض المعلومات الواردة بالقرآن لم يأت أوان تحققها بعد و الاهم من ذلك !!! مبدأ الامتحان الايماني ,لو كان كل شئ واضحا للعقول فلن يمتحن إنسان في إيمانه قال تعالي (إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ) الشعراء/4
10-علامات الوقف و الوصل: في الحقيقة هذه إحدي المعضلات, إذ قد اضيفت علامات الوقف و الوصل في عهد الحجاج بن يوسف و كانت و مازالت لها فائدة عظيمة في ضبط معاني القرآن الكريم و مراد الايات لكن و بحكم انها ليست توقيفية إذ لم يامر بها الرسول الذي ترك لنا المصحف بدفتيه كما أنزل عليه غضا طريا؛ فقد وضع لنا تلك العلامات أناس فهموا القرآن علي طريقتهم و ربما غيرت بعضا من تلك العلامات أو أخفت معلومات قيمة داخل النصوص القرآنية,مثال:
قوله تعالى‏:‏ (‏وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ‏)‏ ‏ آل عمران‏/7وهل هؤلاء الراسخون في العلم هم في زمن نزول القرآن أم هم موجودون إلى قيام الساعة أم أن علم التأويل مقتصر على الله وحده، وقوله‏:‏ (‏وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ‏)‏سورة آل عمران‏:‏ آية 7‏‏ بداية كلام جديد‏؟

‏ هذا محل خلاف بين أهل العلم في موضع الوقوف هل هو على لفظ الجلالة ‏(وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ‏)‏ ‏سورة آل عمران‏:‏ آية 7‏‏‏.
‏ ‏(‏وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ‏)‏ ‏سورة آل عمران‏:‏ آية 7‏ جملة مستأنفة، أو أن الراسخين في العلم معطوفون على لفظ الجلالة ولا يتعين الوقف على لفظ الجلالة وهذا يرجع إلى معنى التأويل والمراد به، فإن كان المراد بالتأويل التفسير ومعرفة المعنى فإنه يصح العطف على لفظ الجلالة فتقرأ الآية‏:‏ ‏(‏وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ‏) ‏سورة آل عمران‏:‏ آية 7‏‏ بمعنى أن الراسخين في العلم يعرفون معاني المتشابه ويفسرونه بأن يحملوه على المحكم ويردوه إلى المحكم‏.
‏ وإن أريد بالتأويل هنا مآل الشي وكيفيته وما يؤول إليه الشيء من الأمور التي أخبر الله عنها من المغيبات فهذا لا يعلمه إلا الله ويتعين الوقف على لفظ الجلالة فتقرأ الآية‏:‏ ‏‏وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ‏ ‏سورة آل عمران‏:‏ آية 7‏‏ ويوقف على لفظ الجلالة يعني أن الحقيقة التي يؤول إليها والكيفية التي هو عليها مما أخبر الله عنه في كتابه من الأمور المغيبة كذاته سبحانه وتعالى وكيفية صفاته وما في الدار الآخرة من النعيم والعذاب وغير ذلك فهذا لا يعلمه إلا الله‏.
‏ ومن هذا قوله تعالى‏:‏ ‏(‏هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ)‏ ‏‏سورة الأعراف‏:‏ آية 53‏‏ فالمراد بتأويله هنا حقيقته التي يؤول إليها وكيفيته لا تفسيره ومعناه‏.
كي لا تحدث لدي الناس بلبلة في المتشابه فقد أوضح تعالي أن القرآن اصلا محكم و التشابه هو الاستثناء
(كتاب أحكمت آياته) (منه آيات محكمات هن أم الكتاب)
القرآن كتاب الله المعجز في لغته و نسقه و إحتواؤه علي كثير من المعلومات التي يكشف عنها العلم أو الزمن الذي نعيش فيه و قد أخبر تعالي بأن كتابه ( مكنون) و قد فسر كثير من المفسرين بأن مكنون تعني وجوده في اللوح المحفوظ مع أن المعني البسيط ينسجم مع أنه كتاب يحتاج لاجتهاد و تدبر و توفر معلومات آنية وعقيدة السلف في القرآن و السنة أن القرآن قطعي الثبوت ظني الدلالة و السنة ظنية الثبوت قطعية الدلالة و مما سبق يتضح لنا أن الامر كله يعتمد علي الترقي في الفهم المبني علي المقارنة و المقاربة ,مستويات الفهم في القرآن ترتقي من لا يكادون يفقهون قولا,يعقلون,يسمعون, يتفكرون ,يتدبرون ثم يسمعون القول فيتبعون أحسنه .
تأمل أخي القارئ في هاتين الايتين بعد توضيح معني متشابه و مثاني:
(الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني)
(الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه)
كما رأينا ؛على قدر ما أظهرته مناهج قراءة القرآن وتقنيات الفهم من قدرة مدهشة على الوساطة بين القراء والنصوص، وحماية المعنى ?المُراد? من الاندثار والضياع والهدر، وحراسة الفهم ?المُستقِر? من سوء الفهم، بقدر ما أظهرته من رغبة في سدانة وحجابة النصوص، ومن إرادة التحكم في حدث الفهم والقراءة، أي من نزوع قوي نحو الوصاية على العلاقة المباشرة الحية بين النص والقارئ، الأمر الذي ينتهي بالتجربة التحريرية للقراءة والفهم والمفتوحة إلي الاختلاف وإلي التحول نحو المجهول، إلى التواري خلف القيود الثقيلة لضوابط القراءة المنهجية والمذهبية، ولقواعد الفهم الصحيح والسليم، ولمرجعيات المعرفة النمطية والنموذجية، التي تحولت جميعها من جسور مفتوحة وقنوات عابرة، إلى سدود وحواجز للمنع والحجب.
و أخيرا مقولة أن القرآن الكريم لم يعالج كل القضايا التي تهم الانسان فمردودة ذلك بأن الله يعلم بأنه قد زودالانسان بكل الادوات التي يحتاجها و أهمها العقل و سخر له كل شئ لكنه لم يقل بانه لن يعرض الانسان للإبتلاء و الفتنة .

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. تصحيح الاية 82 من سورة النساء ( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا)

  2. السلام عليكم ,
    قبل تكملة قراءة هذا المقال رايت ان الكاتب ذكر ما نصه ((ا رأينا في المقال السابق لم توجد آية واحدة تؤكد بأن آدم أول البشرأو أنه خلق في جنة سماوية أو أنه خليفة الله في الارض أو أن حواء خلقت من ضلعه أو أن عورتيهما قد أخفيت عنهما أو أن الشيطان أغواهما لتنكشف عورتيهما . ))

    تعليق :سبق ان علقت و نقضت انا بالادلة الواضحة كل ما ذكره الكاتب ما عدا النقطة الاولى ( آدم أول البشر ) و حتى هذه النقطة , على الاستاذ ان يعرف ماذا يقصد بالبشر , فمن المباديء المتبعة عند النقاش العلمي و ليس النقاش على شاكلة ( م اريكم الا ما ارى) يجب تعريف المفاهيم تعريفا جامعا و مانعا.

    1. سبق ان بينت ان ءادم عليه السلام انزل (فعل مبني للمجهول) من الجنة الى الارض كما هو واضح من قوله سبحانه و تعالى : ” قلنا اهبطوا منها جميعا ” وهناك ايات اخرى و محاولة الاستاذ تاويل ذلك بالخروج ضرب من المراوغة المكشوفة و التي لا تنطلي على من عنده النذر اليسير من لعلم باللغة العربية و بالمناسبة هذا هو سبب انكار البعض للاحاديث النبوية لانهم يريدون تفسير القرءان حسب اهوائهم و لكنهم يصطدمون بصخرة اللغة فسبحان الله حفظ كتابه من التحريف اللفظي و التأويلي . من امثلة من ينهجون هذا النهج السوري المهندس محمد شحرور.
    2.بالنسبة للعورة كنت قد علقت على الموضوع في المقال السابق و لكن كان التعليق متاخرا فربما لم يقرأه كثير ممن قرأ المقال و ساعيده :

    (( ا استاذنا لا يليق لغويا ان نلجأ الى المعنى البعيد ما لم توجد قرائن او مؤشرات و اليك معنى كلمة عراء من القاموس :لعَراءُ : الفضاءُ ، مكان خالٍ مكشوف لا يُسْتَتَرُ فيه بشيءٍ
    العَرَاء : الأرض المستوية والمُصْحِرة ، وليس بها شجر ولا جبال ولا آكام ولا رمال.
    أي ان كلمة العراء مأخوذة من العري وهو عدم ستر العورة و كلمة لباس معناها ما يستر العورة او الجسم أي الملابس بلغتنا اليوم , و حتى اذا تابعنا اسلوبك الغريب هذا -فقط لكي نعطيك فرصة – فستجد ان جمع النصوص القرءانية من دون اللجوء للسنة الصحيحة , ستجد انه بجمع النصوص يتضح ان ءادم عليه السلام و زوجه كانا يغطيان عورتهما في الجنة
    قال تعالى : ” ان لك الا تجوع فيها و لاتعرى ”
    “ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوءاتهما”
    ” فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ ۚ وَعَصَىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ”
    اذا كانت السوءة كما فسرتها انت فما الذي أتى بالورق هنا؟!!!!
    و اذا اعملت عقلك يا صديقي , هل تعتقد بان ادم الذي كرمه الله سيتركه بلا ستر لعورته و قد امرنا ان نستر عمراتنا عند الصلاة و حتى لو كان المرء وحده لايره , يراه احد غيره , بل لقد توافق البشر حتى الملحدين منهم على ستر عوراتهم !!!الا الشواذ من الناس و النادر لا حكم له
    اضف الى ذلك ان من علامات الجنون المتفق عليه كشف المجنون لعورته امام الناس بلا مبرر !!!
    ))

    ايضا هناك اضافة و هي :
    ((قد احترت من الشيخ فيصل فهو يريد عمل ما يمكن و ما لا يمكن لكي يفرض رأيه على الاخرين !!!
    قال الشيخ :((لنبحث عن قرينة اخري لنتأكد: مازال هناك احتمال أن تكون عورة أو سوءة مشينة ,ذكرت الاية (سوءاتهما) و لم تقل سوءتيهما حتي نفترض انهما عورتيهما ,اذن ماذا تظن؟؟؟؟))
    الرد على الشيخ : يا حبيبي اذا اردت أن تناقش امرا لغويا فارجع الى كتب اللغة قبل ان تناقشه و لا تكن من قوم الخلط و اللت و العجن و التخريص .
    اذا رجعت الى القاموس ستجد ما يلي :السَّوْءتان : القُبُل والدُّبُر من الرَّجل والمرأة

    أي ان لادم سوءتان و لحواء سوأتان فاصبح المجموع أربعة, و اذا كان في اللغة العربية تستخدم صيغة المثنى لاثنين , فان صيغة الجمع تستخدم لما هو اكثر من اثنين .
    واضح الدرس أم هناك حاجة للاعادة.
    ))
    مع اطيب التحيات

  3. و عليك السلام و رحمة الله

    أسلوب أخذ معاني الكلمات من القرآن اسلوب معروف و قد أخذ به كثير من المفسرين ومن اروع الامثلة تفسير سورة التكاثر.

    لا اري اي شخص ما اري بدليل توضيحي للمنهج و نحن متفقين في اصول الدين و اصول العقيدة.

    أشكرك علي المتابعة المستمرة و إبداء رايك بس لا تكتب و أنت غاضب

  4. بالنسبة لامر تغطية السوءة

    تماشيا مع رايك اللغوي فهما سوأتين و بالنسبة لي فمعصية كل واحد منهما هي سوأة إذن نحن متفقان و شكرا علي التصحيح.

    لنر معني طفق في اللغة و القرآن .قاموس المعاني

    طفق يفعل كذا:
    بدأ في الفعل واستمرّ فيه ، وهو من أفعال الشروع ، يرفع المبتدأ وينصب الخبر ، ويغلب على الخبر أن يكون جملة مضارعة :- طفِق يفعل الأمر – { فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالأَعْنَاقِ } – { وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ }

    طفق تفيد الاستمرار كما رأينا,ما الذي يجعلهما يغطيان كامل بدنهما بورق الشجر بدلا من السوأتين فقط؟

    هو الخجل و الخوف من الله بحسب السياق.

    لو كان رأيك صحيحا لغطيا فقط عورتيهما و كان يكفي ورقة واحدة و الاية قالت (عليهما) أي كامل بدنهما و لم تقل علي سوأتيهما

  5. سأل اخونا الاستاذ فيصل : لما ذكر الحق سبحانه و تعالى “ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوءاتهما” و ما يقصده هو لماذا لم يقل الحق سبحانه سوأتيهما)
    الاجابة: لو اردت ان اقول مثلا :ان فلانا ذر الملح في عيني علي و عيني عاصم , فسأقول ذر الملح في اعينهما لان مجموع العيون اربعة و هما اثنان (مثنى).

    و كما ذكرت انا سابقا فانه لو اخذنا اية واحدة من القرءان الكريم عن موضوع لباس ادم او عورته لتبين لنا انه كان هو وحواء ساترين لعورتيهما على أقل تقدير , هذا ان لم يلبسا الكثير من الثياب . فما بالك بعدة ايات وردت في هذا الصدد بحيث لا يمكن ان يتأول عربي غير هذا المعنى؟!!!
    انا اظن و بعض الظن اثم ان كاتب المقال تأثر بمنهج او عقيدة التطوريين حيث أنهم حسب زعمهم كان الانسان عاريا او عريانا ثم تطور و تمدن و غطى عورته و الا فما الداعي لكل هذه الجولات اللغوية و البحث و التحقيق في امر واضح يفهمه كل عربي صحيح اللسان .
    و هذا الامر كام ذكرت سابقا , اي ستر العورة يتوافق مع تكريم الله للانسان , بل لو لاحظنا نجد انه حتى في الحيوانات التي نراها – لا يحتاج الامر ان يكون المرء منا عالم احياء- نرى دبرها مغطى بالذيل و القبل في الغالب مغطى بطبيعة تكوين الحيوان رباعي الارجل. و الله هذه الملاحظة وحدها تكفى لمن اراد الحق و لم يتبع الهوى

  6. تصحيح الاية 82 من سورة النساء ( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا)

  7. السلام عليكم ,
    قبل تكملة قراءة هذا المقال رايت ان الكاتب ذكر ما نصه ((ا رأينا في المقال السابق لم توجد آية واحدة تؤكد بأن آدم أول البشرأو أنه خلق في جنة سماوية أو أنه خليفة الله في الارض أو أن حواء خلقت من ضلعه أو أن عورتيهما قد أخفيت عنهما أو أن الشيطان أغواهما لتنكشف عورتيهما . ))

    تعليق :سبق ان علقت و نقضت انا بالادلة الواضحة كل ما ذكره الكاتب ما عدا النقطة الاولى ( آدم أول البشر ) و حتى هذه النقطة , على الاستاذ ان يعرف ماذا يقصد بالبشر , فمن المباديء المتبعة عند النقاش العلمي و ليس النقاش على شاكلة ( م اريكم الا ما ارى) يجب تعريف المفاهيم تعريفا جامعا و مانعا.

    1. سبق ان بينت ان ءادم عليه السلام انزل (فعل مبني للمجهول) من الجنة الى الارض كما هو واضح من قوله سبحانه و تعالى : ” قلنا اهبطوا منها جميعا ” وهناك ايات اخرى و محاولة الاستاذ تاويل ذلك بالخروج ضرب من المراوغة المكشوفة و التي لا تنطلي على من عنده النذر اليسير من لعلم باللغة العربية و بالمناسبة هذا هو سبب انكار البعض للاحاديث النبوية لانهم يريدون تفسير القرءان حسب اهوائهم و لكنهم يصطدمون بصخرة اللغة فسبحان الله حفظ كتابه من التحريف اللفظي و التأويلي . من امثلة من ينهجون هذا النهج السوري المهندس محمد شحرور.
    2.بالنسبة للعورة كنت قد علقت على الموضوع في المقال السابق و لكن كان التعليق متاخرا فربما لم يقرأه كثير ممن قرأ المقال و ساعيده :

    (( ا استاذنا لا يليق لغويا ان نلجأ الى المعنى البعيد ما لم توجد قرائن او مؤشرات و اليك معنى كلمة عراء من القاموس :لعَراءُ : الفضاءُ ، مكان خالٍ مكشوف لا يُسْتَتَرُ فيه بشيءٍ
    العَرَاء : الأرض المستوية والمُصْحِرة ، وليس بها شجر ولا جبال ولا آكام ولا رمال.
    أي ان كلمة العراء مأخوذة من العري وهو عدم ستر العورة و كلمة لباس معناها ما يستر العورة او الجسم أي الملابس بلغتنا اليوم , و حتى اذا تابعنا اسلوبك الغريب هذا -فقط لكي نعطيك فرصة – فستجد ان جمع النصوص القرءانية من دون اللجوء للسنة الصحيحة , ستجد انه بجمع النصوص يتضح ان ءادم عليه السلام و زوجه كانا يغطيان عورتهما في الجنة
    قال تعالى : ” ان لك الا تجوع فيها و لاتعرى ”
    “ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوءاتهما”
    ” فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ ۚ وَعَصَىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ”
    اذا كانت السوءة كما فسرتها انت فما الذي أتى بالورق هنا؟!!!!
    و اذا اعملت عقلك يا صديقي , هل تعتقد بان ادم الذي كرمه الله سيتركه بلا ستر لعورته و قد امرنا ان نستر عمراتنا عند الصلاة و حتى لو كان المرء وحده لايره , يراه احد غيره , بل لقد توافق البشر حتى الملحدين منهم على ستر عوراتهم !!!الا الشواذ من الناس و النادر لا حكم له
    اضف الى ذلك ان من علامات الجنون المتفق عليه كشف المجنون لعورته امام الناس بلا مبرر !!!
    ))

    ايضا هناك اضافة و هي :
    ((قد احترت من الشيخ فيصل فهو يريد عمل ما يمكن و ما لا يمكن لكي يفرض رأيه على الاخرين !!!
    قال الشيخ :((لنبحث عن قرينة اخري لنتأكد: مازال هناك احتمال أن تكون عورة أو سوءة مشينة ,ذكرت الاية (سوءاتهما) و لم تقل سوءتيهما حتي نفترض انهما عورتيهما ,اذن ماذا تظن؟؟؟؟))
    الرد على الشيخ : يا حبيبي اذا اردت أن تناقش امرا لغويا فارجع الى كتب اللغة قبل ان تناقشه و لا تكن من قوم الخلط و اللت و العجن و التخريص .
    اذا رجعت الى القاموس ستجد ما يلي :السَّوْءتان : القُبُل والدُّبُر من الرَّجل والمرأة

    أي ان لادم سوءتان و لحواء سوأتان فاصبح المجموع أربعة, و اذا كان في اللغة العربية تستخدم صيغة المثنى لاثنين , فان صيغة الجمع تستخدم لما هو اكثر من اثنين .
    واضح الدرس أم هناك حاجة للاعادة.
    ))
    مع اطيب التحيات

  8. و عليك السلام و رحمة الله

    أسلوب أخذ معاني الكلمات من القرآن اسلوب معروف و قد أخذ به كثير من المفسرين ومن اروع الامثلة تفسير سورة التكاثر.

    لا اري اي شخص ما اري بدليل توضيحي للمنهج و نحن متفقين في اصول الدين و اصول العقيدة.

    أشكرك علي المتابعة المستمرة و إبداء رايك بس لا تكتب و أنت غاضب

  9. بالنسبة لامر تغطية السوءة

    تماشيا مع رايك اللغوي فهما سوأتين و بالنسبة لي فمعصية كل واحد منهما هي سوأة إذن نحن متفقان و شكرا علي التصحيح.

    لنر معني طفق في اللغة و القرآن .قاموس المعاني

    طفق يفعل كذا:
    بدأ في الفعل واستمرّ فيه ، وهو من أفعال الشروع ، يرفع المبتدأ وينصب الخبر ، ويغلب على الخبر أن يكون جملة مضارعة :- طفِق يفعل الأمر – { فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالأَعْنَاقِ } – { وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ }

    طفق تفيد الاستمرار كما رأينا,ما الذي يجعلهما يغطيان كامل بدنهما بورق الشجر بدلا من السوأتين فقط؟

    هو الخجل و الخوف من الله بحسب السياق.

    لو كان رأيك صحيحا لغطيا فقط عورتيهما و كان يكفي ورقة واحدة و الاية قالت (عليهما) أي كامل بدنهما و لم تقل علي سوأتيهما

  10. سأل اخونا الاستاذ فيصل : لما ذكر الحق سبحانه و تعالى “ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوءاتهما” و ما يقصده هو لماذا لم يقل الحق سبحانه سوأتيهما)
    الاجابة: لو اردت ان اقول مثلا :ان فلانا ذر الملح في عيني علي و عيني عاصم , فسأقول ذر الملح في اعينهما لان مجموع العيون اربعة و هما اثنان (مثنى).

    و كما ذكرت انا سابقا فانه لو اخذنا اية واحدة من القرءان الكريم عن موضوع لباس ادم او عورته لتبين لنا انه كان هو وحواء ساترين لعورتيهما على أقل تقدير , هذا ان لم يلبسا الكثير من الثياب . فما بالك بعدة ايات وردت في هذا الصدد بحيث لا يمكن ان يتأول عربي غير هذا المعنى؟!!!
    انا اظن و بعض الظن اثم ان كاتب المقال تأثر بمنهج او عقيدة التطوريين حيث أنهم حسب زعمهم كان الانسان عاريا او عريانا ثم تطور و تمدن و غطى عورته و الا فما الداعي لكل هذه الجولات اللغوية و البحث و التحقيق في امر واضح يفهمه كل عربي صحيح اللسان .
    و هذا الامر كام ذكرت سابقا , اي ستر العورة يتوافق مع تكريم الله للانسان , بل لو لاحظنا نجد انه حتى في الحيوانات التي نراها – لا يحتاج الامر ان يكون المرء منا عالم احياء- نرى دبرها مغطى بالذيل و القبل في الغالب مغطى بطبيعة تكوين الحيوان رباعي الارجل. و الله هذه الملاحظة وحدها تكفى لمن اراد الحق و لم يتبع الهوى

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..