يا سودان — جاك زول ? عثمان حامد يبدا الهجرة المعاكسة

عندما كان فى الثلاثين من عمره وكاى اشاب يتطلع الى افاق اخرى راى انها ضرورة فى حياته بدا صاحبنا يفكر فى عوالم مختلفة تزيده معرفة وقوة ويحقق من خلالها ذاته و ما يتمنى له ولاسرته بعد ان رسم مسارا لحياته وبرنامجا راى ان بقدراته وخبراته ومستوى تعليمه يستطيع ان يصل الي تحقيقها والى ما يريد مستندا الى ثقة بالنفس والى وطنية راسخة بانتمائه لوطن عزيز كان فى ذلك الوقت محط انظار واحترام الشعوب فالشخصية السودانية التى كانت تتبوا المكانة ا الاولى كانت السند القوى له لكى يذهب ويقدم نفسه فى المكان الذى يحدده ويجد الاحترام والتقدير والترحاب والعمل الذى يليق بقدراته وخبراته ..
فى عام 1975 فكر موظف البنك عثمان حامد سليمان بان الوقت قد حان لتحقيق الكثير مما يحلم به وهو الاديب الذى ينظر الى ما حوله بروح الانتماء لمجتمعه الكبير الذى بدا يضيق امام ناظريه وهو يرى خطا كبيرا بدا بعد ما راى ان المسار السياسى فى وطنه بدا فى الانحدار من المكان الذى كان فيه بعد تاميم طال الشركات والمؤسسات الاجنبية والوطنية واحس بالتخريب المتعمد لاقتصاد الوطن وهو الاقتصادى الخبير فى هذا المجال فقاده احساسه الى فكرة الهجرة فكان احد اوائل الذين خرجوا من الوطن الذى احبوه رغم ان كل وجدانه احاسيسه وتفكيرة ترسخت فى حوارى امدرمان واهلها وصخبها المتواصل ليل نهار بالغناء والاهازيج والافراح والاتراح تلك الحياة التى تختلف عن حياة لخليج الخالية من مثل هذا الذى تعود عليه وملك مشاعره واحاسيسه وجعله بغوص فيه بروح الاديب الذى يصعب عليه الابتعاد مما الف . وعاش ..
حدد عثمان وجهته نحو دولة الامارات العربية المتحدة وفى ابوظبى فى المصرف العربى كان المكان الامن الذى احتضنه تدرج فيه الى ان وصل الخبير الاول بالبنك يعتمد عليه فى اتفاقياته الرسمية مع كافة الدول حول العالم واتاح له هذا زيارة معظم دول العالم شرقا وغربا يقدم خبراته العملية بروح السفير السودانى اولا قبل الجهة التى يمثلها وكان نعم التمثيل –الى ان تقاعد قبل اشهر وتم تكريمه التكريم الذى يليق من ادارة المصرف العربى جزاء ما قدم وكان سعيدا وهو المستحق ..لاكثر من هذا
تزوج وانجب الابناء واهتم بمستوى تعليمهم على احسن الجامعات داخل وخارج دولة الامارات وعاشت اسرته حياة مستقرة هانئة ..
ولم تنقطع حياته وروحه لحظة واحدة عن الوطن واهله واصل حياته الادبية ونشاطه الثقافى فى اوقات الفراغ حاضنا لكل الادباء والفنانيين والشعراء والكتاب والصحفيين السودانيين الذين توافدوا من بعده الى دولة الامارات
ما ان ياتى واحدا منهم الا ويسال عن الاستاذ عثمان حامد فهو الدليل والمرشد والموجه وصاحب الراى السديد وهو الكريم الذى يعطى ولا يفكر
كانت داره عامرة بهم وباصدقائه ومنزله بمثابة منتدى ثقافى حيث تجد النقاش فى الفن والادب والتاريخ القصة والمسرح السودانى امتدادا للاغانى الحديثة والحقيبة رواده امثال هاشم حبيب الله وصديق محيسى وعبد الوهاب سمبتيكو وحيدر طه الذى رحل رحمه الله واحمد محيسى ومرتضى الغالى وبدر الياس ومحمد عبد القادر سبيل ومامون العجيمى وعبد الله الشقلينى ومحمد سيداحمد ويحيى العوض وغيرهم كثير لا استطيع ذكرهم فى هذا المقال .
حسن الجزولى الموثق وصديق للاستاذ عثمان قال رايا كتبه يوم تكريمه على موقع سودانيز اون لاين انقله هنا :-
(لعثمان حامد علاقات ممتدة إلى ما لا تتصورون وإلى ما لا تتخيلون، على كل المستويات .. سياسياً واجتماعياً.. ولا نستطيع حصرها او رصدها.والتي أحسب وأزعم أن مبدعنا الشفيف قد تشرب منها ما أعانه على أن يكون مبدعاً صميما)ً!
تعود ابناء السودان ممن طالت بهم فترة البعد عن الوطن ان يخلفوا ابناءهم بعد سن المعاش وايجاد عمل مناسب لهم قبل العودة النهائية للوطن ليواصل الابناء بداية مرحلة جديدة كضمان معاش للاسرة من عوادى الزمان التى اصابت وطننا وجعلتنا نخلف الابناء فى العمل قبل العودة .
ذهبت اليه بعد عرفت بموعد السفر لاودعه وهو العائد الى ارض الجدود والى المكان الذى يحب وسالته عن سبب عودته المفاجىء وانا اعلم انه الف مجتمع ابوظبى واصبح جزء منه فقال لى عارف بقيت لوحدى وكل الاولاود تسربوا وعادوا للسودان وتركوا اعمالهم فى الامارات وفضلوا السودان تسربوا واحدا واحدا واخرهم البنت وفضلت انا وزوجتى لوحدنا ما عارف السبب شنو يتركوا وظائف مهمة وذات رواتب مغرية .
قلت له الا تعرف السبب قال قل قلت له السبب انت وانت من غرس فيهم حب الوطن لهذا تسربوا واحدا واحدا وعادوا الى ما تحب ان تكون ويكون ابناءك وهم لبوا النداء الوطنى وبداوا الهجرة العكسية ومثلما بدات انت الهجرة فى وقت لم يكن الهجرة ضرورة لكل السودان انت اليوم بوطنيتك ايضا بدات الهجرة العكسية وتكاملت واسرتك فى المكان الذى احببت ..
ويا سودان جاك زوول خبير فى الاقتصاد واديب ورجل مجتمع من الطراز الاول نفتقده فى ابوظبى وتنعمون باللقاء به فهنيئا لكم– مع تحياتى
معالى ابوشريف
[email][email protected][/email]