الديك السياسي

بعد انشطار الوطن كنت في ارض جوبيك و الديك الوحيد يصيح ما بين التاسعة و العاشرة صباحا دفعني الفضول للوصول الي مكانه فضول لم اعرف دافعه ، وجدت انه هو صاحب السكن يجلس علي اريكة ضخمة مزينة بالريش المزركش ، ما ان دخلت حتي اندفع نحوي طائرا نحو اعيني لقلعهما لولا حذري و سرعتي لفقدتهما.نصحي عمدة الجلابة ان اعود الي خرطوم الوطن المشطور لأقرأ (صياح الدجاج) من بعض مما قصصَ رامون سوليس
هنا الديك لا ينام ارقا و خوفا و اداء حقوقا زوجية مع عدد لا نهاية له من الدجاج.
في صباح الوصول قال الديك(يا ايها الدجاج ايها الشعب الصالح نحن الاسياد دانت لنا النواحي بزرعها و ضرعها و بشرها و انعامها لا دغمسة ..رجالة ..رجالة)
لو لم نفعل ذلك لتهدم هذا القفص و ضاعت عليكم هذه النعم.انتم الشعب و الذين من دونكم ممن لا يقف هنا لاحسا كوعه مستجديا يظل هناك محصوبا مخزيا.
ديك عاقل قال هذا لا يرضي الله فانت راعي الجميع لا حاشيتك فقط. فأتت عليه شعوب الديك بمناقيرها و مخالبها فأدمت رأسه الصغيرة و نتفت ريشه.لاحظ الديك السياسي ضعاف من شعبه لا يفعلون شيء و تعلوهم الخيبة و خافت اعينهم.سار بعرجته الجسمية و النفسية ازاح مزلاج الباب صائحا بحنجرة مصابة (اما لحس الكوع او العوعاي او ابحثوا عن قفص آخر ) قادر الشعب غادر ، و ضعيفها لا هو يقدر علي لحس كوعه أو يغادر فنظر اليهم ساخرا و ايديه تتحرك بالبذاءة و قال الفورة مليون.
في ركن مبهرج كان شعب من الديك يتناول مطايب لا تشبه عليقة الدجاج حتي قالوا بعضها يشبه لحمنا و يا ويلنا لو كان اللحم لحم بعض من شعب الارض و ظل يتأرجحون في ارجوحة السكينة الذهبية و سكن الجرانيت الفضي.
حمدان حمدان حمدان كان يتسلي و يروح عن نفسه بمشاهدة الديك السياسي و عراكه اليومي احيانا يضحك ملء فيه لما أراد الديك ان يطأ دجاجة و ان يلتقط حبه وان يشرب و ان يصيح في آن واحد فلما سمعه يضحك زعق الديك السياسي(سادوسك تحتي يا حمدان لقد حان عذابك) فقال حمدان (ستري ايها الديك و الفورة مليار) ففعل الديك ما فعل و ظل نادما الحاضر و المستقبل يصيح في شعبه لم تعرفوا من قبل نعيم الدنيا لو ما نحن لكنتم في المقابر سابيعكم و ابيع ارضكم.و قال لشعب الديك تنعموا باي طريقة من خير هذه النواحي المباحة فهي لكم خالصة.
في مأدبة احتفال الفقر الكبير القياسي قال لشعب الديك يتقدمهم ديكه الصحفي نخطط سرا لقيادة العالم و غلب حمدان ، فلما رآهم اسرفوا في المدح أحس الملل فقال ( سيبوا كسير تلج يا وهم عارفني أكعب ديك في العالم و عارفكم رخيصين و بخسين يلا فرتقوا).
نسيت صياح الفجر فانقطعت عني رحمة السماء ، اصلي كالماكينة احس كم انا بعيدا عن الله رغم ضجيجي و متعاليا عن شعب الارض و محابيا شعب الديك رغم ضجيجي، كم قتلت و افقرت من شعب الارض المسكين الفقير و متعت شعب الديك اهلي و نسبي و حسبي و حزبي.
الديك العاقل كان ينظر اليه بلا ريش و برأس دامية و هو أقرب للموت ما كنا نريد ذلك ان يكون كذلك و انا علي الآخرة فانظر في أمرك و أمر شعبك الديك لقد انتهي كل شيء و العاصفة باتت قريبة و ستنسف كل شيئا نسفا.
عثمان أحمد عثمان
[email][email protected][/email]