خطوة الي اين؟

اجل البشير عودته الي البلاد اياما وسيقوم المؤتمر الوطني بحشد انصاره لاستقبال البشير عند عودته الي البلاد واستعمال هذا التجمع لتاكيد شعبية البشير وشرعية الحكومة وبهذا سيفقد العصيان كل معني لان الامر الان صار راي مقابل راي اخر الا ان سيطرة الحكومة علي كل منابر الاعلام والدعاية سيمنحها فرصة لتضخيم الجانب الذي يقف معها. هناك الكثير من المنتفعين من هذه الحكومة الذين يحسبون انها ولية نعمتهم والوضع في السودان شبيه بالاوضاع في كل الدول المتخلفة التي يظن فيها غالب الموظفين وتحديدا في المناصب العليا انهم يجب ان يكونوا موالين للحكومة ويتمادي بعضهم في الدفاع عنها ولا يفهم هؤلاء ان اصل وظيفنهم من الشعب ولخدمة كل الشعب.
المسؤل الاول عن هذا الفشل هي الاحزاب السياسية التي لا تستطيع خلق الاحداث لان قيادتها لا تملك المقدرة علي ادارة الامور وتقف متفرجة مثلها كمثل الفرد الاعزل وعندما يقع اي حدث سياسي بحجم الزلزال الذي وقع منتصف هذا الاسبوع تفشل تماما في الحركة السريعة لمواكبة الاحداث ولا تخطط سلفا لحركتها.
كثير ممن كتب او تحدث ليقدم راي سياسي في ما حدث قفز الي ان الاحزاب السياسية من حيث المبدأ صارت عديمة الجدوي ونسي هؤلاء ان الحزب هو المفردة التي لا قيام للسياسة بدونها ولا لما احتاج حتي اعتي الانظمة الاستبدادية وافصحها لتكوين حزب سياسي وقد علق هادي العلوي علي هذا الامر قائلا انه لو كان عنده حزب سياسي لما كتب اي مقالة لان ما يقدمه الحزب اكبر من كل الكتابات.
لا احبذ الاستدلال بدول الاستعمار الاوروبية ولكن فتنة الناس بها تسهل ايصال الامور نظرة سريعة الي عدد اعضاء الاحزاب السياسية يمكن ان توضح الكثير فوفقا لاحصاءات 2016 عضوية حزب العمال 515000 عضو والمحافظون 149000 ( احصاء 2013) الحزب القومي الاسكتلندي 120000 عضو ولو نظرنا في دول اوروبا الاخري سنجد ارقاما قريبة من هذه.
المهم في الامر ان هذا العدد الضئيل هو من يصنع احداث السياسة في بريطانيا ويمتد اثر بعضها الي الخارج وانا لا اهمل هنا دور المنظمات الاهلية التي تعمل كوسائل ضغط ولكن تبقي الاحزاب هي الصانع الاهم في عملية السياسة.
الواقع في السودان هو ان اكبر حزبين من حيث الكم صارا ورقة في مهب الريح يذهب بها المؤتمر الوطني حيث يشاء فالصادق الصديق عبد الرحمن امام الانصار شريك في الحكم وهو يتحمل وزر انقلاب الجيهة الاسلامية علي الحكومة لانه فرط في النظام الدستوري الذي سعي منذ خمسين عاما ليكون علي راسه واقسم علي حمايته.
اما الحزب الاتحادي فلم يبق من يمكن ان يقال عنه له قيادة او ريادة في الحزب ودخل غالب اهله الحكومة التي يسعي المضربون لاسقاطها بالعصيان المدني الذي هو عمل سياسي كبير يحتاج الي قيادة واعية لديها خطط واضحة لكل مرحلة وعندها الادوات الكافية لفرض خياراتها عندما يحين الوقت.
اكبر واهم النتائج لاحداث الاسبوع الماضي هي انها اوضحت ان مشكلة الحكومة هي مع الشعب وان تتطاول بعض قيادات المؤتمر الوطني علينا لضعف المعارضة لا معني لها . فمع هذا الضعف البين للمعارضة الحزبية الا ان الحكومة اضعف ولو تركت وشأنها ستقوم باسقاط نفسها لحمق من يقودونها وستسقط معها البلاد.
النتيجة الثانية هي الظهور الواضح لحركات واحزاب جديدة نتمني ان تكون قدر الاحداث وتثبت انها جديرة بان تقود البلاد لتخرج بها من طريق التمزق والانهيار الذي تقودنا اليه حكومة المؤتمر الوطني وتعيد الي جيل نشأ في حضن نظام لا يحمل ذرة اعتبار لما يواجه الوطن من اخطار الايمان بان العمل والتضحية في سبيله هي قمة الشرف

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. لماذا لانفوت الفرصة عليهم ونستخدم ذكاءنا ونخرج معهم ونندس وسطهم وطبعا هم حيفرحوا لهذا العدد الضخم فى الاستقبال وبعد ذلك نفاجاهم بهتافتنا المفاجى (كل شخص حسب حالته النفيسية مبسوط من الريس ولا غضبان هذا يرجع لكم ) طبعا هم ماحتخفى عليهم حركتنا هذه ولكن اتخاذ مايلزم من اجراء له ثمنه هل يستطيعون الغاء الحشد الجماهيرى او المخاطرة فكل له ثمنه ونحن فى الحالتين كسبانين (ارباك الخصم وعدم توقع مايحدث هو المهم )
    يلا ندعو الناس للخروج فى استقبال الريس (هل هذا جرم يستوجب المساءلة بقانون التحريض اكيد لا)

  2. لماذا لانفوت الفرصة عليهم ونستخدم ذكاءنا ونخرج معهم ونندس وسطهم وطبعا هم حيفرحوا لهذا العدد الضخم فى الاستقبال وبعد ذلك نفاجاهم بهتافتنا المفاجى (كل شخص حسب حالته النفيسية مبسوط من الريس ولا غضبان هذا يرجع لكم ) طبعا هم ماحتخفى عليهم حركتنا هذه ولكن اتخاذ مايلزم من اجراء له ثمنه هل يستطيعون الغاء الحشد الجماهيرى او المخاطرة فكل له ثمنه ونحن فى الحالتين كسبانين (ارباك الخصم وعدم توقع مايحدث هو المهم )
    يلا ندعو الناس للخروج فى استقبال الريس (هل هذا جرم يستوجب المساءلة بقانون التحريض اكيد لا)

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..