الشيخ بسام جرار ..ذلك المفسر الرائع للقرآن الكريم!!

القارئ لكتب تفسير القرآن الكريم يجد فيها كثير من المشكلات ,منها الاحاديث غير الصحيحة و الاسرائيليات و أراء المفسرين الشخصية و الروايات غير معروفة المصدر,ثم هناك مشكلة أساسية ,أنت تأتي لكتب التفسير لتجد تفسيرا يرتاح له الجنان فتفاجأ بسيل من (إختلف المفسرون).
القارئ في هذه الحالة أمامه أحد خيارين إما أن يقبل بما فيها و يرتاح ذهنه و إما أن يكد و يكدح إن رفض عقله الإعتراف بما فيها و هو كثير!! أسوأ شئ يمكن للمؤمن هو أن ينازعه عقله أو نفسه أو أن يجد نفسه في وضع محرج,مثل الدفاع عن الدين ضد آخرين أصحاب حجة و عندما لا تجد حجة إما أن ترفع الراية البيضاء و في هذه الحالة لكل فعل رد فعل مساو له و مضاد له في الإتجاه, فإما يهنأ الطرف الثاني بما صنع و في هذه الحالة تذهب و في النفس شئ من حتي,أنك لم تعرف كيف تدافع عن عقيدتك و هذا أمر سئ أو تغتاظ و تدافع بعاطفتك و أنت غاضب و هذا شئ سئ جدا في نازعة فكرية.
رد فعلي كان قراءة قراءة افكار المحدثين و إن لم اعتبر ايا منهم شيخا لي مثل الدكتور محمد شحرور و الدكتور أحمد صبحي منصور و الدكنور نصر حامد ابو زيد و الشيخ بسام جرار و لدي بعض التحفظات علي منهج و نتائج كل منهم الا أنهم كلهم علي قلب رجل واحد: عصمة الوحي (القرآن) و إعمال العقل في النقل الذي يشمل تدوين السنة و التأويلات القديمة للقرآن مع الاسسس التي وضعها السلف في فهم بعض المصطلحات مثل النسخ و المتشابه و المثاني.
بالأمس أدهشني الشيخ بسام جرار في تأويل آية مبهمة للغاية سببت لي إحباطالاني لم أجد لها تأويلا يريح القلب و العقل منذ العام 1987 و إختلف المفسرون فيها إختلافا شديدا و سيأتي ذكرها في عجز هذا المقال.
من هو؟
الشيخ بسام جرار, مفكرٌ إسلاميٌ فلسطينيّ، ولد عام 1367هـ الموافق 1948م، درس الشريعة الإسلامية في جامعة دمشق، وأخذ عن عدد من علمائها, عمل في التدريس، ثم محاضرًا في الفكر الإسلاميّ والثقافة الإسلامية، أشرف على دار القرآن الكريم في مدينة رام الله. وقد كان مدرسًا لقراءة حفص. وهو عضو هيئة ائتلاف الخير، وعضو رابطة علماء فلسطين، وأحد مبعدي مرج الزهور عام 1992م.
وفي عام 1998م ، أسس مركز نون للدراسات والأبحاث القرآنية في مدينة رام الله، ولا يزال مديرًا له، واهتم بدراسات الإعجاز العددي وأبحاثه منذ العام 1990م، وأخرج في هذا المجال العديدَ من الكتب والأبحاث. له عدة مؤلفات في الفكر الإسلامي، وله كذلك دروس دورية يُسجَّل بعضها صوتًا وصورة؛ ومن أهمها دروس في تفسير القرآن الكريم عندما نبدأ بالحديث عن المنهجية، نكون قد وضعنا أقدامنا على الطريق الصحيح, العمرُ محدود، والمعلوماتُ بحارٌ هائلة، وواقعنا يقول إننا لا نستطيعُ أن نأخذَ من هذه البحار إلا قطرة, من هنا لا بدّ أن تكون الأولويةُ لمنهجية التفكير، وحتى عندما نعطي المعلومة، يجدُر بنا أن نجعل المتلقي يأخذها بمنهجية، فهو يحصّل المعلومة في الوقت الذي يتدرب فيه على منهجية التفكير.?
بالعبارة السابقة استهلّ المفكر الإسلامي الفلسطيني, الشيخ بسام جرار, مدير مركز نون للدراسات والأبحاث القرآنية, حديثه إلينا حول منهجيته الفكرية, أو القاعدة التي ترتكز عليها تصرفاته وتعاملاته وأقواله وأفعاله, معتبرًا منهجية التفكير، اللبنةَ الأساس في البناء الفكري.
فما هي منهجية التفكير التي يتبعها الشيخ جرار؟
لخّص الشيخ جرار منهجيته الفكرية في كلمات بسيطة, تزوّدُ كلَّ ذي لبٍ بخطواتٍ سلسةٍ لبناء المنهجية دون تعقيدٍ أو تكلّف، إذ جعلَ منهجيته في عدّة عباراتٍ خطابية قصيرة، أتْبعَها بشيء من التفصيل, حسب ما يظهر في السطور القادمة.
درسٌ من التاريخ
يرى الشيخ بسام ? واستنباطا من تاريخ الفكر الإسلامي ? أن الأسسَ المنهجية قد سبقت غيرها من العلوم المختلفة، إذ يلاحِظ الدارسُ للتاريخ حسب قوله أنّ ظهور علم أصول الفقه، وعلم أصول الحديث، وعلم الكلام، وعلم النحو والصرف، كل ذلك كان قبل ظهور علوم الطب، والصيدلة، والكيمياء، والبصريات? وغيرها من العلوم.
وأنّ ظهور العلماء والفقهاء واللغويين من أمثال مالك، والشافعي، والخليل بن أحمد، كان قبل ظهور الرازي، وابن سينا، وجابر بن حيّان، وغيرهم. ويجد هذا أمرًا بدهيا؛ إذ إن علم أصول الفقه هو علم في منهجيّة الاجتهاد والاستنباط، وعلم أصول الحديث هو علم في منهجية البحث التاريخي، وعلم النّحو هو علمٌ قائمٌ على منهج الاستقراء، وعلم الكلام هو الأساس الفلسفي للفكر الإسلامي، فالتطور في منهجيّة التفكير لدى المسلمين إذن، قد أدى إلى ظهور العلوم المختلفة؛ فكانت البداية تتعلّق بالأسس المنهجيّة، وكانت الثمار تتمثّل في العلوم الأخرى المختلفة.
ثقافة شاملة
ويدعو الشيخ بسام إلى التخصص؛ إذ هو الطريق للتعمُّق، ويرى كذلك أن المتخصص واسع الثقافة هو أوسع أفقًا حتى في تخصصه، نظرًا للترابط القائم بين أنواع المعارف، ونظرًا للنمو العقلي والفكري الناتج عن سعة الثقافة؛ حيث أن القدرات العقلية حسب رأيه تنمو بالممارسة المتنوعة كما هو الجسد.
أولويّات
فيقول الشيخ بسام: ?حتى لا نهدر أوقاتنا، ومن أجل تحصيل مجدٍ، لا بد من تحديد الأولويات، وعندما نحدد الأولويات فعلينا أن نختار بوعي، وتجارب الآخرين تساعدنا في الاختيار، وصِدقيّة المصدر لها أولوية كذلك.?
ابدأ بالأصول
لا يَنال ذروةَ الغاياتِ إلا عليمٌ بالمقدّماتِ، لذا يجدر بنا ? من وجهة نظر الشيخ جرار ? إذا أردنا أن ندرس فكرًا ما، أن نبدأ بالتعرّف على أصول هذا الفكر. وإذا أردنا أن نفهم حضارة أمة من الأمم، أن نبدأ بالتعرف على الأصول العقدية والفلسفية لهذه الحضارة. وإذا أردنا أن نفهم سياسة دولة ما أن نتعرف ابتداءً على الأصول العقدية والفلسفية للشعب وقيادته.
كي تتعلم ? عَلِّم
ويرى الشيخ بسام في هذه القاعدة أنّ ممارسة التعليم من أفضل طرائق التعلّم. ويجد أن الفكرة كالجسد تقوى بالسلوك والحركة، والفكرة التي لا تعمل.. تموت.
اقتنع أنت أولًا
فحتى تقنع الآخرين بأفكارك لا بد أن تكون مقتنعًا بها. فنجد أن الذين يقتنعون بأفكارهم، يسهل عليهم أن يتواصلوا مع الآخرين وأن يوحوا لهم بصدقيّة أفكارهم.
لم يقتنعوا? إذن!
إذا لم يقتنع المتلقي بأفكارك وطرحك فابحث عن السبب، واتّهم نفسك حتى تتحقق من أنّ الخلل هو في الاستقبال وليس في الإرسال.
ضع أفكارك على محك الآخرين
ويكون ذلك بالتعريف بالفكرة ومناقشتها مع الآخرين والحرص على التحقق من وقوفك على أرضية صلبة، فالآخرون هم مرآتك لترى أفكارك.
المخالف هدية
ويعتبر الشيخ جرار أن المخالف هديةً؛ إذ إنه برأيه يثري أفكارك، ويهديك أخطاءك، ويوسّع من مدى أفقك، ويدلك على مسالك لا تخطر على بالك، ويرى أن من كان أعلم بأفكار المخالفين كان أشد إيمانًا بأفكاره وقناعاته، ويكون كمن يرى من عدة اتجاهات.
اخلُ وتأمل
ينصح الشيخ جرار كلَّ باحث عن المنهجية السليمة، أن يجعل مساحةً من وقته يخلو فيها لتأمُّل فكرة معينة والنظر في ثغراتها المحتملة، وإن ضاق به الوقت، فليستثمر لحظات ما قبل النوم ليكون آخر عهده ــ قبل الغفو ــ هو التأمل في الفكرة.
استقم.. ولا تتناقض
فالاستقامة برأيه من أهم مفاتيح التأثير في الآخرين، وغير المستقيم هدمه أكبر من بنائه. ولا بد من الانسجام بين الفكرة التي نحملها والسلوك الذي نسلكه، والتناقض بين الفكرة والسلوك يساهم في نقض الفكرة ويثير الشكوك من حولها.
لا عصمة إلا للوحي
ففي الوقت الذي نعتقد فيه عصمة إنسان بعينه نكون قد وقعنا في العبودية الفكرية، ونكون قد جعلنا من التقليد منهجًا يحول بيننا وبين قدرتنا على نقد الأفكار وتقييمها.
لماذا هذه المنهجية؟
أما عن سبب اختيار الشيخ جرار لهذه المنهجية؛ فيرى أنها حصيلة تجربة طويلة، وهي المنهجية التي اعتمدها في الدروس والمحاضرات والمناقشات والحوارات، واعتمدها في الأعمال الفكرية التي يطرحها في كتبه وأبحاثه. وقد وجد أنها تطور منهجية التفكير وتبني فكرًا يتسم بالشمول والموضوعية.
فما هي تلك الآية؟ أجزم أنها معروفة لدي كثير من قارئي القرآن:
سورة الحج
(مِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ) 11
(يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُ وَمَا لا يَنفَعُهُ ذَلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ)12
(يَدْعُو لَمَن ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِن نَّفْعِهِ لَبِئْسَ الْمَوْلَى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ)13
(إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ)14
(مَن كَانَ يَظُنُّ أَن لَّن يَنصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاء ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ)15
(وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَأَنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يُرِيدُ)16
هي الاية 15 من سورة الحج
الطبري:
اختلف أهل التأويل في المعنيّ بالهاء التي في قوله: ( أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ )
فقال بعضهم: عُنِي بها نبيّ الله صلى الله عليه وسلم، فتأويله على قول بعض قائلي ذلك: من كان من الناس يحسب أن لن ينصر الله محمدا في الدنيا والآخرة، فليمدد بحبل، وهو السبب إلى السماء: يعني سماء البيت، وهو سقفه، ثم ليقطع السبب بعد الاختناق به، فلينظر هل يذهبن اختناقه ذلك، وقطعه السبب بعد الاختناق ما يغيظ، يقول: هل يذهبن ذلك ما يجد في صدره من الغيظ.
وقال آخرون: الهاء في ينصره من ذكر ” مَنْ”. وقالوا: معنى الكلام: من كان يظنّ أن لن يرزقه الله في الدنيا والآخرة، فليمدد بسبب إلى سماء البيت ثم ليختنق، فلينظر هل يذهبن فعله ذلك ما يغيظ، أنه لا يرزق.
إنتهي الإقتباس
التأويلان أعلاه لا يشبهان كلام الله فهو سبحانه لا يمكن أن يحض البشر علي الإنتحار.
الشيخ بسام رجع إلي سياق الايات التي أتت وسطها الاية المذكورة ووجد أنها أتت بعد وصف نوع من الناس :
1- يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ.
2- يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُ وَمَا لا يَنفَعُهُ.
3- يَدْعُو لَمَن ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِن نَّفْعِهِ.
ألغيظ هو رد فعل عاطفي لرفض إرادة الله عندما لا يحصل الإنسان علي مايريد و معظم أسباب الالحاد و ضعف الايمان تأتي من هذه الناحية.
هي أوصاف لانسان ضعيف الايمان و عند الابتلاء يفقد إيمانه و يلجأ لما يضره و لا ينفعه, كما أن الاية أتت وسط آيتين الاولي أختتمت بأن الله يفعل ما يريد و الثانية أن الله يهدي من يريد,الآية 15 موضوعها هذا الشخص و ليس شخص النبي المعصوم و المقصود بالنصر هنا هو (الرزق) الذي كان سبب إنقلاب ذلك الشخص علي وجهه و هو من أكبر أسباب الابتلاء.
الغيظ هو الغيظ أما (ما يغيظ( فتعني مسببات الغيظ و هي سنن الله في الارض الجالبة للرزق.
يذهبن كيده تعني يذهبن تدبيره.
(فليمدد بسبب) ليس مقصودا بها عصا أو حبل أو غيره, يمكن الرجوع للآية 37 من سورة غافر (أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَىٰ إِلَٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا ۚ وَكَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ ۚ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ) في فليمدد بسبب الضمير ليس راجعا للسبب بل راجع لذلك الشخص الموصوف , (قطع السبب) يعني قطع الرحلة في السماء الآية 166 من سورة البقرة (إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ) المقصود أن ذلك الشخص المغيظ ؛ اذا شك في أن الله رازقه فليترك الارض وليصعد إلي السماء بسبب من الاسباب كابعد ما يكون ثم يقطع مسيره و ليتفكر هل تمكن بتدبيره من الإفلات من سنن الله في ارضه و سمائه ,نوع من التحدي الإلهي المعجز.
أمثال المفكر بسام جرار شموع مضيئة في سماء الفكر الإسلامي و هم مثال يحتذي لمن يبحر في علوم الدين بعينين مفتوحتين و يعلمون و يتعلمون تواضعا و يشعون في نفوسنا الأمل بان جذوة نور الإسلام لن تنطفئ و أن التنقيح و التجديد يبعثان الروح في هذا الدين العظيم الذي أنزله الله لهداية البشرية ووضع أركانه المعصوم محمد بن عبدالله صلي الله عليه و سلم.
[email][email protected][/email]
يا صلاح فيصل
المقال جميل جداً ولقد أعجبت به ….. لكنك كتبت الأتي
إقتباس – أن الأسسَ المنهجية قد سبقت غيرها من العلوم المختلفة، إذ يلاحِظ الدارسُ للتاريخ حسب قوله أنّ ظهور علم أصول الفقه، وعلم أصول الحديث، وعلم الكلام، وعلم النحو والصرف، كل ذلك كان قبل ظهور علوم الطب، والصيدلة، والكيمياء، والبصريات? وغيرها من العلوم.
هذه الجملة غير حقيقية إلا إذا جعلتها تنطبق علي مجموعة صغيرة من البشر متمثلة في القبائل المتواجدة في الجزيرة العربية وحدها في عصر الجاهلية كما يحلوا للبعض تسمية تلك الحقبة ! مما يجعل القارئ يظن أن الحياة قد بدأت في التطور بعد عهد الرسالة وهذا مجافي للحقيقة فلنأخذ الطب مثلاً لذلك فهناك قسم أبقراط ولنقتبس عن الويكيبيديا الأتي هو ابن إقليدس بن أبقراط ولد ب جزيرة كوس حوالي سنة 460 قبل الميلاد وهو أشهر الأطباء الأقدمين. عاش خمسة وتسعين سنة، تعلم خلالها الطب من أبيه وجده .
يا صلاح فيصل إنك نسبت الكلام لمصدره وهذا محموداً لك ولكن نشر المعلومات المغلوطة لها تأثير سلبي علي المتلقي ولذلك كان يجب عليك إهمال هذه الجملة أو توضيح إنها ليس حقيقية
كتبت لك كل هذا لأن زرع الأفكار المغلوطة في عقول النشئ أدت إلي جعلهم ينضمون لداعش !!!!! ولك تحياتي .
إنت من زمن تفسير القرآن ؟
القرآن يتم تأويله وليس تفسيره
أستغرب بعد محمود محمد طه يجي سوداني يتكلم عن مفسر فلسطيني للقرآن !!!!!!!!!!!!!
نحن شعب عبيط فعلاً
محمد شحرور منكر للسنة النبوية الشريفة و له ضلالات واضحة و عديدة و موجود بعضها على اليوتيوب , فهو مثلا لا يرى الزنا زنا الا اذا كانت الفتاة او الفتى يقيمان علاقات متعددة اي مع اكثر من شريك و بالتالي فعنده تعتبر علاقة الفرندشب الوحيدة لا غبار عليها!!!!!
هو ايضا يفسر قوله تعالى : “زيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ” [آل عمران : 14]
يفسر الاية على هواه حيث يفسر البنين بالبنيان اي البناء و يفسر النساء بالنسيء اي المستجدات ( اخر الصيحات) و كل ذلك هروبا من اي ينتقد الغرب او المستغربون وضع المرأة في الاسلام!!!
أي انه لكي يرضي الغرب , ففلا بأس من تحريف معاني كتاب الله و لو باللف و الدوران و امور ما انزل الله بها من سلطان.
يقول الشحرور ((: الآية 223 من سورة البقرة {نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ} أي كل ما استجد من الأشياء إلى أن تقوم الساعة هو مكسب لكم فاستعملوه أنى شئتم واتقوا الله في استعماله.)) تأمل ضلال الرجل و جهله !!!!!
يمكن مطالعة تفسير الشحرور هذا في موقع :http://www.shahrour.org/?p=1399
الاخ فيصل: أعتقد انك معجب بالشيخ بسام و لكن ما اوردته من تفسيره ليس مميزا بل هو أحد التفاسير التي يمكن أن تقبل او ترد .
و لقد ذكر في كتب التفسير تفاسير معتبرة لم توردها أنت و اكتفيت أنت بتفسيرين بعيدين و هذا طبعا في صالح تفسير بسام الجرار .
و تمت الاشارة في هذه التفاسير الى ان السبب هنا ليس حبلا و السماء هي السماء و ليست سقفا أي ذكر كل ما ماقاله بسام من عناصر اساسية و الاختلاف فقط في السيناريو الشخصي او النظرة الشخصية.
مما ورد في كتب التفسير – و هي موجودة على النت في موقع اسلام ويب كمثال :
(قالوا : معنى الكلام ما حدثني به يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد في قوله : ( من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا والآخرة ) فقرأ حتى بلغ ( هل يذهبن كيده ما يغيظ ) قال : من كان يظن أن لن ينصر الله نبيه صلى الله عليه وسلم ، ويكابد هذا الأمر ليقطعه عنه ومنه : فليقطع ذلك من أصله في السماء ، فليمدد بسبب إلى السماء ، ثم ليقطع عن النبي صلى الله عليه وسلم الوحي الذي يأتيه من الله ، فإنه لا يكايده حتى يقطع أصله عنه ( فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ ) أي ما دخلهم من ذلك ، وغاظهم الله به من نصرة النبي [ وقال آخرون ممن قال ” الهاء ” التي في قوله : ( ينصره ) من ذكر محمد صلى الله عليه وسلم; معنى النصر هاهنا الرزق ، فعلى قول هؤلاء تأويل الكلام : من كان يظن أن لن يرزق الله محمدا في الدنيا ، ولن يعطيه .
و قال أبو جعفر النحاس : من أحسن ما قيل فيها أن المعنى من كان يظن أن لن ينصر الله محمدا – صلى الله عليه وسلم – وأنه يتهيأ له أن يقطع النصر الذي أوتيه . فليمدد بسبب إلى السماء أي فليطلب حيلة يصل بها إلى السماء . ثم ليقطع أي ثم ليقطع النصر إن تهيأ له فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ وحيلته ما يغيظه من نصر النبي – صلى الله عليه وسلم – . والفائدة في الكلام أنه إذا لم يتهيأ له الكيد والحيلة بأن يفعل مثل هذا لم يصل إلى قطع النصر .)
تحياتي أخ فيصل .
مثلك معجب بالشيخ بسام جرار واسمعه في اليوتيوب بإنتظام ولكنه يميل للسلفية أكثر من مواطنه الفلسطيني الشيخ عدنان إبراهيم .
رغم متابعتي للشيخ بسام و إعجابي بمنهج تفسيره الا أنني أفضل عليه الشيخ عدنان إبراهيم .
يا صلاح فيصل
المقال جميل جداً ولقد أعجبت به ….. لكنك كتبت الأتي
إقتباس – أن الأسسَ المنهجية قد سبقت غيرها من العلوم المختلفة، إذ يلاحِظ الدارسُ للتاريخ حسب قوله أنّ ظهور علم أصول الفقه، وعلم أصول الحديث، وعلم الكلام، وعلم النحو والصرف، كل ذلك كان قبل ظهور علوم الطب، والصيدلة، والكيمياء، والبصريات? وغيرها من العلوم.
هذه الجملة غير حقيقية إلا إذا جعلتها تنطبق علي مجموعة صغيرة من البشر متمثلة في القبائل المتواجدة في الجزيرة العربية وحدها في عصر الجاهلية كما يحلوا للبعض تسمية تلك الحقبة ! مما يجعل القارئ يظن أن الحياة قد بدأت في التطور بعد عهد الرسالة وهذا مجافي للحقيقة فلنأخذ الطب مثلاً لذلك فهناك قسم أبقراط ولنقتبس عن الويكيبيديا الأتي هو ابن إقليدس بن أبقراط ولد ب جزيرة كوس حوالي سنة 460 قبل الميلاد وهو أشهر الأطباء الأقدمين. عاش خمسة وتسعين سنة، تعلم خلالها الطب من أبيه وجده .
يا صلاح فيصل إنك نسبت الكلام لمصدره وهذا محموداً لك ولكن نشر المعلومات المغلوطة لها تأثير سلبي علي المتلقي ولذلك كان يجب عليك إهمال هذه الجملة أو توضيح إنها ليس حقيقية
كتبت لك كل هذا لأن زرع الأفكار المغلوطة في عقول النشئ أدت إلي جعلهم ينضمون لداعش !!!!! ولك تحياتي .
إنت من زمن تفسير القرآن ؟
القرآن يتم تأويله وليس تفسيره
أستغرب بعد محمود محمد طه يجي سوداني يتكلم عن مفسر فلسطيني للقرآن !!!!!!!!!!!!!
نحن شعب عبيط فعلاً
محمد شحرور منكر للسنة النبوية الشريفة و له ضلالات واضحة و عديدة و موجود بعضها على اليوتيوب , فهو مثلا لا يرى الزنا زنا الا اذا كانت الفتاة او الفتى يقيمان علاقات متعددة اي مع اكثر من شريك و بالتالي فعنده تعتبر علاقة الفرندشب الوحيدة لا غبار عليها!!!!!
هو ايضا يفسر قوله تعالى : “زيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ” [آل عمران : 14]
يفسر الاية على هواه حيث يفسر البنين بالبنيان اي البناء و يفسر النساء بالنسيء اي المستجدات ( اخر الصيحات) و كل ذلك هروبا من اي ينتقد الغرب او المستغربون وضع المرأة في الاسلام!!!
أي انه لكي يرضي الغرب , ففلا بأس من تحريف معاني كتاب الله و لو باللف و الدوران و امور ما انزل الله بها من سلطان.
يقول الشحرور ((: الآية 223 من سورة البقرة {نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ} أي كل ما استجد من الأشياء إلى أن تقوم الساعة هو مكسب لكم فاستعملوه أنى شئتم واتقوا الله في استعماله.)) تأمل ضلال الرجل و جهله !!!!!
يمكن مطالعة تفسير الشحرور هذا في موقع :http://www.shahrour.org/?p=1399
الاخ فيصل: أعتقد انك معجب بالشيخ بسام و لكن ما اوردته من تفسيره ليس مميزا بل هو أحد التفاسير التي يمكن أن تقبل او ترد .
و لقد ذكر في كتب التفسير تفاسير معتبرة لم توردها أنت و اكتفيت أنت بتفسيرين بعيدين و هذا طبعا في صالح تفسير بسام الجرار .
و تمت الاشارة في هذه التفاسير الى ان السبب هنا ليس حبلا و السماء هي السماء و ليست سقفا أي ذكر كل ما ماقاله بسام من عناصر اساسية و الاختلاف فقط في السيناريو الشخصي او النظرة الشخصية.
مما ورد في كتب التفسير – و هي موجودة على النت في موقع اسلام ويب كمثال :
(قالوا : معنى الكلام ما حدثني به يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد في قوله : ( من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا والآخرة ) فقرأ حتى بلغ ( هل يذهبن كيده ما يغيظ ) قال : من كان يظن أن لن ينصر الله نبيه صلى الله عليه وسلم ، ويكابد هذا الأمر ليقطعه عنه ومنه : فليقطع ذلك من أصله في السماء ، فليمدد بسبب إلى السماء ، ثم ليقطع عن النبي صلى الله عليه وسلم الوحي الذي يأتيه من الله ، فإنه لا يكايده حتى يقطع أصله عنه ( فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ ) أي ما دخلهم من ذلك ، وغاظهم الله به من نصرة النبي [ وقال آخرون ممن قال ” الهاء ” التي في قوله : ( ينصره ) من ذكر محمد صلى الله عليه وسلم; معنى النصر هاهنا الرزق ، فعلى قول هؤلاء تأويل الكلام : من كان يظن أن لن يرزق الله محمدا في الدنيا ، ولن يعطيه .
و قال أبو جعفر النحاس : من أحسن ما قيل فيها أن المعنى من كان يظن أن لن ينصر الله محمدا – صلى الله عليه وسلم – وأنه يتهيأ له أن يقطع النصر الذي أوتيه . فليمدد بسبب إلى السماء أي فليطلب حيلة يصل بها إلى السماء . ثم ليقطع أي ثم ليقطع النصر إن تهيأ له فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ وحيلته ما يغيظه من نصر النبي – صلى الله عليه وسلم – . والفائدة في الكلام أنه إذا لم يتهيأ له الكيد والحيلة بأن يفعل مثل هذا لم يصل إلى قطع النصر .)
تحياتي أخ فيصل .
مثلك معجب بالشيخ بسام جرار واسمعه في اليوتيوب بإنتظام ولكنه يميل للسلفية أكثر من مواطنه الفلسطيني الشيخ عدنان إبراهيم .
رغم متابعتي للشيخ بسام و إعجابي بمنهج تفسيره الا أنني أفضل عليه الشيخ عدنان إبراهيم .
سؤال للأستاذ حيدر
أفتي السلفيون بأن أهمية السنة تنبع من أن القرآن قطعي الثبوت ظني الدلالة و السنة ظنية الثبوت قطعية الدلالة.
وواضح أنهم ظنوا ذلك بسبب ما هو واضح في الطريقة التي أولوا بها القرآن في إعتمادهم علي أحاديث غير مثبتة و قطع الايات من سياقها و تأويلهم بالراي و عدم فهم لمعني (متشابها مثاني) و هو أحد مفاتيح فهم القرآن بالاضافة لعدم فهمهم لمعني الترتيل و هو يشمل معني أوسع من مجرد الصوت الحسن و حشو التفاسير بالاساطير و التشريعات التوراتية ووضع حروف الوقف في غير موضعها مثل (لا يعلم تأويله الا الله),بالله عليك كيف ينزل الله الينا كتابا بلغة بشرية ثم يقول لنا هذا الكتاب لا يمكن فك طلاسمه و قولهم (كتاب مكنون) يعني في اللوح المحفوظ و هذا تناقض ,كيف يقولون أنه أنزل من اللوح المحفوظ في ليلة القدر ثم يرجعونه الي اللوح المحفوظ مرة أخري و كثير من التناقضات التي تشي بأن الحكاية غلبتهم عدييييل و في النهاية عندما يلجأ الواحد منا لكتب التفسير يجد (إختلف المفسرون(.
هل هذا أفضل أم فتح باب الاجتهاد و جعل الراي الاصوب ينتصر و الراي السئ ينهزم,مثل المثال الذي الذي أوردته عن تخريجات شحرور وواضح أنها لن تجد لها نصيرا, أيهما أفضل؟؟
أنا كنت مثلكما معجب بالشيخ عدنان ابراهيم ولكن بعد مشاهدتي يوتيوب يتحدث فيه وبكل فخر عن نجاحه في الامتحان عن طريق الغش والخداع تغيرت نظرتي اليه وانقلب الاعجاب الى مقت وكره وتأكدت ان شيخ عدنان لا يؤتمن على العلم لأنه ممكن ببساطة يزور ويكذب على الناس..
اذا اردتم التأكد من هذا الكلام عليكم كتابة في موقع البحث :
(عدنان ابراهيم والغش في الامتحانات)
أفضل التفاسير عندي هي المتأخرة التي اطلعت على كافة التفاسير التقليدية القديمة وعاصرت جانبا من الحقائق العلمية التي لم تتوفر لأهل التفسير التقليدي ومن يدري لو أدركوها لتغيرت تفسيراتهم وهذا طبعا باستثناء الوهابية الذيم مازالوا يكفرون من يقول بكروية الأرض.
ومن هذه التفاسير المتأخرة الشاملة تفسير التنوير والتحرير لابن عاشور وهاكم ما جاء فيه عن هذه الآيات التي حير تفسيرها الأخ صلاح فيصل:
((مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ
مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ (15)موقع هذه الآية غامض ، ومُفادها كذلك . ولنبدأ ببيان موقعها ثم نتبعه ببيان معناها فإن بين موقعها ومعناها اتصالاً .فيحتمل أن يكون موقعها استئنافاً ابتدائياً أريد به ذكر فريق ثالث غير الفريقين المتقدمين في قوله تعالى : { ومن الناس من يجادل في الله بغير علم } [ الحج : 8 ] الآية ، وقوله : { ومن الناس من يعبد الله على حرف } [ الحج : 11 ]. وهذا الفريق الثالث جماعة أسلموا واستبطأوا نصْر المسلمين فأيسوا منه وغاظهم تعجُّلهم للدخول في الإسلام وأن لم يتريثوا في ذلك وهؤلاء هم المنافقون .ويحتمل أن يكون موقعها تذييلاً لقوله : { ومن الناس من يعبد الله على حرف } [ الحج : 11 ] الآية بعد أن اعتُرض بين تلك الجملة وبين هاته بجمل أخرى فيكون المراد : أن الفريق الذين يعبدون الله على حرف والمخبر عنهم بقوله : { خسر الدنيا والآخرة } [ الحج : 11 ] هم قوم يظنون أن الله لا ينصرهم في الدنيا ولا في الآخرة إنْ بقُوا على الإسلام .فأما ظنهم انتفاء النصر في الدنيا فلأنهم قد أيسوا من النصر استبطاءً ، وأما في الآخرة فلأنهم لا يؤمنون بالبعث ومن أجل هذا علق فعل { لن ينصره } بالمجرور بقوله { في الدنيا والآخرة } إيماء إلى كونه متعلق الخسران في قوله { خسر الدنيا والآخرة } [ الحج : 11 ]. فإن عدم النصر خسران في الدنيا بحصول ضده ، وفي الآخرة باستحالة وقوع الجزاء في الآخرة حسب اعتقاد كفرهم ، وهؤلاء مشركون مترددون .ويترجح هذا الاحتمالُ بتغيير أسلوب الكلام ، فلم يعطف بالواو كما عطف قوله { ومن الناس من يعبد الله } [ الحج : 11 ] ولم تورد فيه جملة { ومن الناس } كما أوردت في ذكر الفريقين السابقين ويكون المقصود من الآية تهديد هذا الفريق . فيكون التعبير عن هذا الفريق بقوله { من كان يظن } الخ إظهاراً في مقام الإضمار؛ فإن مقتضى الظاهر أن يؤتَى بضمير ذلك الفريق فيقالَ بعد قوله : { إن الله يفعل ما يريد } [ الحج : 14 ] ، { فليمدد بسبب إلى السماء } الخ . . . عائداً الضميرُ المستتر في قوله { فليمدد } على { مَن يعبد الله على حرف } [ الحج : 11 ].والعدول عن الإضمار إلى الإظهار لوجهين ، أحدهما : بُعد معاد الضمير ، وثانيهما : التنبيه على أنّ عبادته الله على حرف ناشئة عن ظنه أن لن ينصره الله في الدنيا والآخرة إن صمم على الاستمرار في اتباع الإسلام لأنه غير واثق بوعد النصر للمسلمين .وضمير النصب في { ينصره } عائد إلى { من يعبد الله على حرف } [ الحج : 11 ] على كلا الاحتمالين .واسم { السماء } مرادٌ به المعنى المشهور على كلا الاحتمالين أيضاً أخذاً بما رواه القرطبي عن ابن زيد ( يعني عبد الرحمان بن زيد بن أسلم ) أنه قال في قوله تعالى : { فليمدد بسبب إلى السماء } قال : هي السماء المعروفة ، يعني المُظِلة . فالمعنى : فليَنُط حبلاً بالسماء مربوطاً به ثم يقطعه فيسقط من السماء فيتمزق كل ممزق فلا يغني عنه فعله شيئاً من إزالة غيظه .ومفعول { يقطع } محذوف لدلالة المقام عليه .والتقدير : ثم ليقطعه ، أي ليقطع السبب .والأمر في قوله { فليمدد بسبب إلى السماء } للتعجيز ، فيعلم أن تعليق الجواب على حصول شرطٍ لا يقع كقوله تعالى : { يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض فانفذوا } [ الرحمن : 33 ].وأما استخراج معنى الآية من نظمها فإنها نُسجت على إيجاز بديع ، شُبهت حالة استبطان هذا الفريق الكفر وإظهارِهم الإسلام على حنَق ، أو حالةُ تردّدهم بين البقاء في المسلمين وبين الرجوع إلى الكفار بحالة المغتاظ مما صنع فقيل لهم : عليكم أن تفعلوا ما يفعله أمثالكم ممن ملأهم الغيظ وضاقت عليهم سُبل الانفراج ، فامدُدوا حبلاً بأقصى ما يُمَدّ إليه حبلٌ ، وتعلّقوا به في أعلى مكان ثم قطعوه تخرّوا إلى الأرض ، وذلك تهكم بهم في أنهم لا يجدون غنى في شيء من أفعالهم ، وإنذار باستمرار فتنتهم في الدنيا مع الخسران في الآخرة .ويحتمل أن تكون الآية مشيرة إلى فريق آخر أسلموا في مدة ضعف الإسلام واستبطأوا النصر فضاقت صدورهم فخطرت لهم خواطر شيطانية أن يتركوا الإسلام ويرجعوا إلى الكفر فزجرهم الله وهددهم بأنهم إن كانوا آيسين من النصر في الدنيا ومُرتابين في نَيل ثواب الآخرة فإن ارتدادهم عن الإسلام لا يضرّ الله ولا رسوله ولا يكيد الدينَ وإن شاءوا فليختنقوا فينظروا هل يزيل الاختناق غيظهم ، ولعلّ هؤلاء من المنافقين .فموقع الآية على هذا الوجه موقع الاستئناف الابتدائي لذكر فريق آخر يشبه من يعبد الله على حرف ، والمناسبة ظاهرة .ويجيء على هذا الوجه أن يكون ضمير { ينصره الله } عائداً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا مروي عن ابن عباس واختاره الفرّاء والزجاج .ويستتبع ذلك في كل الوجوه تعريضاً بالتنبيه لخلص المؤمنين أن لا ييأسوا من نصر الله في الدنيا والآخرة أو في الآخرة فقط . قال تعالى : { من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ليجزي الله الصادقين بصدقهم ويعذب المنافقين } [ الأحزاب : 2324 ] الآية .والسبب : الحبل . وتقدم في قوله { وتقطعت بهم الأسباب } في [ سورة البقرة : 166 ].والقطع : قيل يطلق على الاختناق لأنه يقطع الأنفاس .و ( مَا ) مصدرية ، أي غيظَهُ .والاستفهام ب { هل } إنكاري ، وهو معلق فعلَ { فلينظر } عن العمل ، والنظر قلبي ، وسمي الفعلُ كيداً لأنه يشبه الكيد في أنه فعله لأن يكيد المسلمين على وجه الاستعارة التهكمية فإنه لا يكيد به المسلمين بل يضر به نفسه .وقرأ الجمهور { ثم لْيَقطع } بسكون لام ليقطع وهو لام الأمر . فإذا كان في أول الكلمة كان مكسوراً ، وإذا وقع بعد عاطف غير ( ثُمّ ) كان ساكناً مثل { ولْتَكُنْ منكم أمّة } [ آل عمران : 104 ]. فإذا وقع بعد ( ثُم ) جاز فيه الوجهان . وقرأه ابن عامر ، وأبو عمرو وورش عن نافع ، وأبو جعفر ورويس عن يعقوب بكسر اللام .)) انتهى