النهر يصنع مجراه..والثوره تصنع قيادتها…..

رفاق الجرح…واخوة الألم القابع في الصدور….ترتفع الاصوات تخوفا من الثوره التي لا يزفها من نعرف ملامحه.ولم نقرأ شعاراته.والخوف من الانتفاضه التي لم يرسم مساراتها أبطال نعرف تاريخهم وحاضرهم…..
تساؤلات تزرع الشك…وتفرهد أحباطا وحسره…
لكننا بكل ثقة واطمئنان نقول لقد انتظر شعبنا لمن يتقدم الصفوف وقد مل الانتظار….لا نغمط أحدا جهده ولا نقلل من نضال الشرفاء…لكن واقعنا يقول انه
منذ ان جثم على صدرنا كابوس الانقاذ..وتغلغل طاعون فسادهم في المسام…عشنا على احلام الخلاص الاتي …ولكن قدطال انتظارنا لسحائبه فلم تهطل سوى رعودا خاويه …احباطا وحسره… فأدمنا ألم المحاولات الفاشله فكم سمعنا قرع باب التغيير..ننتظر ان يفتح لنا الباب طلائعنا وقادتنا….فلم ينفتح…..ولم يتزحزح…..وكم تبدلت المفاتيح بين دعوة لاضراب..وعصيان ..ومظاهرة محمية..وعمل مسلح… بين الفجر الجديد..ونداء السودان..ولكن هيهات. .. باب الظلم لا يهتز ولا يتحرك…
ونحن جلوس في انتظار مفتاح جديد كنا نعزي روحنا الضائعه باجترار الماضي الجميل..ونقتل الدقائق في طريقنا نحو العدم ولاندري ماذا ننتظر….والي متى سننتظر….الي غد مفتوح النهايات…لن سيأتي…والي فرح اصبحنا نشك في بزوغ تباشيره….
لقد كنا ننتظر وننادي ان يقوم قادتنا ومعارضتنا ببناء الجسور ورسم المسار لنهر الثوره من منبعه للمصب..حتى يسهل الانسياب ويقصر طريق السفر….و لكن قد طال انتظارنا…وتراكم الغضب لحد اصبح الانتظار مستحيلا..فلا غرو اننا نرى غضب الجماهير منفلتا من اسار الانتظار….
الان وقد انقشع ضباب الانتظار يشع كل صباح جديد مؤذنا فينا ان فارس التغيير لن يأتي من ثنيات الاماني والاحلام.
ان التغيير لن ياتي على اجنحة السحاب…ولن تزدهر احلامنا وردا و.لن ينزل علينا وحيا عبقريا ونحن ساجدين في معابد الصمت والانتظار.. .التغيير وكيفيته لن تكن خاطرة عبقريه ستزورنا ليلا ونحن نحلم بالغد الزاهر…المستقبل سنصنعه بايدينا…وباب التغيير نحن من نصنع مفاتيحه..وليس طلائع شعبنا او قياداته.واننا نحن من نعمد قادتنا و
ان الحركه هي من تصنع قياداتها..ستحددها القوى القابضه على الجمر المشبعه بالامل حين يصبح الحراك فرض عين على كل الشرفاء ومن بينهم سيشع نور قادتها
…. ..واليوم نرى هذا المارد يتململ بعد ان سئم من الانتظار لقادم يرسم له الطريق…….سينطلق في دروب الحريه وسيرسم مساراته ليسطر تاريخه..ان.. التاريخ هو ما نكتبه نحن…… و.ان النهر عندما يشتد ساعده يغادر.ضفافه..ليبني مساره في طريقه نحو المصب..يقتلع الجذور الساكنه يغسل الوادي من ادران الفساد نحو الحرية والعداله وعلى شواطئها..سنرسوا
وستحفر السيول دروبها لوحدها بجبرتها وعنفوانها و ستقتلع كل الاشجار الساكنه… ستنطلق الجماهير وستخلق وسائلها ومن رحم النضال اليومي ستنجب قيادتها …ان البركان يرسم مساره والحمم تعرف طريقها نحو المصب.
لقد وصلت الازمة لقمة توترها..والكل يسمع أزيز الانفجار القادم…الوقوف امامها مجازفه…….محاولة تغيير مسارها مخاطره…..فحين تنطلق ستكتسح كل من كان في طريقها..حتى ولو استعصم بجبل الحكمه والخبره ورفع بيارق الثوره واشرعة التغيير ..ان الطوفان قادم لا محاله…نحلم ان يكون سلميا..نغني ونرفع شعارات العصيان..ولكن…فاتت الفرصه لرسم المسار الان..فالشعب سيرسم مساراته..وسيختار ادواته واشرعته…ومن رحمه سينجب قادته.
فليس لدينا الان سوى ان ندعو كل الشرفاء للانضمام لنبض الشارع وهديره المزمجر..فلا تتخوفوا…فمن داخل الغضب سينبت السلام…ومن داخل النضال سيقوى عود شعبنا..وستظهر طلائعه..تحمل أشرعة القياده…فلا تغرقوا في بركة التساؤلات…ولا تلتفتوا للوراء بحثا عن قادة وزعامات…بل فلتكن أعينا وخطانا نحو الشمس وقلوبنا مشرعة ..وحادينا فكرنا وايماننا بانفسنا وعدالة قضيتنا…و من حراكنا اليومي..سيطل قادة من صلب المعاناه..جذورهم من الشعب اليه يعملون و منه يتعلمون….يحققون لنا المستقبل الزاهر…
استعصموا بالامل والثقة في شعبنا وستصنعون قادتكم على هواكم..اما الان فقوموا لنضالكم يرحمكم الله
لكم الود..
بعد ثوره اكتوبر 64 استلمت الاحزاب السلطه ولم ينهض السودان..بعد ثوره ابريل85 استلمت الاحزاب السلطه فاهدتنا الصراعات الحزبية ونظام الانقاذ.. اما هذه المره فلن تستلم الاحزاب السلطه بعد الثوره وانما هذه ثوره الشباب وسوف يستلم السلطه الشباب.. وسحقا” للاحزاب الي مزابل التاريخ
بعد ثوره اكتوبر 64 استلمت الاحزاب السلطه ولم ينهض السودان..بعد ثوره ابريل85 استلمت الاحزاب السلطه فاهدتنا الصراعات الحزبية ونظام الانقاذ.. اما هذه المره فلن تستلم الاحزاب السلطه بعد الثوره وانما هذه ثوره الشباب وسوف يستلم السلطه الشباب.. وسحقا” للاحزاب الي مزابل التاريخ