هجم النمر .. هجم النمر يا الكاروري

كلما اسمع كلاما لايقبله عقل اتذكر حكاية راعي الغنم محمود التي درسناها في كتاب المطالعة بالمرحلة الابتدائية لحضنا عن الكذب الذي صاح (هجم انمر ، هجم النمر ) في كل مرة يكون الكلام غير صحيحا ، ولما هجم النمر حقيقة لم يصدقه احد، حتى اكله وأكل غنمه. لذلك الشفافية مطلوبة في كل شيء يا رجل . سمعنا عن احتياطي الذهب الذي اكتشفته الشركة الروسية ، وطلع شمار في مرقة ، وسمعنا احتياطيات النفط وطلعت شمار في مرقة ، والآن جاء الحديد واليورانيوم واكيد مائة بالمائة شمار في مرقة لأن الارقام جزافية وغير منطقية . لأن الارقام اذا كانت حقيقية وتأكد منها المجتمع الدولي من جهة مستقلة ، أؤكد لك يا سيادة الوزير فورا العملة السودانية سترتفع قيمتها وترجع لحالتها الاولى. والامور ستستقر والوظائف تتوفر ، وسمعنا عروض من دول اخرى ترغب في الاستثمار في السودان ويتم رفع العقوبات فورا.
هذه الارقام عن احتياطيات السودان من النفط والمعادن النفيسة وغير النفيسة اذا كانت فعلا معقولة من الممكن أن يصدقها الجميع ، لكن الارقام هذه لايمكن أن تكون حقيقية ولا اظن حكام السودان السابقين بالغباء حتى يسكتون على هذه الموارد اذا كانت موجودة. نعم من الممكن أن توجد موارد في باطن الارض ، وأي بلد في الدنيا ربنا يرزق اهلها من الثمرات. لكن احتياطيات بهذه الضخامة لا اظن تكون مختفية لوقتنا هذا . اذا كنت تريدنا أن نصدق يجب أن تأتينا بالمعقول . وبالمناسبة اهلنا البسطاء الذين لايعرفون الاقتصاد والاستثمار وحسابات السياسة يسخرون من ذلك ، ومن الممكن ان تصدق أنت وجماعتك. حتى تتخدروا وتشعرون بالفخر للنجاح والانجازات الذي تحقق.

كما تذكرني حالتك هذه طرفة قرأتها منذ فترة، حيث سأل احدهم لماذا يصيح الديك؟ قال له إن الديك يصيح عندما يكذب أحدا، وقال له اذن لماذا يزداد صياح الديك في الصباح الباكر ، فرد عليه قائلا ” عند صدور الصحف في الصباح الباكر لأنها مليئة باكاذيب أهل السياسة .
نتمنى ان يكون كلامك صحيحا ولايكون اكاذيب سياسيين . لأن السياسيين يقربون البعيد ويبعدون القريب . وستحضرني نكتة وزير اعلام العراق ايام الرئيس الاسبق صدام حسين ، عندما خرج لآخر مرة ويقول أن الرئيس يتابع انتصارات جنودنا البواسل من غرفة العمليات ، وهو في ذلك الوقت كان قد هرب ، والعاصة العراقية قد استسلمت ودخلها الجنود الامريكان.
ومن الطرائف في الكذب أيضا قيل أن جماعة يسكنون في منزل واحد ، كان بينهم شخص يحكي قصص وحكايات غير منطقية ومجافية للحقيقة ، الا ان هذا الشخص كان يتكفل بطبخ طعام العشاء ، لذلك كانت المجموعة مجبرة على سماع حكاياته ، ولا احد يعترض لأنه اذا اعتراض احدهم سينام الجميع بدون عشاء. في احد الايام جاءهم ضيف لأول مرة يستمع لحكايات صاحبنا ، وحكى صاحبنا حكاية بأن احدهم كان في سوق بورتسودان ، ولكن في احد الازقة اعترض طريقه اسد ، مما جعل هذا الضيف يستغرب ولم يتحامل هذه المبالغة واعترض بشدة على صحة هذه القصة ، مما جعل صاحبنا يرفض تحضير طعام العشاء . لذا ما علينا الا ان نصدق حكايات الكاروري بوجود هذه الاحتياطيات من الذهب والحديد واليورانيوم والنفط والغاز إلخ.. حتى لانحرم من تناول العشاء.

كنان محمد الحسين
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. نحن لن نفرح حتي وان اصبح السودان أغني دول العالم طالما رجال الإنقاذ جلوس علي كراسي السلطة
    لأن الأموال سوف تذهب لحساباتهم الخاصة، وليس لنهضةوبناء السودان …. الموجود من الأموال كان كافياً لبناء دول حديتة إذا رشدت ووضعت في موضعها الصحيح … حان إنتهاء زمن المباراة…. او كما قلت ما عاد القوم يثقون أو يصدقون صياح محمود وان مزقه النمر إرباً إرباً

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..