الثورة من أجل هؤلاء

سهير وأماني وسوسن ..ولكل منهن قصة تحكي عن المعاناة القاسية التي يكابدنها من أجل توفير لقمة العيش لأسرهن..وحبة الدواء للمريض ..وحق المواصلات ورسوم الدراسة للتلاميذ. هن يحصلن علي أجر زهيد ..لا يتعدي الحد الأدني للأجور ..بضع مئات من الجنيهات ..لا تكفي ثمن رغيف الخبز خلال الشهر ..وكل الاسعار ترتفع ..لان تجار السوق الاسود هم من يصدرون القرار الحكومي.. تقضي سهير وصويحباتها نهارهن ..وعليهن تقع مهنة نظافة مكان عملهن ..غرف المرضي والاطباء ..والاداريين ..وهي نظافة علي مدار اليوم وتشمل المراسيل وجلب الفطور والشاي لمن يرغب .. وبعد يوم العمل الشاق لكل منهن يوم عمل مسائي قاسي..إما الجلوس علي البنبر أمام الكانون وبيع الشاي حتي منتصف الليل ..أو عاملة نظافة في عيادة دكتور مسائية تتحصل منها علي 25جنيها في اليوم تعطيها لبنتها الطالبة في الجامعة كمصاريف للمواصلات والفطور .. وفي غمرة شقائهن ..للعيش الكريم ..تطحنهن الملاريا ..والامراض الوبائية ..ولا يستطعن شراء الدواء..وتمرض البنت الجامعية والدواء الذي كانت تحصل عليه الام بالتقسيط المريح من صيدلي ذي شهامة ..بات منعدما بعد ارتفاع سعره نتيجة القرارات الكارثية .. ولو كانت الحكومة تلقي بالا للشعب ..لما كان حالهن هكذا ..ولعثرن علي الوظائف في مصانع انتاجية أو مشروعات زراعية ..ولكن الاقتصاد منهار ..ولو كانت الحكومة تصرف المال علي الصحة لوجدن الدواء والعلاج المجاني والتعليم المجاني ..ولكن يشقي الناس بفعل سياسات النظام التي تزيد الأغنياء غني والفقراء فقرا . ومع ذلك فأنهن يدركن أن العلة في الحكومة وأن التغيير حتما قادم ..ولن ينتظرن الثورة في بيوتهن بل سيخرجن للشوارع .اليوم عصيان مدني وغدا مظاهرات واضراب سياسي تصدر القرارات الرديئة من الطغمة الطفيلية ..والهدف جمع الاموال من اجل الحرب والتمكين ..علي حساب الصحة والتعليم وقوت الناس ومستقبل أبنائهم . ولكن الشعب ..بمن فيه أماني وصاحباتها ..يعرف ان قطار الثورة قد انطلق ..ولن يقف الا عند محطته الاخيرة ..حيث العيش الكريم ..والوطن الحر .ماقد كان وما سيكون.

[email][email protected][/email]