تمسْكَن حتى تمكَّن ثم صار يسرق شعبه

دقت الأجراس في الكنائس
وارتفعت الأصوات في مآذن المدينة
تلبدت السماء في الخرطوم بالغيوم
تنذر بالرحيل
قد جاء دورك في الرحيل
فغدا سترحل يا عمر
فما عادت الخرطوم تحتمل انتظار
ولا حاراتها العتيقة
وساحاتها التي شهدت
رقصاتك المملة والسخيفة
وحولك المطبلون
والمصفقون
الحاضرون على موائد السلطان
يأكلون لحم شعبهم ويضحكون

ثلاثون عاما … إلا بضعة
من السنوات مرَّتْ
والناس تعيش في جحيم
قفزة الأسعار من هنا تلفح الوجوه
فيا لها من قفزة رهيبة في المجهول
والحروب من هناك… تقتل الأمل
تقتات بالحيوان والنبات والبشر
ومن لم يمت بالحروب والمرض
ففي غياهب السجون
او في المنافي البعيدة
يبكي على الوطن الجريح
وأنت … أنت كما هو
تسدر في غيك القديم
تزرع الوهم… في النفوس الحالمة
والوطن يحتضر… يتلاشى
يجترُّ في المآسي
جرحت كبرياءه
وأرٍقتَ ماء وجهه
أكلت لحمه ودهنت شحمه
فتركته كعظم كلبةٍ في موائد اللئام
فهل من أمة مثل أمتي
نكبتْ وضحَّتْ
لأجل منافقٍ
تمسكن حتى تمكن
ثم صار يسرق شعبه
فما يزال عند ظننا به
يدلَّل الوطن
يبيع أرضنا
ويقبض الثمن
لينتفخ جيوبه..
وجيوب من بقربه
في قصر شعبنا البئيس
والمطل للبحر
هلا رأيت البحر من هناك
صادق بالوعد دونما نفاق
حالم كالبدر في ليلة التمام
وتجود من أموالنا لغيرنا
ونحن أحوج ما نكون
لحفنة من قمحنا
لنسد جوعنا
قد جاء دورك في الرحيل
فغدا سترحل يا عمر

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..