مناشدة بعودة كل السودانيين بالخارج لانجاز الثورة و التغيير

قد يبدو من الوهلة الاولى امرا سخيفا و هزيلا و غير مجد في ان واحد, الا انه ليس مستهيلا اذا أخذ بعين الاعتبار , لطالما استشعر الغالبية باهمية التغيير و الامل على العيش في وطن متمدن و يستنهنض الولوج الى تاريخ الحداثة الذي ما زال عنه بعيدا .
الفكرة ليس معقدة و لا بذات تكليف كما يخيل الى البعض اذا ما قورنت باهمية الوطن و الحالة التاريخية التي انزوت اليها , ان اعظم ما يحمله الانسان في دواخله و وعيه يكمن في حبه للام التي هي بمثابة الهة الارض في الحضارات التاريخية العظية , و الام هي مرجع الانسان الاول و الاخير . و الام هنا لست اقصد به من الناحية البيولوجية او حتى على مستوى الجنب الاجتماعي و انما ( الوطن) .
اذا ثبتنا فرضا ذلك فكيف يمكن ان يعيش الانسان و يحيا بلا جذور بلا وجدان “و هذا لا يعني ان ننزوي وراء عقدة الكوترا و االقيام بعمليات الاسقاط” .
ما يدفعني الى قول ذلك و طرح هذا المقترح الذي يعد بمثابة احلام طوباوية من انسان عاجز هو ما توصلنا اليه نحن الذين لا حول لنا و لا قوة ازاء تغيير هذا النظام الجاثم , لذا ارى انه يمكن لنا ان نحول مسئولية الى كل من يعتز و يفتخر بان له ام , بغض النظر عن مكان وجوده . حيث اصبحت ضرورة التغيير واجبا ملحا ينتفي عدم التنصل منه .
اتيقن جيدا انكم تعلمون كيف هو الحال في السودان , حيث استشرى الفقر و عدم الحيلة حتى عدم القدرة على مجابهة فاشيست النظام الغاشم . اناس مستسلمون يبحثون عن لقمة العيش التي لا تكفي حتى ان تدخر ليوم وااحد ,المرض يغتالهم صبحا و عشية , ناشطون يدون يعدون على اصابع اليد, طلاب مقهورون لم تتوفر لهم ما يكفي لشراء الشيتات , باعة متجولون بين مطارة البلدية و الكشات ,موظفون راتبهم لا يكفي لتذكرة المواصلات…..
و فوق كل ذلك نحن نتحدث عبر الاسافير و نرفع الصور و التوثيقات المزيفة التي تثير المشاعر و تغليها و تخيل بان الجمرة اتقدت و الشرارة قد اشتعلت . الكلام الجدي الذي ارجو ان يكون محط نظر و مراجعة ان التغيير واجب وطني يجب انجازه.
لكل وطن الغازه و نموذجه للانتقال و التدرج التاريخي من حيث المثال ” فقد تغيرت فرنسا عبر ثورة حفظت لها وجودها بين الامم, اميركا اخذت بنموذج اخرجته من الطبقية العرقية , اليابان اخذت بالوحدة الاجتماعية لانجاز الثورة الصناعية و التكنولوجية , روسيا اخذت بوحدة العمال و الفلاحين فنهضت الى الدول الاكثر نفوذا ….” و الامثلة على ذلك كثيرة.
ما اراه ان السودان يمكن ان يتخذ وسيلة مغايرة لكل تلك التي سبقتها فيها الدول و ان ياتي بنموذج فريد طالما عجز الانسان بالداخل , و هذا النموذج في اعتقادي يمكن ان يكون ب” عودة كل السودانيين خارج ارض المهجر و الالتفاف حول الوطن لانقاذه من السقوط في قاع الهاوية الذي هو فيها اصلا لكن قبل ان تنهار و تتلاشى” كما قلت في البداية قد يبدو الامر هزيلا و بعيدا عن الخيال ان يقبل الكل بالعودة و الانخراط في ايجاد الحلول , ولكن اذا ما وضعنا في بالنا اهمية الوطن لهرعنا جميعا لنداء الفلاح.
في اعتقادي ان معظم من في الخارج لديه ما يكفية للمعيشة لمدة 3 شهور على الاقل في السودان . بما يعني انه يمكن ان تستقطع شهرا واحدا من وجودك هناك كي تاتي و تعود اذا ما لم تستطيع ان تقيم نهائيا . و تذكر بان من لا اصل له يعيش كالانسان الذي تم استنساخه من مخلوق مشوه لا يجد لذاته مهما هرب و تماهى اي قيمة و اعتزاز .
و انا متفاءل انه قد يحين تلك اللحظة التي تكون هذه الوسيلة احد البدائل
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..