قيادة الفوضى!صديق محمد اسماعيل نموذجاً

قيادة الفوضى!صديق محمد اسماعيل نموذجاً

الجعلي محمود أحمد
[email protected]

هناك نوع من القادة يتولون إدارة مهام العمل في التنظيمات السياسي عبر رسم التوجهات وإطلاق الرؤية وتحديد السياسات، ثم يقومون بعد ذلك بتسليم مفاتيح العمل لكل مبادر وقادر على العمل، يدعمونه ويصدون عنه كل محاولات التخريب أو التهميش.
وعندما يضع القائد الأهداف أو رؤية أو سياسة للعمل، ويختار أو ينتخب الطاقم يصبح دوره الرئيس بعد هاتين المرحلتين هو إمساك الخيوط لمنعها من التشابك، فلا تضارب ولا تقاطع، ويصبح دوره رسم مجالات التعاون بين الأطر والأفراد عبر توفير مناخ من الرعاية ومن خلال عملية الرقابة والتقييم والمتابعة. إن المتابعة فن لا يتقنه إلا القلة من القادة الملهمين المبدعين لأن المتابعة تشمل الخطة و التنفيذ، والمتابعة فن تمهيد السبل وتعبيد الطرق أمام القافلة، والمتابعة للقائد فن إدارة الموارد والأفراد لتحقيق الرؤية عبر الانجاز وتحقيق النتائج. إن القيادة بالرؤية قيادة شفافة ذات صدر مفتوح وأيادي مرحبة، قيادة الثقة بالذات والآخرين، قيادة الطاقة التي تنطلق من الشخص كأنه كوكب يضيء في الآخرين، حيث التحفيز يعد عاملا حاسما عند صاحب الرؤية الذي يعمل تحت ضوء الشمس لا في الظلمة.
في التنظيمات السياسي أفراد وصلوا لمواقع القيادة في غفلة من الزمن ليقودوا في الفوضى، أو كما يسمون القادة بالصدفة، وهؤلاء وصلوا لمواقعهم نتيجة الصراعات السياسية-التنظيمية-المصلحية، أو لقدرات انتهازية بلطجية طاغية أو لتقاطعات مراكز القوى، ومن هؤلاء من يفتقر للبناء الذاتي، فلا هو ذو خلفية ثقافية عملية تساعده على ملء موقعه، ولا هو يريد أن يتعلم أو يتطور فهو مكتفِ بما استقر في رأسه من سنوات طوال فلا كتاب ولا جريدة تستحق القراءة ومثل هؤلاء القادة في خضم الفوضى تراهم أجسادا بلا روح وشخصيات قد تظن أنت أنها للوهلة الأولى ذات مضمون، ولكنه عندما يتكلم أو حتى يتنفس تكتشف أنه الطبل الأجوف.
إن قادة الفوضى يحبون الرجال والنساء الضعفاء، ويقدرون العناصر باهتة الملامح، والأفراد ذوي الحاجات المصلحية الذاتية لأنهم يستطيعون السيطرة عليهم بالتخويف، فترى الأعضاء حوله بمنزلة الأتباع أو المريدين من شيخ الطريقة فيستسلمون كليا، فما دامت حاجاتهم مستوفية فلا بأس من قرع الدفوف للقائد الفوضوي قائدا ملهما. إن القائد الفوضوي قائد بلا مباديء وبلا قيم: يقسم ولا يلتزم ويفتي ويغير فتواه ويحلل بلا دراية، هو نصف مستمع، يرسم ويخطط بلا معلومات، ويسرق جهود الآخرين دون أدنى حرج او خجل.
إن قائد الفوضى نقيض قائد الرؤية، حيث لا رؤية عنده ولا تخطيط ، ولا تنظيم ولا قوانين، وإنما دفقات من الأفكار العشوائية المرتبطة بمصلحة آنية تصيب أحيانا، وتنكسر في أحايين كثيرة، تنجح آنيا وتدمر التنظيم استراتيجيا ولكنه في نظره العليل وعقله الكليل عمل جليل ليس له مثيل.
عندما يفتقد القائد الرؤية والقيم والقوانين أو المباديء أو مفاتيح العمل فإن عمله، وإن كثر جهد بلا نتيجة وعمل بلا مضمون وتعب مع رغبة في ازياد مبهمة الأسباب. إن قائد الفوضى ينشر الفوضى ليسود، وقائد الفوضى يستغل الفوضى ليستمر، وقائد الفوضى يدعم الفوضى ليقود. يقول الفيلسوف (بيتر دراكر) إن القيادة نتائج وليست خصائص. ان قائد الصدفة رغم أنه قد يستثمر بعضا مما يحفظ من ظاهر الآيات أويتظاهر بالعمل أو الجماهيرية أو البساطة، فإنه بتعبه هذا خاسر لا محال.

تعليق واحد

  1. صديق محمد اسماعيل هذا الغواصة المقيت الناقل لكل اسرار المعارضة الى نظام الصلف والجبروت الاتستحى على وجهك ايها المنافق

  2. والله الكلام الذي كتبتوه عن هذا الرجل انا ارى غير ذلك ووجة نظري بل هو الرجل الغيور على وطنه وعلى مصلحة الحزب في خضم هذه الاطرابات التى سادت البلاد مؤخراً من تقسيم ونزاعات في غرب البلاد وتوتر بالجنوب وأبي يي وخلافه لماذا ننظر لكل شئ بمنظور ضيق ما نشوف السودان ما شي وين والناس الفيه ودوه لي وين المسألة وقفت عند الفريق / صديق محمد اسماعيل

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..