القديس هو الشعب السوداني النبيل

عندما يأتي الحديث عن الأدب والاخلاق السمحاء والقيادة الرشيدة اتذكر ايكر كاسياس حارس ريال مدريد والمنتخب الاسباني الرائع الذي حقق من الانجازات في كرة القدم ما لم يحققه أحد في كرة القدم حتى لو قارناه بالأساطير الاخرين مثل بيليه ومارادونا وميسي وغيرهم . فهو الذي رفع جميع الكؤوس قائدا ولاعبا ابتداء من كؤوس الناشئين والشباب والكبار إلى كاس العالم وابطال الدوري الاوروبي إلى الدوري الاسباني وكاس الملك والسوبر الاسباني والاوروبي وكاس العالم للأندية. فهو كان يبث الثقة في اللاعبين وهو يحرس مرمى ريال مدريد او المنتخب الاسباني ، وقد فاز بدوري الابطال وهو في سن السابعة عشرة ، وكادت اسبانيا ان تفقد كاس العالم في محاولتي انفراد كامل للمهاجم الهولندي ايرين روبين ، ولو دخلت اي منهما في المرمى لأحد يلومه ، لكنه استطاع بما يملك من براعة من افشال الهجمتين وفازت اسبانيا بكاس العالم .
وعندما وقعت مشكلة بين لاعبي ريال مدريد وبرشلونة اثناء الديربي الشهير، كادت أن تعصف بالكثير من قيم الكرة الاسبانية والمنتخب الاسباني بسبب المدرب البرتغالي مورينو الذي حاول أن يصرف النظر عن الهزيمة الثقيلة ، قام كاسياس بالاتصال بزملائه في المنتخب من لاعبي برشلونة ولم الشمل وحل القضية ، مما جعل مورينو يدخل معه في خلاف ، انتظر اصابته حتى تركه في دكة الاحتياطي. وقد قال عنه مكتشفه مدرب ريال مدريد الاسبق والمنتخب الاسباني السباق ديل بوسكي ،لو لم يتصرف هكذا لايستحق شارة قيادة المنتخب ، وهذا هو تصرف الابطال ، وقام باختياره في المنتخب رغم أنه لايلعب أساسيا في ناديه ، لأنه قال نحن ثقتنا فيه لم ولن تتزعزع.
مع استمرار البحث في نادي ريال مدريد عن حارس بديل بحجة تقدمه في السن ، قامت ادارة بورتو البرتغال بتسجيله ودفعت 10 مليون يورو ، كما دفع ريال مدريد 12.5 مليون يورو لفسخ العقد. وقد قال رئيس نادي بورتو أن كاسياس اضافة كبيرة إلى النادي ، وقد جلب الملايين من مشجعيه في شتى انحاء العالم لمشاهدة مباريات بوروتو في مختلف المسابقات .
كما اتسم بالأدب ودماثة الاخلاق مع النجاح في قيادة ريال مدريد والمنتخب الاسباني لسنوات طويلة ، مما جعلهم يطلقون عليه لقب (القديس) ، وهذا الشخص بما اتصف به من براعة ونبل واحترام للآخرين ، ولم نتذكر متى تعرض للإنذار او الطرد من الحكام بسبب سوء السلوك. مما جعلنا نشجع ريال مدريد والمنتخب الاسباني من أجله.
وكل ما اشاهد هذا الشخص اتذكر الشعب السوداني الراقي النبيل المحترم . الذي شهد له الاخرين بذلك، لكن لسوء الحظ دائما يقع بسبب حظه العاثر في قيادات فاشلة لا تقدره و تعمل فيه اشياء لايستحقها. الشعب السوداني لايستحق ما يحدث له بسبب هؤلاء الذين ذلوه واهانوه وتسببت سياساتهم الخرقاء في تشريده بين بقاع الدنيا.
وقد ضرب هذا الشعب امثلة رائعة للأمانة والنبل وحسن الخلق ، حتى جعل الشعوب الاخرى ترفع له القبعة. واصبح مصدر ثقة للجميع. ومهما قلنا لن نستطيع ان نوفيه حقه . وعلى الرغم من وجود بعض الافراد الذين لا يتصرفون بمثل اخلاق وقيم الشعب السوداني الا اننا نجد لهم العذر بسبب ما ذاقوا من ويلات هؤلاء.
على الرغم من انهم عندما تحدث بعض المواقف التي توضح نبل هذا الشعب يسرعون الى التغني بها . وينسبون هذه الانجازات اليهم ، وهم الذين اذاقوه الويل.
لن نستثني احدا ، هذا البلد الغني منذ أن نال استقلاله ، لم يشهد لحظات سعيدة ، يخرج من حرب ويدخل في أخرى. ارهقته وازهقت ارواح ابنائه الابرياء بسبب اخطاء الساسة. الاموال التي صرفت على الحروب والسياسات الخرقاء كان من الممكن ان تسهم في دفع عجلة التنمية. وتوفير الرخاء والحياة الكريمة لكافة انحائه.

كنان محمد الحسين
[email][email protected][/email]