مالم الوزراء الشيوعيين ؟

علي إثر مطالبة قيادي إسلامي بوزراء شيوعيين منعا للإعتداء علي المال العام, كتب صحفي : من السذاجة بمكان أن يطالب أحدهم خاصة إن كان (إسلاميا) ,بتعيين قيادي شيوعي وزيرا للمالية , وكأنما الشيوعيون قد أوتوا دون خلق الله حكمة الاقتصاد وعلومه, و عرفوا مفاتحه و فتحوا مغالقه!!
كيف يكون وزير المالية (شيوعيا) بعد أن سقطت الماركسية في موسكو قبل ربع قرن,و إنفتح الشيوعيون الصينيون علي عالم الإقتصاد الحر, و دخلوا زرافات ووحدانا من أبوابه الكبري راسماليين و كبار مساهمين في الشركات العابرة للقارات..منعددة الجنسيات؟!
كل العالم الآن محكوم بنظرية الإقتصاد الحر, الصينيون و الروس صاروا اليوم راسماليين, و لم يعد هناك مجال لإعادة إنتاج اشتراكية كارل ماركس البالية, و تبقت بين أيدينا فقط رسائل العدالة الإجتماعية في كتاب الله الباقي,العدالة التي لو أحسنت صناديق الزكاة و الضمان الإجتماعي أعمالها و طبقتها كما هي لما عاد بين السودانيين فقير و لا محتاج.
تعيين (شيوعي) وزيرا للمالية , لا تعدو أن تكون دعوة يائس روج لها بائس.
إنتهي الاقتباس
و قبل السير في التعليق علي ما كتب أحب أن أؤكد أن شخصي الضعيف كاتب حر و لست منتميا و لم أنتم في حياتي لأي تنظيم فكري أو عقائدي و أحب أن أواصل حياتي هكذا دون أن أحمل وزر الدفاع عن الباطل إن قامت به جماعتي.
هي ليست بسذاجة أن يطالب أحد الأسلاميين بوزراء متحررين من قيود التنظيم و فقه الطابور و يحملون في قلوبهم حبا و تحنانا علي الشرائح الضعيفة في المجتمع في دولة وصلت فيها نسبة الفقر أكثر من 46% و لا يحبون المال حبا جما و لا يأكلون التراث أكلا لما و فقههم الدنيوي أشبه بفقه الأشعريين, إقحام كلمة (إسلامي) في هذا المقام غريبة و كأنما باقي الشعب ليس بمسلم فقد حكم (الإسلامويون) السودان لمدة سبع و عشرون عاما و قبلها تحكموا في مفاصل النظام المايوي ثلاث سنوات,الجملة ثلاثون عاما لم ير فيها الشعب السوداني منهم إلا إحتكار السلع و الحروب الأهلية و القتل غير المبرر والغلاء و التخبط السياسي و الفساد الذي ضرب كل مفاصل الدولة بإمتياز حتي إدارات الزكاة و الحج و الأوقاف (الإسلامية),دولة كان يفترض أن يحمي النظام (الإسلاموي) فيها الدين و النفس و المال و العرض,دولة إرتفعت فيها سن الزواج و إرتفعت نسبة الطلاق نتيجة للظروف المعيشية و صار الجنسين فيها إما نهبا للإحباط أو بين يدي إبليس و لا تسل عن عدد العوانس في كل بيت!!!
علاقة المؤتمر الوطني مع الحزب الشيوعي الصيني تعتبر راسخة ولم تحُل بينها الماركسية التي يناهضها الحزب الحاكم بالسودان من الازدهار، ففي العام الماضي وقع الحزبان على البروتوكول المشترك الذي يحكم العلاقات السياسية والاقتصادية بينهما، وتحدد الوثيقة أولويات مجال التعاون المشترك والقضايا ذات الصلة ويتم تجديدها بين الحزبين كل خمس سنوات، ووقعت عن المؤتمر الوطني أميرة الفاضل نائبة رئيس قطاع العلاقات الخارجية وعن الحزب الشيوعي الصيني وزير الدولة للعلاقات الخارجية بالحزب، وشهد التوقيع نائب رئيس المؤتمر الوطني إبراهيم محمود حامد والقيادي بالحزب نافع علي نافع، الأمين العام لمجلس الأحزاب الأفريقي، وأكد نائب رئيس المؤتمر الوطني عمق ومتانة العلاقات السودانية الصينية ووصف العلاقة بين البلدين بالمتطورة في كافة المجالات على المستويين السياسي والاقتصادي، وقال حامد إن البلدين استطاعا بناء علاقات استراتيجية بينهما تقوم على تبادل المنافع المشتركة لصالح شعبيهما.
ولم تتوقف العلاقة بين الشيوعي الصيني وحزب الإسلاميين بالسودان على توقيع مذكرات التفاهم بل تعداها التعاون إلى حدود بعيدة تجسدت مشروعات على أرض الواقع منها مبنى ضخم يشيده المؤتمر الوطني بالنادي الكاثوليكي بشارع المطار بمنحة من الحزب الماركسي الصيني، هذا بخلاف دورات تدريبية استفادت منها كوادر بالحزب الحاكم في السودان، وقد بلغت العلاقة بين الحزبين الحاكمين بالسودان والصين المتهمين وللغرابة بالديكتاتورية مبلغاً عظيماً من الإعجاب خاصة من جانب الإسلاميين في السودان، وهذا ما عبر عنه مسؤول العلاقات الخارجية بالمؤتمر الوطني السابق ووزير الخارجية الحالي إبراهيم غندور الذي أكد حينما كان يتولى منصباً رفيعاً بالمؤتمر الوطني أن حزبه يتطلع لعلاقات أقوى مع الحزب الشيوعي الصيني، وأكد أن (النموذج الصيني في الاقتصاد والسياسة والتنمية المستدامة يجب أن يحتذى به في كثير من الدول ولاسيما دول العالم الثالث).
طيب,مالهم الوزراء الشيوعيين اذا كانوا سودانيين مش صينيين و قلبهم علي الشعب ,أكرر الشعب فقد تعبنا من كل يدعي انه يريد الحفاظ علي وحدة البلاد و كيان الدولة فما وجدت الأرض و كيان الدولة إلا من أجل الشعب الذي طلعت روحه.
إن أتي وزراء شيوعيين فقطعا لن يخرجوا من إطار التشريعات الإسلامية لأنه دين الأغلبية و هم خرجوا من رحم هذا الشعب, سيضطرون لتعديل منهجهم ليواكب المتغيرات المحلية و العالمية كما فعل شيوعيو الصين.
علاقتنا مع الوزراء تحكمها المصلحة و عقد إجتماعي, أن يوفروا الحد الأدني من الكرامة لشعبهم, إن أخلوا به فلا سمع و لا طاعة فليتركوا الكرسي,أما علاقتهم مع الله إن كانوا ملحدين فهو عقد بينهم و بين الله لا شأن لنا به إن شاء عذبهم في الآخرة, فلقد رأينا حجم الفساد المهول ممن يهللون ليلا و نهارا هي لله هي لله و هم يرفلون في النعيم و شعبهم يعاني المسغبة.
أما عن قضية إلحاد الشيوعيين السودانيين فلا أعرف عنها كثيرا و ليست لدي معلومات موثوقة ولكني أعرف رجلين أثرا في حياتي كثيرا و كانا شيوعيين:-
أولهما أبي رحمه الله
كان نقابيا شيوعيا قياديا لدرجة أنه قبض عليه و أودع سجن مايو بعد إنقلاب هاشم العطا, كان مستقيما و متدينا و محافظا لدرجة بعيدة لدرجة أن كل مكتبته كانت دينية تقريبا و كنت أعرفها كتابا كتابا لأني كنت مغرما بقراءة كل ما تقع عليه يدي, كان محافظا لدرجة أنه في يوم رأي في يدي علبة كوتشينة إشتريتها من دكان في الحي ,و كان يوما عبوسا لن أنساه مدي حياتي .
ثانيهما كان ألمرحوم الشاعر محجوب شريف
كان أب فصلنا و أستاذنا بالمرحلة الإبتدائية و درسنا لفترة ثلاث سنوات ,من عجب و يا للمستوي الدراسي تلك الأيام , أعد لنا مسابقة في الشعر بالفصحي و نحن بالسنة الرابعة الإبتدائية , كما و أنشأ لنا جمعية أدبية إسبوعية للمناشط و كان مثالا للمعلم الإنسان الزاهد المثابر المخلص.
نعود للمقال المشار إليه, قال مبادئ العدالة الإجتماعية الإسلامية التي لو طبقت لما بقي في بلادنا فقير أو محتاج ,نحنا منتظرين (لو) ثلاثين عاما و كل يوم نرجع إلي الوراء.
هذه مصيبة للحركة الإسلمية ان يطالب أحد منسوبيها بوزراء شيوعيين.
(أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّىٰ هَٰذَا ۖ قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) الأعراف/165
هو من عند أنفسكم يا الهندي عز الدين !! لا غرابة,و هي فعلا فعلا دعوة يائس روج لها بائس و قد صار معظم الشعب بائسا فقيرا نتيجة للسف و اللغف و النهب لدرجة أن المراجع العام صار لا يستطيع دخول بعض الادارات لاداء واجبه, المشكلة ليست في أداء الوزراء فمنصب الوزير سياسي في المقام الأول, بقدر ما هي في متطلبات النزاهة و الحنو علي الشعب الذي صار كله تقريبا (بروليتاريا) ما عدا بعض المحظوظين و صار الانسان في السودان ذئبا لأخيه الإنسان و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم.
[email][email protected][/email]
اشهد لك انك ضليع في الاقتصاد والسياسة وتملك ناصية حرفة الأدب. لكن نحن الشعب المسكين الذي فهمناه من القيادي الاسلامي انه انسان حق ويتقي الله في الكلمةوكلامه انتصارا للمسحوقيين وارجو مراجعة رؤياك.
شكرا على هذه الاضاءة اخى صلاح الدين فيصل المبارك الدفعة 45 كلية الشرطة عندما كانت الشرطة شرطة قومية الانتماء والتوجه واحترافية الاداء وكانت فى خدمة الشعب حقا وليس اداة لارهابه واذلاله كما تفعل شرطة المؤتمر الوثنى مع عميق شكرى وتحياتى ابوصلاح ونامل ان نلتقى فى رحاب الوطن الذى ضاق بنا فهجرناه وفى القلب حرقة وفى العين دمعة وفى الحلق غصة ولاحول ولاقوة الا بالله
يا حبيب, من انت يا امل الصبا :-),أعتقد أنك أب ش…
اشهد لك انك ضليع في الاقتصاد والسياسة وتملك ناصية حرفة الأدب. لكن نحن الشعب المسكين الذي فهمناه من القيادي الاسلامي انه انسان حق ويتقي الله في الكلمةوكلامه انتصارا للمسحوقيين وارجو مراجعة رؤياك.
شكرا على هذه الاضاءة اخى صلاح الدين فيصل المبارك الدفعة 45 كلية الشرطة عندما كانت الشرطة شرطة قومية الانتماء والتوجه واحترافية الاداء وكانت فى خدمة الشعب حقا وليس اداة لارهابه واذلاله كما تفعل شرطة المؤتمر الوثنى مع عميق شكرى وتحياتى ابوصلاح ونامل ان نلتقى فى رحاب الوطن الذى ضاق بنا فهجرناه وفى القلب حرقة وفى العين دمعة وفى الحلق غصة ولاحول ولاقوة الا بالله
يا حبيب, من انت يا امل الصبا :-),أعتقد أنك أب ش…