توزيع الموارد.. في الهواء الطلق

أقر أنها بالنسبة لي كانت المرة الأولى التي أشهد فيها توزيعا للموارد.. في الهواء الطلق.. أو على الهواء مباشرة.. وحين انتهى ذلك الاحتفال الرمزي الذي نظمته شركة أرياب للتعدين أمس بمقرها في الخرطوم.. وقد دعتنا لنكون شهودا لذلك الاحتفال.. لم يدر بخلدي أن أشهد.. ومن معي.. موارد حقيقية يتم توزيعها على أوجه صرف معلنة.. حتى أنني لم أتردد في أن أقول للسيد وزير المالية ونحن نغادر مقر شركة أرياب.. هذه منتهى الشفافية.. وبالنسبة لي هذه أول مرة أشهد فيها توزيعا للموارد أمام ناظري.. وأضفت مخاطبا الوزير.. لو كل الأمور كانت تتم بهذه الشفافية لصلح حال البلاد.. سارع وزير المالية بالرد على اتهامي المبطن هذا بقوله.. صدقني هذا ديدننا.. وهذا نهجنا.. وإلا لماذا اليوم فقط؟.. ليس هناك جديد.. الجديد فقط أنكم قد رأيتم اليوم بأعينكم.. ثم يضيف الوزير: للأسف كثيرون خاصة أولئك الذين خارج البلاد.. يفضلون أن يصدقوا ظنونهم لا أن يصدقوا الوقائع..!
وعلى طريقة الفلاش باك.. دعوني أعود بكم لوقائع الحدث.. أربع وسبعون سبيكة من الذهب الخالص من إنتاج شركة أرياب للتعدين.. كانت تتوسط ردهة الشركة في مبناها العريق شرقي الخرطوم.. أعلن المهندس نصر الدين الحسين مدير عام شركة أرياب للتعدين.. أن تلك السبائك مجتمعة تزن نحو طنٍ وثمانين كيلوجراما من الذهب.. أما القيمة فقد بلغت الأربعين مليونا من الدولارات أو تزيد.. أمام حشد من الصحفيين ومنسوبي أرياب ومنسوبي وزارة المعادن.. وقف وزير المعادن الدكتور أحمد محمد صادق الكاروري رفقة المهندس نصر الدين.. ليسلموا السيد وزير المالية بدر الدين محمود والسيد محافظ البنك المركزي عبد الرحمن حسن كل تلك السبائك من الذهب.. كان مشهدا مثيرا حقا.. وجرأة تحسب لشركة أرياب.. أن تكون بضاعتهم مزجاة في العراء.. ولعل إدارة الشركة بعد وضعها الجديد قررت أن تكسر ذلك الطوق الأمني الذي كان مضروبا حول نشاطها على أيام المالك الفرنسي عراب الشفافية والحرية..!! فتلك كانت مفارقة غريبة غير أن إثارة الأمس لم تنته عند هذا الحد.. فحين وقف وزير المالية مخاطبا الاحتفال ثم عرج إلى الحديث عن دعم الإنتاج والإنتاجية.. وكيف أن هذه سياسته التي يتمسك بالمضي فيها.. كنت أضحك في سري.. وأنا لا أرى في حديث السيد الوزير محض وعود براقة سمعنا مثلها كثيرا..!
حتى كانت المفاجأة حين قلب الوزير الطاولة على الجميع.. نعم فعل ذلك حين أعلن أن الذهب الذي كان يلمع أمامنا في تلك اللحظة كمورد حقيقي ملموس.. وليس مجرد أرقام يستاك بها البعض.. سيذهب مباشرة لدعم الإنتاج.. ثم يكمل وزير المالية مفاجأته حين يفصح عن نيته بقوله.. عشرون مليون دولار ستخصص لتطوير عمليات شركة أرياب نفسها.. سيما وأن المدير كان قد أعلن سلفا عن جملة مشاريع ضخمة لتطوير عمليات الاستكشاف والتنقيب والتصنيع في الشركة.. ثم يمضي الوزير في إدهاش الحضور: أما العشرون مليونا الأخرى فستخصص لتطوير حقل الراوات النفطي.. الذي أثبت قبل يومين فقط أنه يحتضن ثروة نفطية هائلة.. تراجعت في ظنوني وقلت في سري: ها هو السيد وزير المالية.. يصدق وعده.. ويدعم الإنتاج وبموارد حقيقية نراها رأي العين..!
قد يختلف معي البعض.. ولكني تعودت على التعامل مع الوقائع.. طالما توفرت لهذه الوقائع المصداقية المطلوبة.. فقد رأينا أمس بأعيننا أرياب تنتج.. وسمعنا بآذاننا وزير المالية وهو يوجه بإعادة توظيف هذا المنتج لدعم الإنتاج

اليوم التالي

تعليق واحد

  1. ان تسمع باذانك او ترى بعينك ماذا ؟ لقد رايت ذهبا معروضا نصفه لم يغادر الشركةوالنصف الاخر سمعت الوزير الى اين ارسله ومنذ 27 سنة نحن نسمع ونرى كذبا صراحا .. وتريدنا هذه المرة ان نصدق ما شاهدته وسمعته الم تكن معنا تسمع وترى 27 عاما والنهاية اصبحنا حتى حبة البندول لا نقدر على شرائها ونقف امام الصيدليات عسى كوزا قادرا يقسم لنا حبة بندول ولو من مالنا الذى ولغ فيه حتى افقرنا .

  2. ان تسمع باذانك او ترى بعينك ماذا ؟ لقد رايت ذهبا معروضا نصفه لم يغادر الشركةوالنصف الاخر سمعت الوزير الى اين ارسله ومنذ 27 سنة نحن نسمع ونرى كذبا صراحا .. وتريدنا هذه المرة ان نصدق ما شاهدته وسمعته الم تكن معنا تسمع وترى 27 عاما والنهاية اصبحنا حتى حبة البندول لا نقدر على شرائها ونقف امام الصيدليات عسى كوزا قادرا يقسم لنا حبة بندول ولو من مالنا الذى ولغ فيه حتى افقرنا .

  3. بالله دي طريقة إدارة موارد مالية في دولة. فرقها شنو هسي من جمعيات الاهالي في القرى؟ قمة السذاجة والاستهتار

  4. ما شاء الله…طيب بالله عليك ايها المتحذلق كمل جميلك واسأل وزير المالية اين ذهبت اموال النفط المنتج قبل انفصال الجنوب ولمدة عشر سنوات, والمقدرة بثمانين مليار دولار وبالمرة كمان اسأل لينا عن الذهب المنتج خلال سبعة سنوات والمقدر باربعمائة طن حسب تصريحات وزراء المعادن كل عام. آل توزيع موارد آل..برضو دا ما بحلك لقد بلغ السيل الزبي…يا لطيف منكم!!

  5. التوقيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييت.
    تخدير فى تخديييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييير.
    كفاية عبط وسذاجة.مصيبة “شطار” الإنقاذ أنهم من أغبي خلق الله لأن الأعيبهم غبية زيهم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..