سودان جديد… كلام لا يقال
عبارة السودان الجديد عبارة ارتبطت بالحركة الشعبية لتحرير السودان قبل ان يصبح سودانين،وهي عبارة كانت وما زالت ملهمة لكثيرين ومرعبة لكثيرين على رأسهم من هم على كراسي الحكم والسلطة لذلك لا يألون جهدا على شيطنتها ،ومقلقة تصل الى مخيفة من كثيرين وهولاء نوعين الاول لأسباب ايدلوجية وسياسية ، اما النوع الثاني فهو بسبب شيطنة الفكرة وبمنهجية من السلطة وتسخير امكانيات الدولة على ذلك. فأن ضل رفاق الجنوب المسؤولين عن الدولة الطريق فهو خطأ وقعوا وهو من الاخطاء ما بعد التحرير التي وقعت فيها حركات التحرير في افريقيا وكثير من دول العالم. ولن يكون هنالك تحرير بدكتاتورية ودون الوصول لعقد اجتماعي يضمن تداول السلطة السلمي ابتداء من تداول السلطة في اصغر منظمة و تنظيم لذلك يجب علي الرفاق في حركات التحرير بالسودان دراسة اسباب فشل ما بعد التحرير قبل التحرير وقبل الوصول للسلطة ومن لم يتعلم من الفشل لن يحالفه النجاح.
فكرة السودان الجديد قائمة على التنوع وخصوصاً التنوع الثقافي للشعوب السودانية لان هنالك شعوب سودانية لم يتم قبولها من حيث توزيع السلطة والتمثيل في ادارة مؤسسات الدولة مما ادي الى تهميش هذه الشعوب السودانية بسبب ثقافتها المختلفة عن الثقافة التي تتبناها سياسة الدولة والتي اثرث على الهرم الاجتماعي واختلال معايير المساواة بين افراده بسبب اختلاف ثقافتهم مع الثقافة التي تتبناها الدولة ،فنتح اختلال في شكل الهرم الاجتماعي وتهميش ثقافي بمجتمعنا الذي ما زالت تؤثر علاقات القرابة فيه. ففي اعلى الهرم الاجتماعي تجد كبار موظفين الدولة في هيئاتها ومؤسساتها ابتداء من المؤسسات الاقتصادية والخدمية المدنية و العسكرية وهم في غالبيتهم ممن لا اعتراض لهم على سياسة الثقافة التي تتبناها الدولة ولم يحملوا السلاح في وجه الدولة ولم يتأثروا اجتماعياً بسبب التهميش الثقافي وهم في غالبيتهم يشكلون تحالف الدولة الاستراتيجي غير الرسمي ويشمل قبائل الوسط العربية والشمال في مجموعتيه النيليتين الجعلية والنوبية ذائد تحالف تكتيكي غير رسمي مع المجموعات التي تعتبر غير افريقية بكردفان ودارفور لكن بصورة اقل نسبيا من الوسط والشمال في التمثيل بمؤسسات الدولة . ويشكل هذان التحالفان في معظمهم كبار الموظفين في مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية والسلكين القضائي والدبلوماسي ،لا يفوت على فطنة القاريء ان الحديث عن التهميش بسبب الثقافة التي تتبناها الدولة لان التهميش التنموي وبقية انواع التهميش تشمل جميع انحاء السودان.
لنضرب امثلة حية على ذلك اطفال المايقوما يمكن ينشأوا مع اسرة الام بصورة عادية في بعض قبائل جبال النوبة الثقافة تسمح لكن العادات الثقافية و قانون الدولة يمنع وكذلك ونفس القدر بالنيل الازرق وجبال النوبة مثلا اكل الحلوف شي عادي لبعض القبائل هناك ومضرب مثل اخر اذا اعلن عن وظائف حكومية ما هي نسبة نجاح من يجيد اللغة العربية قراءة ونطقا وكتابة وفرصة من يجيدها كتابة اما نطقا فهو ينطق الحاء هاء والضاد دال والخاء كاف. ومثالا اخر بعض الشعوب السودانية تعتبر المريسة غذاء.وايضا كمثال هل من العادي ان تري افرادا يشتغلون في مجال العمالة المنزلية نساء او اطفالا او رجالاً من المجموعات التي لم تحمل السلاح ضد الدولة او وظيفة غسيل وكي الملابس او ماسحي الاحذية.
هنا يكمن السودان الجديد الذي يريد قبول هذا التنوع وان لا تؤثر السياسة والثقافة التي تشكل هوية الدولة علي تغييب شعوب سودانية من المساهمة و المشاركة بعدالة وفعالية مع الشعوب الاخري التي تدير الدولة ومؤسساتها ومؤسسات حكم الدولة بدون اي وصاية وبدون ان يغيروا ثقافتهم او يجبرهم احد على ذلك بل يتعايشوا هم و الاخرين في وطن واحد تحت ادارة دولة تحفظ لكل فرد حقوقه وتحمي ثقافة اي شعب من الشعوب السودانية شمالا وجنوبا وشرقا وغربا.
[email][email protected][/email]