إهتمام .. إحترام .. إنصاف .. !! –

أفهم أن تُجبر الظروف شخصاً ما لأن يكون مُسايِّراً ( بضم الميم ) لما يجري من سياسات و أحداث قد لا تمُت إلى قناعاته بصلة ، فقط لأنه صاحب منصب أو مصلحة ربما خاف زوالها ، و لكن ما لا أفهمه إنبراء أشخاص و منظمات و هيئات ليست لها أيي مصالح آنية واضحة تجاه ما يحدث من طعن في خاصرة المواطن السوداني و تقتير عيشه و تهيئة كل المناخات التي تقوده إلى حتفه المحتوم إما بالجوع أو المرض أو الجنون ، على سبيل المثال من الذي إستفتى هيئة كبار العلماء لكي تعلن حُرمة الخروج على الحاكم ثم تعود لتبيح الخروج تظاهر السلمي و تعتبره نوع من المناصحه ، لا مبرِّر لذلك سوى إحساسها بأهمية أدائها لدورها الطليعي و ( الخزلاني ) لعامة الأمة المدحورة إنطلاقاً من تحقيق بعض أهدافها التي تدور في دائرة الإبقاء على النظام في سدة السلطة طالما كانوا أي علماءنا الإجلاء باقون على سُرر الدعة و النعيم و الإمتيازات و ( العِيشه الهنيه ) .. أين تعظيم شعيرة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ، و أين يا علماء السودان إستصحابكم لسيرة السلف الصالح و الصحابة الكرام ، أين أنتم من إنكسار عمر و دمعته الهاطلة من خشية الله حين كانت تؤنبه إمرأه و يزجره في حدود الله رجل من عامة الناس و بسطائهم ، أليس في هذا إشارات لما يجب أن يكون عليه أمر الحاكم مع الرعية ؟ .. و أيضاً من أمثال هؤلاء مجرد أفراد بعضهم أعرفهم يجنِّدون أنفسهم في مهمة تخويف الناس و إفزاعهم من غدٍ مظلم و تشريد و إنفلات أمني كما حدث في ليبيا و العراق و اليمن ، لماذا لأنهم خرجوا على الحاكم أو لأنهم لم يرتضوا حُكماً ضاقوا به لمجرد عدم إلتزامهم مبدأ ( ذُق المُر و لا تذُق الأمرين ) .. يتنافسون على سبل شتى مشارب الوسائط الإلكترونيه على نشر كل ما يفيد تقاعس الهِمة الوطنية و علو الشعور الوطني الجماعي ، و لهم أن يعلموا أن القضية اليوم ليست قضية سياسية تتعلق بإختلاف المناهج و الأفكار و الآيدلوجيات بقدر كونها في الواقع قضية البقاء و الصحة و العافية و الشعور بالرضا ( الوطني ) ، فالموجوعون من مآلات القرارات الإقتصادية الأخيرة بعضهم من المنتمين تنظيمياً وعاطفياً لحزب المؤتمر الوطني لكنهم من الكادحين المتعففين و بعضهم من أحزاب أخرى و آخرون مستقلون و الأغلبية لا ناقة لها و لا جمل في موضوع السياسة بمجمله ، الصراع الآن هو صراع أن نكون أو لا نكون ، ومن نحن ؟ نحن جميعاً بما فينا القادرون على تجاوز صعوبات المرحلة ، كلنا ( ذلك المواطن البسيط المغلوب على أمره ) في قوت يومه و تشخيص مرضه و الحصول على دواءهُ و العاجز عن ضمان تعليم أبنائه في مدرسة حكومية فيها أبسط أدوات التحصيل الأكاديمي ، نحن جميعنا بكل ما فينا من تفاوت في الإمكانيات الماديه ذلك الكادح البسيط الذي قد تقوده إلى القبر أزمة صدرية عابرة فقط لأنه لا يمتلك 287 جنيهاً لشراء بخاخة الربو ، لا تبخسوا الناس همتهم الوطنية و آمالهم في غدٍ ( معقول ) الإشراق ، و وطن يسع الجميع و يتحمَّل تعدُد الأفكار و الرؤى و الثقافات .. ليس من كنز و لا ثروةٍ يحتويها هذا الوطن أثمن و أغلى من إنسانه الذي يستحق كل إهتمام و إحترام و إنصاف.
الجريدة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..