الحِبِر: الدَّائِمْ إخْوَانُ مِصْر أَمْ أهْلُ السُّودَان!

فجأة و بلا مقدمات صار للحبر نور الدائم نخوة و كرامة و عزة نفس و رفض حضور الاحتفال بختام حوار الوثبة احتجاجا على حضور الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الذي اعتبره عدوا لإخوانه في مصر. و لكن يا أيها الحبر إخوان مصر أم أهل السودان؟

نقول كما قلناها من قبل لـ عصام أحمد البشير إن غزارة العلم و حفظ آي الله و حديث نبيه و الإلمام بالفصاحة و البلاغة و الاستشهاد بالشعر لا يعني شيئا إن جانب صاحبها الصواب الذي يكون أشبه ببئر جمامة و لا ينتفع الخلق بماءها.

و ددت لو أن الحبر انتفخ و تعصب و قاطع احتجاجا على ما يحدث في السودانيين الذين هم أهله و عشريته قبل أن يستأسد متضامنا مع إخوانه في مصر.

أكاد أُصاب بالجنون و أنا أرى نخب بلادي و قادتها في الفكر و الدين و هم يأتمرون بأمر السلطان و يغضون الطرف عن جرائم تنتهك بحق الوطن و المواطن و المال العام. خُذِلنا في سوار الذهب .. في الحبر نور الدائم .. في عصام البشير .. في الكاروري.

يبقى الأمل في شابنا أما الكهول فلا رجاء منهم و لا خير.

البَشِيْرُ وَ الحَجَرِ الأَسْوَد!

هلا جلس البشير في بيت أمه و أبيه فيرى يحج و يعتمر بعدد ما فعل؟

يقول المثل العربي (زُرْ غِبَّاً تَزْدَدْ حُبُّاً) بمعنى أن الإقلال من الزيارة يزيد من حب المُزار لك. يخطئ المحصي حصر عدد المرات التي زار فيها البشير المملكة العربية السعودية تارة حاجا و أخرى معتمر و ثالثة مستشفيا و كثير جدا متسولا. و قطعا لن نسأل كم من تلك الزيارات رُدّت و لو على سبيل المجاملة! و لكن ما جدوى سلسلة تلك الزيارات التي لا تنقطع؟ أهي لإعطاءه سمكا أم لتعليمه كيف يصطاد؟

قلنا من قبل إن الطبيعة الجغرافيا للمملكة العربية السعودية – على عكس السودان – غير زراعية أو رعوية بالقدر الذي يفيها حاجتها و لذلك هي تستورد تقريبا جميع المواد الغذائية. لو أن المملكة استثمرت في السودان لكان ذلك خيرا للبلدين لعامل القرب، توفر الامكانات المادية لدى الجانب السعودي و الامكانات الطبيعية لدى الجانب السوداني. أما لماذا لا تستثمر السعودية في السودان فالإجابة أوضح من أن يشار إليها .. الهرجلة السياسية السودانية .. عدم الاستقرار الدائم للكهرباء .. إنعدام الطرق و لكن سنامها هو قول المسؤولين السودانيين (وين حقي؟).

[email][email protected][/email]