الثورات العربية ومنهج التسامح

الثورات العربية ومنهج التسامح
د. عبدالوهاب الأفندي
(1) حين نقرأ أو نسمع هذه الأيام أن النائب العام المصري أمر بحبس فلان من المسؤولين السابقين 15 يوماً ‘على ذمة التحقيق’، يتبادر إلى الذهن أننا أمام ظلال العدالة الإلهية، لأن هذا يذكرنا بتكرار هذه العبارة مئات المرات من قبل، وفي حق مواطنين ذنبهم الوحيد أنهم تصدوا لمهامهم الوطنية. وهناك نكات متداولة بأن نزلاء سجن طرة الجدد انهالوا على وزير الداخلية لوماً وتقريعاً لأنه لم يبذل أيام ولايته ما يكفي من الجهد لتحسين الأوضاع وتوفير الراحة لنزلاء السجن الشهير.
(2)
حينما يذوق من ساموا الناس سوء العذاب لحقب تطاولت الجزاء من جنس العمل، وتطبق عليهم عين ‘القوانين’ التي سنوها للإيقاع بخصومهم، يكون الشعور عند الكثيرين أن القوم قد نالوا بعض ما يستحقون حتى قبل الجزاء الاكبر. وفي هذا عبرة لمن يعتبر. وقد رأى كثير من قادة الثورة المصرية وأنصارها فيما جرى مؤخراً من مساءلة واعتقال لأكابر مجرمي العهد السابق أول علامة صادقة على أن الثورة قد انتصرت حقاً، وان صفحة العهد البائد قد انطوت بالفعل.
(3)
ولكن هناك محذورا كبيرا يحيط بهذه المشاعر والتوجهات، لأن إشاعة روح الانتقام وتصفية الحسابات لا يشجع التحول الديمقراطي السليم. فمن أخلاق الثورات الديمقراطية الناجحة إشاعة روح التسامح والصفح عند المقدرة، ووضع نظام سياسي يسع الجميع. وقد كان هذا ديدن عمليات الانتقال الديمقراطي في جنوب افريقيا وأوروبا الشرقية، رغم أن تلك البلدان شهدت ما لم يشهده غيرها من عسف الأنظمة السابقة.
(4)
في جنوب افريقيا سمح للبيض الذين طغوا في البلاد لعشرات السنين بالاحتفاظ بمكاسبهم الاقتصادية ومواقعهم في الدولة والجيش والشرطة، ما عدا قلة من عتاة المجرمين، كما سن قانون للعفو عن كل من اعترف بجرائمه عبر لجنة الحقيقة والمصالحة. وفي اوروبا الشرقية التي ارتكب فيها الشيوعيون من الفظائع ما يشيب له الولدان، ولعشرات السنين، لم تنصب المحاكمات، ولم يتم إقصاء الشيوعيين. بل إن بعض الأحزاب الشيوعية السابقة خاضت الانتخابات تحت مسميات جديدة ووصل بعض قادتها إلى الحكم.
(5)
هناك حكمة في هذا المسلك، لأن التوجهات الانتقامية التي شهدتها الثورات السابقة، بدءاً من الثورة الفرنسية، مروراً بالثورة البلشفية، وانتهاءً بالثورة الإيرانية، قد نتجت عنها أنهار من الدماء والدموع والظلم، وفي نهاية المطاف، قيام نظام استبدادي أسوأ وأشرس من ذلك الذي أسقط.
وقد شهدنا في العراق كيف أن ما سمي بسياسة ‘اجتثاث البعث’ قد أدى إلى جرائم وتصفيات ودكتاتورية طائفية تحت حراب الأجنبي، بينما لم يتم التقدم نحو ما يشبه الديمقراطية إلا بعد أن تم تعديل ذلك القرار التعسفي.
(6)
هناك إضافة إلى ذلك محذور استخدام حجج العدالة والمحاكمات لتصفية حسابات بين أجنحة النظام السابق. ففي مصر على سبيل المثال، كان وزير الداخلية السابق حبيب العادلي أول من تعرض للمساءلة بتهم الفساد، رغم أنه لم يكن أكثر الوزراء فساداً، مما يشي بأن الأمر كان يتعلق بخلافات داخلية في النظام لا أكثر. وفي الأردن حالياً تستخدم حجة ملاحقة المفسدين كبديل عن الإصلاح. وقبل ذلك كان سلاح الاتهام بالفساد يشرع في وجه المتمردين من داخل النظام في سورية، خاصة المعترضين على التوريث.
(7)
ليس هناك بالطبع ما يمنع من ملاحقة من نهبوا المال العام، ومن ارتكبوا فظائع وجرائم ضد الإنسانية، على أن يتم ذلك في إطار القضاء المستقل، وبعيداً عن المزايدات السياسية و’عدالة الشارع’. يجب كذلك التفريق بين مساءلة المجرمين والإقصاء السياسي لأنصار النظام السابق. فالأفضل أن يترك الحكم في ذلك للناخب، وهو قادر بلا شك على معاقبة من ساموه سوء العذاب إذا تجرأوا على التقدم للشعب في انتخابات حرة مع سجلهم المظلم.
(8)
إذا أردنا للثورات أن تنجح في تحقيق تحول ديمقراطي حقيقي ومستقر، فإن المفتاح هو المعادلة الدقيقة التي تحقق التوازن بين العدالة والتسامح، وبين المعاقبة وتجنب الإقصاء، وبين الروح الثورية وضرورة احترام القانون واستقلالية المؤسسات. ومن مصلحة الجميع تفضيل الاستقرار طويل المدى على شهوة الانتقام الآنية، وإلا فإن مسلسل الاحتراب سيستمر إلى ما لا نهاية.
القدس العربي
أستغرب من هذا التحليل العقيم من هذا الدكتور كيف تطلب من الضحايا أن يتنازلوا عن حقوقهم الشرعية في القصاص والله أتمنى أن تكون في ميدان التحرير أو في ساحة التغيير في اليمن علشان كان يبلعوك كلامك أفضل منك مليون مرة الإسلاميون الشرفاء داخل الوطن ويقولون كلمة الحق ولايخافون في الله لومة لائم أنت فالح في تنظيرك الفارغ في قناة المستقلة المعروفة روح ياأخي بالله
المحاسبة و المساءلة لك من ارتكب جرما في حق الشعب او نهب ماله او اساء اليه او نال حظوة او منصبا علي حساب الاكفاء….. بعض التنظيمات الاجرامية التي تمارس السياسة مثل حزب المؤتمر في السودان هذا يجب تصفيته مثله مثل منظمات الجريمة و لا يسمح لاي من شارك فيه ممارسة العمل العام لانهم كوارث و خوازيق ، و هم مثل البصل التالف حيثما وضعتهم افسدوا ما حولهم….
النفس بالنفس علي كل من قتل او حرض او تآمر علي القتل و السن بالسن و العين بالعين و الجروح قصاص…من سرق و نهب تقطع يده و من تآمر و افسد في الارض يقطع من خلاف و يصلب….ز علماء السوء يقتلوا او ينفوا من الارض
عين الصواب، الثورة لأجل الانتقام تلتهم ابناءها و توطد الأسس الشمولية و تدير ظهرها للديموقراطية بكل بساطة .. النهج القويم هو عدالة الشرع .. و ليس الشارع، لتسيد دولة القانون و ليس دولة الغابة
سامحوا تجنوا الاستقرار فى النفوس والاوطان اقتدوا بالرسول بعد فتح مكة
الانتقام لا يولد الا الانتقام لاتدعوهم يشحنوا ارصدة الانتقام …فرغوها ولكم الجنة
السلام عليكم انت عارف يا استاذ زكرتني النكته بتاعت الرائد زين العابدين ايام حكومه مايو انو في اجتماع مجلس الوزراء طرح فكره انو سجن كوبر يتصان و تتركب فيهو مكيفات الوزراء استغربوا لكن الرائد رد ليهم : الزمن ما معروف يمكن نحنا زاتنا نبقي نزلاء فيهو ، ودا الحصل فعلا الميه دي يا استاذ عشان اقول ليك انا موافقك في كلامك لحد ما لكن انو يسامحوهم بدون محاكمه دي صعبه شويه وكمان ما تنسي انو الناس نهبت نهب لا يعلمه الا الله عشان كدا لازم يرجعوا الاخدوهو كلو بعد داك ينظر في امرهم
يا دكتور من نسة قديمة تاهه . الظاهر الحوالة وصلت نحن اصبحنا لا نسق في اي واحد دخل بيت الاسلاميين من قبل جتى لو كانت زيارة العين بالعين و السن بالسن هنا العدالة من غيرها لا توجد عدالة .
نعم يجب ان يكون هدف الثوره التغيير وليس الانتقام ..ولكم فى رسول الله اسوة حسنه ..