ردي على الذين ينادون بوقف خروج ما يسمونهم “الأطفال” في المظاهرات!

دعو عنكم هذا الوهم والتعالي على الواقع عبر محاولة فرض شكل من أشكال الحنية الأبوية الزائفة!. إلا إن كان عندكم البديل، وهو: الطعام والدواء وحق المدرسة لهؤلاء الشباب والشابات الذين تسمونهم أطفال!. الكلام دا عيب كبير وتعالي مقيت!

أعرف أن نوايا البعض ربما كانت حميدة لكنها بعد مضللة ومهزومة وغير واقعية: غير ممكنة كما أنها متعالية على الواقع!.
الأطفال “الشباب” يتعرضون للجوع مثلهم والكبار وأشد ويعرفون أحوال ذويهم ويعرفون أنهم لا يستطيعون سداد فاتورة الدراسة وربما تم إهانتهم مرات عديدة من قبل إدارات المدارس.

الشباب (من كل الأعمار) بنات وبنين يتعرضون يومياً للتحرشات الجنسية والإغتصاب والقتل على أيادي المرضى نفسياً في شوارع المدن الكبيرة. الأطفال يعملون أعمال شاقة والكثير منهم مشرد على أرصفة المدن القاسية بعضهم ترونهم بعيونكم والبعض لا ترون من جراء العزة ولكن الإملاق في العيون والبطون خاوية.

الأطفال هم الشباب (الثانوي والجامعات وحتى ما دون ذلك) عندما يتحركون، يتحركون من تلقاء أنفسهم ومن خلف ذويهم لا بعلمهم ناهيك أن يكون بأمرهم أو أمر السياسيين.

السياسيين إن فشلو في تحريك ذوي الصغار وقواعدهم الملتزمة من العضوية فهم أفشل في تحريك الصغار!.
الصغار يعرفون أن المستقبل لهم قبل الكبار ويعرفون أن المستقبل مظلم في ظل هذه الظروف البائسة.
ثم ان الخروج للشارع من عدمه للكبار والصغار مسألة وجودية تمس حياتهم مباشرة وأملهم في شيء أفضل كونها في لحظة بعينها يكون لا خيار غيرها إلا خيار الموت جوعا.

جميل أن يخرج الشباب والنساء أكثر فئات المجتمع ضعفاً وتأثراً بالأوضاع المزرية في هذا العهد الغيهب كي يقولو نحن هنا ونحن نعاني الفقر والمرض والمسغبة والتحرشات الجنسية والطرد من الدراسة جراء إملاق العائلين.

لمحة شخصية ضرورية من وحي المناسبة: أنا خرجت في عدة مظاهرات وأنا في الثانوية دون علم أهلي بل وداسي منهم كل الوقت لأني أعرف أنهم لن يوافقو إذا ما إستشرتهم ودون أن يكون خلفي أي تنظيم سياسي.

وتم إعتقالي وتعذيبي 6 مرات منذ السنة الأولى بالجامعة وحتى يوم تخرجي. أيضاً دون علم أهلي ولا موافقتهم، وتعرضت مع زملائي للقمع والرصاص وجرح ومات منا عدد من الزملاء، كلكم تعرفون أيامنا بالجامعة. وقد سبق أن رويت القصص في أوقات سابقة بحكم المناسبة والتوثيق مع أسماء الزملاء “الضحايا” وأسماء من أعتقلونا وعذبونا من النظام ومن أعطاهم الأوامر من الجهاز السياسي، وكنا في غاية الرضى بأقدارنا برغم المعاناة.
هذه الدعوة المضللة والجائرة إن جاءت من أجهزة أمن النظام وحراس رجاله وحراس الأموال المنهوبة كان نقول معليش “وهو يحدث وهم من أطلق الدعوة وبلع البعض الطعم).

إنها دعوة فوق كونها مشبوهة “قطعاً” فهي دعوة إنهزامية وغير واقعية لأنها لا تقدم بديلا للجوع والمرض وكما تتضمر إعطاء المبرر للنظام لقمع المتظاهرين صغاراً وكباراً بذات الحجة (أولي الأمر هم المسئولون) هذا كلام غريب يا صاح!، يعني على الجوعى الكبار مسك الجوعى الصغار عن الإحتجاج على جوعهم، يا للهناء!. هذا طبعا مستحيل.

إن الصغار عندما يحتجون أمام ولاة الأمر الواقع “النظام” فإنهم يحتجون امام ابائهم فهل يقتل أو يؤذي الأب ابنه؟. لا طبعا، إلا أن يكون الأب سايكوبات، وبعد لا وسيلة إلا الاحتجاج أمام الفقر والجوع وحتى النصر أو الموت جوعا تلك هي المعادلة ولا غيرها!
النداء الوحيد الصحيح هو رعاية وصيانة وحماية حق التجمع والتظاهر والتنظيم والتعبير لكل فرد من المجتمع أكان صغيراً أم كبيراً، حتى الأطفال الرضع عندهم هذا الحق إن أستطاعو الحبو إلى الشارع العام وأظنهم فاعلون!.

وذلك من صميم حقوق الإنسان المرعية عالمياً والسودان موقع على هذه المعاهدات منذ الخمسينات. وعلى النظام مراعاة ذلك وهو وحده يتحمل مسئولية إزهاق أرواح الناس إن حدث أو حبسهم أو تعذيبهم، ذلك ضد حقوق الإنسان وضد الدستور أيضاً، لا أحد غير النظام يتحمل المسئولية، لأن لا أحد غيره يفعل الإنتهاك.

ثم أن الثوار الجوعى مهما صغر شأنهم وعمرهم لا يعيرون العالم الواجف اي إهتمام كونهم أمام حوجات اساسية وجوهرية لا مناص منها، هكذا يقول التاريخ!.

محمد جمال الدين
fULF09wk&i#4u3m

تعليق واحد

  1. الاطفال من حقهم يتربو في وطن معافى ،،
    من حقهم يعبرو عن رأيهم،،
    من حقهم يعيشو عيشه كريمة وقولو لا للظلم لا للفساد لا للمحسوبيه👍
    لااااااا للحرامية المفسدين تجار الدين

  2. وهنا تكون البداية ومرة أخري نهدي إليك هذه القصيدة فإنها تمثل الثورة القادمة.
    وصية لأطفال السودان الذين لم يولدوا بعد
    نحن الشعب السوداني الفضل…
    إكتشفنا ضياع هويتنا بعد فوات الأوان
    نحن الذين حاربنا الإستعمار…….
    ولم نحصل يوماً علي الأمان
    شعباً خانع ضائع مقهور تشرزم ……..
    تحت حكم العسكر والأخوان
    قيل لنا صاح الثورالأسود قد قتلت..
    . ولكن أصابنا عمي الألوان
    نحن ظننا إننا فوق الجبال …..
    فوجدنا نفسنا فوق فوهة بركان
    أضعنا وطن كان يجمعنا ….
    ومازلنا نبحث عنه بين الأوطان
    قد تولدون من العدم…………….
    فكل ما حولكم دخان
    تركناكم بلا ثقافة أو إرث ……
    ولكنا تركنا لكم وجدان
    فلا تفرطوا في شبراً من وطن كان إسمه السودان
    ولا تثقوا في عسكر وكل الكيزان
    أو ربيب من الأخوان
    أنتم وحدكم ستستطيعون التفريق بين
    البشر وورثة الشيطان .
    يوماً ستستطيعون عبور وادي الوحل والطين والدخان
    أقيموا وطناً كان إسمه السودان
    أعزرونا فليس هناك أسؤ مما كان
    شرف هويتنا إغتصبوه الأخوان .
    ما حسبناه ضؤاَ في آخر النفق
    كان مجرد هذيان وجرذان
    فقط ندرك إن لم تولدوا من صلب المعاناة
    فستساقون كالقطعان
    نحن أبحنا دمنا للإمريكان وقبلنا الهوان
    فإنهضوا أنتم ضد الأخوان فهم أبناء الإمريكان
    وسحرة كل الأديان .

  3. هم استغلوا هؤلاء الاطفال في احتفالية حوار الوثبة الي الهاوية بالساحة الخضراء واستغلوهم للتضرع لرب العالمين لرفع البلاء الذي صنعوه بايديهم, وعندما خرجوا احتجاجا علي الوضع اللا انساني بدأوا يتباكون علي الصغار…. الا تبا لكم ايها المنافقون.

  4. في أيام مايو كنا نخرج من مدارسنا للمظاهرات , وكان حجراً واحد يسقط فوق “زنك “سقف الفصل كان كفيل بخروجنا من المدرسة ثم التظاهر.

    نقول نعم لخروج طلاب المدارس للإحتجاجات والتظاهرات فهذا يعلمهم عدم الخنوع والقهر ضد أي نظام فاسد ليس نظام البشير فقط إنما أي نظام يأتي من بعده.

    من وجهة نظري خروج الطلاب للمظاهرات هو برنامج سياسي تعليمي فيه يتعلم الطالب حفظ حقوقه وإبداء رأيه بالإحتجاجات إذا ما شعر أن هناك من ينتقصها أو يمنعها عنهم.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..