إنهم يجهضون الحوار ..!

صعق من في قاعة الزبير محمد صالح الا من سبق عليه العزل يوم ان اعلن الرئيس عمر البشير صراحة بان حزبه المؤتمر الوطني سيكون صاحب القدح المعلى في التنازلات عن المناصب الاتحادية والولائية باعتباره المبادر بالحوار الوطني، ولم يتمالك حينها الكثير ممن كانوا حضورا يومئذ داخل القاعة اعصابهم فصدرت عنهم همهمات تداركها البشير بالقول ” حنفسح المجال لإخوانا لإشراك أكبر قدر سواء على المستوى الاتحادي أو الولائي”، وتابع قوله ” يا أيها اللذين امنوا اذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فاسحوا يفسح الله لكم ..”، ويبدو من تلك الهمهمات التي شهدها خطاب البشير الذي كان دائما ما تقطعه تكبيرات المؤيدين ان عباراته تلك امطرت علي من كان بالقاعة من اعضاء مجلس شوري الحزب الحاكم موجة من السخط الرافض لترك الكراسي الوثيرة، ونعيم المناصب .
ويبدو كذلك ان كلمات البشير تلك خيبت امالا عراضا كان قد نسجها رافضو مبادرة الحوار داخل حزبه ومما هو معلوم بالضرورة ان مبادرة الحوار الوطني ليست مجمعا عليها حتي داخل حزب المؤتمر الوطني فهناك من لا يزال يري من قيادات الوطني بان حزبهم هو الاجدر بقيادة البلاد باعتباره جاء عبر صندوق الاقتراع ولديهم قناعة راسخة برفض اي تنازل عن السلطة مهما كان الامر، لذلك عملت تلك القوي الخفية علي اجهاض المبادرة في مهدها وظلت تترقب لحظة الانقضاض عليها، الي ان جاءت تصريحات زعيم حزب الامة الصادق المهدي حول قوات الدعم السريع كفرصة مواتية لذلك، حيث سعت تلك الاطراف بكل ما اوتيت من قوة لتوجيه تلك التصريحات نحو ما تريد الي ان تم اعتقال المهدي وما بين ليلة وضحاها اصبح المهدي المتهم الاول بانتقاص هيبة الدولة وتهديد السلام العام بعد ان كان المعارض الحليف والداعم الاول لمبادرة الحوار الوطني، وكان للرافضين داخل الحزب الحاكم ما ارادوا حيث غادر المهدي عقب اطلاقه مغاضبا الي خارج البلاد ليترك مقعده شاغرا بقاعة الصداقة لتفقد مبادرة الحوار الوطني احد اركانها المؤثرة، وتبع ذلك خروج عدد من مكونات الية الحوار المعروفة بـ (7+7) والتحاقها بالممانعين.
وبتلك الخطوات استطاع رافضو الحوار داخل الحزب الحاكم شل حركة المبادرة وتقزيم مساعيها للم الشمل السوداني في سبيل تحقيق مكاسبهم وتوجساتهم من ادخال اخرين عبر الحوار ليشاركوهم في سلطانهم، ورغم محاولات التعطيل والتعثر استطاع من رغب من القوي السياسية في الحوار الدخول في دهاليز قاعة الصداقة التي استضافت اعمال لجان الحوار الستة، الي ان جاءت المخرجات النهائية لعملية الحوار والتي اقرت تشكيل حكومة وفاق وطني برئاسة البشير تعمل علي انفاذ ما خرج به الحوار .
ورغم ان القوي السياسية والحركات المتمردة الاكثر تأثيرا لم تشارك في عملية الحوار الوطني الا ان عين من يقفون ضد مبدأ الحوار داخل اسوار النادي الكاثوليكي ” مبني الحزب الحاكم ” تملكتهم حالة البخل فاثروا ان يجددوا محاولاتهم لنسف الحوار المشلول اصلا من خلال تصريحات من شاكلة ” منصب رئيس الوزراء لن يخرج من المؤتمر الوطني او ان ولاة الولايات لن تشملهم الازاحات المرتقبة “، وزادت من توجساتهم تصريحات الرئيس البشير حول التفسح حيث ارتجفت عروشهم وتزعزعت اطرافهم، ففكروا وقدروا ودسوا طعم الاجراءات الاقتصادية الاخيرة في مائدة البشير الذي يراهن علي نجاح مبادرته ولا يزال يطمح في إلحاق الممانعين ان لم يكن جميعهم فأكثرهم تأثيرا، بل اوهموا العامة بمن فيهم رئيس المبادرة نفسه بان تلك الاجراءات من صميم المخرجات متناسين بان حكومة الوفاق الوطني هي المعنية بإنفاذ تلك المخرجات وليست حكومة المؤتمر الوطني وذلك وفقا لما نصت عليه التوصيات ذاتها، وهو ما يشير بوضوح الي الازمة الناشبة الان بين حكومة المؤتمر الوطني والاحزاب الأخري المشاركة في الحوار بل يمثل تهديدا ناسفا لعملية الحوار برمتها وبذلك يكون اولئك الرافضون داخل الحزب الحاكم قد حققوا ما اجتهدوا لأجله .

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. .
    الحوار الوطني أساسا عبارة عن حمل اتى سفاحاً ولا يزال جنيناً ميتاً داخل رحم نظام الإنقاذ ، ولا تزال المحاولات جارية لإخراجه بما لا بضر الأم الحامل العليلة التي قد عانت الامرين جراء هذا الحمل الفاضح .
    الشئ المؤسف لا يزال البعض في انتظار نتائج هذا الحوار الغبي بالرغم من ان نتائجه كانت واضحة للمبصرين وقد قلوا رأيهم قبل بداية الحوار ولم يسمع لهم صوت وقد تكالب البعض من المعارضين والمناهضين للنظام ليلقوا حتفهم داخل أروقة الحوار حيث يتمّ اغتيالهم سياسياً .

  2. .
    الحوار الوطني أساسا عبارة عن حمل اتى سفاحاً ولا يزال جنيناً ميتاً داخل رحم نظام الإنقاذ ، ولا تزال المحاولات جارية لإخراجه بما لا بضر الأم الحامل العليلة التي قد عانت الامرين جراء هذا الحمل الفاضح .
    الشئ المؤسف لا يزال البعض في انتظار نتائج هذا الحوار الغبي بالرغم من ان نتائجه كانت واضحة للمبصرين وقد قلوا رأيهم قبل بداية الحوار ولم يسمع لهم صوت وقد تكالب البعض من المعارضين والمناهضين للنظام ليلقوا حتفهم داخل أروقة الحوار حيث يتمّ اغتيالهم سياسياً .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..