الحركات.. والخيار صفر

قبل عدة أشهر كان الرئيس التشادي إدريس ديبي يلتقي في ألمانيا قادة الحركات المسلحة.. وتحديدا الدارفورية منها.. كانت مهمة ديبي إقناع قادة الحركات بضرورة التوصل إلى تسوية سياسية مع الحكومة تضمن إنهاء العنف في الإقليم.. وتحقق استقرارا ولو كان نسبيا.. ثم الأهم من ذلك تضمن لأولئك القادة مخرجا مشرفا وهبوطا سلسا.. سيما وأن معظمهم تربطه بهم علاقة شخصية ممتدة.. وهذه الفرضية لم تأت من فراغ.. بل من واقع الحجة المركزية التي استخدمها الرئيس ديبي وهو يحاور قادة الفصائل المتمردة في ذلك اللقاء.. فقد كانت حجة ديبي أن دارفور بدأت تتراجع عن بؤرة الاهتمام العالمي.. وأن الأضواء بدأت تخفت من حولهم.. وهذا ليس من مصلحتهم ولا مصلحة قضيتهم.. ولكن يبدو أن ديبي كان يؤذن في مالطا.. فرغم أن القادة قد وعدوا ديبي بإعادة تقييم الموقف على ضوء قراءة جديدة للموقف العالمي.. وعلى الرغم من وعدهم للرجل بزيارته في عاصمته للتباحث إلا أن شيئا من هذا لم يحدث..! غير أن الذي حدث يبدو أسوأ.. ويبدو أن أولئك القادة ربما يدفعون ثمنا باهظا جراء عدم أخذهم لنصيحة الرئيس التشادي مأخذ الجد ..!
فها هو الرئيس سالفا كير يدخل على خط الضغوط.. ولكن من زاوية ديبي أيضا.. فها هو يستنجد بالرئيس التشادي ليجد له مخرجا من مأزق وجود الحركات الدارفورية في أراضيه.. والمدهش حقا أن هذه الحركات ورغم أن الموقف بالنسبة إليها كان جليا أنه يسير نحو الأسوأ.. خاصة بعد صعود نجم تعبان دينق وحليفه أو معاونه مايكل الذي تولى حقيبة الداخلية.. وبينه وبين الحركات ما صنع الحداد.. فالحركات أو قادتها لم يحركوا ساكنا يضمن سلامة قواتهم.. أو يضمن حتى سلامة خروجهم بأقل الخسائر.. وبدا هؤلاء القادة وكأنما هم ينتظرون معجزة من السماء.. في وقت انتهى فيه زمن المعجزات.. ولأن سالفا كير يعلم الصلة الوثيقة للرئيس ديبي بالحركات.. وبملف دارفور عموما.. باعتبارها الدولة الأكثر تأثرا بتطورات الصراع في الإقليم.. والأكثر تضررا من آلاف اللاجئين الذين اتخذوا من أراضيها مأوى.. كان طبيعيا أن يستنجد بالرجل ليعينه على وضع حد للوجود الدارفوري المسلح في أراضي جنوب السودان ..!
غني عن القول إن أكبر دعم يمكن أن تجده حركة متمردة.. سيما إذا كان خيارها العمل المسلح.. هو أن تجد دولة تفتح لها أراضيها.. وتفتح لها خزائنها.. وكلما كانت تلك الدولة المستضيفة سخية في عطائها.. وكلما كانت قريبة من الدولة الأم.. التي تستهدفها الحركات بتمردها.. وبعملياتها العسكرية.. وكلما كان العداء مستحكما بين هذه الدولة وتلك التي يناهضها المتمردون.. فهذا يعني أن هؤلاء المتمردين يعيشون ربيعا.. يجنون ثماره في كل عملية.. والعكس صحيح جدا.. فأي تقارب بين الدولتين.. ثم أي تراجع من الدولة المستضيفة عن التزاماتها تجاه أولئك المتمردين.. فهذا يعني مباشرة انحسار الربيع.. وبداية الصيف.. وتزداد حرارة الصيف وتشتد وطأته كلما ضاعفت الدولة المستضيفة من ضغوطها على قوى التمرد هذه.. أما أن يبلغ الأمر حد أن تطلب الدولة المستضيفة من دولة أخرى أن تستقبل عندها هذه الفصائل المتمردة فهذه خطوة متقدمة جدا في ممارسة الضغط والحصار.. وحيث أن الأخبار الراشحة من الإقليم تؤكد أن الرئيس ديبي ليس متحمسا لعرض الفريق سالفا كير.. فالمراقبون يرجحون أن تلجأ جوبا للخيار الأخير.. وهو إلزام الحركات الدارفورية بالبقاء كلاجئين فقط عزلا من السلاح ومن ممارسة السياسة.. أو مغادرة أراضيها إلى حيث يشاءون.. وفي الحالين فالخسارة فادحة.. إن لم تنجح هذه الحركات في اقتناص فرصة اللحظة الأخيرة ومهر تسوية مشرفة مع الحكومة.

اليوم التالي

تعليق واحد

  1. إن لم تنجح هذه الحركات في اقتناص فرصة اللحظة الأخيرة ومهر تسوية مشرفة مع الحكومة
    _____________

    إنت بتخوف في الحركات أم خايف الحل يأتي من الرئيس الأمريكي “ترامب”

    تسوية مشرفة قال…… مشرفة في عينك

  2. لا يااخي عصر المعجزات لم تنته, ترامب وصل و حامل معه عصى غليظة لكل من المتمردين و الحكومة, سوف يسوقهم الي تسوية المشكلة كالنعاج رضوا ام ابوا.

  3. الصهر الرئاسي اذا انتم معولين على نهاية الحركات بهذه الطريقة فسوف يطول انتظاركم؟؟؟ الحركات لديها قضايا عادلة ويجب مخاطبتها ولا الحرب سوف تستمر الى ما لا نهاية؟؟ انت دحين ما كنت مؤتمر طلاب مستقلين؟؟ مبروك عليك النسب الرئاسي وللشعب السودانى الغلاء والجوع

  4. نحنا عايزين الحركات دي كلها معاها الجيش الشعبي تجي تضرب العمق محل الرئيس و المعرصين بتاعينو …عايزين عش الدبابير و مركز عصابة الفاسدين…و ح تكون قريييييبا

  5. إن لم تنجح هذه الحركات في اقتناص فرصة اللحظة الأخيرة ومهر تسوية مشرفة مع الحكومة
    _____________

    إنت بتخوف في الحركات أم خايف الحل يأتي من الرئيس الأمريكي “ترامب”

    تسوية مشرفة قال…… مشرفة في عينك

  6. لا يااخي عصر المعجزات لم تنته, ترامب وصل و حامل معه عصى غليظة لكل من المتمردين و الحكومة, سوف يسوقهم الي تسوية المشكلة كالنعاج رضوا ام ابوا.

  7. الصهر الرئاسي اذا انتم معولين على نهاية الحركات بهذه الطريقة فسوف يطول انتظاركم؟؟؟ الحركات لديها قضايا عادلة ويجب مخاطبتها ولا الحرب سوف تستمر الى ما لا نهاية؟؟ انت دحين ما كنت مؤتمر طلاب مستقلين؟؟ مبروك عليك النسب الرئاسي وللشعب السودانى الغلاء والجوع

  8. نحنا عايزين الحركات دي كلها معاها الجيش الشعبي تجي تضرب العمق محل الرئيس و المعرصين بتاعينو …عايزين عش الدبابير و مركز عصابة الفاسدين…و ح تكون قريييييبا

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..