التغيير ليس محطة بل محطات متتالية ..وظفر اكيد

تلمح في وجوه البعض وفي كتاباتهم وحتى في كلامهم ؛ الذي يرتفع أحياناً حد الصراخ ؛ تلمح إحساساً بأن العصيان الذي تم ابتداره يوم الأحد 27 نوفمبر هو الضربة القاصمة للنظام ،
ولم يدركوا أن العصيان المدني الذي تم ، وفي ظل هذه الظروف ، إنما هو محطة نضالية في سفر التغيير ، وأن هذه المحطة أحدثت تراكماً نضالياً ضخماً في طريق الإنتفاضة رغم أنف النظام.
لقد ظللنا نؤكد مراراً في كل الكتابات والتعليقات أن طريق الانتفاضة طويل وشاق ويحتاج إلى نفس طويل لتثوير الشارع وتوسيع مدي المشاركة في فعل التغيير.
المطلوب في هذه المرحلة هو الحفاظ على جذوة ومكتسبات العصيان ، والعمل عليها في توسيع مناهضة ومقارعة النظام الذي أثبت ضعفاً منقطع النظير.
كنا نأمل أن يكون العصيان نتيجة لعمل واسع في الشارع ، بعد الإجراءات الأخيرة التي تبعها زخم نضالي كبير ومتصاعد ، ولكن ارتأت بعض الفئات – تحديداً الشباب- اقتراح العصيان المدني كصيغة احتجاجية، والذي اكتسب صفته في هذا التوقيت ، بأنه دفعة باتجاه الانتفاضة وليس الضربة القاضية ،
لذلك علينا الالتزام بمواقفنا من هذا النظام وبنهجنا في النضال الدؤوب والصبور لإسقاط النظام بمشاركة أوسع الجماهير ، حتي يكون هذا التغيير مفصلياً يضع البلاد في طريق التقدم والعصرنة ، متجاوزاً كل إخفاقات الماضي في الارتداد والغدر بالثورات.
ولذلك نقول ؛ أن استمرار النضال وتصعيد زخمه يعمل على تعميق الفرز بين قوى الردة والمساومة وسُرّاق الثورات من ناحية ، وبين قوى التغيير الحقيقية من ناحية أخرى .
ومن الضروري ربط النضال بما هو مطلبي مهني وسياسي ، ودونما تجزئة ،
وأن يعبر عن تطلعات تلك الجماهير المتشوقة، الثائرة والتي أثبتت استعدادها متى ما عبر عنها برنامج ، ومتى ما أخذت دورها وحقها في التغيير الجذري ،
وليس كما حاول النظام وبمساعدة قوى التسوية إبعادها وتخديرها مرات عديدة ؛ ليس آخرها ما سُمىّ بحوار الوثبة ؛ وتشويه مآلاتها بوضعها على مقاعد المتفرجين منذ أول أيام انقلاب 30 يونيو ، مهما اختلفت الصيغ والارتباطات ؛ سواء كانت ارتباطات داخلية بمصالح النظام والفئات الرأسمالية الطفيلية ، أو ارتباطات أخرى تعبر عن أجندة ومخططات خارجية.
وعلى العكس ظلت هناك قوى تناضل من أجل الجماهير ؛ وهى القوى الساعية لإسقاط النظام، والتى عملت وقدمت – وما زالت- تضحيات ونضال يومي ، وهي التي سعت لتثبيت حق هذه الجماهير الثائرة في خيارها ودورها التاريخي والطبيعي بتغيير عجلة دوران البلاد العكسية، وتحقيق دولتها العصرية، وانزال البديل الوطني الديمقراطي التقدمي الى أرض الواقع ، عبر الإضراب السياسي والعصيان المدني وصولاً إلى الانتفاضة الشعبية كسلاح مجرب لإسقاط الديكتاتوريات.
إن أهم موجبات المرحلة هي تكوين جبهة عريضة تتسع لكل قوى الشعب السياسية والفئوية وخاصة الشباب، ليس لإسقاط النظام فحسب وإنما للاتفاق حول رؤية واضحة لإدارة مرحلة ما بعد إسقاط النظام، والتي تُعتبر مرحلة مفصلية في إزالة كل مهددات الديمقراطية ؛ والقضاء على مرتكزات الديكتاتورية السياسية والاقتصادية والتشريعية ، حتى نضمن الخروج النهائي من خطر الردة على الديمقراطية.

[email][email protected][/email]
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..