صناعة البديل 4 : الإنقاذ و حرب الجيل الرابع على شعب السودان

قد يبدو للناس ان الانتفاضةالذكية قد تكون الوسيلة الوحيدة للاحتجاج على مواجهة الغلاء وزيادة اﻻسعار التي طالت كل السلع و احاطت بهم من كل جانب…ولكنها في الحقيقة معركة شرسة من اجل البقاء …لمواجهة إعلان اﻻنقاذ ببداية حرب الجيل الرابع على شعب السودان
تعرف حروب الجيل الرابع بأنها حروب بالوكالة الذكية. وتديرها الدوائر الصهيونية عبر وسطاء يعملون إما كعملاء مأجورين او كجهلاء مفتونين في مختلف انحاء العالم..و تمثلها في الدول الاسلامبة الحركات الاخوانية التي تعمل وفقا للبرتوكولات الصهيونية بنسخة ماسلمة.
وتنشأ حروب الجيل الرابع على اربعة مراحل كما يلي؛
المرحلة اﻻولى: تفكيك الدولة. تبدا في الدول اﻻسلامية باستلام الحركة اﻻخوانية على السلطة. ومن خلال نموذج سياسة التمكين تسعى لطمس الهوية الوطنية بدعوى إقرار هوية الدولة اﻻسلامية، فتعمل على نزع الاراضي القبلية و تخريب البنى التحتية و كافة المشاريع القومية و تدمير الخدمات بدءاً بالصحة و التعليم واخيرا إعلاء شأن الفساد ليكون القوة المسيطرة على البلاد.
المرحلة التانية: بذر الغتن الطائفية والقبلبة و الإستيلاء على مناطق وحيازات القبائل الكييرة و إنشاء مليشيات مسلحة من القبائل الضعيفة وإشاعة ثقافة امراء الحرب. ولا يمنع ان تكون بعض المليشيات المسلحة في ظاهرها معارضة للحكومة بالشكل الذي يجعلها تستقطب المعارضين للزج بهم في مصير محتوم في المراحل التالية
المرحلة الثالثة: اشعال الحرب المدنية. ويكون بدفع الاقتصاد الى الهاوية للدرجة التي يصبح فيها المواطنون عبيدا للآلة المسيطرة على مصائرهم بدون اي فرصة للمقاومة او ابداء الراي او حتى الأمل. تكون الشعوب في هذه المرحلة امام خيارين، اما الإذعان و الخضوع للأمر الواقع لتموت ببطء بالجهل و القهر و الجوع و المرض او اﻻنفجار المدني الذي سيقود حتماً الى الموت بعنف في المرحلة الرابعة.
المرحلة الرابعة: حالة الفوضى الخلاقة. تتدخل المليشيات المسلحة لحسم النزاع المدني ويبدو احدى طرفيها موالي للحكومة والآخر معارض لها. ولانهما يمتلكان نفس السلاح من ذات المصادر يستمر النزاع المسلح لفترة طويلة دون حسم الى ان يقتل اكبر عدد ممكن من الجانبين في المنطقة المعنية ..على النحو الذي ادلى به كسنجر في لقاء تلفزيوني صريح.
وتتنازع القوى العظمى ما تبقى من مناطق النزاع حيث ستدور فيها رحى الحرب العالمية الثالثة لأول مرة في غير ارض الدول المتحاربة..يتم فيها تجربة اسلحة الدمار الشامل التي لا يعرف العالم عنها الكثير..و تتوقع الدوائر الصهيونية ان امريكا ستنتصر فيها وانها ستحقق أخيراً حلمها بإقامة النظام العالمي الجديد.. آحادي القطبية..اي ان يدين العالم كله لامريكا لتحكم منفردة تحت سيطرة اللوبي الصهيوني.
فمبدأهم أن العالم الرقمي اليوم لا مجال فيه للدول الفاشلة فهي عبئ تنؤ به حضارة الانسان. فاتساع الهوة بين مجتمعات الخيال العلمي و رواد الفضاء من ناحية و رعاة الماشية الرحل يجوبون الفيافي بحثاً عن الماء الجاري تحت اقدامهم والزارعون بالامطار منذ اكثر من ثلاثة الف عام، كمثل اجدادهم القدماء ..والقبائل التي لازالت تسكن كهوف العصر الحجري، وحكوماتهم الفاسدة التي تقتات على شقائهم و عذاباتهم، لا مكان لهم في عالم اليوم. مصيرهم كما خطط اليهود ودبروا، ان يقتلوا او يهجروا او ان يرموا بانفسهم الى التهلكة في خضم البحار سعيا للاستعباد الطوعي في ارض الاسياد.
صرح التيه والصلف اليهودي في اكثر من موقع ومناسبة انهم سيهزمون الامم العربية و اﻻسلامية بذكاء الحركة الصهيونية و جهل اﻻخرين..و اصبحت تطلق العنان لمؤامراتها جهرا و تكابر برسمها للشرق الاوسط الجديد، متيقنين ان تلك الدول واقعة تحت شباكها الجهنمية لامحال فهي شعوب غوغاء جاهلة لا حول لهم و لا قوة. فضاعت سوريا و ليبيا و العراق و اليمن..وزعزعت مصر و المملكة السعودية و السودان و فصلت جنوبه…ونهبت ثرواتهم …. وانه زمان استعلاء اليهود.
فهل سنكون ضحية لغبائنا و جهلنا و فرقتنا.. نسعى لمصير لم نعد له العدة و لم نحسن لمواجهته التدبير….ام سنوحد الصفوف…ونتراص في انتفاضة ذكية تستصحب تأريخ و أمجاد هذه الأمة… ونريهم لمحات من عظمة الشعب السوداني المعلم…صانع الحضارات صاحب كوش و البركل…في صناعته للبديل …
هذا ما ستكشفه لنا اﻻيام المقبلة..
محمد عثمان مناع
[email][email protected][/email]