كيف سيوقع الشعب ؟

بسم الله الرحمن الرحيم
انتفض السودان بفعل العصيان..ربما يكون الوصف المناسب لحالة الانتعاش الثوري الي انتظمت البلاد..فاق نجاح العصيان المدني توقعات اكثر المتفائلين..ويكفي أن أطراف النظام غير متفقة على نسبة المشاركين..وقد عدد كتاب كثر مزايا ومكاسب العصيان ونجاحه..أود أن أضيف ملاحظة غاية في الأهمية في كفة المكاسب خرج بها الشعب من عصيانه..وهي أن الفتاوى للمكررة بعدم جواز الخروج على الحاكم ..انحشرت في الزاوية..ببساطة لأن الناس لم يخرجوا أصلاً..وتركوا السلطان في الخارج..فلا حد حرابة في مواجهة الخارجين..
توالي الخطوات المتسلسلة..سيعيد خفافيش النظام إلى كهوفها التي انزوت إليها في ماضي الأيام لتخرج بنهاية العصيان..سؤال برئ..أين كمال عمر ومنسوبي الشعبي وصوتهم..أعادت صياغة المذكرة ومحاولة تسليمها للريس بالتنحي ..الغزل على المنوال الثوري العظيم..ولئن نجح الشباب في القفز على الواقع وتضامن معهم الجميع …في نجاح العصيان ..فيجب أن لا يغيب عن البال القوى التي راهنت عليه على طول الخط ورفضت كل دعاوى الحوار..ويحمد لها أنها واصلت في الطرق على الحديد وهو ساخن.. فبعيد الخروج من العصيان ..كان التلفت بالحيرة والسؤال المحوري ..ثم ماذا بعد ؟..هما سيدا الموقف..فجاءت الإجابة من قوى الإجماع والمحامين وشبكة الصحفيين ولجنة الأطباء والصيادلة…ولو اطلعت على عدد مشاركات بيان لجنة الأطباء وتسجيل الاعجاب..والتعليقات على بيان التضامن ..لعلمت إلى أي مدى ..يتداعى السودانيون..وقد أطلقت كذلك حملة عصينا..
لكن السؤال الذي قفز إلى ذهني مباشرة..بعد الاطلاع على بيان قوى الاجماع بالتوقيع هو..كيف سأوقع ؟..وما يطرح هذا السؤال هو ما حصل في طلب التوقيع في حملة إرحل إبان لانتخابات..فقد كان عبر بداية إحتفال في دار حزب الأمة بقوائم على ورق أبيض مطبوع..وكانت محاكاة لحركة تمرد المصرية..والثابت أن تلك الورقة لم تمر على معظم الشعب السوداني ..فهل تعلمت قوى الإجماع من درس الشباب في إعلان العصيان وتجاوز الأساليب القديمة ؟ لقد نجح الشباب في الحشد عبر استخدام الهاشتاق..وأعترف أنني لم أعمل أي هاشتاق إلا بعد بداية صعود هاشتاق العصيان المدني..عليه من المهم أن تتفق كافة الحملات على شعار أو لوقو واحد وهاشتاق موحد لسرعة الوصول والانتشار..يدعم بمجهود اللجان على الأرض..
أما أبدع الأفكار وهي ليست جديدة ولكن الغطاء كشف عنها…فهي خروج القيادات من داخل الحراك الشعبى..فأكبر أسلحة النظام ..هو شيطنة المعارضة برموزها..ثم اعتقالها..وكانت ملاحظات الشباب ..على بيانات الأحزاب ..بأن العصيان فعل شبابي بعقل جمعي لا دخل للأحزاب فيه..لذلك يجب التأكيد على بروز قيادات الحراك من داخله باستمرار..حتى يتم استقطاب كل الحراك في ماعون واحد